أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - العراق لا يريد مغادرة المرض الهولندي!














المزيد.....

العراق لا يريد مغادرة المرض الهولندي!


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 09:03
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يشكل قطاع النفط في الدول المصدرة له مشكلة حقيقية لتنمية اقتصادها. انه قطاع متقدم يعمل وسط اقتصاد غير متقدم , انه يستخدم تكنلوجيا متقدمة وخبرات متخصصة لا يمكن استخدامهما في القطاعات الاقتصادية الأخرى. اذا تعطل هذا القطاع بسبب او اخر , فان التقنية المستخدمة فيه وخبرات عماله سوف لا يمكن استخدامهما في قطاعات اقتصادية أخرى. ولتوضيح الفكرة , فان الحكومة العراقية لم تستطع استخدام التكنلوجيا المتوفرة في قطاعه النفطي أيام المقاطعة العالمية في الزراعة والصناعة , وهكذا بقيت هذه التكنلوجية تحت رحمة الزمن حتى تهالكت وخرجت عن الخدمة. يضاف الى ذلك فان المقاطعة العالمية لم تسبب بزيادة عدد العاطلين عن العمل مباشرة , وانما زيادة عدد العاطلين عن العمل في زمن المقاطعة كانت غير مباشرة بسبب عدم السماح للعراق ببيع نفطه خارج البلد , وبذلك نضبت خزينته ولم يعد باستطاعته توفير الأموال لصرفها على المشاريع الاقتصادية.
هذا الحديث يقودنا الى القول ان خطط العراق لزيادة طاقته التصديرية الى 6 مليون برميل من النفط يوميا لا يعد مؤشر خير وبحبوحة للمواطن العراقي ولا مؤشر للقضاء على مشكلة العاطلين عن العمل او توفير الخبرات للاقتصاد العراقي, وكل ما في الامر هو ان زيادة الطاقة التصديرية للنفط سوف توفر المزيد من الموارد المالية لخزينة الدولة , وان توفر الموارد المالية , حسب ما تعلمناه من التجربة, كان هو مصدر الفساد المالي والإداري وسبب الحروب , والاستفراد بالسلطة , والابتعاد عن الشعب.
كثرة المال كان السبب في تخلف المواطن قبل وبعد التغيير. قبل التغيير استغلت الوفرة المالية في استفراد قادة البلاد بالسلطة وتهميش المواطن واشعال الحروب , وبعد التغيير كثرت الحرامية حتى بلغت الأموال المنهوبة بمقدار 350 مليار دولار حسب الاحصائيات الحكومية , فيما بقي المواطن العراقي يعاني من الفقر والحرمان , وانهيار تام للخدمات والبنى التحتية للبلاد.
لا اعتقد ان البرلمان الجديد او الحكومة الجديدة , ان انبثقت , سيغيران الواقع كثيرا , خاصة وان الانسداد السياسي الحاضر بين الفائزين في الانتخابات الاخيرة لم يكن بسبب خلافات على برامج ومشاريع اقتصادية وانما لأسباب حزبية وشخصية ووظائف. وهذا يقودنا للقول , ان استمرار تدفق الأموال الى الخزينة العراقية من بيع النفط يخلق نوع من الكسل وعدم الاكتراث عند السياسيين بحاضر ومستقبل العراق. بكلام اخر , سوف لا يستمع السياسيون الى رغبات المواطن العراقي من توفير فرص العمل او الخدمات , واقصى ما يعمله السياسي هو الضغط على الحكومة لزيادة مفردات البطاقة التموينية , وهي بطاقة لا تحمي المواطن العراقي من الجوع. في مثل هذه الظروف يصبح موظف الدولة (الوزير) غير معني بتطوير واجبات وظيفته وخدمة المواطن , والنائب مجرد مواطن فوق القانون يحمي موكبه سيارتين سوداء اللون , ولا يعنيه حياة المواطن الذي اختاره نائبا في البرلمان ان جاع او عطش.
