أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ضربة حظ ..درس مفيد في ادارة الاعمال















المزيد.....

ضربة حظ ..درس مفيد في ادارة الاعمال


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7157 - 2022 / 2 / 9 - 18:56
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تمر علينا كل يوم حالات لا يمكن تفسيرها فنردها الى قضاء الله وقدره. رجل اعمال ناجح جدا وإذا يبتلى بمرض عضال يضطره الى ترك عمله والجلوس في بيته. شخص يمشي بطريقه وإذا بحجارة طائشة تقتله في الحال. شخص يذهب الى بقال حارته ليشتري حليب الى طفله , فيشتري في هذه الاثناء بطاقة يناصيب , ويرجع الى بيته ومعه مليون دولار. مدرب كرة ركبي الامريكية حصل على عقد حلم عمره , يسيل منه اللعاب , وإذا في صباح اليوم الثاني يصبح جثة هامده.
العراقيون , ربما أكثر أبناء الشرق الأوسط استخدام كلمة حظ نظرا بما مروا به من ظلم وماسي. وهكذا كانت وما زالت كلمة حظ تتكرر على أفواههم , فمن نجى من مقصلة صدام حسين , يقولون عنه " حظه عدل خلص من موت صدام", وإذا كان جنديا في زمن الحرب مع إيران ونجى من الموت يقولو عنه " محظوظ خلص من الموت ". وفي أيام بعد تغيير 2003 سقط الالاف من العراقيين الأبرياء بين شهيد وجريح بفعل السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة , فاصبح العراقيون يحسدون كل شاب لم يموت بإحدى السيارات المفخخة " محظوظ جان يروح ويجي الى شغله كل يوم ولم يموت".
إدارة الاعمال تحتاج الى ضربة حظ او بخت أيضا. صاحب متجر صغير , وإذا خلال سنوات قليلة يصبح من رجال الاعمال المهمين والمشهورين , واخر يبدئ بعمل كبير وينهار بوقت قصير , وإذا سالت أحد العراقيين عن حاله يقولو لك " مسكين ما عنده حظ".
شركة صناعة السيارات كرايزلر Chrysler الامريكية , لم تكن منافس كبير الى شركة فورد وجنرال موتورز الامريكية , ولكن قرارا مفاجئ من وزارة الدفاع الأمريكية بشراء سياراتها "جيب" في زمن الحرب العالمية الثانية جعلها ان تكون شركة منافسة لأخواتها من شركات صناعة السيارات. رجل يسمح لأصحاب إطارات السيارات المستهلكة برميها في ارضه وهي خارج المدينة بأجرة بسيطة , اذا بوزارة البحرية الامريكية تشتري اطاراته بمبلغ 5 دولارات للواحد , ويصبح هذا المواطن مليونير (25 مليون دولار) من هذا القرار. بابا جان , سلسلة مطاعم البيزة في الولايات المتحدة , بدء صاحب سلسلة مطاعمه من كراج بيته , ولكن خلال سنوات قليلة أصبح بابا جان يملك المئات من مطاعم البيزة , على الرغم من وجود منافسين أقوياء له.
ولكن "الله لا ينزل بزنبيل " كما يقول المثل العراقي , لابد للفرد ان يعمل ومن الله التوفيق. كرايزلر نجحت بالعقد مع وزارة الدفاع الامريكية لأنها كانت تصنع سيارة متينة , صغيرة, وقادرة على الانتقال السريع. والرجل الذي أصبح مليونير كان له ارض وكان يدير ما يجمعه من إطارات مستهلكة ويضعها في اماكنها المخصصة كل يوم. وبابا جان , ربح سوق البيزة في أمريكا لأنه استطاع تقديم بيزة مميزة من منافسيه. وهكذا مع الحظ يتطلب الجد والمثابرة من اجل النجاح المستمر. كنت اعرف أحد أصحاب الاعمال في بغداد والذي كان فعلا من المحظوظين من ناحية كثرة زبائنه , ولكن هذا الشخص ابتلا بلعب القمار وترك عماله يديرون عمله , فانحدرت سمعة عمله ومبيعاته , ومات بدون حتى بيت لأولاده.
