أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - اهمية المصاريف الاهلية و الحكومية في الاقتصاد الحر














المزيد.....

اهمية المصاريف الاهلية و الحكومية في الاقتصاد الحر


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6886 - 2021 / 5 / 2 - 14:47
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


نعني بالمصاريف هنا هي المصاريف على الاستهلاك (الطعام , الملابس , وما يحتاجه المواطن في الاستخدامات اليومية) والاستثمارية (المكائن والمعدات والبناء) لكلا من القطاع الأهلي والحكومي. الرأسمالية الحديثة , الكنيزية , تؤكد ان مشكلة النظام الاقتصاد العالمي هي ليست مشكلة عرض السلع والخدمات , وانما هي مشكلة الطلب عليها , فكلما زاد الطلب على السلع والخدمات بجميع أنواعها , زاد الإنتاج الوطني , وتقلصت نسبة العاطلين عن العمل , وبذلك أصبحت طرق تحفيز الطلب العام على السلع والخدمات تقليدا متبعا في الدول الصناعية في محاربة الركود الاقتصادي. ففي كل مناسبة ركود اقتصادي كبير تقوم الحكومات بسلسلة إجراءات منها زيادة المصاريف الحكومية , تقليص نسبة الضرائب على الافراد والشركات , وتخفيض نسبة الفائدة. هذه الإجراءات سوية تساعد على زيادة المصاريف الداخلية , وبدورها تؤدي الى زيادة الإنتاج الوطني وانخفاض نسبة العاطلين عن العمل. كانت اخر الإجراءات الحكومية ضد الركود الاقتصادي هي الإجراءات التي اتخذتها الدول الصناعية خلال فترة وباء كورونا , حيث ان الولايات المتحدة الامريكية صرفت ما يقارب 5 ترليون دولار على شكل مساعدات مالية للمواطنين والشركات الصغيرة والمتوسطة وحكومات الولايات من اجل دعم المصاريف الداخلية يكل اشكالها ودعم الشركات التي تضررت من الوباء البقاء على قيد الحياة.
الإجراءات الامريكية نجحت بتذويب جليد التراجع الاقتصادي , على الأقل في الوقت الحاضر, وادت الى عودة الملايين من العمال الى أعمالهم , حيث وصل النمو الاقتصادي الأمريكي في الربع الأول من عام 2021 نسبة 6.4%, فيما تراجعت نسبة العاطلين عن العمل الى نسبة 6.0%.
أهمية التركيز على استخدام المصاريف الداخلية لمحاربة التراجع الاقتصادي هو تأثيرها الانفجاري , المضاعف او (Multiplier) على الاقتصاد الوطني. على سبيل المثال , عندما يقوم الأهالي بصرف 100 مليون دولار على السلع والخدمات , فان تأثيرها الاقتصادي يتعدى حجمها الأساسي وهو 100 مليون دولار , ويتضخم بحسب حجم المضاعف. لتوضيح الفكرة , فلو فرضنا ان احد البقالين في احد أسواق بغداد باع ما قيمته 1000 دولار من السلع , هذه الف دولار سوف لن تبقى في قاصة محله وانما يقوم بصرفها مرة ثانية , فيذهب جزء منه الى المجهزين , وجزء اخر الى الايجار, الماء والكهرباء, العمال, وجزء اخر على المصاريف البيتية. هذه المبالغ المصروفة من بقالنا تعد دخلا للأخرين , وان الاخرين بدورهم سوف يصرفونها لتكون دخلا الى مجموعة أخرى, وهكذا الى مالا نهاية. وعليه لو كان المضاعف يعادل 3 فان تأثير ال 100 مليون دولار على الاقتصاد الوطني ستكون 300 مليون دولار.
