أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - بعض اسباب دعم الشعب الروسي لقيادته















المزيد.....

بعض اسباب دعم الشعب الروسي لقيادته


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7251 - 2022 / 5 / 17 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان هدف مقالتي السابقة "إحصاء شعبية الرئيس فلاديمير بوتين الاخيرة" هو تعريف القارئ على كيفية اختيار عينة من مجتمع معين احصائيا , وليس الهدف منه التحدث عن شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين , والذي بالفعل حصل موافقة 83% من الشعب الروسي في عمليته العسكرية ضد اكرانيا , وان هذا الرقم قد استقبله الاعلام الأمريكي دون تحفظ او تردد او مناقشة صحته ,ولكنه اعتبره نتيجة خداع و تضليل الاعلام الروسي لشعبه .
على كل حال, دعنا عن الاتهامات والاتهامات المتبادلة ونبدئ بالحقائق الموضوعية , وهي , لماذا دعم الشعب الروسي العملية العسكرية في أوكرانيا وتقبل كل أنواع عقوبات الغرب المتحضر حتى وصل الامر منع الموسيقى الروسية !
أولا. صحيح ان الرئيس بوتين قاد السلطة لفترة طويلة في روسيا ولم يسمح للعملية الديمقراطية الانطلاق , الا ان هذا لا يمنع ان يتفق شعب روسيا معه عندما يتعلق الامر بأمن بلادهم وهذه عادة الشعوب الاصيلة. الشعب المصري والشعب السوري صفق الى الراحل جمال عبد الناصر واديب الشيشكلي عندما اعلنوا الوحدة بين مصر وسورية على الرغم من كلا الشعبين كانا غير راضين من ديكتاتورية كلا القائدين . كما وهتف الشعب المصري بحياة الرئيس الراحل أنور السادات حينما دخل في حرب 1973 مع الكيان الصهيوني و حرر سيناء بعد مفاوضات صعبة. وكل الشعب العراقي صفق الى صدام حسين حينما قرر تأميم نفط العراق وطرد شركات النفط الأجنبية . فلاديمير وان كان متسلطا وديكتاتوريا , الا ان تحركه نحو أوكرانيا كسب عطف شعبه .
ثانيا . الشعب الروسي يخشى دخول الأجنبي بلاده . نابليون قتل من الشعب الروسي ما يقارب 400 الف ولم ينسحب الا بعد قرار حرق موسكو واستنفاد قدرته على البقاء في البلد . وفي الحرب العالمية الثانية قدم الروس ما يقارب 27 مليون ضحية , وهو ضعف عدد نفوس دول الخليج العربية , وتعرض مدنه الى الدمار الشامل ومعاناة شديدة على من بقى على قيد الحياة . شعب روسيا لا يريد ان يعاني ما عاناه سابقا من ويلات الحروب على ارضه.
ثالثا. ان استمرار تمدد حلف الناتو نحو الحدود الغربية لروسيا قد حذرت منه القيادة الروسية في كل مناسبة , ولكن كالعادة , الغرب لا يريد ان يسمع الا صوته . العالم وصل الى شفى حرب نووية عام 1963 بسبب ازمة الصواريخ الروسية في كوبا ولم تهدئ الحال الا بعد ان قرر الاتحاد السوفيتي بسحبها . كوبا تبعد عن واشنطن حوالي 6000 كيلو متر , فيما ان كييف تبعد عن موسكو حوالي 600 كيلو متر . بكلام اخر, خمسة او سبع دقائق تحتاج الصواريخ الحديثة لدك موسكو.
رابعا . على ما يبدوا , ان لم يقرر فلاديمير بوتين الهجوم على أوكرانيا , لكانت الان روسيا تقاتل جيوش أوكرانيا داخل الحدود الروسية او على الأقل الاستيلاء على كثير من الأراضي التي تدعي روسيا بانها تعود لها. ولو أراد الغرب انهاء المشكلة لاستطاع بكل سهولة , ولكن على ما يبدوا ان الغرب لا يريد احد منازعته على قيادة العالم والتي أصبحت محل قلق لكثير من الدول التي تريد حرية اختيار سياستها الداخلية والخارجية.
خامسا. سياسة الغرب في فرض العقوبات الاقتصادية اتعبت الدول وارعبتهم و افقرت شعوبهم . العقوبات الاقتصادية ما هي الا طريقة لإذلال الشعوب واضعافها حتى تكون لقمة صائغة لهم . انها توقف التنمية الاقتصادية, تؤدي الى مجاعات وكوارث إنسانية , واكثر من ذلك إهانة الى تاريخ وثقافات الشعوب . بدون منازع, التكنولوجية الغربية خدمة العالم وطورته نحو الاحسن , ولكن يجب ان لا تكون هذه التقنية على حساب كرامة الشعوب .
