أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد رضا عباس - العراق نخلة باسقة حتى بلا طلعا هضيم














المزيد.....

العراق نخلة باسقة حتى بلا طلعا هضيم


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6955 - 2021 / 7 / 11 - 22:08
المحور: المجتمع المدني
    


تعود بعض كتابنا ان لا يذكرون العراق الا بمصائبه واحزانه, فلا يجدون فيه الا اللون الاسود من دون ابيض او حتى اللون الرمادي. فهذا ينوح بالبوذية العراقية المعروفة ويقول " بشرني شلونك وعيونك شو ما مرتاح , يا عراق الهيبة والطيبة مو كافي جراح ..و ليش من تطيح بشدة تركض كلها تفرهد بيك , واني امشي على تربك خايف خطواتي اتذيك , من تذبل النسمة وتبين اللجمة احسد شكو مضيع وطن مثل الوطن مالي , بس الورد ينشم من غيري واني انذل , خليني جا عايش جرح , جرح الوطن غالي ". واخر من الشعراء بدلا من ان يكتب قصيدة يمجد عافية شارع المتنبي وتردد الشباب والشابات الى هذا الشارع الذي اصبح ايقونة العراق , يتوجه بأنظاره الى دائرة الهجرة ليقول " بالأمس رايته في دائرة الهجرة , بالأمس رايته يتقدم الطابور , تقدم العراق حاملا اوراقه , صار العراق خارج العراق , النيران والدخان , مخلفا وراءه صفحة الحضارة". و يأتي كاتب ينعي العربية في العراق و يطالب امة العرب بتحرير العراق من الاحتلال الصفوي الايراني .
فيما لا يتفق السواد الاعظم من العرقيين مع هذه الاوصاف ,الا انه تجد اذن صائغة عند العرب خارج العراق لسماعها , حتى اصبحت بعض من تساؤلاتهم تجرح الوجدان وتخرج الانسان القويم من طوره . لقد اصبح من غير المدهش وانت تقابل مواطن عربي يعيش في فرنسا ليقول لك لقد خسرتم رجل مقدام اسمه صدام حسين حيث كنا لا نسمع مما يحدث في العراق كما يحدث الان , و يؤتيك بالبرهان ليقول ان القائل ليس امريكيا ولا فرنسيا ولا مصريا وانما عراقيا. ويأتيك اخر ليقول : لعنت الله على من جاء على ظهر الدبابة الامريكية الى العراق فلم يصحبوا معهم الا الطائفية التي لم نسمع عنها من قبل في العراق. واخر يقول انتم العراقيون لا ينفع معكم الا الحجاج بن يوسف الثقفي وصدام حسين , و كان الله كتب على العراقيين الا الذبح والتشريد والغربة و الذل .
لقد اختار بعض المثقفين العراقيين السلبية لانهم عرفوا جيدا ان الشهرة تأتي لهم اسرع عن طريق نشر السلبيات لا من الايجابيات مثل سوق قصص و افلام العنف والرعب الامريكية , وانهم درسوا وفهموا قول القائل ان " يمكن للكذبة ان تسافر نصف العالم بينما الحقيقة مازالت تلبس حذائها".
ان تركيز بعض المثقفين العراقيين على اللون الاسود دون بقية الالوان انما يعتبر خيانة لتاريخ العراق المضمخ بدماء الشهداء. بفضلهم اصبحنا بين الحين والاخر نشاهد من على تليفوننا المحمول صور عن " الماضي الجميل " مصحوبة بأغنية على شكل لطمية . بفضل هؤلاء المثقفين اصبح النظام البائد بريء عن جرائم الانفال و النصف من شعبان وتهجير نصف مليون عراقي بعد ان اجبرهم النظام بترك كل ما يملكون , والبعض من ابنائهم على جبهات القتال. واصبح النظام البائد بلا خطيئة 300 مقبرة جماعية .
