أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - دروس من اوكرانيا الى الشرق الاوسط















المزيد.....

دروس من اوكرانيا الى الشرق الاوسط


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7180 - 2022 / 3 / 4 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع اخبار الحرب الروسية على أوكرانيا لحظة بلحظة , مثل حالي, لا بد وان يستنتج من هذا الحرب عدد كبير من الدروس. انها حرب وفرت دروس بليغة لكل منطقة في العالم , لكل علم من العلوم الإنسانية , ولكل الاجناس البشرية. شخصيا , خلال الأيام الأخيرة الماضية من الحرب رصدت سبع حالات تهم منطقة الشرق الأوسط , وأتمنى مخلصا من أبناء هذه المنطقة ان يستوعبوا هذه الدروس والاستفادة منها , لان فهمها تخدمهم الان وغدا وبعد غد. الحالات هي:
اولا : أمريكا لا تسمح لاي دولة في العالم بسط نفوذها في النصف الشمالي من الكرة الأرضية . وهذا القرار يسمى مبدئ مونرو , في إشارة الى الرئيس الأمريكي جميس مونرو. هذا الرئيس وقف امام الكونغرس الأمريكي عام 1823 يقول " يجب على الولايات المتحدة الامريكية ان تعتبر أي محاولة من قبل دولة اجنبية , لبسط نفوذها على أي جزء من نصف الكرة الأرضية القريبة على أمريكا , بمثابة تطاول وتهديد خطير لسلامنا وامننا القومي". ومن ذلك الوقت والإدارة الامريكية الديمقراطية او الجمهورية تراقب أي تحرك أجنبي في منطقة الامريكيتين. وعندما حاول الاتحاد السوفييت بناء قاعدة سوفيتية في كوبا عام 1962 , وصل الامر الى اعلان حرب عالمية بينها وبين السوفييت , وفي الأخير وافق السوفييت على سحب القاعدة مقابل تعهد امريكي بعدم غزو كوبا وتفكيك الصواريخ النووية في تركيا. تبعد هافا , عاصمة كوبا حوالي 1850 كيلو متر , فيما ان كييف تبعد موسكو 750 كيلو متر. اذا كان من حق الامريكان حماية أراضيهم من أي تحرك اجنبي , اليس من حق روسيا ان حماية امنهم القومي؟ اليس من حق العرب حماية امنهم القومي ورفض زرع الكيان الصهيوني في ثاني اقدس مكان بعد مكة والمدينة وهي فلسطين؟ اليس من حق العرب برفض أي قوة خارجية في المنطقة؟
ثانيا: روسيا أعلنت مئة مرة انها لا تريد احتلال اوكرانيا , وكل ما تريده هو منعها من الانضمام الى حلف شمال الأطلسي والذي يشكل خطرا حقيقيا على امنها القومي , وتريد حماية الأقلية الروسية في أوكرانيا والتي تعاني من الإرهاب على يد القوميين المتطرفين. ومع كل هذه التطمينات , فان الغرب ومنذ بداية الحرب لم يتوقفوا من تجيش الجيوش , ارسال اسلحة فتاكة , مساعدات الإنسانية , ودعم اعلامي غير مسبوق. لقد فعلوا كل ما يمكن فعله الا المواجهة العسكرية مع القوات الروسية , لأنهم يعرفون ستكون عاقبتها فناء الاثنين. ولكن الا تنظر , انها الازدواجية بكل معنى الكلمة عندما يصل الامر الى القضية الفلسطينية؟ مجموعات بشرية جاء من اوطان شتى ازاحت أبناء فلسطين بقوة السلاح وبالإرهاب وأعلنوا تأسيس دولة لهم , واذا يصبح كل من يطالب بالتحرير الأرض إرهابي مكتوب عليه القتل او السجن. لقد وصل الامر, ان لا تستطع دولة أوروبية واحدة تملك الجراءة ولو بانتقاد هذا الكيان المتطرف الذي ينتهك حقوق الانسان كل يوم. بل يذهب الغرب الى ابعد من ذلك , باستخدام ضغطا على بعض دول المنطقة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي , فيما ان مئات الالاف من العوائل الفلسطينية تسكن الخيام في الدول المجاورة. فهل هناك احتلال حلال واخر حرام؟ فلسفة الحروب عند الغرب عادلة واخلاقية ان خدمت مصالحها وظالمة وبربرية ان تناقضت معها.
