أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - هل الاستثمارات الخليجية في العراق طبخة للبننته؟















المزيد.....

هل الاستثمارات الخليجية في العراق طبخة للبننته؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7075 - 2021 / 11 / 12 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غزوة السيد قرداحي الخليجية كشفت المستور , ساسة المنطقة ما زالوا يعيشون زمن الثارات العشائرية وكسر ظهر من يخالفهم في الراي, حيث يقول المثل العراقي " انا وابن عمي على العدو". ولكن السيد قرداحي لم يكن عدوا لاي دولة خليجية وانما كل ما صرح به بخصوص اليمن هو ان الحرب على اليمن , حرب عبثية , وليست تختلف عن عبثية أي حرب. حرب العراق وإيران كانت عبثية , حرب فيتنام كانت عبثية , حرب البلقان كانت عبثية , بل حتى الحرب العالمية الأولى والثانية كانتا عبثية. هذا هو منطق الكتب السماوية والشرائع الوضعية. الا ان الاخوان في دول الخليج وبالأخص المملكة العربية السعودية أعلنتها حرب شعواء على السيد قرداحي وحكومة قرداحي وشعب قرداحي , حولوها من قضية تصريح لوزير قبل ان يصبح وزيرا الى مطالبة حزب الله بنزع سلاحه حتى يدخل الزائر والاستثمار الخليجي الى لبنان كما جاء في تصريح الأمير السعودي سطام بن خالد ال سعود على تويتر. حيث جاء في تصريحه " الحل في لبنان بسيط.. إذا كانت القيادة السياسية جادة في ذلك بان يكون السلاح بيد الدولة وليس بيد أحزاب تفرض اجندتها , وان ينأى لبنان بنفسه عن ما يحدث بالمنطقة من تجاذبات سياسية " , وأضاف " من غير الطبيعي وغير المنطقي ان يعود الاستثمارات الخليجية الى لبنان امام تصريحات علانية من قبل شخصيات سياسية وحزبية تعادي الخليج..". اليس يعد هذا التصريح تدخلا في شان دولة مستقلة ذات سيادة؟ هل يستطع الأمير التصريح بمثل ما قال عن لبنان لو كان القائل مسؤول من إسرائيل او أمريكا او اليابان على سبيل المثال؟ الخليج أصبح عامل ممزق للوحدة اللبنانية , وكان من المفروض دينيا وإنسانيا ان يقف مع لبنان وقيادته وهو يعاني من انقسام وطني وتردي سياسي, وتدهور اقتصادي بسبب الارادات الدولية.
التعامل الخليجي السالب مع لبنان جعلنا نقلق من التقارب العراقي - السعودية , خاصة ان هناك اتفاقيات وتفاهمات اقتصادية ضخمة بين الطرفين , وقد تستخدم السعودية هذه الاتفاقيات والتفاهمات الى أداة لتمزيق وحدة العراق كما تحاول الان فعله في لبنان. العراق له مشتركات مع لبنان. هذا البلد يعاني من التقسيم المجتمعي بين سنة وشيعة ومسيحيون , والعراق بفضل سياسة الحكومات قبل التغيير والمحاصصة بعد التغيير انقسم الى مجتمع كردي وشيعي وسني. ومثلما وزعت المناصب الحكومية في لبنان بموجب المحاصصة فكان نصيب المسيحيين منصب رئيس الجمهورية والسنة نصيب رئيس الوزراء والشيعة نصيب مجلس البرلمان , فان المحاصصة في العراق منحت الشيعة راسة الوزراء , والسنة منصب راسة مجلس البرلمان , وللكرد منصب رئيس الجمهورية. كلا النظامين فشلا في إدارة البلاد المحاصصة الطائفية في لبنان وصلت البلاد الى انهيار سياسي واقتصادي , فيما وصلت المحاصصة العراق الى انسداد سياسي.
في مثل هذه الظروف يصبح ولاء المواطن ليس للموطن وانما الى الكتلة السياسية التي تمثله , يصبح البلد عرضة للتدخلات الأجنبية وفرض اراداتها عليه , وهذا بالضبط ما يجري على لبنان حديثا. قضية قرداحي تحولت الى قضية سياسية , تريد السعودية ان يسحب حزب الله يده من اليمن وينزع سلاحه , وبغية وضع أقسى ضغط على لبنان , أعلنت ثلاث دول خليجية تأييد التوجهات السعودية , ومنها دولة الامارات العربية التي أعلنت عن بيع سفارتها في لبنان , في إشارة الى انها لن تعود الى لبنان , وهو اجراء اقل ما يقال عته إهانة للشعب اللبناني ودولة لبنان ذات السيادة , وأكثر من ذلك يظهر فقر الحكمة عند ساسة الخليج.
