أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - محنة الراسمالية مع الحرب الحرب في اوكرانيا














المزيد.....

محنة الراسمالية مع الحرب الحرب في اوكرانيا


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7281 - 2022 / 6 / 16 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النظام الاقتصادي الرأسمالي لا يسمح للدولة بالتخل الاقتصادي, أي لا يمكن للدولة ان تقرر نوع الإنتاج والخدمات , ولا يمكنها التحكم بإرادة العمال , وليس لها شغل بالأسعار. أسعار السلع والخدمات يحددها السوق عن طريق المنافسة التامة بين الباعة والمشترين . الاقتصاد الرأسمالي يسمح أيضا باختصاص الدول في الإنتاج , الدول الزراعية تحتاج التركيز على الزراعة وتطويرها وبذلك يزداد انتاجها و يرتفع دخلها , فيما يدعو الدول التي تملك رأسمال الكبير بالتركيز على الصناعات الرأسمالية مثل صناعة المعدات الثقيلة , البتروكيمياويات , الصلب والحديد . واكثر من ذلك , تدعو النظرية الرأسمالية الى عدم فرض الضرائب على الصادرات والاستيرادات , أي ان السلع والخدمات تدخل وتخرج الى و من البلدان بكل حرية .
هل التزم الغرب او أصحاب النظرية الرأسمالية بما قالت النظرية ؟ كل من يراقب احداث الحرب في أوكرانيا وما اعقبها من فرض عقوبات اقتصادية غربية على روسيا سيقول لا, لم تلتزم الدول الصناعية بما كانت توعظ به من منافع للنظام الرأسمالي .
كان اول خرق للنظرية الاقتصادية الرأسمالية هو مقاطعة شراء النفط الروسي , والتي بسبب هذه المقاطعة زاد سعر البرميل الواحد باضطراد في الأسواق العالمية حتى وصل بما يقارب 122 دولار . أي لم ينتج من هدف فرض المقاطعة الا موجة غلاء في اروبا والعالم , وتكدس أموال إضافية في الخزينة الروسية . التضخم المالي وصل في الولايات المتحدة الى اعلى مستوى له منذ 40 عاما , 8.6% , فيما وصل التضخم في اوريا الى 7.5% وهو الاخر الأعلى منذ 1991 . نفط روسيا لم يتوقف بل ازداد شهر بعد شهر , حتى ازداد الشهر الماضي بزيادة قدرها 130 الف برميل , أي وصل الى 10.55 مليون برميل بعد ان كان في الشهر السابق 10.37 مليون برميل وبهذا زاد الفائض المالي في الميزانية الاتحادية مبلغ 1.495 ترليون روبل بين شهر كانون الثاني الى نهاية شهر أيار.
أسعار الغاز صعدت الى 1541.7 دولار لكل الف متر مربع , وهو اعلى مستوى منذ اندلاع الحرب , فيما يتوقع خسائر أوروبا من ارتفاع أسعار الطاقة فقط 400 مليار يورو إضافية , فيما اضطرت اروبا بدفع 95% من قيمة صادرات الطاقة الروسية لها بالروبل , وبذلك حقق الرئيس بوتين هدفه , وهو رفض التعامل مع العملات العالمية, الدولار واليورو .
بعض المصانع ذات الاستخدام الكثيف للطاقة , معامل الأسمدة, البتروكيمياويات, الصلب والحديد , أغلقت أبوابها في بعض المدن الأوروبية مسببة تسريح الاف العمال . دميتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الامن الروسي اكد قبل يومين ان الأوروبيين يعانون من نقص الطاقة وستزداد حجمها , فيما ان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر كبرى شركات النفط في البلاد من انه قد بفرض حالة الطوارئ لتعزيز انتاج مصافي النفط . وبسبب ارتفاع أسعار الطاقة في الأسواق العالمية , اقترح الرئيس الأمريكي الى تشكيل تحالف للدول المستهلكة للطاقة هدفه هو تشكيل كارتل يتم من خلاله التحكم بأسعار النفط ولكن هذه المرة ليس من قبل المنتجين وانما من قبل المشترين , وهو خرق اخر للنظرية الرأسمالية التي ترفض الاحتكار والذي استخدمها الغرب سيف مسلط على رقبة الدول المصدرة للنفط في أعوام السبعينيات من القرن الماضي . لقد اتهموا الدول المصدرة للنفط باحتكار مادة النفط و اتفاقهم على تسعيره في السوق العالمية على الرغم من الرفض المتكرر من قبل منظمة اوبيك لهذا الاتهام .
اكثر من ذلك , الكل يتذكر قبل أيام الحرب في أوكرانيا , ان الولايات المتحدة الامريكية هي التي كانت تدعو دول اوبيك برفع أسعار نفطها في الأسواق العالمية حتى يتمكن النفط الأمريكي التنافس في الأسواق العالمية , بعد ان تم تطوير المكائن المستخدمة في انتاج النفط الصخري و تحول البلد من مستورد للطاقة الى مصدر لها . قرار الدول الصناعية بتشكيل منظمة للمستهلكين للطاقة يعارض النظرية الاقتصادية وبنفس الوقت يضيف شاهد اخر الى حماية الدول الصناعية لمصالحا بكل الطرق حتى لو تطلب الامر العمل ضد النظرية الاقتصادية والتي ظلوا يسوقون لها منذ 500 عام.
خرق اخر يقوم به الغرب للنظرية الاقتصادية , وهو الضغط على المملكة العربية السعودية بزيادة انتاجها من النفط من اجل تخفيض سعره في الأسواق . حسب النظرية الاقتصادية , فان المنتج هو الذي يقرر كمية الإنتاج وبكل حرية , وان السوق هو الذي يقرر سعره , لا ان يفرض على المنتجين بالتلاعب في حجم الإنتاج من اجل التلاعب بأسعاره.
الا ان , وبموجب وكالة بلومبرغ , ان الرئيس بايدن قد اكتشف مؤخرا ان العقوبات "المفرطة " ضد روسيا رجعت على صاحبها , حيث ان الكثير من الشركات الغربية غادرت السوق الروسية , والان ادرك ان هذا الوضع يضرب الاقتصاد الأمريكي , حيث بدء المسؤولون الامريكان يلاحظون تدريجيا ان سلاسل التوريد تتعطل وان التامين على امدادات الحبوب اصبح مستحيلا. وبالمناسبة , فان سياسة فرض العقوبات الاقتصادية هي الاخر مخالفة نظام السوق , لأنها تؤدي بالأضرار للمنتجين في الدول المحاصرة واضرار للمشترين في الدول المشاركة في العقوبات.
لا اعتقد ان العقوبات الغربية ستستمر طويلا , لان الغرب , كما هو معروف, ليس له المعدة لهضم تراجع اقتصاده , وتسريح الملايين من العمال والتي في الأخير ستتحمل تكاليف معيشتهم . لهذا السبب بدأت أصوات من أوروبا وامريكا تصرح بضرورة وقف الحرب و دعوة الرئيس الاوكراني بالتنازل عن بعض أراضيه اذا تطلب الامر. كان اول الداعين لذلك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي قال سيتعين على الرئيس الاوكراني اجراء محادثات مع روسيا لأنهاء النزاع, فيما صرح وزير الخارجية الامريكية توني بلينكين ان واشنطن ستحترم قرار كييف الرسمية اذا قررت تقديم تنازلات إقليمية لروسيا . هذا التصريح اعاده أيضا جيك ساليفان , مستشار الامن القومي للرئيس الأمريكي والذي قال فيه , ان" الولايات المتحدة لن تضغط على السلطات الأوكرانية لتقديم تنازلات لروسيا."



