أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - يا شيخ الابراهيمي : لقد خالفت شريعة نبيك















المزيد.....

يا شيخ الابراهيمي : لقد خالفت شريعة نبيك


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7109 - 2021 / 12 / 17 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان رد مطرب الراب المصري محمد رمضان ردا حضاريا على ما صرح به الشيخ جعفر الابراهيمي حول حفلة المطرب في بغداد والتي جاء فيها " كيف في بيت الله تعترض على لوني الذي خلقه الله؟" , بعد ان وصفه الشيخ ب " الأسود الداعر القذر القبيح". الشيخ , وهو يوعظ الناس منذ أكثر من عقدين بأخلاق الدين والمذهب ما زال عنده لون البشرة علامة من علامات الجنة والنار , الصالح والطالح , الجميل والقبيح , والنتن والطيب. ففي الوقت الذي يخاطب الله البشر لا بألوانهم، بل بصفاتهم , مثل المؤمنين والمؤمنات , المصدقين والمصدقات , والآمرون بالمعروف والامرات , ويصرح الرسول الاعظم لا فضل عربيا على اعجميا الا بالتقوى , كلكم سواسية كأسنان المشط , يأتي الشيخ ويرمي الناس بألوانهم , وهي مخالفة تعاقب عليها قوانين جميع البلدان المتقدمة صناعيا , بل حتى القانون العراقي. انه أستهزئ بقارة وناسها بالكامل , افريقيا. ولكن الشيخ يعرف ان موقعه لا يسمح بتطبيق القانون العراقي عليه.
فن الغناء ليس بدعة هذا الزمن لنقبله او لا نقبله , فن الغناء موجود منذ القدم وقد كان موجودا في عهد النبوة , وعصر الخلفاء الراشدين , وفي جميع العصور الإسلامية , ولا يذكر لنا التاريخ ان النبي محمد قد حاربه وهو كان القادر على ذلك , ولم يقرا لنا التاريخ ان خلفاء الراشدين والخلفاء من بعدهم حرموه , بل بالعكس بعض الخلفاء من بني امية والعباس قد قربوا المغنين في مجالسهم. ان الغناء جزء من الفن وهو يمثل ثقافة الشعوب.
العراقيون ليس لديهم مشكلة مع الغناء , بل ان الغناء , سواء كان البوذية او سوحلي او الريفي ترعرع في العراق وبالأخص الجنوب العراقي وأصبح علامة عراقية يتغنى به العراقيون وغير العراقيون صباحا مساء , ويحترمون مؤديه كل الاحترام , ولا يتم عرس في ريف او مدينة الا وهناك حفلة غناء للرجال وأخرى للنساء. وهل ننسى أغاني السيدة فيروز كل صباح من على إذاعة بغداد او أغاني كوكب الشرق ام كلثوم يوم الخميس ليلا ويوم الجمعة ظهرا؟ لا أحد من الملتزمين او غير الملتزمين استنكر ذلك , بل كان للعراقي الحرية الكاملة السماع الى الأغاني او عدمها.
رفض الشيخ جعفر لحفلة غناء بغداد لا تفسر الا من باب الديكتاتورية الفكرية او فرض ثقافة معينة على الشعب العراقي , وهي سياسة اتعبت العراقيين وقادت مروجيها الى الفشل والسقوط. الشعب العراقي متنوع بأصوله , بثقافاته , بدياناته , وبمعتقداته , وان فرض ثقافة من لون معين عليه يكون مصيرها الرفض. حاول حزب البعث فرض نظرية الحزب على الشعب العراقي طيلة 35 عاما , ولكنه فشل على الرغم من القساوة البالغة التي استخدمها مع معارضيه.
بالحقيقة على المؤسسة الدينية وخاصة الشيعية الاستعجال بتعديل علاقتها بالمجتمع العراقي قبل ان ينفض الناس من حولها. المنابر الحسينية أصبحت بدون انضباط وأصبح يتسلق منبر رسول الله العالم والجاهل. وبينما ليس لدينا اعتراض على وعظ العلماء المتسامح , ولكن مشكلتنا مع الجهلاء والذين أصبحوا يشكلون مشكلة للمذهب الشيعي وأصبح محل استهزاء وازدراء. مراسيم عاشوراء أصبحت أطول من اللازم ولابد من تقليص عدد أيام العزاء فيه , كذلك زيارة الأربعين. كيف يجري بناء بلد وما يقارب 100 يوم من السنة تذهب عطل ما بين وفيات ومواليد لائمة اهل البيت؟ ونقول للشيخ الابراهيمي اذا كان لصاحب الموكب الحسيني الحق بوضع سماعات الصوت العالية على السطوح , فلماذا لا يحق لشباب الاحتفال في قاعات مغلقة او بدون ازعاج الاخرين؟ وإذا الشيخ يغضب لاي انتقاد للمجالس الحسنية والتي تتمركز البعض منها وسط الدور السكنية , فلماذا ينزعج من حفلة داخل قاعة وبعيدة عن السكن؟
الشيخ يفهم الديمقراطية من باب ممارسة الطقوس الدينية بحرية , ولكن الحقيقة هي ان الديمقراطية تعطي الحرية للجميع. بكلام اخر , النظم الديمقراطية الحقيقية تعطي الحرية للمواطنين بممارسة كل النشاطات التي لا تخل بالنظام العام ونشر الكراهية بين المواطنين , وان اجراء حفل ساهر للشباب لا يشكل خطر على الامن العام ولا تشكل خطر الكراهية على الاخرين. الديمقراطية أعطت الحرية للشباب المشاركة بالمراسيم الدينية وكذلك المشاركة في الحفلات , تماما مثل ما أعطت الديمقراطية الحرية للمواطن العراقي بزيارة متحف بغداد للأثار من عدمه.