وهكذا , عندما وافق الكونغرس الأمريكي بنانا على طلب الرئيس جو بايدن على حزمة المساعدات الحكومية التي بلغت 1.9 ترليون دولار والتي وزعت على الموطنين الامريكان لحد 1400 دولار للشخص الواحد , كان في تصور أعضاء الكونغرس ان هذه المبالغ سوف لن يدخر تحت الفراش , وانما يتم صرفه على ما يحتاجه المواطن الأمريكي من سلع وخدمات , وتصبح هذه المصاريف دخلا لمواطنين اخرين. ففي استبيان قامت بها وكالة (Bloomberg) الامريكية , كشفت ان المواطن الأمريكي صرف 30% من المساعدة على الطعام , 22% على السكن, 11% على تحسين السكن, 9% على الرعاية الصحية, 8% على الملابس , 5% على رعاية الأطفال, , 5% على السفر والسياحة , 18% على دفع لديون, و 34% للادخار.
ان صرف 30% من اصل مبلغ قدره 1.3 ترليون دولار على الطعام , او ما يساوي 390 مليار دولار , سيكون دخل لحزمة كبيرة من المنتجين والموزعين تبدء من المزارعين الى عمالهم الى شركات شحن المنتوجات الزراعية الى شركات مخازن التبريد , الى مصانع الأغذية , والى اعمال لا تعد ولا تحصى. باختصار , فان تأثير مبلغ 1.3 ترليون دولار على الاقتصاد الأمريكي سيكون ما يقارب 3.9 ترليون دولار , وهو المضاعف الأمريكي المعمول به في الوقت الحاضر.
من الطبيعي ان يزيد وينقص المضاعف حسب قدرة البلد على توفير ما يحتاجه المواطن محليا. على سبيل المثال , الولايات المتحدة تنتج ما يقارب كل ما يحتاجه المواطن الأمريكي من مواد غذائية , وعليه فان الاستفادة من حزمة المساعدات ستكون ما يقارب 100% , فيما ان الاقتصاد العراقي سوف لا يستفيد من حزمة المساعدات الحكومية الى مواطنيه 100%, والسبب في ذلك هو ان معظم ما يحتاجه السوق العراقي (حوالي 70%) يأتي من الخارج , وعليه فان المستفيد الأول من أي حزمة مساعدات هو ليس الاقتصاد العراقي وانما مواطنو الدول المصدرة للعراق , وهذ السبب اخر يدعو الحكومة العراقية الى اخذ شعار " صنع في العراق" على محمل الجد.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتدام المنافسة الدولية على اختيار دالاي لاما جديد
- تاثيرات وباء كورونا على الطبقة الوسطى في العالم
- فاجعة مستشفى ابن الحطيب ..من انتاج المحاصصة والفساد والاهمال
- لماذا تعاني الدول المصدرة للمواد الاولية عدم الاستقرار الاقت ...
- من ماذا يعاني الاقتصاد التركي ؟
- التراث العربي و اخبار انقلاب الاردن
- الحالة الاقتصادية لدول الشرق الاوسط النفطية في ظل وباء كورون ...
- صناعة الفقر
- ضرورة تشر الثقافة القانونية في العراق
- الاتهامات و تزوير الحقائق في خدمة النظم الديكتاتورية
- المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصاد
- مبادرة - المشرق الجديد - ..أداة انفراج او خراب للشرق الاوسط؟
- كيف يفسر قانون العرض والطلب الرواتب المليونية لبعض مدراء الش ...
- تاثير السياسة النقدية على الاقتصاد العراقي
- نحو استثمار امثل للفائض المالي المتوقع للعراق
- مع مبادرة - الشرق الاوسط الاخضر- للامير محمد بن سلمان
- V او ب ؟ ربما K!
- تاثيرات الفائض المالي السالبة على الاقتصاد الوطني
- الشاب الذي سخر من معاهد التنبؤ الامريكية
- هل ان الموازنة بين الايرادات والمصاريف الحكومية امرا ضروريا؟


المزيد.....




- كيكة شوكولاتة غرقانة بصوص رهيب.. اقتصادية جداً ومفيش أسهل من ...
- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - اهمية المصاريف الاهلية و الحكومية في الاقتصاد الحر