أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - بغض النظر عن من هو الفاعل , قصف اربيل يجب ان لا يغلق ملفه















المزيد.....

بغض النظر عن من هو الفاعل , قصف اربيل يجب ان لا يغلق ملفه


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7275 - 2022 / 6 / 10 - 18:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك خلافات حقيقية بين إدارة إقليم كردستان العراق والمركز, وهو ليس غريب عن النظم الفيدرالية ,خاصة عندما تكون هذه النظم غير ناضجة وان مواطنيها بضمنهم السياسيون لا يفقهون الفيدرالية . لقد اقر الدستور العراقي الفيدرالية ولم يفقه اغلب من صوت عليه ما معناها , و ماهي محاسنها و مضارها . وعليه , وفق الطريقة التي عرضت فيه الفيدرالية في العراق , كان من المتوقع ان تظهر الخلافات , وان هذه الخلافات من المفروض ان يتم مناقشتها وحلها بين الإقليم والمركز , وان لم يستطع الاثنان حلها , يذهبون الى المحكمة الاتحادية , وان لم يقتنع احد الأطراف بقرار المحكمة الاتحادية فمن حقه طلب المساعدة من منظمة عالمية لإيجاد حل لها .
كما ذكرنا أعلاه يتم مناقشة وحل المشاكل القائمة بين الإقليم والمركز حصرا بالحكومة الاتحادية ومن يمثل الإقليم , ولا حق لاحد من خارج هاتين الجهتين التدخل , الا في حالة تقديم المساعدة لكلا الطرفين في العثور على حل مناسب للمشكلة . مع كل الأسف , ان تكرر الهجمات الصاروخية والمسيرات على أربيل لا يعد حل للمشكلات العالقة بين اربيل والمركز, حتى وان كانت هذه الهجمات تغطى باسم الدفاع عن السيادة العراقية . و الحقيقة , ان ضرب الصواريخ وارسال المسيرات الى مدن عراقية من قوى مسلحة هي التي تخرق السيادة العراقية و تنتهكها. ان تكرار الهجمات على إقليم كردستان العراق من قبل مجموعة او مجاميع مسلحة وبغض النظر عما يصرحون به وما هي هويتها, له نتائج وخيمة على العراق والمجتمع العراقي, ومنها:
1. ان الهجمات هي بالأساس خرق للقوانين العراقية والتي ترفض التسليح خارج نطاق الدولة , وعليه فان من استخدم السلاح ضد الإقليم انما خرق القانون وتطبق عليه قوانين العقوبات العراقية. ان العملية الأخيرة ادنتها الراسات الثلاث وهو يكفي ان نضع هذه الهجمة تحت خانة المخالفات القانونية التي يعاقب عليها بشدة.
2. . بكل اسف هذه العملية تعطي صورة غير صحيحة عن قوات الحشد الشعبي حيث يختلط الامر على المواطن العراقي والعربي و هو التفريق بين قوات الحشد الشعبي و المجاميع المسلحة خارج نطاق الحشد الشعبي. الحشد يعد مؤسسة حكومية تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة , فيما ان المنظمات المسلحة الأخرى لا تعد ضمن قوات الحشد ولا تأتمر بقواعده ولا يعرف مصادر تمويلها وتجهيزها.
3. لقد مر العراق بمطبات كثيرة منذ التغيير , واعتبر القضاء على تنظيم داعش عسكريا فترة استراحة ومن ثم العبور الى بر الاقتصاد والخدمات , وان ظهور هذه المجاميع بعملياتها المسلحة بين الحين والأخر يعد عملية قلق واستفزاز لشعور العراقيين الذين اتعبتهم الحروب المستمرة. هؤلاء المسلحين عليهم ان يفهموا ان الشعب العراقي قد أصابه الملل و الإرهاق من القتال والسلاح وهو يشاهد بلدان اقل منه ثروة يتمتعون بطفرات اقتصادية واسعة.
4. هذه الهجمات تشكل خطر على الوحدة العراقية والتي قد دمرتها الحكومات السابقة , وان ما ينتج من هذه الهجمات هو انتشار النزعات طائفية وقومية , ليس العراق في حاجة لها. الشعوب تتحرر من الفقر والجهل عندما تغادر الطائفية والاثنية ,والتي تنظر الى الاخرين كما نظر امام المتقين علي بن ابي طالب الى الناس بالقول الخالد ان لم يكن اخاك في الدين فهو اخاك في الخلق.
5. ان وجود سلاح خارج منظومة الحشد الشعبي تشكل خطر على المكونات ويصبح كل مكون له الرغبة لحماية وجوده عن طريق تشكيل مجاميع مسلحة . بكل وضوح , البيت الشيعي اصبح مفكك العرى ومن السهل على أي قوة مسلحة اختراقه لينتج عنه حروب ضمن المكون الواحد. تظاهرات تشرين 2019 كانت شاهدا على ذلك , ولولا وقفة الخيرين لخرج الوضع عن السيطرة.
6. لو سالت أي صاحب مال , هل لك رغبة باستثمار 5 ملايين دولار في محافظات الجنوب , سيأتيك الجواب سريعا بكلا , السبب هو وفرة السلاح واستخدامه . أصبحت لدينا مجاميع مسلحة تحت الطلب وبأسعار مختلفة , وأصبحت هذه المجاميع المسلحة هي المهيمنة على كثير من المرافق الحكومية في الجنوب العراقي.
