أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الانتخابات بدلا من الاكياس البلاستيكية














المزيد.....

الانتخابات بدلا من الاكياس البلاستيكية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6984 - 2021 / 8 / 10 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زرت العراق مؤخرا بعد زيارتي الاخيرة عام 2018 , و لم الاحظ تغيير يمكن التحدث حوله او على الاقل انقله الى اولادي الذين يتشوقون بزيارة اقاربهم من الجانبين الاعمام والاخوال . وانت تتجه من مطار بغداد نحو مركز بغداد يدهشك الخضرة التي تحيط بالمطار ولكن بعد كيلو مترين تظهر بغداد على عورتها . الحواجز الحديدية التي تحمي المركبات من الانزلاق متهالكة تحكي قصة ما مر ببغداد من ماسي الاحتلال والحرب الاهلية و الحوادث المرورية , اكوام من النفايات على جانبي الطرق الرئيسية والفرعية تتوكأ بتلال وهضبات من الاتربة , وشوارع خطتها اخاديد الزمن حتى اصبح عجلات السيارات تعج بأصواتها المكسورة تنادي ضمير مديرية الطرق الجسور والتي تضخمت ميزانيتها ولا يعلم احد اين تذهب هذه الاموال . وانت تصل الى قلب المدينة لا تجد معلم جديد , وكأنك تمشي على ارض الزهرة والتي لم تتغير تضاريسها منذ ملايين السنين . لقد تلف الدهر جمال بغداد , وتبرئت الدولة منها كتبريء قبيلة من فتاتها العاهرة . وانت تدخل حي سكني يتعجب سكانه من قدومك الى بلدك العراق وتركك بلد مثل امريكا حتى وان كانت زيارتك ثلاثين يوما ! سوف تتفاجئي بطول قائمة النقص التي يعانون منها سكانها, كثرة الانقطاعات الكهربائية , انقطاع الماء الصالح للشرب , تراكم الاوساخ في الشوارع وعلى جانبها, حفر الشوارع , تجاوزات اصحاب الاعمال المطلة على الشوارع , ضوضاء الباعة , ارتفاع اسعار الدور السكن واراضي البناء , ازدحام الشوارع بالسيارات الخاصة والاجرة , و مشاكل كثيرة اخرى لا يكفى لها مجلد من الحجم الكبير . هذا هو شكل بغداد في صيف 2021, لا يفرح صديقا ولا يغضب عدوا.
هذا وان نعد المشاكل التي تواجه البلاد ولم يستطع قادتنا النشامى من حلها فلا نقدر على احصائها . لقد اضافت العملية السياسية في العراق بعد التغيير مشاكل اضافية لم تكن في الحسبان , ومنها الصراعات العشائرية التي اصبحت سبب رئيسي في عدم استقرار الجنوب العراقي , النزعة القومية للمكون الكردي والذي اصبح ينتهز الفرصة للانسلاخ من الجسم العراقي بأقصى المنافع, فيما ان قادة المكون السني مازالوا يترنحون بين القبول والرفض للتغيير , وما العمليات الارهابية التي تظهر بين الحين والاخر الا شاهدا على ما نقول .
الساسة العرب والكرد قد فشلوا في ادارة البلاد واصبح المواطن يشعر من هذا الفشل في بيته , شارعه, حيه , مدينته , محافظته , وعاصمته . يكفي من القول ان بغداد اصبحت اسوء عاصمة في العالم , ومع هذا لم يحرك هذا الخبر ضمير ساسة العراق .و يقي الامر على حاله يزداد سوء عام بعد عام .
الاحزاب والكتل السياسية رفعت شعار لا اسمع , لا انظر, لا اتكلم طيلة الفترة ما بعد الانتخابات الماضية , وبذلك اصبح انقطاع شبه تام بين المواطن الذي هو العمود الفقري للتغيير والاحزاب الحاكمة , حتى اصبح هذا المواطن قليل الولاء للتغيير بكل اسف . لقد حقق اعداء التغيير نجاح منقطع نظير في هذا المجال يقابله فشل ذريع من الاحزاب الحاكمة .
اذن , لا يوجد لدى الاحزاب والكتل السياسية وخاصة الشيعية والسنية منها ما يجر المواطن نحو صناديق الاقتراع . ارجوا ان لا يفهم القارئ الكريم انا ضد الانتخابات القادمة او الغاءها او تأجيلها مرة اخرى . على العكس , لأني افهم ان زمن الانقلابات العسكرية قد ولى من العراق بدون رجعه , وان من يريد التغيير عليه الذهاب الى مراكز الاقتراع للأدلاء بصوته . بكلام اخر صناديق الاقتراع حلت محل الانقلابات العسكرية في العراق وعلى المواطن فهم هذه القضية ,وانه بدون المشاركة الكثيفة في الانتخابات القادمة سوف لن يتغير شيء وهذا محسوب على المواطن العراقي العربي والكردي وليس لهم . نعم لا يوجد قانون يعاقب المواطن بعدم المشاركة في الانتخابات , ولكن عدم المشاركة سوف يجعل العملية السياسية راكدة مثل بركة الماء الراكدة .
