أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - انهيار الليرة التركية وتاثيره على الاقتصاد الوطني














المزيد.....

انهيار الليرة التركية وتاثيره على الاقتصاد الوطني


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7091 - 2021 / 11 / 29 - 19:08
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


عام 2021 ليس عاما سهلا للرئيس التركي رجب طيب اردوغان. بلاده أصبحت متخمة بالمشاكل الاقتصادية: نسبة بطالة 12.7% , تضخم مالي قدره 19.7% , وانخفاض في قيمة الليرة , العملة المحلية , بمقدار 42%. الرئيس التركي من حقه ان يقلق على مستقبله السياسي , خاصة وان هناك تظاهرات للعاطلين عن العمل , وتظاهرات ضد ارتفاع الأسعار , وتظاهرات ضد انحدار الليرة.
الفقراء تظاهروا بسبب ارتفاع الأسعار والتي أصبحت تحرق جيوبهم , فيما ان ما يقارب 10 ملايين عاطل عن عمل يريدون عمل يكفي حاجتهم وحاجات عوائلهم , وتظاهر الأغنياء بسبب انخفاض قيمة الليرة في الأسواق العالمية , والتي أدت الى انخفاض حاد في ثروتهم. اذا, جميع طبقات المجتمع التركي اصبح يتذمر من سوء إدارة اقتصاد البلاد , ولا يوجد حلا في الأفق , خاصة وان إدارة البنك المركزي التركي على الضد من سياسة السيد رجب اردوغان.
قادة البنك المركزي التركي , لا يرغبون بتخفيض أسعار الفائدة , لان التخفيض قد يؤدي الى طرد رأسمال الأجنبي وزيادة التضخم في البلاد وانخفاض في قيمة الليرة. نظرية البنك المركزي تطابق نظريات كتب الاقتصاد الكلي , حيث ان تخفيض قيمة الفوائد يؤدي الى زيادة الاقتراض (نقد رخيص او قرض رخيص) مما يؤدي الى زيادة الطلب العام على السلع والخدمات , وبالتالي ارتفاع عام بالأسعار. ببساطة ان ارتفاع الطلب على أي سلعة او خدمة في السوق تؤدي الى ارتفاع سعرها. تخفيض الفائدة يؤدي أيضا الى انخفاض في الاستثمارات الأجنبية , حيث ان المستثمر الأجنبي , يبحث عن مكان يوفر اعلى الفائدة لأمواله , وان تخفيض الفائدة في بلد ما (تركيا) يؤدي بالمستثمرين الأجانب بتحويل أموالهم الى أماكن أخرى توفر فوائد اعلى. هذا وان تحول المستثمر الأجنبي من تركيا بسبب انخفاض سعر الفائدة الى دولة أخرى يؤدي الى تقليص الطلب على العملة التركية , وبالتالي يؤدي الى انخفاض قيمتها مقارنة مع سلة النقود العالمية.
الرئيس اردوغان , من طرف اخر , يبحث عن استقلال اقتصادي غير مرتبط بالاستثمارات الأجنبية ويعتقد ويلح على قادة البنك المركزي بتخفيض سعر الفائدة , لان تخفيض سعر الفائدة يشجع الاستثمارات المحلية ويمنع أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة تكديس أموالهم في البنوك التجارية بدون عمل والاستفادة من أسعار الفائدة العالمية. الرئيس اردوغان يعتقد ان ارتفاع سعر الفائدة يزيد من ثروة الأغنياء بدون مشاركتهم في الإنتاج , وكل ما يقومون به هو ادخار أموالهم في البنوك من اجل الفوائد العالية تاركين حاجة البلاد الى استثمار. هذا وان ارتفاع سعر الفائدة عاليا يؤدي الى رفض المستثمر في الاستثمار المشاريع المحلية , لان ارتفاع الفوائد المحلية تجعل من كلفة انتاج السلع والخدمات عالية لا تستطع منافسة السلع والخدمات الأجنبية.
يضاف الى ذلك , فان انخفاض سعر الفائدة يؤدي الى سعة في الإنتاج المحلي ومن ثم زيادة الطلب على الايدي العاملة , وهذا بالضبط ما يريده اردوغان , يريد اقتصاد مزدهر يوفر لأبنائه فرص عمل وانقاذهم من شبح البطالة والامراض الاجتماعية التي ترافقها.
