فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7282 - 2022 / 6 / 17 - 17:44
المحور:
الادب والفن
السيجارةُ الأولَى :
أُخزِّنُ فيهَا خوفَ الغرفةِ الفارغةِ
منْ أرقٍ مُسْتَحْدَثٍ...
غزلَتْهُ أصابعُ الوحدةِ
وهيَ تنسجُ حكايةُ حبٍّ عابرٍ ...
يدخلُ منَ البابِ
واقفاً /
ويُهاجِرُ منَ الشباكِ
منحنياً /
كظلٍّ لَا قامةَ لهُ...
السيجارةُ الثانيةُ :
أستعْمِلُهَا ضدَّ فُوبْيَا النومِ
في عزلةِ اللونِ ...
لقاحاً /
ضدَّ الصمتِ
حينَ غادرَ الغرفةَ
جباناً /
كشبحٍ يخافُ البياضَ...
السيجارةُ الثالثةُ :
أُزوِّدُ بهَا القمرَ
ليشتعِلَ أكثرَ...
فيُؤْنِسَ الليلَ
حينَ ينامُ عارياً /
في سريرِهِ ...
ويَأْ رَقُ وحيداً /
في سريرِي ...
يبحثُ تحتَ الوسادةِ
عنْ أحلامِ اليقظةِ أوِ النومِ...
مُقاوِماً /
اكتِئابَ مَا بعدَ الولادةِ...
السيجارةُ الرابعةُ :
توقِظُ ذاكرةَ الغيابِ...
ليلثُمَ شفاهَ الحبِّ
فلَا تنطفِئَ في الرمادِ...
ذكرياتُ اللقاءِ
التِي لثمَتْهَا سُرَّةَ الرحيلِ...
السيجارةُ الخامسةُ :
تُرتِّقُ ندوبَ الحبِّ على جسدِ امرأةٍ
خانَهَا العمرُ ...
لكنَّ الحبَّ لَمْ يخُنْهَا
لمْ يتبخَّرْ /
رغمَ أنَّهُ ازدادَ حرارةً ...
والقاعدةُ تقولُ :
الضغطُ يُولِّدُ الإنفجارَ...
على العكسِ
كلمَا ازدادَ حرارةً لَا يتبخرُ...
يولدُ منْ جديدٍ
طفلاً كبيراً...
البخارُ /
يحملُ أنفاسِي ...
في أنفاسِ الخائبينَ والخائباتِ
في الحبِّ ...
ماءُ الحبِّ ...
لَا يُشبِهُ ماءَ الشربِ
نشربُ ماءَ الشربِ يتبخَّرُ...
كلمَا سخُنَ /
وماءُ الحبِّ ...
كلمَا سخنَ /
لا يتبخَّرُ ...
كمَا السيجارةُ /
لَا تحرقُهَا سحاباتُهَا
لكنَّهَا تحرِقُنَا حدَّ الفناءِ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