ارى ان يحث الزوج زوجته , والاخ يحث اخوه واخته , والوالد يحث اولاده على المشاركة الواسعة في الانتخابات من اجل ان يعرف العالم ان الشعب العراقي تواق للديمقراطية والحرية وان دماء ضحيا العراق من اجل مستقبل زاهر لم تضع ولم تنسى .
واكثر من ذلك , فان المشاركة الكثيفة في الانتخابات القادمة يبعد العراق من شبح اعلان حكومة طوارئ وتدخل اجنبي يعقد المواقف مثل ما يجري في اليمن والصومال وسوريا وليبيا ولبنان ,ويبقى العراق متخلفا عن التطور الحضاري . لا اعتقد ان هناك مواطنا وطنيا يقبل بوضع العراق الحالي حتى وان غصت مدنه بالمولات الحديثة وازدهرت مودة الاكياس البلاستيكية التي تحمل العلامات والماركات العالمية . حتى يدخل المواطن العراقي احد مولات مدينته يجب عليه ان يكون له دخل ومن اجل الوصول الى هذا الهدف يجب ان يكون هناك عمل متوفر , عمل لا يغطي ثمن المأكل والمشرب اليومي فقط ,وانما دخل يحترم انسانية المواطن العراقي , وبذلك تكون حمل الاكياس البلاستيكية وهي معبئة بالبضائع الاجنبية ليست حكرا على من انعم الله عليهم من المقربين والمستفيدين , وانما حق لابن الفلوجة وهب هب واسكي كلك والشامية والدواية و ابو صخير , وحمزه الغربي وحمزة الشرقي.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تفشل التنمية الاقتصاديةللاوطان ؟ غياب البرنامج الاقتصادي ...
- كيف تفشل التنمية الاقتصادية للاوطان ؟ المحاصصة الطائفية والع ...
- كيف تفشل التنمية الاقتصادية للاوطان ؟ الكهرباء في العراق مثل ...
- كورونا : انخفاض متوسط العمر في الولايات المتحدة الامريكية بع ...
- يوم سئلت ربي ان يصيب مسؤولي الصحة العراقية كورونا
- شهادات في الزعيم عبد الكريم قاسم
- تجربتي مع فايروس كورونا في العراق
- العراق نخلة باسقة حتى بلا طلعا هضيم
- ازدهار قطاع الخدمات في العراق ليس مؤشرا للسعادة والرفاه
- امريكا سوف لن تربح الباردةالقادمة
- تجارة الدواء في العراق
- lماذا قال صاحب كتاب -وعاظ السلاطين- حول الانتخابات؟
- في امريكا ..كورونا تتراجع و النفايات تتراكم , وانجاب الاطفال ...
- مقاطعة الانتخابات العراقية المبكرة خيانة لدماء ضحايا تظاهرات ...
- العالم من جائحة كورونا الى نار الاسعار
- يا عرب ..الانسانية تدعوكم لنصرة فلسطين
- العداء للشيعة و ايران لا يمنع الوقوف بجانب الحق الفلسطيني
- تظاهرات تشرين 2019 والتي سوف لن تنتهي
- كيف فسرت النظرية الكلاسيكية تفاوت الاجور ؟
- ايار بداية موسم الحرائق في العراق


المزيد.....




- بعضها أوقف التصدير... ما هي الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة ...
- الآلاف يرفعون علم روسيا العملاق في قبرص احتفالا بيوم النصر
- لجنة فلسطينية تدعو أهالي الضفة والقدس والداخل للانتفاضة إسنا ...
- ساحة حرب.. مشاهد مروعة لهجوم نشطاء على مصنع -تسلا- في ألماني ...
- -كتائب القسام- تفجّر نفقا بقوة إسرائيلية في رفح
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 3 دبابات -ليوبارد- ألمانية ودبابتي ...
- تأهل المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجين- وسط تظاهرات ...
- السفارة الروسية في الإمارات تنظم أمسية احتفالية بمناسبة الذك ...
- إسرائيل تتحدث عن مغادرة مقاتلين من -حماس- رفح وتكشف عن استرا ...
- لسبب غريب.. صينيون يدهنون وجوههم باللون الأسود (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الانتخابات بدلا من الاكياس البلاستيكية