أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - تعريف السوق في النظرية الاقتصادية الاكلاسيكية















المزيد.....

تعريف السوق في النظرية الاقتصادية الاكلاسيكية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 03:49
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أحد اهم مبادئ اقتصاد السوق (Market Economy) هو عدم تدخل الدولة في تحديد أسعار السلع والخدمات، وانما يتم تحديد أسعار ما تشتريه انت وافراد عائلتك من خلال سوق العرض والطلب. الزيادة في عرض سلعة معينة يعني انخفاض أسعارها، فيما ان زيادة الطلب على تلك السلعة يرفع من أسعارها. فمثلا، يعرف العراقيون ان سعر كيلو البامية في اول نزولها الى السوق أغلي بكثير من أسعارها في منتصف الصيف، حيث الانتاج الوفير منها.
لم تسمح الحكومات العراقية للسوق في تحديد أسعار السلع والخدمات في فترات مختلفة، خاصة في زمن المغفور له الرئيس عبد الرحمن عارف والجزء الأول من سنوات حكم حزب البعث في العراق. لقد تدخلت هذه الحكومات في شؤون الاقتصاد الوطني تحت عناوين مختلفة، فمرة باسم " الاشتراكية الرشيدة " ومرة باسم " الاشتراكية العربية " ومرة أخرى باسم " الاشتراكية " بدون رشيدة او عربية.
تدخل الدولة (Government Interference) في ادارة الاقتصاد لم يثمر الا الثمر الرديء. شحة دائمة للسلع الضرورية، نوعية رديئة، هروب طاقات إدارية واقتصادية واستثمارية من البلد، واقتصاد يعتمد يكاد يكون كليا على بيع سلعة واحدة وهي النفط. الاشتراكية فشلت في العراق بعد ان قررت حكومة حزب البعث التخلص من المشاريع الحكومية عن طريق بيعها " بالجملة "الى الأقارب وأصدقاء الحزب.
في اقتصاد السوق لا تحتاج الدولة الى إدارة “دكاكين " تستنزف طاقتها بتحديد أسعار الشاي والسكر، الخضروات والفاكهة، او الحليب والبيض. كل ما تحتاج الدولة هو إطلاق حرية المنتجين والمستهلكين في اختيار ما يحتاجونه في سوق المنافسة. وظيفة الدولة تحت هذا النظام هو مراقبة الأسعار وتأكد من عدم وجود محاولة احتكار (Monopoly) سلعة معينة من قبل بائعها من اجل رفع أسعارها، ولا يوجد اتفاق " سري " بين المجهزين من اجل رفع سعرها.
السوق (Market)هو المؤسسة الوحيدة القادرة على تحديد أسعار السلع والخدمات وبلا هذه المؤسسة، فان الأسعار ربما لا تمثل الواقع الحقيقي لكميات العرض والطلب. تحديد سعر بضاعة ما من قبل الحكومة المركزية بسعر اقل من سعر سوقها الحقيقي سوف يؤدي الى " شحة " Shortage)) في عرض تلك السلعة، بينما وضع أسعار اعلى من قيمتها الحقيقية قد يؤدي الى " الوفرة " (ٍSurplus) في عرضها. السوق والسوق وحده له الكفاءة والقدرة على تحديد الأسعار الحقيقية للسلع والخدمات. في السوق تتحدد سعار الشاي السيلاني، كيلو لحم الدجاج، كيلو الطماطة، السيارة، الحاسوب، الثلاجة الكهربائية، ودور السكن. فلو افترضنا ان سعر كيلو الرز البسمتي هو 2,000 دينار عراقي، فيما ان أحد الأسواق التجارية عرضه بسعر الكيلو 2,250 دينار. بكل تأكيد سيضطر صاحب هذا السوق لاحقا الى خفض سعره ليواكب سعر السوق وبعكسه سيبقى الرز بدون مشترين له.
يعرف السوق على انه أي مكان يتقابل فيه البائعين والمشترين للبضائع والخدمات ويدخل في هذا التعريف سوق الشورجة في بغداد، سوق الاقمشة في الجانب الاخر من الشورجة، علاوي الخضار في جميلة، وسوق الغزل لبيع الحيوانات الليفة والغير الليفة في قلب بغداد. في علوة جميلة لبيع الفاكهة والخضار، يبدئ " الدلال " بالإعلان عن نوع البضاعة وسعرها ومن ثم يبدئ المشترون بالمزايدة حتى يستقر السعر على أحد المشترين، وهو السعر الأعلى.
هذه الأيام لا يحتاج المشتري والبائع الحضور او دلال لإنجاز المقايضة سقف واحد. أسعار النفط أصبحت تتحدد من خلال بورصة بيع النفط، فيما يتحدد سعر بقية السلع والخدامات عن طريق الإعلانات، تماما مثل ما تقرا سعر وجبة الطعام امام المطعم. البائع هو الذي يحدد سر بضاعته وفق شروط معينة وعلى المشتري قبولها او رفضها. أي عندما نذهب الى أحد أسواق حي العدل او المنصور او البياع، لا نتساوم مع صاحب المتجر او السوق على سعر السلعة ,وانما يجب قبولها او رفضها والذهاب الى سوق اخر , وفي الأخير سوف نجد سعرها لا يختلف كثيرا عن بقية الاسواق.
الأسواق قد تكون محلية، وتشمل بقال في زقاق، بنزين خانه قريبة من بيتك، مكتبة بيع الكتب في المدينة. وقد تكون واسعة الرقعة لتشمل العالم بأكمله مثل منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك “. هذه المنظمة تبيع نفطها لجميع أسواق النفط في العالم وبأسعار وكمية يحددها السوق العالمي (على الرغم من تدخل السياسة للتحكم بحجم انتاجه واسعاره في كثير من الاوقات). الحنطة، الشعير، لحوم البقر، السكر، والكثير من المعادن تتحدد أسعارها أيضا بسوق البورصة العالمية.
وجود اعداد كبيرة من المنتجين (البائعين) والمستهلكين (المشترين) هي أحد الشروط الضرورية في تحديد الأسعار. السبب هو ان وجود اعداد كبيرة من الباعة والمشترين يقلص فرصة الاحتكار. كما وان وجود اعداد كبيرة للمشترين ومن الباعة يضمن المنافسة الحرة في السوق، وهو المفتاح الحقيقي لفهم اقتصاد السوق، ولماذا يسمى اقتصد السوق. انه يسمى باقتصاد السوق لان أسعار السلع والخدمات على اختلاف أنواعها يتم تحديدها من قبل ذراعين، الأولى هي ذراع العرض والثانية هي ذراع الطلب.
هذا ما جاء في النظرية , ولكن عمليا يتم تحديد أسعار السلع والخدمات من قبل المنتجين في اغلب الاحيان. بكلام اخر لا توجد هناك 100% منافسة كما بشر بها قدامى الاقتصاديون مثل ادم سمث وريكاردو , وانما هناك عدد كبير من أنواع الأسواق تتمدد من منافسة 100% الى احتكار 100% والعشرات من الأسواق بين هاذين الرقمين. على سبيل المثال , أسعار وجبات الكباب في العراق لا يحددها العرض والطلب وانما عوامل كثيرة منها موقع المطعم حيث ان سعر هذه الوجبة في الجادرية من بغداد تختلف من سعرها في مدينة الاعظمية , وعيادة طبيب اخصائي قرب مستشفى بالتأكيد تعطيه قوة احتكارية اقوى من طبيب من نفس الاختصاص في مدينة الكاظمية. سوق الانترنيت في العراق تتحكم به قلة من الشركات (زين, اسيا سيل , وكورك , وعراقنا) , وعليه فان هذه الشركات هي التي تقرر سعر الخدمة وما على المشتري الا القبول , لإنه سيجد في الأخير ان الأسعار لا تختلف كثيرا بين الاربعة , والسبب ان أي شركة من هذه الشركات الأربع تخفض من أسعار خدماتها سيكون رد الفعل من قبل الأخرى عنيفا قد يؤدي الى حرب أسعار يخسر فيها الجميع .