ان من يتباكى على جياع العراق عليه ان لا ينسى ان هؤلاء كانوا موجودين قبل التغيير ولكن الجميع يخاف من ذكرهم . وكانت الكهرباء في اجزاء بغداد ولكن غابت عن محافظات بكاملها . وتدهورت الخدمات حتى حملت جنائز اطفالنا بالجملة على سطوح السيارات في كل يوم خميس . ومن ينكر بعدم سماعه عن الطائفية في العراق عليه ان يقرا على الاقل كتاب "الشيعة والقومية" للأستاذ حسن العلوي . لقد فهمنا بما كان يريده حكام لعراق من مفهوم " الوحدة الوطنية "بعد التغيير , كان هدف من ينادي بها ليلا نهارا هو الضرب من حديد على كل من يطالب بالحقوق من الطبقة الحاكمة.
لا ادعي ان العراق بدون مشاكل وكبوات فهو بعيد جدا عن بحبوحة نظام اوروبي ديمقراطي عريق بعض من الكتاب العراقيين الذين يعيشون بخيراته يريدون ان يكون العراق نسخة مطابقة له . ان هؤلاء عن فهم او غير فهم يغفلون تاريخ هذه الشعوب وهي تسير نحو التحولات الديمقراطية . هذه الشعوب اعطت دماء غزيرة من اجل بناء القواعد الديمقراطية و تأسيس نظام سياسي ينعم بخيراته اهله و ضيوفه .
العربية بخير في العراق. .ذي قار و العمارة وبغداد والانبار ما زلوا ينتجون بغزارة فحولها ,اتهام ايران باحتلال العراق اتهامات مدفوعة الثمن , فلا ايران بحاجة العراق , ولا العراق بحاجة الى من يدافع عن ارضه ومقدساته . هجرة الاوطان ليست بدعة عراقية وإنما ظاهرة عالمية شجع عليها حتى القران الكريم , والاهم من كل ذلك لقد رأيت في زيارتي الاخيرة للعراق ان مواطن يوزع جريدة "طريق الشعب" في شوارع بغداد بكل اطمئنان وارتياح بعد ان كانت تهمة الانضمام الى الحزب الشيوعي جريمة حكمها الاعدام . العراق بخير والديمقراطية بخير .قبل التغيير كانت هناك 300الف سيارة تسيير في شوارع بغداد , وصل العدد اليوم الى 3 ملايين . الذين من عمري يتذكرون مغصة البطن بعد كل ذهاب واياب من مطار بغداد الدولي , اليوم يستقبل القادم والمغادر بكل احترام وتقدير .
اني عندما اسمع او اقراء موضوع من انتاج اصحاب الماركة السوداء يأتي الى ذهني حكمة تقول "من باب الادب استمع للبشر جيدا , اما من باب الاحتياط فلا نصدق كل ما يقولون ".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدهار قطاع الخدمات في العراق ليس مؤشرا للسعادة والرفاه
- امريكا سوف لن تربح الباردةالقادمة
- تجارة الدواء في العراق
- lماذا قال صاحب كتاب -وعاظ السلاطين- حول الانتخابات؟
- في امريكا ..كورونا تتراجع و النفايات تتراكم , وانجاب الاطفال ...
- مقاطعة الانتخابات العراقية المبكرة خيانة لدماء ضحايا تظاهرات ...
- العالم من جائحة كورونا الى نار الاسعار
- يا عرب ..الانسانية تدعوكم لنصرة فلسطين
- العداء للشيعة و ايران لا يمنع الوقوف بجانب الحق الفلسطيني
- تظاهرات تشرين 2019 والتي سوف لن تنتهي
- كيف فسرت النظرية الكلاسيكية تفاوت الاجور ؟
- ايار بداية موسم الحرائق في العراق
- الحكومة العراقية و - اكلات الشوارع-
- هل من اسم يطلق على الاقتصاد العراقي؟
- اهمية المصاريف الاهلية و الحكومية في الاقتصاد الحر
- احتدام المنافسة الدولية على اختيار دالاي لاما جديد
- تاثيرات وباء كورونا على الطبقة الوسطى في العالم
- فاجعة مستشفى ابن الحطيب ..من انتاج المحاصصة والفساد والاهمال
- لماذا تعاني الدول المصدرة للمواد الاولية عدم الاستقرار الاقت ...
- من ماذا يعاني الاقتصاد التركي ؟


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد رضا عباس - العراق نخلة باسقة حتى بلا طلعا هضيم