أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رضا عباس - لا تحضر و لا ازدهار بدون احترام الفن والمواهب














المزيد.....

لا تحضر و لا ازدهار بدون احترام الفن والمواهب


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 18:38
المحور: الادب والفن
    


قرات مقال تحت عنوان " نسيان مزمن" للأستاذ حسن العاني من على صحيفة الصباح البغدادية قبل أيام وفيها يشكو الأستاذ العاني حال الفنانين العراقيين من اهمال حكومي منذ بداية تأسيس الدولة العراقية وحتى اليوم. حيث مضت على الدولة العراقية أنواع من الحكومات، ولكن بقى الإهمال الحكومي لطبقة الموهوبين على حاله لم يتغير , وفي احسن الأحوال استذكار الفنانين بعد موتهم , وخير مثال على ذلك نصب تمثال للشاعر الكبير شاكر بدر سياب بعد وفاته وبعد ان قاس اللام المرض والفقر , ونصب تمثال للشاعر معروف الرصافي بعد ان توفى فقيرا معدم , والمغنية العراقية الاصيلة صديقة الملاية التي انهت حياتها وهي شحاذة على باب محطة الإذاعة العراقية.
الأستاذ العاني ركز في عموده على شريحة واحدة من الموهوبين او المبدعين وهي شريحة الشعراء دون ذكر بقية المواهب من نحاتين , مصورين, مغنين, ملحنين, شعراء شعبيين , رسامين , موسيقيين, , وأصحاب الحرف الشعبية. السواد الأعظم من هؤلاء الموهوبين كتبت عليهم الحكومات العراقية (وليس الله) الفقر والعازة والحرمان , والمحظوظ منهم من يتوفاه الله وهو غير مديون.
لا أقول ان كل موهوب و مبدع يعيش عيشة رفاه في الدول المتقدمة صناعيا , ولكن من السهولة على المبدع وأصحاب المواهب المتميزة ان يكون من الأغنياء فوق العادة , ويكون داره محطة للزائرين , ويكفي من القول ان مدينة هوليود الأمريكية ليست بذات طبيعة خلابة ولا مكان تاريخي تتحدث احجاره عن حضارة سادة ثم بادة , ولكن يزور هذه المدينة مئات الالاف من الزائرين من جميع دول المعمورة سنويا حي الفنانين متأملين ان حظهم قد يقودهم لمشاهدة George Clooney او Brad Pitt او Johnny Depp وهو يسقي حديقة بيته.
بعض المبدعين في الولايات لمتحدة الامريكية من تضخمت ثروته بالملايين الدولارات. على سبيل المثال حصد الممثل Robert Downey عام 2020 (عام كوفيد) 75 مليون دولار وهي تمثل 7% من واردات فلم Iron Man, وحصدت الممثلة Sandra Bullock على 10 مليون دولار , من فلم The Heat, فيما حصد الممثل Leonardo DiCaprio مبلغ 25 مليون دولار من فلم The Wolf of Wall Street. وصل معدل دخل المغنيين هذا العام الى 157,782 دولار وهو مبلغ يزيد على معدل دخل المواطن الأمريكي الذي بلغ عام 2020 , 67,521 دولار. اما النجوم من المغنين فقد حصد المغنية Taylor Swift وعلى 23.8 مليون دولار عام 2020 , Post Malone على 23.2 مليون دولار, Celine Dion على 17.5 مليون دولار وBillie Eilish على 14.7 مليون دولار. اما أجور كتاب الأغاني فقد حصد Dan Wilson على 882,700 دولار , Will. i.am على 859,950 دولار, و Mark Fosterعلى 406,861 دولار. اما ثروة الرسامين الكبار في أمريكا فقد بلغت ثروة Richard Prince 30 مليون دولار , Antony Gormley على 50 مليون دولار , David Choe على 200 مليون دولار , Jeff Koons على 500 مليون دولار , Damien Hirst على 1.0 مليار دولار.
أتمنى ان يكون فنانينا ومبدعينا ان يكون اغنياء , مثل ما يغنوا المجتمع بمواهبهم وقدراتهم , ولكن حسب المثل العراقي الدارج " كل واحد يغطي بقدر لحافه" , ولهذا لا أتوقع ان تكون احولهم المالية بعد خمسة سنوات أحسن حالا من هذا العام بدون تدخل حكومي قوي ومؤثر. على الحكومة العراقية الحالية والقادمة ان تضع خطة لدعم الموهوبين في العراق , لأنهم كنوز حية تمشي على الأرض , وليس من السهل على العثور على هذه الكنوز باستمرار , ولهذا السبب فان الدول المتقدمة صناعيا تجتهد في دعمهم المالي والإعلامي , فلا متحف يخلوا من بعض أعمالهم او تواجدهم , ولا حفل موسيقي يخلو منهم , ولا مناسبة وطنية بدون الإشارة لهم. وسائل الاعلام وخاصة المحلية منها تزورهم وتدبج التقارير والمقالات عن انجازهم حتى يصبح أسهم في كل بيت ويعرف الصغير والكبير انجازاتهم , ومن النادر ان يكون بيت في أمريكا يخلوا من بعض منها.