منقول من كتابي: محاضرات في اقتصاد السوق مع إشارات حول الاقتصاد العراقي , أوراق , بغداد , 2021.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يختلف الاقتصاديون ؟
- ارتفاع التضخم المالي في دول جوار العراق وتاثيره على اقتصاده
- ما هي علاقة اسعار الفائدة باسعار الذهب في نظام السوق؟
- هل ستقبل اور العراقية تحدي قصر Biltmore الامريكي ؟
- الاتجاه السياسي الجديد للادارة العراقية تحت قيادة السيد مصطف ...
- انهيار الليرة التركية وتاثيره على الاقتصاد الوطني
- هل ستغادر القوات الامريكية العراق بنهاية هذا العام؟
- ضحايا التقدم الاقتصادي غير الملتزم
- هل من علاقة بين تسبة التضخم المالي و البطالة؟
- خطايا نظام السوق
- العالم يدفع فاتورة ترك ملايين الامريكان اعمالهم
- هل الاستثمارات الخليجية في العراق طبخة للبننته؟
- و تبين ان العراق كان مربط خيول ال سعود!
- تاثير محاولة اغتيال السيد مصطفى الكاظمي على مستقبل العملية ا ...
- لا تحضر و لا ازدهار بدون احترام الفن والمواهب
- لماذا هذا الرد السعودي القاسي ضد لبنان ؟
- استخدام التكنولوجيا الحديثة من شروط التنمية الاقتصادية
- اسعار النفط تتصاعد في الاسواق العالمية .. كيف على العراق الت ...
- على الحكومة العراقية التفكير بتوفير فرص عمل لا التفكير باضرا ...
- في نظام السوق .. الدولة تراقب ولا تتدخل في شؤونه


المزيد.....




- روسيا تزود الإمارات بثلث حاجتها السنوية من الحبوب
- -بلدنا- القطرية تستثمر 3.5 مليارات دولار لإقامة مشروع للحليب ...
- خبراء يفسرون لـCNN أسباب خسارة البورصة المصرية 5 مليارات دول ...
- اقتصادي جدا.. طريقة عمل الجلاش المورق بدون لحمة وبيض
- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - تعريف السوق في النظرية الاقتصادية الاكلاسيكية