أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الاتهامات و تزوير الحقائق في خدمة النظم الديكتاتورية














المزيد.....

الاتهامات و تزوير الحقائق في خدمة النظم الديكتاتورية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 19:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمناسبة مرور الذكرى السنوية لسقوط نظام حزب البعث في العراق , خرجت كتابات من بعض العراقيين والعرب , تترحم وتمجد النظام الساقط وتعدد إنجازات خارقة له غير موجودة , ومنها ان العراق في زمن النظام السابق كان " قبلة للعلم بكافة جوانبه " , وكان العراق مصدر " الاشعاع الفكري والابتكارات العلمية", وانه طور ماكنته العسكرية حتى أصبح من الدول التي يحسب لها ألف حساب. بينما ان من حق أنصار النظام السابق والمستفيدين منه الكتابة بما يريدون , الا ان الحقائق على الارض لا تطابق موصفات الماضي الأليم.
حزب البعث ترك العراق ولم تكن مدينة منه تضاهي لندن وباريس , او حتى مدينة توازي في عمرانها وتقدمها بعض مدن الجوار العراقي. لقد ترك حزب البعث العراق والخراب شمل الأرض والعباد. وكان هدف من جاء بحزب البعث وتوصيله الى السلطة هو تخريب ماضي وحاضر ومستقبل العراق. النظام حول العراق من دولة فائض مالي بقدر 65 مليار دولار الى دولة مدينة بمبلغ 120 مليار دولار. سقط نظام حزب البعث ,والعراق تغمره المشاكل الى اذنيه: شحة في دور السكن , نقص في المياه الصالح للشرب, فقدان الادوية حتى البسيطة من المستشفيات العراقية , وأكثر من نصف العراق لم تصله الطاقة الكهربائية. حزب البعث خرج من العراق ومساحة العراق اقل من مساحته قبل عام 1968 وهو عام الذي تسلم السلطة في العراق. وهل ننسى فقر المواطن العراقي في زمنه , حتى وصل دخله السنوي اقل من دخل فلاح يعمل في احدى القرى الهندية. فعلى أي شيء يتباكى عليه المتباكين. والأخطر من ذلك تزويق النظام السابق للشباب العراق (بسبب نوم الاعلام العراقي) , حتى أصبحنا لا يمر يوما بدون بوست من على التليفون يحمل صور من " الأيام الجميلة", ومنها امرأة ما بين الجاموس تشوي الخبز, وصوبة علاء الدين التي قتلت الكثير من العراقيين , وسيارات باص الخشب وهي محشوة بالركاب ومع صوت مطرب ينوح على حاضر العراق.
أجمعت جميع الدراسات الرصينة على ان فترة حكم حزب البعث في العراق كانت اقسى الفترات المظلمة , حيث قتل واعتقل فيها المثقف والاديب وأصحاب الفكر , ولم ينج منهم الا من اللصق على فمه شريط لاصق. فكيف يكون العراق منارة للعلم والابداعات وأصحاب الابداع يخافون على جلودهم من الموت المحقق؟ وأين هذه الابداعات التي يدعي بها أصحابها؟ العراق كان يستورد ابرة الخياطة ومازال يستوردها. كان العراق يستورد كل شيء وما زال يستورد كل شيء تحت سلطة الفساد والمحاصصة. كان الفساد الإداري والمالي في أحسن عافيته تحت حكم حزب البعث , وما نراه الان من فساد ما هو الا امتداد لذلك الفساد.
ان حبل الكذب قصير , ولا يحق الا الحق , وان تشويه الحقائق لا يخدم أحد , وسوف لن يبقى الى الابد , وفي الأخير يكتشف الكاذب , ولكن سوف لن يكون بدون كلفة. الكلفة هي تجهيل المواطن العراقي , وربما انحداره الى طريق يعارض التوجهات الديمقراطية في البلد. نعم , أقول التوجهات الديمقراطية في البلد وانا اعلم جيدا , انها ليست بأحسن حال , ولكن الامل معقود على الجيل الجديد.