وبمناسبة الحديث عن الفن والابداع , لابد ان نمر على المهن الشعبية في العراق والتي كانت في أحسن احولها , حيث كانت لا توجد مدينة صغيرة او كبيرة تخلوا منهم. لقد افتقدتهم في زيارتي الأخيرة للعراق , فمنهم من مات , ومنهم من ارتحل من العراق لضعف الحال , واخرون تركوا المهنة لأنهم ليس لهم القدرة على منافسة المنتوج الأجنبي والذي يملا مولات البلد الان. لقد ذكر لي أحدهم انه حتى لم يسمح لاحد أولاده ان يرث مهنته لأنها أصبحت لا تغني من جوع. ان تحول المواطن العراقي من استهلاك المواد المصنعة محليا الى المستورد لا يعد الا تجاهله بتاريخ بلده , وظاهرة تعاب عليها الحكومة العراقية , لان لا تطور حضاري اصيل وحقيقي بدون ان يكون هناك انتاج وطني يقبل به المواطن. المولات المتخمة بالبضائع الأجنبية لا ينتج منها حضارة وتقدم ولا ازدهار اقتصادي ,انما اهدار للثروة الوطنية. الدول المتقدمة صناعيا عرفت مشاكل المولات السالبة على المدينة وعلى المستوى المعاشي لسكانها , ولهذا السبب فأنها تصرف المليارات من الدولارات من اجل احياء مراكز المدن من جديد ,ومن اجل حماية باعة المفرد وأصحاب المهن الشعبية. وبطبع لا يمكن حماية الصناعات الشعبية دون مشاركة المواطن , لان اقتناء المواطن للصناعات الشعبية يعد دخل الى صناعها وحماية للصناعة من الانقراض. على المواطن العراقي تشجيع أصحاب الصناعات الشعبية من خلال شرائها , لان حتى بعد انتفاء الحاجة منها تصبح تحفة تزين البيت , وعلى الحكومة توفير أماكن خاصة لهم بالمجان وفي مناطق كثيرة التردد من الزائرين , رواتب تقاعدية لكبارهم , وشراء ما ينتجونه من ابداعات بأسعار مجزية. ان تحضر المدن لا يقاس بعدد ناطحات السحاب او عدد السيارات الخاصة في شوارع مدنها , وانما هو حالة قبول المجتمع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية مع الحرص على التمتع والاهتمام بالفن وإنجازات أصحاب الحرف الشعبية.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هذا الرد السعودي القاسي ضد لبنان ؟
- استخدام التكنولوجيا الحديثة من شروط التنمية الاقتصادية
- اسعار النفط تتصاعد في الاسواق العالمية .. كيف على العراق الت ...
- على الحكومة العراقية التفكير بتوفير فرص عمل لا التفكير باضرا ...
- في نظام السوق .. الدولة تراقب ولا تتدخل في شؤونه
- الملكية الفردية في نظام السوق
- التحديات الاقتصادية للحكومة العراقية الجديدة
- الحماية الكمركية لا تحمي سوق العمل
- هل استطاع نظام السوق القضاء على ظاهرة الاحتكار؟
- الاسعار تتصاعد حول العالم ..فما هو السبب؟
- من المتوقع انتعاش الطلب على الايدي العاملة في العراق عام 202 ...
- مؤشرات عافية الاقتصاد الوطني
- جائحة ارتفاع اسعار الطعام بعد جائحة كورونا
- المواطن العربي يتحدث عن كورونا
- طقوس عاشوراء باقية , فلماذا هذا الاصرار على محاربتها ؟
- كيف تفشل التنمية الاقتصادية للاوطان ؟ غيب الامن مثلا
- الانتخابات بدلا من الاكياس البلاستيكية
- كيف تفشل التنمية الاقتصاديةللاوطان ؟ غياب البرنامج الاقتصادي ...
- كيف تفشل التنمية الاقتصادية للاوطان ؟ المحاصصة الطائفية والع ...
- كيف تفشل التنمية الاقتصادية للاوطان ؟ الكهرباء في العراق مثل ...


المزيد.....




- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رضا عباس - لا تحضر و لا ازدهار بدون احترام الفن والمواهب