أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد رضا عباس - مقاطعة الانتخابات العراقية المبكرة خيانة لدماء ضحايا تظاهرات تشرين















المزيد.....

مقاطعة الانتخابات العراقية المبكرة خيانة لدماء ضحايا تظاهرات تشرين


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6907 - 2021 / 5 / 23 - 21:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كثرت في الآونة الأخيرة المقالات حول الانتخابات العراقية المبكرة واهمية مقاطعتها بحجة انها سوف لن تكون مختلفة عن السابقة , حيث ستبقى أحزاب المحاصصة والفساد هي الحاكمة , ولا يتغير فيها الا بعض الأسماء. انهم يطالبون بنظام سياسي ديمقراطي يساوي المعمول به في الولايات المتحدة الامريكية , بريطانيا , وفرنسا , حيث ان المنتخب لا ينظر الى أصول او دين او مذهب المرشح , وانما الى مؤهلاته وقدرته على القيادة. انهم يريدون ان ينتخب المواطن الكردي مرشح من غير قوميته , والسني او الشيعي من غير مذهبه , وان لا يبقى منصب رئيس الوزراء وقف للمذهب الشيعي , ومنصب رئيس الجمهورية من القومية الكردية , ورئاسة البرلمان من المذهب السني.
باعتقادي , ان هذا الكلام ما هو الا كلام حق يراد منه باطل. انه حق لإنه ليس من المعقول ان لا يصلح لمنصب رئيس الوزراء الا شخص من المكون الشيعي , وليس من المعقول ان لا يصلح لراسة الجمهورية الا رجل كردي , ولرئاسة البرلمان الا رجل سني. الباطل فيه هو ان مقارنة نظام حكم ديمقراطي عريق بنظام حكم اخر حكم عليه بالديكتاتورية لمدة 14 قرنا , انما مقارنة غير موفقة وغير موضوعية وتشويش لذهن المتلقي. ان من يريد ان يصبح النظام السياسي الحالي في العراق مثل النظام السياسي في أمريكا او المانيا او بريطانيا انما لم يقرا التاريخ جيدا. ان هذه النظم مرت في سنواتها الأولى بتجارب مريرة ومطبات و ممارسات بعيدة كل البعد عن القيم الديمقراطية. يكفي من القول ان فرق إطفاء الحرائق في الولايات المتحدة الامريكية قبل 200 عام , كانت تتنافس بالوصول الى مواقع الحرائق ليس من اجل الإنقاذ , وانما من اجل سرقة ما هو متبقي في الموقع. ولكن بمرور الوقت جاء التغيير و هذب مسيرة الديمقراطية واسقط الفاسدين وجاء بالوطنيين في هذا البلد.
لقد قتلت النظم الديكتاتورية التي حكمت العراق الحس الوطني عند اكثر العراقيين , وما عمليات النهب والسلب التي حدثت أيام التغيير الا انعكاسا لغضب المواطنين على ممارسات النظام السابق. لقد جعل قادة العراق قبل التغيير العراق ضيعة لهم ولأقربائهم واصدقائهم , واصبحت شريحة واسعة من الشعب العراقي يشعرون بالمظلومية و انهم احق بالعراق وخيراته , حتى وان كان هذا الحق يأخذ بالنهب والسرقة. اكثر من ذلك , القادة بعد التغيير لم يصرفوا الوقت الكافي لتثقيف المواطن على الوطنية والديمقراطية , بقدر ما صرفوه من وقت للاستحواذ على اكبر قدر ممكن من المنافع والامتيازات. وهكذا اصبح هناك فجوة توسعت بمرور الزمن بين امتيازات قادة الأحزاب الحاكمة واغلبية مسحوقة محرومة.
لقد تظاهر المواطنون في بغداد والبصرة , وفي الناصرية وواسط , وبقية محافظات الوسط والجنوب من اجل تغيير الواقع واعطوا مئات من الشهداء والالاف من الجرحى , ولهذا السبب فان الدعوة لمقاطعة الانتخابات انما هي خيانة لكل قطرة دم سقطت في ساحات التظاهر. هل تظاهر المواطن وواجه الرصاص من اجل حفنة من السياسيين سكتوا عندما منحوا بعض المناصب في حكومة السيد الكاظمي؟ ام تظاهر المواطنون من اجل ان يظهر نكرة محسوب على تظاهرات تشرين ينعت القضية الفلسطينية ب " الجيفة"؟ ام خرج المواطنون من اجل اسقاط حزب سياسي شيعي معين وصعود حزب شيعي سياسي اخر بدله؟