على العكس القطاع النفطي , فان القطاع الزراعي والصناعي هما القطاعين الرئيسيين في توفير فرص العمل للمواطن العراقي, يرفعان من خبرات العاملين فيهما , زيادة دخل المجتمع العراقي, تقليص الاعتماد على الاستيرادات, حماية الاحتياطي الأجنبي , وفوق كل شيء فان حال كلا القطاعين يكشف معدن المسؤولين الحزبيين والحكوميين في إدارة الدولة العراقية. بكلام اخر, سيعرف من هو الذي يركض وراء السرقات والمنافع الشخصية ومن الذي يتفانى من اجل ازدهار وتقدم الوطن. وهنا تحضرني قصة كشفت بعد التغيير عن محضر اجتماع لحزب البعث العربي الاشتراكي والذي كان يقود الاجتماع علي حسن المجيد (علي كيماوي) . في هذا الاجتماع تحدث المجيد عن القضية الكردية بعد ان استطاع النظام من قمع الحركة بالقول " لا نحتاج الى حنطتهم , لدينا الأموال الكافية لشراء اجود أنواع الحنطة من الخارج". وهكذا فان المال يخلق نوع من التعالي والتنمر عند قادة البلاد ضد شعوبهم. انهم لا يحتاجون المواطن ما دام هناك نهر من الأموال يصب في واديهم. تذكر , ان انتاج ما قيمته مليار دولار من المنتوجات الزراعية يحتاج الى إدارة حكومية متقدمة ووطنية تحب الفلاحين , فيما ان انتاج مليار دولار من النفط الخام , لا يحتاج أكثر من خمسة عمال بدون وجع راس للحكومة.
المال الكثير والسهل لم يعطل التنمية في العراق فحسب , بل حتى في هولندا , تلك الدولة الأوروبية المتقدمة. هذه الدولة دخل لها أموال طائلة من الاكتشافات النفطية في ثمانينيات القرن الماضي , مما أدى الى عدم اكتراث قادتها بالقطاع الزراعي والصناعي. النتيجة كانت تدهور انتاج كلا القطاعين , وبهذا حصل اقتصاد هولندا على اسم خلده التاريخ باسم "Dutch Disease", او المرض الهولندي.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيتاثر سعر المعدن الاصفر بعد رفع البنك الاحتياطي الامريكي ...
- الشرق الاوسط في مرمى الحرب الروسية -الاوكرانية
- ما دور الكتلة النقدية في ارتفاع الاسعار؟
- من فضلكم ابعدوا المحكمة الاتحادية العراقية عن السياسة
- معالجة ارتفاع الاسعار في الاسواق المحلية ليست من وظيفة القوى ...
- دروس من اوكرانيا الى الشرق الاوسط
- اوكرانيا ليست افغانستان وروسيا ليست الاتحاد السوفيتي
- البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود
- حاربوا التضخم المالي بالكتلة النقدية
- القانون ليس فوق الجميع في العراق
- من ذاكرة التاريخ ..الدعوة لتشكيل دولة سومر
- ليس فقط انفلات سلاح في العراق, وانما تصريحات ايضا
- ضربة حظ ..درس مفيد في ادارة الاعمال
- فرصة ذهبية اخرى تطرق باب العراق
- الطريق الى تخريب الشعوب والاوطان
- تاثير ازمة اوكرانيا على اسعار الطاقة, الدولار , و الذهب
- تيه سياسيو شيعة العراق
- العراق اختار التضخم المالي مقابل توفير فرص العمل
- مستقبل حكومة الاكفان
- توصيات للاطار التنسيقي


المزيد.....




- القضاء الروسي يجمد حسابات أكبر بنك أمريكي في روسيا
- بوتين يستشهد بمؤشر يؤكد صلابة الاقتصاد الروسي
- رفع الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص في مصر
- البنك المركزي الروسي يبقي على سعر الفائدة الرئيسي عند مستواه ...
- تعديل آلية تصاريح العمل بالكويت هل يخفض أجور العمالة؟
- قيود أميركية جديدة على صادرات الأسلحة النارية
- بورصة -وول ستريت- الأمريكية تتلون بالأحمر بعد بيانات اقتصادي ...
- شويغو: عرض النصر سيقام العام الجاري بمشاركة الحائزين على الم ...
- “الاصفر عامل كام عراقي“ سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار ...
- ارتفاع أسعار النفط مع تجدد المخاوف في ظل توترات الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - العراق لا يريد مغادرة المرض الهولندي!