ضربة الحظ تنطبق حتى على الشركات العملاقة مثل شركة صنع الدواء الهندية Serum Institute of India او SIIوالذي يديرها الان Adar Poonawalla. هذا المدير والذي أصبح عمره الان 42 عاما , قد اقترح على والده وهو في عمر 21 عاما ان يتحول من صنع الادوية التي كانت مخصصة للسوق الهندية (ادوية مضادة لسموم الافاعي والعقارات المضادة للأمراض المزمنة في شبه القارة الهندية) الى الأسواق العالمية لملاء العجز فيها من اللقاحات المضادة. وفعلا سمع الوالد نصيحة ولده , فكان الحظ مع الولد وأصبحت الشركة من أكبر مجهزي اللقاحات الطبية في العالم بحلول 2017. الولد تبنى موديل فورد الاب لصناعة السيارات والتي كان مفاده , ان تخفيض كلفة الإنتاج يتم من خلال الإنتاج الكبير , وهكذا استطاعت هذه الشركة بإنتاج لقاح بكلفة دولارا واحدا مقابل كلفة 100 دولار في الدول الصناعية.
طرق الحظ باب Adar مرة ثانية عام 2020 , بعد انتشار وباء كورونا حول العالم وبدء يحصد أرواح الالاف من البشر. المختبر الذي طور لقاح AstraZeneca اختار Serum Institute of India لإنتاجه , وفعلا بدأت الشركة بإنتاج الملايين منه شهريا قبل حتى ان توافق عليه الحكومة البريطانية او منظمة الصحة العالمية. وهكذا استطاعت الشركة من حصاد المئات من الملايين من الدولارات مقابل خسارة مئات ملايين الدولارات في حال عدم موافقة الحكومة البريطانية او منظمة الصحة العالمية.
المغامرة التالية كانت صعبة جدا , ولكن Adar استطاع التغلب عليها في الأخير. كان من المقرر ان تنتج الشركة أكثر من 100 مليون جرعة لقاح في الشهر وتشحن الى خارج الهند. هذه المرة عجزت الشركة ما وعدت العالم له ولأسباب خارج عن اردتها. في يوم 21 كانون الثاني 2021 نشب حريق ضخم في أحد ابنية الشركة , ولكن الشركة ادعت ان الحريق سوف لن يؤثر جدا على انتاج AstraZeneca , ولكن في الأشهر بعد الحريق لم تستطع الشركة انتاج أكثر من 60 مليون جرعة لقاح في الشهر. Adar اعترف ان الحريق قد اثر على الإنتاج وتحتاج الشركة شهرين او ثلاث للرجوع الى انتاجها الطبيعي, 100 مليون جرعة. المشكلة الثانية التي جابهت الشركة هو القرار الأمريكي لمنع تصدير كل المنتجات التي تساعد على محاربة الوباء خارج الولايات المتحدة. الثالث , هو اندلاع موجة الوباء داخل شبه القارة الامريكية , ولم تعرف الحكومة الهندية عدد احتياجاتها من المضادات ولم تقدم أي مساعدات مالية للشركة من اجل التوسع في الإنتاج. ولكن بعد ان تكاثرت حالات الوفيات وبعد الضغط على الحكومة الهندية , اضطر رئيس الوزراء الهندي الى منع الشركة من تصدير انتاجها خارج البلاد.
غضب العالم على الشركة الهندية , وتوقف شحن اللقاحات الى الدول التي كانت في حاجة ماسة له , فيما ان مختبر AstraZeneca حذر الشركة من مقاضاتها بسبب تأخرها في شحن اللقاح. الشركة لم تستطع شحن أكثر من 30 مليون جرعة من اللقاح لغاية بداية شهر أيار , وهو يعادل 3% من عدد اللقاحات التي تعهدت الشركة بشحنها.
ولكن مع النصف من شهر حزيران ابتسم الحظ الى Adar مرة أخرى. الحكومة الهندية منحت الشركة 400 مليون دولار من اجل زيادة اللقاحات , شراء الشركة عدد من شركات انتاج المواد الداخلة في انتاج اللقاحات , وبناء مختبر للقاحات بمبلغ 66 مليون دولار هدية الى Oxford لترقيع سمعة الشركة.
الشركة تغلبت على المصاعب التي جابهتا ,وفي شهر تشرين الثاني 2021 استطاعت من انتاج 250 مليون جرعة لقاح , أكثر من أي شركة ادوية في العالم , ومع السيطرة على الوباء في الهند سمحت الحكومة للشركة تصدير اللقاحات مرة ثانية الى العالم.
في هذه القصة , ضحك الحظ الى Adarثلاث مرات. الأولى الدخول الى الأسواق العالمية , الثانية هو الموافقة على انتاج لقاح AstraZeneca ولم يعرف بعد درجة نجاحه , والثالث السيطرة على الوباء داخل الهند سمح للشركة الاستجابة للطلب العالمي للقاح.
الحظ لم يضحك لبنك Leman Brother والذي كان واحدا من اكبر خمسة بنوك في الولايات المتحدة الامريكية عام 2008 فاغلق ابوابه الى الابد.