المواطن العراقي خرج للتظاهر, لإنه وجد ضرورة لتغيير الواقع السياسي والاقتصادي الذي يمر بهما البلد. البلد في حاجة الى سياسي قادرا على حماية حدوده من الأعداء , يعرف كيف يوفر فرص عمل لألاف المواطنين , ويعرف كيف يتصرف مع أبناء العشائر الغير منضبطين والمخالفين للقانون والنظام العام. المواطنون يريدون سياسي قادر لحل المشاكل مع إقليم كردستاني والتي بدأت تتراكم , ويريدون سياسي قادر على التعامل مع جيران العراق , ويريدون سياسي قادر على القضاء على الفساد المالي والإداري الذي استشرى في جميع مرافق الدولة العراقية.
هذه الإنجازات لا يمكن تحقيقها عن طريق انقلاب عسكري يقرا في اول ساعته بيان " رقم واحد" كما يريده البعض. بالحقيقة , ان جميع مشاكل العراق جاءت مع مجيء بيان " رقم واحد" , ومن يريد تمرير هذه التجربة مرة أخرى انما يريد ارجاع عقارب الساعة الى الوراء.
الحل الوحيد للقضية العراقية هو احترام الدستور واحترام اللعبة الديمقراطية والمشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة. يجب ان لا تكون سيطرة الأحزاب الحاكمة على الشارع العراقي حجة للمقاطعة , ولا المحاصصة , ولا الولاء الى تركيا او ايران او أمريكا , ولا الفشل في توفير الامن والعمل او غياب الخدمات الحكومية. ارجوا ان لا يفهم المواطن العراقي ان الزمن الجميل في العراق قد ذهب مع أصحابه. لم يكن هناك زمن جميل في العراق الا بفترات زمنية محدودة , ولكن الزمن سيكون اجمل اذا تحشد العراقيون من اجل التغيير. المقاطعة سوف لن تسقط النظام , بل تبق الأمور التي يعاني منها المواطن في مكانها ولفترة أطول , ولكن تشجيع المواطن على المشاركة في الانتخابات القادمة وتثقيفه باختيار الجيد من المرشحين هو الحل الوحيد.
المشاركة الكثيفة تعطي إشارات الى قادة الأحزاب الحاكمة ان هناك وعي شعبي , وان المعادلة القديمة اصبحت لا يستذوقها المواطن العراقي , بل يرفضها. وان صعود عشرة وجوه جديدة من غير الأحزاب الحاكمة كافيا لكسر الاحتكار السياسي. و من خلال هذه الوجوه يتصاعد الامل عند المواطن العراقي بالعملية السياسية , وينظر الى الانتخابات القادمة بتفائل اكثر.
نعم , البعض سيقول , سوف لن نرى ذلك اليوم الذي يتحرر العراق من الفساد المالي، والإداري، والمحاصصة، والمذهبية. ربما هذا صحيح , لان ترسيخ مفاهيم الديمقراطية في ذهن المواطن وممارساتها عملية معقدة ليست مثل وجع الراس يعالج بحبة , بندول , انه طريق طويل وفي كثير من الأوقات متعب , ولكن الإصرار على التغيير من قبل النخب الوطنية الغيورة على العراق كفيلة للوصول الى ذلك اليوم الموعود.
بالحقيقة , أرى انه من واجب كل صاحب قلم شريف ان يدعو نحو المشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة وان يدحض كل الدعوات التي تدعو الى مقاطعتها , لان الخيار ما بعد المقاطعة هو الانقلابات العسكرية والديكتاتورية , وإلغاء صوت الاخرين.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم من جائحة كورونا الى نار الاسعار
- يا عرب ..الانسانية تدعوكم لنصرة فلسطين
- العداء للشيعة و ايران لا يمنع الوقوف بجانب الحق الفلسطيني
- تظاهرات تشرين 2019 والتي سوف لن تنتهي
- كيف فسرت النظرية الكلاسيكية تفاوت الاجور ؟
- ايار بداية موسم الحرائق في العراق
- الحكومة العراقية و - اكلات الشوارع-
- هل من اسم يطلق على الاقتصاد العراقي؟
- اهمية المصاريف الاهلية و الحكومية في الاقتصاد الحر
- احتدام المنافسة الدولية على اختيار دالاي لاما جديد
- تاثيرات وباء كورونا على الطبقة الوسطى في العالم
- فاجعة مستشفى ابن الحطيب ..من انتاج المحاصصة والفساد والاهمال
- لماذا تعاني الدول المصدرة للمواد الاولية عدم الاستقرار الاقت ...
- من ماذا يعاني الاقتصاد التركي ؟
- التراث العربي و اخبار انقلاب الاردن
- الحالة الاقتصادية لدول الشرق الاوسط النفطية في ظل وباء كورون ...
- صناعة الفقر
- ضرورة تشر الثقافة القانونية في العراق
- الاتهامات و تزوير الحقائق في خدمة النظم الديكتاتورية
- المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصاد


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد رضا عباس - مقاطعة الانتخابات العراقية المبكرة خيانة لدماء ضحايا تظاهرات تشرين