7. وبدون شك , فان الهجمات المتكررة ضد إقليم كردستان العراق تعد رسالة غير ودية الى جميع دول العالم بان العراق ما زال غير مستقر , وانه غير مستعد الانضمام الى المجتمع الدولي .
8. وطالما وان هناك اتهام يقول ان ايران هي التي تمول هذه المجاميع المسلحة الغير منضوية تحت مؤسسة الحشد الشعبي , فان تكرار الهجمات ضد الإقليم سوف يوسع الفجوة بين المواطن العراقي الذي يدعو الى الاستقرار السياسي والأمني و بين ايران . العراقيون يرفضون التدخل الخارجي في شؤنهم الداخلية . بل ان هذه العمليات تعطي السبب لأعداء ايران في العراق من التمدد في الشارع العراقي , ويصبح شعار ايران بره بره شعار حتى لطلاب المدارس الابتدائية . نفهم جدا ان هناك تدخلات دولية كثيرة في العراق , ولكن الاعلام المعادي لإيران في العراق نجح في خرق كثير من المدن الشيعية فيه , وعلى ايران ان تفهم ذلك.
9. واذا كان اتهام ايران بتمويل المنظمات المسلحة في العراق صحيحا , فان هذا الدعم أولا غير شرعي وخرق واضح للقوانين الدولية و خرق لحقوق الجار . هل تسمح الحكومة الإيرانية بمنظمات غير تابعة لمؤسساتها الأمنية والعسكرية بحمل السلاح , ويكون لها مواقع ومقرات؟ لا اعتقد بذلك . واذا كان من حق ايران تمويل حزب الله اللبناني لموجهة إسرائيل , فان العراق ليس له حدود مع إسرائيل . واذا تخاف ايران على العملية السياسية في العراق من الانهيار , فان السلاح المنفلت هو الذي سيعجل بانهيارها و انهيار الدولة العراقية.
10. كما وان توفر السلاح في الشارع العراقي واستخدامه اعطى مذاق مر للعملية السياسية الجديدة في العراق وفسحت المجال لا عداءها بالتمجيد للنظام البائد . ما يقار 50% من الشعب العراقي حديث الولادة ولم يعيشوا ظروف القهر والبطش والاجرام الذي شاهده المواطنين من عمري , وعليه فان الجيل الجديد سيكون طعم صائغ لعودة الدكتاتورية في البلاد . الكل قراء خبر اللقاء القبض على ثلاث شبان في النجف الاشرف قبل أيام وهم يمجدون حزب البعث المنحل .
11. لقد قرأت نفي حركة كتائب "حزب الله " مسؤوليتها الهجوم على أربيل , الا ان هذا النفي جاء بعبارات غير ودية وبكلمات مخيفة لا تؤدي الى التفائل , حيث يقول البيان , ان " اتهامنا من قبل عصابة مسعود (مسعود بارزاني) بقصف مقر للموساد في أربيل بالطائرات المسيرة امس وان كانت التهمة مشرفة الا انه لا علم لنا بها , وعليهم ان يتأدبوا او سنعمل مضطرين على تأديبهم". اعتقد عبارات النفي اقسى من دمار صاروخ ارض - ارض.
وأخيرا , نذكر من يريد زرع الفوضى في العراق , ان الخاسر الوحيد سيكون الوسط والجنوب العراقي . هذه المنطقة ستكون في احسن الأحوال مستعمرة تدار من قبل دول الجوار والدول البعيدة , وان هذه المستعمرة سوف لن تكون هونك كونك الصين او تايوان او دبي او مونت كارلو , انها ستكون أفغانستان او الشمال السوري حيث خمسة قوى تكره الواحة الأخرى تتحكم فيه. وطالما وان الجنوب العراقي معروف بوطنيته وولاءه للعراق , و لا يقبل التهميش والتخلف , فانه هو الاخر سيرفض هذه المنظمات , ولكن سوف لن تكون بدون كلفة باهظة .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟
- الغرب يخسر معركته مع روسيا الاتحادية
- حديث مع دعاة التطبيع
- العراقيون يرفضون التطبيع
- لماذا لم تنجح العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا الاتحادية ...
- رسالة اقتصادية سعودية الى العراقيين
- العواصف الترابية في العراق من صنع الله , امريكا . ام االبشر ...
- بعض اسباب دعم الشعب الروسي لقيادته
- احصاء شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاخيرة
- اسئلة ما بعد كورونا
- ما هو مشروع - الديانة الابراهيمية- ومن هم معارضيه ؟
- التعامل مع مرض السكر -النوع الثاني
- الاعمال في خواتيمها
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الث ...
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الا ...
- العلاقة بين التضخم المالي والركود الاقتصادي في نظام السوق
- طيور السنونو لم تعد تزور بغداد
- بين عقوبات العراق وروسيا
- حرب اليمن المنسية
- انظار الغرب تتوجه نحو نفط وغاز الشرق الاوسط


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - بغض النظر عن من هو الفاعل , قصف اربيل يجب ان لا يغلق ملفه