سادسا . هذه الحرب , واعني في اكرانيا كشفت حجم نفاق الغرب وهم يرددون شعار الديمقراطية , السيادة الوطنية , الحرية , وحقوق الانسان . من ينادي بهذه الشعارات عليه تطبيقها في فلسطين وفي اكرانيا , في فرنسا وفي شمال افريقيا, في بريطانيا والشرق الأوسط , ولا يستعمل هذه الشعارات الحلوة من اجل ابتزاز الدول التي تعارض سياسته .
سابعا . لا حبا ل بوتين ولا كرها ل بايدن , العالم في حاجة الى توازن او تعدد الأقطاب . السياسة الحالية للغرب ترعب المعارضين له . وطالما لا يوجد هذا التوازن فان المشاكل العالمية عالقة تبقى دون حل . لقد وصل الامر ان تعلن وزيرة الخارجية البريطانية بان بلادها لا تريد تغيير النظام في روسيا , وكان روسيا دولة من دول الموز , او يأتي رئيس دولة صغيرة من دول البلطيق ليعلن ان روسيا " دولة إرهابية" ودولة أخرى تريد " عزل روسيا " من المجتمع الدولي. لقد وصل الاستعلاء حتى على الدول العظمى , فكيف بالدول الصغيرة !
ثامنا . اعتقد ان هذا التوازن قادم الى العالم قبل به الغرب ام لا يقبل به , وان هذا التوازن سوف يكون من احد نتائج الحرب في أوكرانيا , لان فلاديمير بوتين يعرف جيدا ان ربح روسيا الحرب في اكرانيا سوف لن ينهي قوة الغرب او يؤدي الى انهيار أمريكا, ولكن فشل روسيا في اكرانيا او هزيمتها يعني انهيار روسيا , وهذا ما لا يقبله الشعب الروسي .
تاسعا. العقوبات الاقتصادية ضد روسيا بدون شك سوف تعرقل التنمية الاقتصادية فيه ولكن سوف لن تكون قاتلة للنظام . العقوبات الاقتصادية ستوجع الشعب الروسي , ولكن لحد كتابة هذه السطور لم تستطع أي مقاطعة اقتصادية اسقاط دوله , بل على العكس من ذلك , العقوبات الاقتصادية ترفع من معنويات الشعوب والتفاف حول قيادتهم باسم الوطنية وحماية السيادة له, وهذا ما سيجري في روسيا ايضا. بالمقابل , فان اوجاع العقوبات الاقتصادية سوف تقع على شعوب الدول التي فرضت العقوبات على روسيا . يكفي من القول , ان التضخم المالي و التراجع الاقتصادي ضرب العالم الان بكامله.
عاشرا. العالم سوف لن يكون اكثر امانا بعد الحرب في اكرانيا , و تمدد الناتو نحو الحدود الروسية بعد ضم السويد و فنلندا. اترك القارئ مع تصريح الخبير العسكري الروسي , ايغور كوروتشينكو حول ادخال السويد وفنلندا حلف الناتو , يقول الخبير " ان اهم الإجراءات التي ستساعد روسيا في احتواء توسع حلف الناتو هي ادخال تغييرات على العقيدة العسكرية للجيش الروسي , وكذلك تحديد شروط استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ردا على عدوان محتمل , فضلا عن تجهيز صواريخ " كاليبر" و " إسكندر" في الاتجاه الغربي برؤوس حربية نووية". بكلام اخر, أوروبا سوف تبقى خائفة , مرتعبة , تعيش ظروف الحرب لفترة طويلة جدا .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احصاء شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاخيرة
- اسئلة ما بعد كورونا
- ما هو مشروع - الديانة الابراهيمية- ومن هم معارضيه ؟
- التعامل مع مرض السكر -النوع الثاني
- الاعمال في خواتيمها
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الث ...
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الا ...
- العلاقة بين التضخم المالي والركود الاقتصادي في نظام السوق
- طيور السنونو لم تعد تزور بغداد
- بين عقوبات العراق وروسيا
- حرب اليمن المنسية
- انظار الغرب تتوجه نحو نفط وغاز الشرق الاوسط
- الجيش العراقي لا يستحق كل هذا التشويه
- ماذا توفر 50 مليار دولار اضافية للعراق؟
- العراق لا يريد مغادرة المرض الهولندي!
- هل سيتاثر سعر المعدن الاصفر بعد رفع البنك الاحتياطي الامريكي ...
- الشرق الاوسط في مرمى الحرب الروسية -الاوكرانية
- ما دور الكتلة النقدية في ارتفاع الاسعار؟
- من فضلكم ابعدوا المحكمة الاتحادية العراقية عن السياسة
- معالجة ارتفاع الاسعار في الاسواق المحلية ليست من وظيفة القوى ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - بعض اسباب دعم الشعب الروسي لقيادته