أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - مستقبل حكومة الاكفان














المزيد.....

مستقبل حكومة الاكفان


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7138 - 2022 / 1 / 17 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخول الأحزاب والكتل الشيعية الى قبة البرلمان العراقي هذه المرة كانت مختلفة. قبل هذه الدورة الانتخابية كان الشيعة يدخلون قاعة البرلمان كأتلاف واحد ولا أحد يستطع منازعته على قيادة السلطة التنفيذية , حسب وصفات المحاصصة المعمول بها. اما هذه المرة فقد دخل الشيعة قاعة البرلمان متفرقين تحت خيميتين: خيمة التيار الصدري والذي حصد اغلب مقاعد المكون , ولكنه لا يستطع تشكيل حكومة بمفرده لعدم كفاية عدد مقاعده والتي هي اقل من عدد المقاعد المطلوبة والبالغة 165 مقعدا , وخيمة الإطار التنسيقي والتي تشمل جميع الأحزاب الشيعية عدا التيار الصدري. هؤلاء أيضا لا يستطيعون تشكيل حكومة بمفردهم بسبب قلت المقاعد التي ربحوها. ما زال المخيمين ينازع الواحد الاخر من اجل الوصول الى معادلة ترضي الطرفين. السيد الصدر ما زال متمسك بشعار " لا شرقية ولا غربية , حكومة اغلبية وطنية" حتى يوم 16 كانون الثاني 2022.
في الجلسة الأولى من انعقاد البرلمان , الجلسة الافتتاحية , دخل نواب الكتلة الصدرية وهم ملتحفون بالأكفان وعلى ظهور البعض منهم كتبة عبارة " جيش المهدي" في إشارة لهم انهم داخلون على القتال والشهادة , وانشاء الله, من اجل العراق. الجلسة الأولى كشفت شيء اخر , وهو اتفاق كتلة الصدر مع الكتلة السنية والكردية على اختيار السيد محمد الحلبوسي لراسة البرلمان مرة أخرى , مما عده الإطار التنسيقي ضربة خنجر في الظهر.
كما قلت , ان لحد يوم 16 كانون الثاني أخفق المخيمين من وصول الى نتائج تسمح لهم بدخول البرلمان موحدين وبأعداد من المقاعد تؤهلهم الاستحواذ على منصب رئيس مجلس الوزراء , وإذا استمر الامر على هذا المنوال واستمر العقد الاتفاقي بين تحالف مسعود- حلبوسي – الصدر , فأننا نرى ان المكون الشيعي وهو الأكبر من بين المكونات العراقية سيكون المكون الأصغر وتعود قوانة (أسطوانة) التهميش للمكون الشيعي مرة أخرى الى الواجهة وللأسباب التالية:
1. بما ان التيار الصدري يملك فقط 73 مقعد من مجموع المقاعد المطلوبة 165 لتمرير اسم رئيس الوزراء , فان من حق المكون الكردي والسني ان يفرض على التيار الصدري شخصية كردية او سنية لقيادة السلطة التنفيذية , وبذلك يخسر الشيعة موقعهم "المؤثر" في إدارة الدولة.
2. وإذا أنجزت الفقرة الأولى , فان من حق كلا المكونين الكردي والسني تعيين من يرضون به في مناصب الدولة العليا , وقد يخسر التيار الصدري الكثير من هذه المواقع المهمة.
3. ان هيمنة هذا الائتلاف يعني ان جميع القوانين التي سيشرعها البرلمان العراقي لا تمرر الا بقبول الائتلاف الثلاثي , وقد يدخل المكون الشيعي في مشاكل عميقة مع بقية المكونات الأخرى.
4. ان قادة المكون الكردي والسني متمسكان تمسكا قويا بنظام المحاصصة ولا امل في تغيير موقفهما مهما يقدمه السيد الصدر من تنازلات.
5. واهم من كل ذلك فان التيار الصدري لم يتمكن من ان يكون ممثل المكون الشيعي. وان كثر أنصار الصدر في بعض المناطق من العراق , الا انه يفتقر الى مناصرين في مناطق كثيرة أخرى في العراق.