الشيخ ما زال غارقا بالماضي غير الجميل. العالم تغير, اخلاق الناس تغيرت والثقافات تغيرت , وبقاءه الوعظ ضد الفن او الغناء لا يخدم الدين , وانما يبعد الناس عنه. قبل سبيعين عام كان المؤمنون يضطرون الذهاب الى المساجد والحسينيات لسماع تلاوة القران والمواعظ الدينية. اليوم , المؤمن او الشاب لا يحتاج الذهاب الى المسجد او الحسنية وكل ما يحتاجه هو نقرة على تليفونه الشخصي او يوتيوب ليجد هناك بحر من المواضيع الدينية. بكلام اخر المؤسسة الدينية هي التي أصبحت في حاجة الاتصال بالناس من اجل نشر تعاليمها , وبقاء رجل الدين متقوقع في حسينية او مسجده لا يزيده الا بعدا من الاخرين.
ثم انه لا يعرف عن العراق بانه دولة متدينة في كافة عصوره. صحيح ان التشيع خرج من بيوت النجف الاشرف والكوفة وانتشر الى ارجاء العالم , وصحيح ان هناك ستة من قبور اهل البيت في مدنه , وان مكان غيبة الامام الثاني عشر في سامراء , ولكن مع كل هذه , كان العراق غير مغلق على مذهب دون المذاهب الاخرى , ولم تكن هناك موانع لممارسة الطقوس غير الإسلامية , ولم يسجل لنا التاريخ ان السلطات في بغداد قد وقفت موقف المعادي للفنانين بكل اصنافهم.
اعرف جيدا ان غناء وحفلات المطرب محمد رمضان ما جنة ومرفوضة من جزء كبير من الشعب المصري , بل حتى من نقابة الفنانين في مصر, ولكن لا اعتقد ان حفلة يوم واحد او ليلة واحدة ستغير التعاليم الإسلامية وتحول العراق من بلد يزدهر فيه الإسلام السياسي الى بلد تزدهر فيه العلمانية. ان ازدهار العلمانية يأتي من فشل الضد. لقد فشل الضد بامتياز في العراق. لقد حكم الاسلاميون العراق سبعة عشر عاما ولم يحققوا مكسب واحد يمكن الإشارة اليه. القاء لمحاضرات الدينية على الشباب وهم عاطلون عن العمل ولا يجدون ما يصرفونه هي التي تؤدي ابتعاد الشباب عن الدين , وليس حفلة ليلة واحدة.
الفن وبضمنه الغناء , لا يوقف التنمية الاقتصادية ولا يعطل الصناعة والزراعة وتوفير الخدمات. انه لا يعطل انتاج الطاقة الكهربائية وتوصيل الماء الصالح للشرب او انتشار الفساد المالي والإداري في دوائر الدولة. الفن بكل صنوفه يعد مصدر من مصادر الإنتاج المحلي وان ازدهاره يعد ازدهار البلد اقتصاديا. وبالمناسبة ان الدول الذي ينتشر الفن فيها من العادة تتمتع بالاستقرار الأمني والسياسي والازدهار الاقتصادي.
ان ازدهار الفن في العراق سوف لن يقف حجر عثرة امام هوية الشعب العراقي الإسلامية ولا ينهي حب العراقيين لأهل البيت ولا يخلق شباب متمرد على الدين والقيم الإسلامية. ان ما يقضي على الهوية و يشجع التمرد و نشر الكراهية هو الفقر والجهل , وهما نتاج فشل إدارة الدولة , واعني العراق.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا الاتحادية تتاجر بالسيادة السورية
- تعريف السوق في النظرية الاقتصادية الاكلاسيكية
- لماذا يختلف الاقتصاديون ؟
- ارتفاع التضخم المالي في دول جوار العراق وتاثيره على اقتصاده
- ما هي علاقة اسعار الفائدة باسعار الذهب في نظام السوق؟
- هل ستقبل اور العراقية تحدي قصر Biltmore الامريكي ؟
- الاتجاه السياسي الجديد للادارة العراقية تحت قيادة السيد مصطف ...
- انهيار الليرة التركية وتاثيره على الاقتصاد الوطني
- هل ستغادر القوات الامريكية العراق بنهاية هذا العام؟
- ضحايا التقدم الاقتصادي غير الملتزم
- هل من علاقة بين تسبة التضخم المالي و البطالة؟
- خطايا نظام السوق
- العالم يدفع فاتورة ترك ملايين الامريكان اعمالهم
- هل الاستثمارات الخليجية في العراق طبخة للبننته؟
- و تبين ان العراق كان مربط خيول ال سعود!
- تاثير محاولة اغتيال السيد مصطفى الكاظمي على مستقبل العملية ا ...
- لا تحضر و لا ازدهار بدون احترام الفن والمواهب
- لماذا هذا الرد السعودي القاسي ضد لبنان ؟
- استخدام التكنولوجيا الحديثة من شروط التنمية الاقتصادية
- اسعار النفط تتصاعد في الاسواق العالمية .. كيف على العراق الت ...


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - يا شيخ الابراهيمي : لقد خالفت شريعة نبيك