أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد رضا عباس - الحكومة العراقية و - اكلات الشوارع-














المزيد.....

الحكومة العراقية و - اكلات الشوارع-


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6892 - 2021 / 5 / 8 - 19:26
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


اليوتيوب مفيد بعض الأوقات , وفي مثل حالتي مفيد جدا جدا وانا بعيد عن بلدي الام العراق واعيش في مدينة أمريكية ليس فيها لكثير لقتل وقت الفراغ. اليوتيوب سمح لي مراقبة برامج متنوعة من الدول العربية والأجنبية , ومنها برنامجي المفضل " اكل الشوارع " او " اكلات الشوارع". هذه البرنامج لا يقتصر على تعريف المشاهد على الاكلات الشعبية في العالم , وانما أيضا يعرف المشاهد على ثقافة الشعوب وعمران مدنهم. المهم , ان الذي يجلب انتباهي من خلال هذا البرنامج الرائع هو تخلف مطاعم العراق الشعبية مقارنة مع العالم , بل حتى مقارنة مع المطاعم الشعبية في الدول المجاورة مثل ايران , تركيا , الأردن , والكويت.
لم ازر تركيا , ولكن من خلال هذا البرنامج اكتشفت ان اكلات الشوارع هناك تعجب الذي لا يعجبه العجب! طريقة عرض الطعام , انارة المطاعم , طريقة تقديم الطعام الى الزائر , نظافة المكان , الديكور , الإضاءة , وملابس العاملين فيها كلها تدعوا الى فتح شهية الماشي , بل حتى الاطمئنان من الاكل. بالمفهوم العراقي , يعني سوف لن يعاني مشتري الاكل من مغص المعدة , وربما الدوران.
طبعا أصحاب المطاعم في تركيا , وهو محل حديثنا, لا يقومون بكل هذه الجهود لوجه الله , وانما بسبب المنافسة الحادة وثانيا احترام المراقبة الحكومية. لا اعلم ما حجم العقوبات على من يخرق التعليمات الحكومية , ولكن اني على دراية من ان الجهات الرقابية الامريكية على المطاعم تصل في بعض الأوقات الى غلق المطعم الذي لا يلتزم بتعليمات النظافة او شروط السلامة.
في العراق هناك منافسة حادة بين أصحاب المطاعم الشعبية حيث اصبح لا يوجد شارع بدون مجموعة من بسطات بيع الطعام , والسبب هو تقلص فرص العمل للشباب , واصبح فتح بسطة اكل هو الطريق نحو كسب العيش لشريحة كبيرة من الشباب العراقي او أصحاب العوائل بعد ان غسلوا ايديهم من عمل محترم يوفر لهم من قبل القطاع العام او الخاص. كيف يدخل القطاع الخاص الى سوق الإنتاج والحكومة تضع جميع العراقيل امامه , حتى يضطر المستثمر الى استثمار ماله في الأردن , او تركيا , او في احد بقاع ارض الله العريضة؟. لقد ذكر صديقا لي , حتى منتج مكانس تنظيف البيت المصنوع من سعف النخيل يحتاج الى موافقة كثيرة منها موافقة الدفاع المدني, الصحة , والبلدية , والضرائب , وفي الأخير يضطر صاحبنا الى استيراد مكانس البيت من خارج العراق. في العراق, الرابح الأول هو من يدير تجارة الاستيرادات , وسوف يحارب كل محاولة لتطوير الصناعة المحلية , حتى لو تطلب الامر استخدام السلاح.
المنافسة بين أصحاب المطاعم موجودة وقوية , والدليل هو كثرتها , ولكن مع كثرتها لا تتوفر في اكثرها ابسط شروط الصحة والسلامة. في بعض الحالات يأخذك منظر بعض المطاعم الى ما قبل القرون الوسطى , حيث كل ما تجد هو بائع طعام على قارعة الطريق في وسط ازدحام الاوساخ والغبار , وطبخات طعام معرضة الى كل الملوثات البيئية في العراق. سوف يوافق القارئ عندما يلاحظ مطعم بيع سمك المسكوف ومن حوله مخلفات تقطيع السمك , الذباب, ملابس البائع , بل حتى الخشب المستخدم في عملية الشواء في بعض الأحيان عبارة عن اخشاب اثاث بيتي محطم. بكلام اخر , لا يوجد مراقبة حكومية دقيقة على هذا القطاع والذي يؤثر مباشرة على صحة المواطن العراقي. وكيف نتوقع المراقبة الحكومية وان مستشفياتنا ليست احسن حال من بائع سمك المسقوف؟
لا ادعوا الحكومة بمعاقبة أصحاب اكلات الشوارع بسبب النظافة و شروط السلامة لان هذا الاجراء سيؤدي الى خسارة ارزاق شريحة كبيرة منهم ويضطرهم الانضمام الى جيش العاطلين , ولكن ادعوا الحكومة صاحبة المال والقوة ان تستقطع جزء من ميزانيتها السنوية من اجل إدارة و مراقبة هذا القطاع وذلك بتوفير الأماكن المناسبة له , قروض صغيرة من اجل الالتزام بشروط الصحة , وتوفير عربات موحدة مستوفية جميع شروط الصحة والسلامة. لا اعتقد ان هذا المطلب كبير وثقيل على كاهل الميزانية العراقية , خاصة وان أسعار النفط الخام بدأت تتحسن في الأسواق العالمية , حيث ان زيادة دولار واحد في أسعار النفط يضيف الى للخزينة العامة ما يقارب 1.5 مليار دولار سنويا. والاحسن من كل هذا , ان وجود مثل هذا التوجه نحو تطوير قطاع " اكلات الشوارع" يضيف جمالية الى مناطق المدن , اطمئنان المواطن من المأكولات المتوفرة , وفرض هيبة الدولة التي فقدت بسبب تراجع الخدمات الحكومية.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من اسم يطلق على الاقتصاد العراقي؟
- اهمية المصاريف الاهلية و الحكومية في الاقتصاد الحر
- احتدام المنافسة الدولية على اختيار دالاي لاما جديد
- تاثيرات وباء كورونا على الطبقة الوسطى في العالم
- فاجعة مستشفى ابن الحطيب ..من انتاج المحاصصة والفساد والاهمال
- لماذا تعاني الدول المصدرة للمواد الاولية عدم الاستقرار الاقت ...
- من ماذا يعاني الاقتصاد التركي ؟
- التراث العربي و اخبار انقلاب الاردن
- الحالة الاقتصادية لدول الشرق الاوسط النفطية في ظل وباء كورون ...
- صناعة الفقر
- ضرورة تشر الثقافة القانونية في العراق
- الاتهامات و تزوير الحقائق في خدمة النظم الديكتاتورية
- المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصاد
- مبادرة - المشرق الجديد - ..أداة انفراج او خراب للشرق الاوسط؟
- كيف يفسر قانون العرض والطلب الرواتب المليونية لبعض مدراء الش ...
- تاثير السياسة النقدية على الاقتصاد العراقي
- نحو استثمار امثل للفائض المالي المتوقع للعراق
- مع مبادرة - الشرق الاوسط الاخضر- للامير محمد بن سلمان
- V او ب ؟ ربما K!
- تاثيرات الفائض المالي السالبة على الاقتصاد الوطني


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد رضا عباس - الحكومة العراقية و - اكلات الشوارع-