أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الجيش العراقي لا يستحق كل هذا التشويه















المزيد.....

الجيش العراقي لا يستحق كل هذا التشويه


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 06:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم 4 نيسان كان يوم غضب لكل من يحمل رتبة عسكرية شريف في القوات المسلحة العراقية. في هذا اليوم اتصل بي صديق قديم يعيش في السويد غاضبا على الدولة العراقية وقادتها , مبتدأ بالقول كيف يتهمون والدي بالرشوة والابتذال وهو الذي استشهد من اجل العراق ويعد مفخرة لي وللجيران ولجميع من عرفه باستقامته وانضباطه العسكري. فأجبته مستغربا ما الحدث؟ حيث اني اعرف ان والد صديقي كان ضابطا برتبة عقيد وقد استشهد على يد القوات الامريكية في الأيام الأولى من تحرير الكويت. فكان جوابه أرسلت لك فيديو منذ قليل انظر له وسمع حديث الزعيم العسكري الذي يتحدث الى الصحفي احمد ملا طلال وهو يتهم الجيش العراقي بالرشوة و " الفضائية" وهو الجيش الذي وقف ضد العدوان الخارجي وحمى الأرض والعرض عندما حارب تنظيم داعش وقضى عليه عسكريا في العراق.
وفعلا فتحت الفيديو الذي ارسله صديقي وإذا أرى في الفيديو الصحفي احمد ملا طلال يتحدث مع شخص عسكري يحمل على كتفيه تاج وثلاث نجمات (رتبة زعيم في الجيش العراقي) والذي كان يتحدث بشكل مبتذل وتافه عن الجيش العراقي غير مكترث باحترام بدلته العسكرية ورتبته والتي كانت في أيام زماني لا يحملها الا افراد قليلون من الجيش العراقي , حيث أتذكر انها الرتبة التي كان يحملها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وافراد اخرون عددهم لا يزيد من عدد أصابع اليدين.
دهشتي كانت أكبر وانا اشاهد هذا "الزعيم " وهو "ملتحي" , لأني اعلم ان الجيش العراقي لا يسمح باللحى الا لضباط رجال الدين , حيث كان هناك رجال دين يحملون رتب عسكرية وظيفتهم نشر الثقافة الدينية بين أبناء القوات المسلحة. ولكن حديث هذا "الزعيم" كان من الوضاعة والقذارة جعلني أصر على ان هذا الفيديو هو فيديو مفبرك , خاصة وان في هذا الزمان هناك من الشباب من يستطع عمل أي خدعة وتمريرها على الناس من خلال التلاعب في جهاز الحاسوب. وفعلا كتبت الى الصديق رسالة على تليفوني قائلا " اعتقد ان الفيديو مفبرك لانه من غير المعقول زعيم في الجيش يحمل هكذا وضاعة".
كنت على جانب الخطأ , الفيديو كان حقيقيا , وان "الزعيم " الذي كان يتحدث مع احمد ملا طلال هو أحد الممثلين العراقيين , وان الصحفي الذي كان جالس على كرسي الذي يدير الحلقة هو نفسه احمد ملا طلال , والذي كان يعمل كمتحدث باسم الحكومة العراقية في الأيام الأولى لولاية السيد مصطفى الكاظمي , رئيس وزراء العراق الحالي. وكيف عرفت ان الفيديو حقيقي؟ لأني قرات من على قناة "روسيا اليوم" ان قيادة العمليات المشتركة قد احتجت على ما جاء في مقابلة احمد ملا طلال وان هذ "الزعيم" سوف لن يفلت من المعاقبة القانونية.
بعد ان قرات بيان قيادة العمليات , انتابني موجة غضب ضد قادة البلاد الإداريين والسياسيين , لان في الأوطان محترمة لا تظهر مثل هذه الأعشاب الضارة. الا ان قادة البلاد بعد التغيير أصبحوا لا أحد يدانيهم على كيفية إخفاء الحقائق عن المواطنين. لقد أصبح هذا التكتيك شائع جدا من زمن حكم السيد نوري المالكي وأصبح العراقيون يضحكون منه عندما يسمعون ان الحكومة قررت تشكيل لجنة للتحقيق والكشف عنها واعلانها على الشعب العراق بعد التحقيق, ولكن لا أحد يسمع عنها. وعليه فاني اعتقد ان اللجنة التي ستشكلها قيادة العمليات للتحقيق مع هذا " الزعيم" ستكون مثل اخواتها وهو الاندثار.
الغريب أيضا , انه لم نسمع احتجاج من عسكري عراقي يحترم رتبته العسكرية وينظر الى القوات المسلحة بعين الاحترام والوقار. بالحقيقة كنت أتوقع ان جميع قادة العسكر في الجيش العراقي سيقفون وقفت رجل واحد امام اعتداء " الزعيم" على مؤسستهم العسكرية. لم اسمع أي تنديد لا من امر فوج ولا من امر فرقة عسكرية وهذا يقودني بالقول , مع كل الأسف, ان عدم الاحتجاج من قبل العسكر على برنامج " مع ملا طلال " هو نتيجة المحاصصة البغيضة التي ابتلى بها العراق حيث ان الكثير من القادة العسكريين الذين يحملون الرتب العالية هي ليست بالاستحقاق العسكري بقدر الموالاة الى الأحزاب , وهذا واضح من العدد الكبير من الضباط الذين يحملون رتبة السيفين والتاج والنجمات. انه عدد لا يناسب الوضع الأمني في العراق , لان في بلد يوجد مثل هذا العدد الكبير من العسكريين ومن يحمل الرتب العالية يجب يكون فيه الوضع الأمني مستقر , والحقيقة ان كثرة النياشين في العراق لم تمنع من الاختراقات الأمنية سواء من قبل مواطنين عاديين او من قبل الإرهابيين. يكفي من القول ان في محافظة ذي قار قبل أيام قام طالب مدرسة متوسطه وأخيه برشق مدرستهم بالرشاشات والسبب هو ان معلم الطالب طلب منه احضار والده لأنه لم ينجز واجباته المدرسية. ولو تصفحت أي صحيفة عراقية تجد قصص أكثر غرابة من قصة طالب المدرسة. انه تقاعس في تنفيذ القوانين , وكما يقول المثل العراقي " من امن العقاب ساء الادب".
