أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - طقوس عاشوراء باقية , فلماذا هذا الاصرار على محاربتها ؟














المزيد.....

طقوس عاشوراء باقية , فلماذا هذا الاصرار على محاربتها ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6994 - 2021 / 8 / 20 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينتقد بعض الكتاب العراقيون طقوس عاشوراء بحجة انها تؤجج نار الطائفية و انها لعبة سياسية تقوم بها الحكومة العراقية لأبعاد المواطنين من همومهم الحقيقية . حتى ان اصحاب الراي الاخير يقدمون مثلا بكثرة مواكب طقوس عاشوراء في مدينة الثورة او الصدر لاحقا والمعروفة بفقر سكانها , فيما ان حي المنصور في بغداد وهو من الاحياء الغنية يفتقر الى هذه الطقوس . على كل حال , ان هؤلاء الكتاب يكتبون حول الموضوع اما من اجل اهداف سياسية او بعيدين عن الواقع العراقي وخاصة واقع المكون الشيعي والذي ينظر الى عاشوراء على انه شهر تتجدد فيه الحياة وعنوان بقاءهم .
عاشوراء لا يعفي مدينة او مكون عراقي من المرور به . ولا يعفي فقير او غني . مدينة الشعلة و الحرية (الهادي سابقا) تعتبران من المدن الفقيرة في بغداد وتكثر فيها ممارسة طقوس عاشوراء , ولكن بنفس الوقت فان غياب الطقوس عاشوراء في مدينة المنصور لا يعني انها بعيدة عن الذكرى , حيث لا يخلو شارع سكني في هذه المدينة بدون مجلس تعزية او اعداد طعام عاشوراء (التمن والقيمة). ومن اجل دحر نظرية تركز مراسيم عاشوراء في المدن الفقيرة وغيابها عن المدن الغنية , فنقول ان مدينة الكاظمية والتي تعد من اغنى مدن بغداد و كربلاء من اغنى محافظات العراق تعج فيهما المواكب الحسينية , فقد لاحظت ان المواكب الحسينية في مدينة الكاظمية تبدء منذ الساعة السادسة مساءا حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل طيلة الايام قبل يوم العاشر.
ممارسة الطقوس سواء الدينية اوالوطنية قديمة قدم الانسان . فلا يخلو مجتمع مهما وصل من تقدم وازدهار من ممارسات بعض الطقوس , فلماذا يستكثر بعض الكتاب احياء يوم عاشوراء ويطرون بأحياء مناسبات اخرى ؟ بالحقيقة لا يمر اسبوع واحد في العالم بدون مناسبة سعيدة او حزينة, وهكذا تجد كتب الاجتماع والسيكولوجي تعج بالأمثلة من هذه المناسبات وان الغائها يعني الغاء تاريخ بكامله وفتح نار جهنم في العالم اجمع , حيث لا يقبل اي مجتمع الغاء مراسيم يعتقد بصحتها بالقوة. لقد اخبرني المرحوم والدي ان اهل مدينة الكاظم اضطروا ممارسة طقوس عاشوراء في بساتين الكاظمية بعيدا من انظار النظام في عهد النظام الملكي. اعاد نظام البعث الكرة مرة ثانية غير مكترث بدروس التاريخ, ولكنه فشل لان المواطن مارس الطقوس ليلا بعيدا عن انظار اجهزة الامن القمعية , وما تخلي المواطن العراقي من نظام صدام حسين الا رد فعل غاضب لممارساته ضد معتقداتهم.
الرسالة واضحة للقوى السياسية العلمانية في العراق وهو ان نصب العداء للطقوس العاشورية انما تشكل طبخة قاتلة لهم ويجب التعايش معها , لان العداء للطقوس يعني خسارة على الاقل نصف سكان العراق وهذا ما يتجاهله بعض السياسيين والكتاب المحسوبين على العلمانية . هذا مع العلم ان ليس جميع طقوس عاشوراء مقبولة عند شيعة العراق بضمنهم كبار علماء الدين من الطائفة ولكن كما يقول المثل العراقي المعروف ان من شب على شيء شاب عليه , وسوف لن اكون مبلغا ان اقول ان ابناء المكون الشيعي ينتظرون وصول شهر محرم بفارغ الصبر كل عام .