الحديث يجرنا أيضا الى اكذوبة أخرى لا تقل عن اكذوبة ازدهار العلم تحت قيادة حزب البعث , وهي ان إيران حولت سنة العراقيين الى لطم ونوح وبكاء , حيث تبدأ كل سنة هجرية جديدة بمراسيم عاشوراء , ثم اربعينية الامام الحسين , ليتبعها مناسبات لطم عديدة على بقية أئمة اهل البيت ومسيرات من الكاظمية الى كربلاء والى النجف وسامراء خلال العام. هذا الاتهام فيه ثقوب كثيرة تزيد على عدد ثقوب الجبنة السويسرية. ان قائلها لم يقرا كتاب واحد عن هذه الطقوس وعن تاريخها وأصلها. وكل ما أستطيع قوله هو من يريد الالمام أكثر في هذا الموضوع هو قراءة كتاب " تراجيديا كربلاء" للمؤلف إبراهيم الحيدري ليعرف ان مراسيم الاحزان في العراق هي ليس من صنع إيران وانما كانت موجودة في عهد الإمبراطورية العثمانية. كما وما زالت املك نسخة من مجلة " الجغرافية القومية" الامريكية الشهيرة (National Geography) تعود الى عام 1920 وفيها يسرد كاتب المقال مراسيم عاشوراء والمشي نحو كربلاء في الأربعين على الاقدام. ثم ان ممارسة العزاء باستشهاد أئمة اهل البيت لم يسبب بتخلف البلاد عن الركب الحضاري , وخير دليل على ذلك ان دول عربية وإسلامية لا تمارس طقوس الحزن ولكنها ما زالت متخلفة ثقافيا واقتصاديا.
ولكن الافظع من ذلك كله , يأتي كاتب ويقول ان إيران اشغلت العراقيين بالبكاء واللطم , فيما انها انشغلت ببناء ترسانتها العسكرية وتطور علومها وابتكاراتها. هل سرقت إيران اختراعات وابتكارات العراق مثلا؟ هل اختطفت إيران علماء العراق؟ وإذا استطاعت إيران بناء قوتها العسكرية والعلمية , فما ذنبها ان لم يتحرك الاخرون؟ اعتقد ان هناك عقدة عند العرب يجب تجاوزها وهو وضع اللوم على تخلفهم على الاخرين. لقد ذكر لي أحدهم , وهو يصدق بما يقول , ان الولايات المتحدة الامريكية لم تصل الى هذا التقدم الحضاري لولا سيطرتها على نفط العراق. بالحقيقة الولايات المتحدة لا تشتري من العراق أكثر من 500 ألف برميل نفط في اليوم في أحسن الاحوال وهي كمية لا تمثل حتى 2% من حاجة البلد. نعم هدف نشر ثقافة تشويه الحقائق يراد منه تجهيل الشعوب والقبول بالسيء, الديكتاتورية.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصاد
- مبادرة - المشرق الجديد - ..أداة انفراج او خراب للشرق الاوسط؟
- كيف يفسر قانون العرض والطلب الرواتب المليونية لبعض مدراء الش ...
- تاثير السياسة النقدية على الاقتصاد العراقي
- نحو استثمار امثل للفائض المالي المتوقع للعراق
- مع مبادرة - الشرق الاوسط الاخضر- للامير محمد بن سلمان
- V او ب ؟ ربما K!
- تاثيرات الفائض المالي السالبة على الاقتصاد الوطني
- الشاب الذي سخر من معاهد التنبؤ الامريكية
- هل ان الموازنة بين الايرادات والمصاريف الحكومية امرا ضروريا؟
- ما هو اقتصاد الظل ؟
- الله و كورونا
- الاثار الاقتصادية للعجز المالي المستمر
- نبذة تاريخية عن مقاومة ابناء الكاظمية ضد انقلاب 8 شباط 1963
- نظام السوق لا ينفع في اوقات الازمات
- من اجل الحفاظ على تاريخ العراق المعاصر
- الاقتراض الحكومي لا يعطل التنمية الاقتصادية ولا يفقر المواطن
- بعض ما كتب عن زيارة بابا الفاتيكان للعراق
- لماذا يختلف الاقتصاديون؟
- شراء الاوراق المالية لا يعد استثمارا


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الاتهامات و تزوير الحقائق في خدمة النظم الديكتاتورية