احمد الملا طلال وضيفه "الزعيم" غير المحترم لو علموا ان هناك قانون ينفذ لما تجرا الملا وضيفه بالتشنيع بالقوات المسلحة العراقية ذات التاريخ البطولي الطويل. الا ان ابن ملا طلال ومن معه يعرفون جيدا ان القانون سوف لا يطبق عليهم لان الملا مدعوم من قوة سياسية , وضيفه ربما مدعوم من قبل عشيرته. بالحقيقة ان أحد أسباب تدهور سمعة الجيش العراقي هو العشيرة والتي أصبحت تملك السلاح الخفيف والمتوسط , وفي بعض الأحيان الثقيل. في مثل هذه الأحوال أصبح العسكري لا يتدخل في النزاعات العشائرية خوفا من غضبها عليه , وطالما وان القوات الأمنية أصبحت تخاف من ابن العشيرة , فان ابن العشيرة أصبح له الحرية الكاملة بخرق القوانين وهو مطمئن جدا بان لا أحد سوف يحاسبه. بكل اسف العشيرة دخلت على الخط السياسة في البلاد , وأصبح السياسي لا يستطع انتقاد الحزب المنافس له خوفا من القتل او الاعتداء. رئيس بلدية كربلاء قتل على يد أحد المتنفذين لأنه كان يعرف ان عشيرته سوف تحميه من المسائلة القانونية.
بكل تأكيد لا يخلو زور من واوي , وان المؤسسة العسكرية العراقية بكل تأكيد لا تخلوا من واوية. ولكن وجود الواوية لا يقتصر على مؤسسة دون أخرى او بلد دون اخر. الفساد موجود في كل العالم بغض النظر عن نوع الحكم فيه. حتى ان حكومة النبي محمد كانت لا تخلوا من مسيئين او الغير منضبطين ,لكن ليس من العدل والانصاف والوطنية ان نصبغ الجميع بصبغة اشخاص مسيئين. كان من واجب الصحفي احمد ملا طلال ان يطرح موضوع الفساد في المؤسسة العسكرية العراقية بشكل حضاري وعدم خدش سمعتها بالشكل الذي ظهر في الفيديو. الحرب مع داعش كانت حرب عظيمة كشفت عن بسالة وشجاعة وغيرة العسكري العراقي. كان على الصحفي احمد ان يحترم شعور اهل من سقط من الضباط العراقيين شهيدا على مداخل مدن الفلوجة وجرف الصخر والرمادي والموصل.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا توفر 50 مليار دولار اضافية للعراق؟
- العراق لا يريد مغادرة المرض الهولندي!
- هل سيتاثر سعر المعدن الاصفر بعد رفع البنك الاحتياطي الامريكي ...
- الشرق الاوسط في مرمى الحرب الروسية -الاوكرانية
- ما دور الكتلة النقدية في ارتفاع الاسعار؟
- من فضلكم ابعدوا المحكمة الاتحادية العراقية عن السياسة
- معالجة ارتفاع الاسعار في الاسواق المحلية ليست من وظيفة القوى ...
- دروس من اوكرانيا الى الشرق الاوسط
- اوكرانيا ليست افغانستان وروسيا ليست الاتحاد السوفيتي
- البيت الابيض لا ينفع في اليوم الاسود
- حاربوا التضخم المالي بالكتلة النقدية
- القانون ليس فوق الجميع في العراق
- من ذاكرة التاريخ ..الدعوة لتشكيل دولة سومر
- ليس فقط انفلات سلاح في العراق, وانما تصريحات ايضا
- ضربة حظ ..درس مفيد في ادارة الاعمال
- فرصة ذهبية اخرى تطرق باب العراق
- الطريق الى تخريب الشعوب والاوطان
- تاثير ازمة اوكرانيا على اسعار الطاقة, الدولار , و الذهب
- تيه سياسيو شيعة العراق
- العراق اختار التضخم المالي مقابل توفير فرص العمل


المزيد.....




- قضية مقتل فتاة لبنانية بفندق ببيروت والجاني غير لبناني اعتدى ...
- مصر.. تداول سرقة هاتف مراسل قناة أجنبية وسط تفاعل والداخلية ...
- نطق الشهادة.. آخر ما قاله الأمير بدر بن عبدالمحسن بمقابلة عل ...
- فشل العقوبات على روسيا يثير غضب وسائل الإعلام الألمانية
- موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل
- -تهديد للديمقراطية بألمانيا-.. شولتس يعلق على الاعتداء على أ ...
- مصرع أكثر من 55 شخصا في جنوب البرازيل بسبب الأمطار الغزيرة ( ...
- سيناتور روسي يكشف سبب نزوح المرتزقة الأجانب عن القوات الأوكر ...
- ?? مباشر: الجيش الإسرائيلي يعلن قتل خمسة مسلحين فلسطينيين في ...
- مصر.. حكم بالسجن 3 سنوات على المتهمين في قضية -طالبة العريش- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الجيش العراقي لا يستحق كل هذا التشويه