البنك المركزي التركي وبضغط من الرئيس اردوغان قام بتخفيض نسبة الفوائد ثلاث مرات خلال الأشهر الثلاث الماضية , من 20% الى 15%. وعلى الرغم من ان15% نسبة عالية جدا وفق المعمول به في الدول الصناعية , الا ان الفائدة في تركيا قد انخفضت الى 15% , في وسط تضخم سنوي قدره 20% , وارتفاع أسعار الطعام بنسبة 27% وهو يمثل حمل ثقيل على كاهل فقراء ويأكل من شعبية الرئيس اردوغان , ويدعم معارضيه.
ومع توالي تخفيض سعر الفائدة توالى انخفاض قيمة الليرة ليصل الى 13.45 ليرة للدولار في يوم 23 تشرين الثاني من هذا العام , والى انخفاض 42% من قيمتها مقارنة مع بداية العام الحالي.
الكثير من الاقتصاديين لا يوافقون على تحرك الرئيس اردوغان بتخفيض أسعار الفائدة , ويعتبرون ان تدهور الليرة في الأسواق العالمية وارتفاع الأسعار هما الخطر حقيقي على الاقتصاد التركي ويوصون البنك المركزي بالتوقف عن سياسة تخفيض الفائدة ارضاء للرئيس اردوغان. انها معركة سياسية بامتياز , والمستقبل سيكشف من الرابح .
وعلى قول المثل , رب ضارة نافعة , تدهور الليرة التركية لم تخيب ضن المصدرين , حيث وصلت قيمة الصادرات التركية الى 169.5 مليار دولار عام 2020 , ومن المؤمل ان تصل الى 200 مليار دولار هذا العام , فيما وصل عدد السياح الأجانب منذ شهر كانون الثاني من هذا العام وحتى شهر تشرين الأول الى 14.1 مليون سائح , أي بزيادة قدرها 93% عن عام 2020.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستغادر القوات الامريكية العراق بنهاية هذا العام؟
- ضحايا التقدم الاقتصادي غير الملتزم
- هل من علاقة بين تسبة التضخم المالي و البطالة؟
- خطايا نظام السوق
- العالم يدفع فاتورة ترك ملايين الامريكان اعمالهم
- هل الاستثمارات الخليجية في العراق طبخة للبننته؟
- و تبين ان العراق كان مربط خيول ال سعود!
- تاثير محاولة اغتيال السيد مصطفى الكاظمي على مستقبل العملية ا ...
- لا تحضر و لا ازدهار بدون احترام الفن والمواهب
- لماذا هذا الرد السعودي القاسي ضد لبنان ؟
- استخدام التكنولوجيا الحديثة من شروط التنمية الاقتصادية
- اسعار النفط تتصاعد في الاسواق العالمية .. كيف على العراق الت ...
- على الحكومة العراقية التفكير بتوفير فرص عمل لا التفكير باضرا ...
- في نظام السوق .. الدولة تراقب ولا تتدخل في شؤونه
- الملكية الفردية في نظام السوق
- التحديات الاقتصادية للحكومة العراقية الجديدة
- الحماية الكمركية لا تحمي سوق العمل
- هل استطاع نظام السوق القضاء على ظاهرة الاحتكار؟
- الاسعار تتصاعد حول العالم ..فما هو السبب؟
- من المتوقع انتعاش الطلب على الايدي العاملة في العراق عام 202 ...


المزيد.....




- وزيرة التجارة الأمريكية: غزو الصين لتايوان سيؤدي إلى كارثة ا ...
- -أعلى رقم وصلنا إليه-.. وزيرة تركية تكشف عن حجم التجارة مع ا ...
- البنتاغون يوقع عقدا لإنتاج أنظمة -هيمارس- بقيمة 861.3 مليون ...
- -بلومبيرغ-: المليارديرات الروس يعيدون أصولهم إلى روسيا
- يونايتد إيرلاينز تلغي رحلاتها إلى تل أبيب حتى 5 يونيو المقبل ...
- مع انقسام العالم لـ 3 كتل اقتصادية.. الثقة بالدولار تتراجع
- اجتماع للمجلس الاقتصادي الأوراسي بموسكو
- أسعار النفط عند قاع مارس 2024 وسط تركيز على توترات الشرق الأ ...
- الرئيس الكازاخستاني: الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمكنه توفير ...
- الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - انهيار الليرة التركية وتاثيره على الاقتصاد الوطني