السؤال هو , ما هي الضمانة ان لا تنتهج السعودية والدول التي تسير في فلكها نهج لبنان في العراق والعراق قادم على توقيع اتفاقيات مهمة مع شركة أرمكوا و شركة Sabicو Acwa Power . هل ستسحب السعودية يدها من الاتفاقية مع كل تصريح سياسي يخرج من وزير او نائب في البرلمان , خاصة وأصبح في العراق أحزاب عديدة تختلف في ايدولوجيتها؟ هل ستوافق السعودية العمل في بلد غير مذهبها الديني , خاصة وان الوهابية على الضد مع جميع المذاهب الإسلامية وخاصة المذهب الشيعي؟ ما ضمانة ان لا تتدخل السعودية في السياسة العراقية وتقوم بتقريب حزب واقصاء حزب اخر؟ ما ضمانة ان لا تقوم السعودية بتقريب مكون على حساب مكون اخر؟ ما هي الضمانة ان لا تتآمر على قوات الحشد الشعبي وتخلق مشكلة في العراق؟ لقد كشفت الازمة السعودية مع لبنان ان من السهل على السعودية رفض مكون واحتضان مكون اخر، حتى لو كان هذا المكون يختلف عن الدين الرسمي فيها. السعودية الان نفضت يدها من المكون السني في لبنان ولتزمت دعم المكون المسيحي الذي يقوده سمير جعجع.
المشاريع التي اتفق عليها الجانب العراقي والسعودي مشاريع عملاقة وسوف يكون لها تأثيرا بالغا على سوق العمالة والإنتاج في العراق, وان استمرار السعودية في نهجها الحالي وهو الخلط بين السياسة والاقتصاد واخذ الثأر سيكون له إثر سالبا على الاقتصاد الوطني العراقي. لان , كما اثبتتها الوقائع مع لبنان , تصريح واحد من أحد النواب مضاد للسعودية قد يزعج السعودية , وتأخذها الحمية العربية بالانسحاب من الاتفاقية وتترك العمال بدون عمل. في الوقت الحاضر أي اتفاقية اقتصادية مع السعودية تعد مخيفة ومقلقة. جميع دول العالم لها مشاكل خارجية , ولكن اذا تبع العالم موديل السعودية , فان العالم سوف يغرق بالمشاكل والحروب. الحوار الهادئ والبناء هو الطريق السليم والاسهل لحل جميع المشاكل , وان اختيار السعودية هذا الطريق لا يزيدها الا المودة ولاحترام الدولي.
اننا مع كل تعاون عربي-عربي مهما كان حجمه , ولكن هذا التعاون يجب ان يحدد بقوانين وتعليمات صارمة لا تحتمل التأويل والتفاسير ومحاكم دولية , وفي الأخير انهيار التعاون. الاتفاقات الاقتصادية بين العراق والسعودية لحد الان من جانب واحد , وهو ان السعودية من ستقوم بالاستثمار في العراق وليس لدى العراق أي أداة لردع السعودية في حالة انقلابها على الاتفاقات. على سبيل المثال عندما قرر ترامب فرض ضرائب إضافية على السلع الصينية , الصين هي الأخرى فرضت عقوبات على الولايات المتحدة وهي عدم شرائها المحاصيل الزراعية من الولايات المتحدة , مما سبب ازعاج الفلاح الأمريكي وغضبه على إدارة ترامب. ليس لدى العراق الان قدرة الرد على من يخالف الاتفاق , وهي أحد المشاكل التي عانى منها التعاون العربي , حيث أصبحت الدول العربية في حرية تامة في دخول وخروج من اتفاقات بدون الخوف من أي رد فعل من الطرف الاخر. ان التعاون العربي-العربي الفاشل يجب ان لا يكون وريث الحاضر. العالم تغير , وعلى العرب الإسراع بركوب عربته.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و تبين ان العراق كان مربط خيول ال سعود!
- تاثير محاولة اغتيال السيد مصطفى الكاظمي على مستقبل العملية ا ...
- لا تحضر و لا ازدهار بدون احترام الفن والمواهب
- لماذا هذا الرد السعودي القاسي ضد لبنان ؟
- استخدام التكنولوجيا الحديثة من شروط التنمية الاقتصادية
- اسعار النفط تتصاعد في الاسواق العالمية .. كيف على العراق الت ...
- على الحكومة العراقية التفكير بتوفير فرص عمل لا التفكير باضرا ...
- في نظام السوق .. الدولة تراقب ولا تتدخل في شؤونه
- الملكية الفردية في نظام السوق
- التحديات الاقتصادية للحكومة العراقية الجديدة
- الحماية الكمركية لا تحمي سوق العمل
- هل استطاع نظام السوق القضاء على ظاهرة الاحتكار؟
- الاسعار تتصاعد حول العالم ..فما هو السبب؟
- من المتوقع انتعاش الطلب على الايدي العاملة في العراق عام 202 ...
- مؤشرات عافية الاقتصاد الوطني
- جائحة ارتفاع اسعار الطعام بعد جائحة كورونا
- المواطن العربي يتحدث عن كورونا
- طقوس عاشوراء باقية , فلماذا هذا الاصرار على محاربتها ؟
- كيف تفشل التنمية الاقتصادية للاوطان ؟ غيب الامن مثلا
- الانتخابات بدلا من الاكياس البلاستيكية


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - هل الاستثمارات الخليجية في العراق طبخة للبننته؟