اخذت المعلومات من مجلة التايم , كانون الثاني -شباط 2022.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصة ذهبية اخرى تطرق باب العراق
- الطريق الى تخريب الشعوب والاوطان
- تاثير ازمة اوكرانيا على اسعار الطاقة, الدولار , و الذهب
- تيه سياسيو شيعة العراق
- العراق اختار التضخم المالي مقابل توفير فرص العمل
- مستقبل حكومة الاكفان
- توصيات للاطار التنسيقي
- مخرجات الجلسة الاولى للبرلمان العراقي
- روسيا الاتحادية تظل المسؤولة الاولى عن حماية سوريا من الاعتد ...
- هل ستكرر الادارة الامريكية الانسحاب من العراق على الطريقة ال ...
- حرائق التضخم المالي لا تطفىء برفع نسبة الضرائب والفوائد على ...
- هل سينجح السيد الصدر تشكيل حكومة اغلبية في العراق؟
- المضاعف الاقتصادي في مواجهة التسرب الاقتصادي
- بين تظاهرتين
- لن يحصل انهيار للدينار العراقي
- كيف تعامل الكتاب العراقيون مع تصريح الشيخ الابراهيمي؟
- ماذا تغير في لبنان بعد استقالة السيد قرداحي؟
- رفع سعر الفائدة يطفىء لهيب الاسعار , لماذا قررت تركيا العكس؟ ...
- يا شيخ الابراهيمي : لقد خالفت شريعة نبيك
- روسيا الاتحادية تتاجر بالسيادة السورية


المزيد.....




- “الآن سجل بسهولة” .. التقديم على البطاقة الذهبية بالجزائر 20 ...
- الجزائر.. ارتفاع أسعار المواشي يثير المخاوف قبيل عيد الأضحى ...
- الرنجة المصرية.. أسماك بحر الشمال الذهبية على موائد 32 دولة ...
- كاميرون يتهرب من الإجابة عن إمكانية تعليق بريطانيا صادرات ال ...
- دين مصر الخارجي يرتفع إلى 168 مليار دولار بنهاية 2023
- وزير تجارة تركيا ينفي مزاعم استئناف التصدير نحو إسرائيل
- طالبان تسعى لجذب استثمارات الصين لأفغانستان من بوابة السياحة ...
- شارع صلاح الدين.. شريان اقتصادي وممر تاريخي يتوسط غزة
- تونس: صادرات زيت الزيتون تتخطى مليار دولار منذ نوفمبر الماضي ...
- تجاوز مستهدف 2024.. عجز ميزانية إسرائيل يرتفع إلى 7%


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ضربة حظ ..درس مفيد في ادارة الاعمال