السيد مقتدى الصدر انتبه الى ذلك , فهو الاخر لا يريد خسارة موقعه كتيار كبير في السلطة العراقية , وانه يعرف جيدا ان طموحه بالاستحواذ على أكبر قطعة كيك لا يتحقق الا من خلال الائتلاف مع بقية الأحزاب والكتل الشيعية الأخرى. لان ما يفره الإطار من منافع للتيار أكثر بكثير مما يستطع قطفه من ائتلافه الحالي , وهكذا لم يغلق السيد الصدر الباب تماما بوجه الإطار التنسيقي وانما يريد مشاركة الإطار من دون السيد نوري كامل المالكي , العدو اللدود له. وهكذا طاف على السطح ان قرار قد اتخذ بان قيادة الإطار التنسيقي قد انتقلت من السيد المالكي الى الحاج هادي العامري حسب ما جاء بتغريدة السيد بنكين ريكاني.
يضاف الى ذلك , ان قادة كلا المكونين الكردي والسني غير مقتنعين بالتوافق مع التيار الصدري دون بقية التيارات والأحزاب الشيعية الأخرى , وان مفاجئة الجلسة الأولى " ستؤدي الى تغيير في المشهد السياسي خلال الأيام المقبلة". كما وان الطرف الأمريكي هو الاخر متخوف من الشراكة الحلبوسي – الكردي – الصدري , بدون بقية الشيعة لأنه يسبب انقسام بينهم وقد يؤدي الى انفجار في الشارع الشيعي اقوى وأعمق من انفجار تشرين 2019. الجانب الأمريكي وان يدعم توجهات السيد الصدر في قضية ضبط السلاح وتهميش الحشد الشعبي , الا ان بعض قادته متخوفة من عدم " ثبات الصدر على موقف سياسي واحد وواضح" , وان سلوكيات التيار الصدامية قد تؤدي بأعضاء التيار باستخدام السلاح في حالة تحالف قوى الإطار مع قادة المكون السني والكردي واخراجهم من المعادلة السياسية. لهذا السبب فقد اعتبر صدور الامر الولائي من المحكمة الاتحادية القاضي بإيقاف اجراءات البرلمان فرصة لقادة الشيعة بالتوصل الى اتفاق يرضيهم.
ان وصول قائد فيلق القدس إسماعيل قاأني , ومسؤول ملف العراق في حزب الله اللبناني محمد كوثراني , حسب ما جاء من موقع RT, هو من اجل هذا الامر , محاولة التوسط بين الطرفين , كما وان زيارة الحاج هادي العامري للسيد والصدر وأخرى استقبال الصدر لرئيس ائتلاف النصر السيد حيدر العبادي ماهي الا محاولة " للوصول الى حل يخرج البلاد من المنعطف الخطير الذي يمر فيه".
السيد الصدر سوف يتراجع من شروط " حكومة الأغلبية الوطنية" مقابل الحفاظ على مكتسبات التيار وربما بعض المكاسب الإضافية , لأنه يعلم جيدا , ان الخلافات الحالية سوف تؤدي الى تعطيل تشكيل الحكومة لوقت طويل وسوف يؤدي تشرذم أكبر للبيت الشيعي , وقد ينتج عنه تهديد للأمن الوطني , ويخسر فيه الجميع.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توصيات للاطار التنسيقي
- مخرجات الجلسة الاولى للبرلمان العراقي
- روسيا الاتحادية تظل المسؤولة الاولى عن حماية سوريا من الاعتد ...
- هل ستكرر الادارة الامريكية الانسحاب من العراق على الطريقة ال ...
- حرائق التضخم المالي لا تطفىء برفع نسبة الضرائب والفوائد على ...
- هل سينجح السيد الصدر تشكيل حكومة اغلبية في العراق؟
- المضاعف الاقتصادي في مواجهة التسرب الاقتصادي
- بين تظاهرتين
- لن يحصل انهيار للدينار العراقي
- كيف تعامل الكتاب العراقيون مع تصريح الشيخ الابراهيمي؟
- ماذا تغير في لبنان بعد استقالة السيد قرداحي؟
- رفع سعر الفائدة يطفىء لهيب الاسعار , لماذا قررت تركيا العكس؟ ...
- يا شيخ الابراهيمي : لقد خالفت شريعة نبيك
- روسيا الاتحادية تتاجر بالسيادة السورية
- تعريف السوق في النظرية الاقتصادية الاكلاسيكية
- لماذا يختلف الاقتصاديون ؟
- ارتفاع التضخم المالي في دول جوار العراق وتاثيره على اقتصاده
- ما هي علاقة اسعار الفائدة باسعار الذهب في نظام السوق؟
- هل ستقبل اور العراقية تحدي قصر Biltmore الامريكي ؟
- الاتجاه السياسي الجديد للادارة العراقية تحت قيادة السيد مصطف ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - مستقبل حكومة الاكفان