ثالثا: كثرة القتل لأبناء شعوب منطقة الشرق الأوسط على يد حكوماتهم والقوى الأجنبية بدون وجود من يدافع عنهم من هيئات حقوق انسان محلية او دولية , خلق تفكير في الغرب , وساعدهم على ذلك اعلامهم الغير منصف , ان قتل مواطن او 100 في منطقة الشرق الأوسط شيء عادي ومقبول ولا يحتاج الى تعازي. التعازي تقدم فقط عندما يقتل جندي إسرائيلي محتل في القدس او على هضبة الجولان او في قطاع غزة. هذه الصورة المنحازة التي يتعامل بها الاعلام الغربي مع أبناء الشرق الأوسط ظهرت بصورة واضحة من قبل المسؤولين والمراسلين الغربيين في اوكرانيا. لقد رحب المسؤولين البولنديين بعشرات الاف النازحين الاوكرانيين بكل رحابة صدر، ولكن حينما يقف سوريين وعراقيين وافغان عند تلك الحدود يصف الاوربيون الامر بانه " ازمة مهجرين", واذا قتل مواطن اوكرانيا في وسط المعارك يخرج الاعلام الغربي يلطم الخدود و يصرخ , ان " أوكرانيا ليست العراق او أفغانستان". في هذا المجال , كتب سالم براهمة مدير شبكة رابط وهي منصة داعمة للفلسطينيين ساخرا " نكشف كل يوم ان القانون الدولي لا يزال موجودا , ان اللاجئين مرحب بهم على أساس المكان الذي يأتون منه , وان مقاومة المحتل لا تزال حقا , وان العقوبات تبدو ردا ناجعا على الانتهاكات وليست معاداة للسامية كمل قيل لنا".
رابعا: " تسعى أمريكا ان لا تكون الروابط والجوار مصير ايجابي ومشترك بين دول المنطقة , وهذا ما فعلته في منطقتنا العربية حين حرضت على الحرب العراقية الإيرانية وساعدت على إطالة امدها وطلبت من حلفائها في المنطقة بتمويل الحرب ومد نظام صدام بالمال والسلاح , من اجل استنزاف قوى المنطقة واضعافها ونشر الفتن والحروب , وهذا ما حدث لاحقا حين أقدم صدام على غزو الكويت , وتوالت حروب الاحتلال وداعش والإرهاب. اليوم جغرافية أوروبا تحتضن ذات السناريو, حيث تصر أوكرانيا على انضمامها الى الناتو , وبطلب من أمريكا والغرب وهم يعلمون ان ذلك سيثير حفيظة روسيا وسيهدد امنها القومي وسيخالف التزامات أمريكا والدول الغربية تجاه روسيا بعدم التوسع في حلف الناتو صوب الحدود الروسية."(جواد الهنداوي)
خامسا: في علمنا , ان تجنيد مرتزقة للمشاركة في المعارك يعد من مخالفات القانون الدولي , والذي وضعه الغرب وليس العراق او كينيا او السلفادور. القانون بكل صراحة حرم الأجانب في المشاركة في الحروب المحلية او مع الجيران. بل اعتبر الغرب كل من يشارك في محاربة القوات الإسرائيلية حتى وان كان من فلسطين ومن سابع ظهر إرهابي مصيره الموت , وأصبح بعض الشباب العربي يسوق " فلسطين ليست قضيتي". ولكن بعد يومين من احتدام المعارك في أوكرانيا خرج الرئيس الاوكراني يدعو تشكيل كتيبة اممية لمحاربة الجيوش الروسية. الدعوة استلمت بكل رحابة صدر من قبل دول غربية كنا نحسبها تحترم القوانين الدولية , وأصبحت تسوق له وتحث الشباب على المشاركة في هذه الكتيبة . الدعوة وصلت الى بعض شيوخ الفته ,من افتى بقتال القوات العراقية والسورية , وليس من المستعد ان يفتوا بجواز قتال الروس. بالحقيقة خرج الان داعية إسلامية من دولة الكويت يحث الشباب المسلم الالتحاق الى دعوة الرئيس الاوكراني بالتطوع. الشيخ يعطي سببين لذلك وهو حماية المسلمين في أوكرانيا والاقتصاص من الجيش الروسي الذي يدعم نظام بشار الأسد. هذا الشيخ يدعو المسلمين لمحاربة الروس في أوكرانيا ولا يدعوا المسلمين لمحاربة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل ارض عربية وإسلامية! هذا الشيخ يدعوا لنصرة المسلمين في أوكرانيا وعددهم لا يزيد على المليون مسلم , وفي روسيا حوالي 30 مليون مسلم! هؤلاء سوف لن يستنكروا الاعتداء على أحد مساجد باكستان على مسجد ذهب ضحيته ما يقارب 150 بين شهيد وجريح وهم يأدون صلاة الجمعة والتي امر الله ان تقام.