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسعار النفط في طريقها الى التراجع.. ماذا على العراق فعله ؟
- بغض النظر عن من هو الفاعل , قصف اربيل يجب ان لا يغلق ملفه
- هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟
- الغرب يخسر معركته مع روسيا الاتحادية
- حديث مع دعاة التطبيع
- العراقيون يرفضون التطبيع
- لماذا لم تنجح العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا الاتحادية ...
- رسالة اقتصادية سعودية الى العراقيين
- العواصف الترابية في العراق من صنع الله , امريكا . ام االبشر ...
- بعض اسباب دعم الشعب الروسي لقيادته
- احصاء شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاخيرة
- اسئلة ما بعد كورونا
- ما هو مشروع - الديانة الابراهيمية- ومن هم معارضيه ؟
- التعامل مع مرض السكر -النوع الثاني
- الاعمال في خواتيمها
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الث ...
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الا ...
- العلاقة بين التضخم المالي والركود الاقتصادي في نظام السوق
- طيور السنونو لم تعد تزور بغداد
- بين عقوبات العراق وروسيا


المزيد.....




- العثور على حطام طائرة نائب رئيس مالاوي المفقودة.. والكشف عن ...
- ماذا يتضمن الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة الذي وا ...
- الملك عبدالله يكشف قيمة المساعدات التي قدمها الأردن لغزة وال ...
- العرض العسكري لقوات أمن الحج في السعودية يثير تفاعلا.. ولقطة ...
- رئيس الوزراء الصيني يزور أستراليا
- من داخل محاكمة نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن
- ملك الأردن مفتتحا المؤتمرالدولي للاستجابة الإنسانية بغزة: نق ...
- زيلينسكي: تم تدمير 80% من توليد الطاقة الحرارية وثلث توليد ا ...
- قنابل موجهة فرنسية تفقد فاعليتها عند إطلاقها من -سو-25- الأو ...
- طائرات SJ-100 الروسية المجهزة بمكونات محلية تبدأ اختبارات ال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - محنة الراسمالية مع الحرب الحرب في اوكرانيا