بالحقيقة وفي ظل اخفاق حكومتنا العتيدة من توفير المرافق الترفيهية من حدائق ومنتزهات ومعالم حضارية وثقافية تشغل اوقات المواطن والعائلة ,اصبحت ايام عاشوراء مناسبة للتواصل الاجتماعي و تعارف وترفيه من الاحتقان والضغوط النفسية لجميع الاعمار, اضافة الى تلقي دروس الثورة الحسينية واصول الدين . لقد لاحظت في زيارتي الاخيرة الى العراق ان هناك رجال ان توفرت لهم القيادة الحكيمة يستطيعون مصارعة الجبال .
موضوع اخر قبل نسيانه وهو ان هناك من يقول ان خلف طقوس عاشوراء محرك قد يكون هذا المحرك من صنع محلي او اجنبي . هذا افتراء مثل افتراء ان الحسين قد قتل بسيف جده او مثل افتراء ان عمر بن سعد كان امير الجيش ولم يباشر قتله ( اي قتل الحسين) . ان الذي يحرك طقوس عاشوراء هم فقراء العراق و اغنياءه . فهل نتهم من زار قبر الحسين وقطع المتوكل بالله يده كان عميلا لإيران مثلا او السعودية ؟ والله كارثة الكوارث ان تجعل الولايات المتحدة الامريكية جرذي اسمه ميكي موس شخصية عالمية يزوره 50 مليون سائح سنويا , وان يتهم زوار ومحبي شهيد الكلمة الحقه والرافض للعبودية والطغيان بالتبعية والذيلة والجهل والتخلف .
ثم من يعرف جغرافية العراق سيجد بدون تعب وجهد ان اعلى اسعار المتر الواحد في العراق هي المدن المقدسة والسبب في ذلك هو كثرة الزائرين والربح الوفير لتجارها . بكلام اخر , اصبحت الطقوس الدينية مصدر رزق لسكان هذه المدن والتي تحسدها المدن الاخرى . لقد لاحظت في ايام عاشوراء هذا العام ضخامة عدد زائري مدينة الكاظمية طيلة العشرة الاولى من ايام محرم و ازدحام اسواق البيع والذي مدد الباعة بسطاتهم بدون حق ومتجاوزين على الدين والقانون حتى لم يبقوا فراغ لسير المواطنين . فلا تدخلت البلدية بمنع الباعة التجاوز على الارصفة ولم يزعجها منظر الزائرين وهم يبحثون عن مرافق صحية او تراكم النفايات في الطرق والازقة . لقد شاهدت رجل دين محسوب على مكون سياسي شيعي واخر كان نائب لرئيس الوزراء يمشي على طرف اصابع رجله مسرعا ولم تأخذ منه الزيارة اكثر من خمسة دقائق وكنت اتصور ان نقص الخدمات للزائرين قد ازعجه وسوف يأمر المسؤولين بتحسينها . خيب الامل, ولم تصل الخدمات , وفي الاخير يخرج علينا كاتب يقول ان الحكومة العميلة للأمريكان هي التي تشجع على ازدهار هذه الطقوس لتعطي المجال لطبقة "الحرامية" الازدهار والثراء .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تفشل التنمية الاقتصادية للاوطان ؟ غيب الامن مثلا
- الانتخابات بدلا من الاكياس البلاستيكية
- كيف تفشل التنمية الاقتصاديةللاوطان ؟ غياب البرنامج الاقتصادي ...
- كيف تفشل التنمية الاقتصادية للاوطان ؟ المحاصصة الطائفية والع ...
- كيف تفشل التنمية الاقتصادية للاوطان ؟ الكهرباء في العراق مثل ...
- كورونا : انخفاض متوسط العمر في الولايات المتحدة الامريكية بع ...
- يوم سئلت ربي ان يصيب مسؤولي الصحة العراقية كورونا
- شهادات في الزعيم عبد الكريم قاسم
- تجربتي مع فايروس كورونا في العراق
- العراق نخلة باسقة حتى بلا طلعا هضيم
- ازدهار قطاع الخدمات في العراق ليس مؤشرا للسعادة والرفاه
- امريكا سوف لن تربح الباردةالقادمة
- تجارة الدواء في العراق
- lماذا قال صاحب كتاب -وعاظ السلاطين- حول الانتخابات؟
- في امريكا ..كورونا تتراجع و النفايات تتراكم , وانجاب الاطفال ...
- مقاطعة الانتخابات العراقية المبكرة خيانة لدماء ضحايا تظاهرات ...
- العالم من جائحة كورونا الى نار الاسعار
- يا عرب ..الانسانية تدعوكم لنصرة فلسطين
- العداء للشيعة و ايران لا يمنع الوقوف بجانب الحق الفلسطيني
- تظاهرات تشرين 2019 والتي سوف لن تنتهي


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - طقوس عاشوراء باقية , فلماذا هذا الاصرار على محاربتها ؟