سادسا: منذ أعوام واسماك القرش تعيش على أجساد غرقى المهاجرين العرب والافارقة الى أوروبا , وكل ما تعمله المؤسسات الإعلامية الغربية هو نشر خبر غرقهم بدون أي شعور بالاسى والحزن. ولكن حال ان بدأت العمليات العسكرية في أوكرانيا , فتح الغرب ابوابه امام النازحين من اوكرانيا وهو امر جيد وانساني , ولكن ستصيبك الدهشة والاشمئزاز وانت تقرا ان هذا الانفتاح جاء فقط للأوكرانيين دون الاخرين من بشر عندهم إقامة شرعية في أوكرانيا . فقد ذكرت صحيفة الغارديان ان افراد في بولندا يرتدون الزي الأسود يعملون للبحث عن ومهاجمة مجموعات من اللاجئين غير البيض , معظمهم من الطلاب الذين وصلوا الى البلاد من مدن أوكرانيا. تقول طالبة من مصر تدرس في أوكرانيا " كنت مع أصدقائي نشتري بعض الطعام خارج محطة القطار عندما جاء هؤلاء الرجال وبدأوا في مضايقة بعض الطلبة من نيجيريا".
7. الحرب في أوكرانيا كشفت أهمية القرار السياسي المستقل. لقد قاومت دول في منطقة الشرق الأوسط الضغوط الامريكية عليهم من اجل التصويت لصالح القرار الأمريكي في الأمم المتحدة, فيما ان دول أخرى صوتت لصالح المشروع. فقد جاء في حديث الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بان الولايات المتحدة تقوم بابتزاز وترهيب العديد من دول العالم للتأثير على علاقاتها بروسيا . فيما اكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا ان دولا غربية لجاءت الى توجيه تهديدات مباشرة لبعض وفود الأمم المتحدة للتصويت لصالح ادانة العملية الروسية في أوكرانيا. أقول ان الحرب في اوكرانيا هي مشكلة أوروبية-أوروبية , فلماذا يأخذ بعض العرب جانب فيها ؟ هذه الحرب سوف لن تقضي على روسيا , ولكن المصوتون لصالح القرار سوف يخسرون دعم روسي قد يحتاجونه في المستقبل.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوكرانيا ليست افغانستان وروسيا ليست الاتحاد السوفيتي
- البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود
- حاربوا التضخم المالي بالكتلة النقدية
- القانون ليس فوق الجميع في العراق
- من ذاكرة التاريخ ..الدعوة لتشكيل دولة سومر
- ليس فقط انفلات سلاح في العراق, وانما تصريحات ايضا
- ضربة حظ ..درس مفيد في ادارة الاعمال
- فرصة ذهبية اخرى تطرق باب العراق
- الطريق الى تخريب الشعوب والاوطان
- تاثير ازمة اوكرانيا على اسعار الطاقة, الدولار , و الذهب
- تيه سياسيو شيعة العراق
- العراق اختار التضخم المالي مقابل توفير فرص العمل
- مستقبل حكومة الاكفان
- توصيات للاطار التنسيقي
- مخرجات الجلسة الاولى للبرلمان العراقي
- روسيا الاتحادية تظل المسؤولة الاولى عن حماية سوريا من الاعتد ...
- هل ستكرر الادارة الامريكية الانسحاب من العراق على الطريقة ال ...
- حرائق التضخم المالي لا تطفىء برفع نسبة الضرائب والفوائد على ...
- هل سينجح السيد الصدر تشكيل حكومة اغلبية في العراق؟
- المضاعف الاقتصادي في مواجهة التسرب الاقتصادي


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - دروس من اوكرانيا الى الشرق الاوسط