أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد رضا عباس - الله و كورونا














المزيد.....

الله و كورونا


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6847 - 2021 / 3 / 21 - 02:25
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


ان يخرج شخص من على أحد المواقع الالكترونية يحث المسلمين على عدم الاكتراث بوباء كورونا او رفض القاح أصبح مفهوما جدا، خاصة وان التكنلوجيا الحديثة سمحت لكل من هب ودب بالحديث عن كل ما يريده، الا ان تخرج أصوات من ناس محسوبين على مؤسسات دينية محترمة فهذا غير معقول، ويمثل خلل واضح في تلك المؤسسات ويجب إصلاحه إذا أرادوا ان تسمع الناس لهم مستقبلا. نعم خرجت أصوات محسوبة على الدين في العراق وخارجه تدعو الناس الى عدم الاكتراث بوباء كورونا، لان هذا الوباء لا يصيب المسلمين لأنهم يصلون خمسة أوقات وانهم بدرجة العالية من الطهارة. وبالفعل قبل بعض الناس دعوتهم المظللة، واقنعوا الناس بان الذين يموتون من المسلمين من إثر الوباء، انما هم مسلمون في الجنسية فقط، لا بالأيمان.
عندما يوعظ رجل دين أصحابه ومن حوله بهذه الأكاذيب، انما يخون الله ورسوله، وإساءة متعمدة ضد الإسلام. الله ورسوله لا يدعوان الى التهلكة. لا توجد اية واحدة في القران الكريم تقول للمسلم ان الله يضمن لك البقاء إذا رميت نفسك من على جبل شاهق، او حديث للنبي الأعظم يدعو به عدم الالتزام بالصحة، بل على العكس كان الرسول الأعظم يحث الناس على احترام النفس وصيانتها من الامراض، وعلى هذا المنحنى سار عليه جميع الائمة والعلماء والفقهاء في الإسلام.
ولكن الغريب ان يخرج رجل دين من على أحد محطات التلفزيون العراقية ليصرح ان الله يبعد الوباء عن محبي اهل بيت النبوة. بل وصل الامر، في ظل حكومتنا الرشيدة جدا، ان يقف شاب في وسط الزائرين لأربعينية الامام الحسين وهو يحث الناس على خلع الكمامات ورميها على الارض، لأنهم زوار الحسين، وان زائر الحسين لا يصاب بكورونا!
هذا الحديث يجرنا الى وظيفة المؤسسة الدينية في العراق، الشيعية والسنية، على الرغم من ان كلا المؤسستين اوقفتا صلاة الجماعة، وهذا شيء يشكران عليه، ولكن كلا قادة الطائفتين لم يعطوا المساحة الكافية لتثقيف اتباعهم على ضرورة حماية أنفسهم والأخرين من الوباء وذلك عن طريق تفعيل النظافة ولبس الكمامات. ما زال المصلين في جامع الامام الأعظم لا يلبسون الكمامات الواقية، وكذلك عند الامامين الجوادين. اعتقد ان كلا المؤسستين لديها التأثير على اتباعها، ولو أرادوا ذلك لفعلوا.
لا أقول ان المؤسسة الدينية، السنية والشيعية، تعمل لتجهيل المواطن العراقي، كما يتهمها البعض، لان تجاهل الوباء شمل أيضا الطبقة المثقفة، مع كل الأسف، في العراق. هذه الحقيقة لمستها من خلال مراقبة برامج " اكلات الشوارع" , حيث يقوم مقدم البرنامج التجوال في شوارع بغداد لتعريف المشاهد على الاكلات البغدادية الشهيرة . كانت أحد الحلقات زيارة الى شارع المتنبي، وهو مركز تجمع المثقفين. لقد اندهشت وانا لا أرى الا القليل منهم يضع الكمامات على الفم والانف، على الرغم ان اغلبهم من كبار العمر.
وبذلك سوف لن يكون غريبا ازدياد عدد الإصابات بالفايروس ومعها عدد الوفيات، وسوف لن اندهش ان لا يكون الله معهم، لان الله يظهر على البشر من خلال طرق عديدة، ومنها التعليمات الحكومية التي تحذر المواطنين من أخطار الوباء، الاخبار اليومية بعدد المصابين والمتوفين في العراق والعالم، وتدهور حالة مستشفياتنا والتي تدعو المواطن العناية الفائقة بصحته قبل الحاجة لها. المؤسسات الصحية ليس باستطاعتها معالجة مرضى كورونا وهم بالآلاف حتى في الدول المتقدمة، ولكن حماية المواطن نفسه من الوباء هي حماية لعائلته، لأقاربه، لجيرانه، ودعم لاقتصاد وطنه وتخفيف العبء عن المؤسسة الصحية وهذا يرضي الله، وبعكسه فان الله لا يرضى عن مواطن يحمل الوباء وينشره عن اليمين والشمال.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاثار الاقتصادية للعجز المالي المستمر
- نبذة تاريخية عن مقاومة ابناء الكاظمية ضد انقلاب 8 شباط 1963
- نظام السوق لا ينفع في اوقات الازمات
- من اجل الحفاظ على تاريخ العراق المعاصر
- الاقتراض الحكومي لا يعطل التنمية الاقتصادية ولا يفقر المواطن
- بعض ما كتب عن زيارة بابا الفاتيكان للعراق
- لماذا يختلف الاقتصاديون؟
- شراء الاوراق المالية لا يعد استثمارا
- من المتضرر والمنتفع من انخفاض قيمة الدينار العراقي ؟
- هل سيجري تعديل على مؤشر المستوى المعاشي بعد جائحة كارونا


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد رضا عباس - الله و كورونا