أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - حديث مع دعاة التطبيع














المزيد.....

حديث مع دعاة التطبيع


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7267 - 2022 / 6 / 2 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السواد الأعظم من الكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية رحبت بقانون تجريم التطبيع العراقي مع الكيان الصهيوني , حتى وان اختلف البعض منهم بأسباب التشريع , فمنهم من قال ان قانون العقوبات البغدادي 201 كان كافيا لردع من يدعو الى التطبيع او يدعو التعاون مع الكيان الصهيوني , اخرين قالوا انه جاء لترضية ايران , واخرون قالوا انه جاء من اجل ردع إقليم كردستان العراق ووقف علاقته المتميزة مع إسرائيل ومن ثم تحريم تصدير نفط الشمال لها. مع كل هذه التحفظات , فان ان ردود الفعل الإيجابية للعراقيين تؤكد ان القضية الفلسطينية مازالت باقية وقوية في وجدان العراقيين , وانهم ينظرون لها على انها قضية إنسانية قبل ان تكون دينية , وبالتأكيد كل من لا يقف مع الحقوق والإنسانية , فان موقعه سيكون على الجانب الاخر .
الحديث هنا ليس مع من رحب بالقانون , حيث ادوا الواجب الإنساني والأخلاقي عليهم تجاه الشعب الفلسطيني , وانما الحديث مع بعض العراقيين الذين رفضوا القانون , وبالفم المليان, وبحجج واهية اوهن من خيط العنكبوت . وانا شخص قد واكبت القراءة على المواقع الإخبارية قبل وبعد تغيير 2003 , لاحظت ان اغلب الرافضين للقانون هم من جيل العقوبات العالمية ضد العراق بعد احتلال الكويت والتي طالت 12 عاما , ذاق العراق خلالها كل أنواع القهر والحرمان والماسي . وجاء التغيير , وجاءت معه الديمقراطية المنفلتة , وجاء معها سياسيون لا يفقهون من السياسة الا الخلافات وجمع مال الحرام , وتركوا الشارع العراقي يغمره فيضان العمليات الإرهابية , تراكم النفايات , ازدهار تجارة الأعضاء البشرية, ازدهار تجارة المخدرات , انتشار النزاعات العشائرية , وانحدار خطير في الخدمات الحكومية وبشكل مخيف.
هذه الظروف تصبح حاضنة مثالية للنباتات الضارة , وفي الحالة العراقية خروج مجموعة منه تختلف في توجهاتها مع توجهات الشعب العراقي وتصبح تطالب بمطالب غريبة عنه . هذه الشريحة من المواطنين اصبحوا ليس ضحية الظروف البائسة التي تمر بالعراق بعد التغيير , وانما أيضا اصبحوا ضحية الاعلام المعادي , الاعلام الغير وطني الذي يضخ المعلومات غير الدقيقة او المعلومات الدعائية وبشكل جميل وراقي يداعب عقول العراقيين . وهكذا , اصبح بعض من العراقيين يرددون ما يردده الاعلام الغربي , ضاربين عرض الحائط تاريخ وثقافة العراقيين. الاعلام الغربي رفض القانون العراقي الرافض للتطبيع معتبره خطوة نحو عدم استقرار الشرق الأوسط وحجر عثرة امام التقدم والازدهار في المنطقة . ولكن عدم استقرار المنطقة امنيا وسياسيا و تراجعها اقتصاديا ليس كان البارحة , وانما هذه التراجعات في المنطقة جاءت مع تأسيس دولة إسرائيل.
ومع رفض الدول الغربية القانون الجديد , وانزعاج الولايات المتحدة " الشديد" من هذا القانون , ظهر الانزعاج " الشديد" أيضا على وجوه الداعمين للتطبيع في العراق, واصبحوا يحررون الفرضيات تلو الاخرى على أسباب القانون , فمنهم من يقول ان القانون جاء " رد فعل " السيد الصدر ضد ايران . أي ان الصدر أراد ان يثبت لإيران رفضه للكيان الصهيوني بعد ان اتهم السيد بمجارات السيد البارزاني والسيد الحلبوسي , واخر يأتي بفرضية معكوسة تماما من الفرضية الأولى ليقول " قاد البرلمان العراقي الى اصدار مثل هذا التشريع هو ايران , حيث ان ايران بالتحديد مع حزب الله اللبناني وأيضا قوى التي تعتبر نفسها قوى ممانعة ينسجم مع اتجاهات ". اخر افترض ان القانون " فاتحة خير" عسى وان تسرع الدول الرافضة للقانون مثل بريطانيا وامريكا سحب الثقة من القادة , واسقاط النظام . واخر واعتقد انه شيوعي او رئيس حزب شيوعي عراقي جديد يصرح بانه لا ضرورة للقانون , لان هذا القانون " ليس له أي ربط او صلة بحاجات جماهير العراق".
بقى ان نقول للسادة المطبعين ذو القلوب الطيبة , ان قضية فلسطين , قضية فلسطينية ,عربية , إسلامية, و إنسانية , وان الوقوف مع مغتصب ومهما كانت المبررات سيكون وقوف غير انساني . المبررون للتطبيع انما ينكرون حق 8 ملايين من الفلسطينيين من تأثروا مباشرة وغير مباشرة سلبا بالاحتلال الصهيوني لبلدهم . وان رفضك للنظام القائم في العراق لا يعطيك الحق بتأييد التطبيع , على حساب قيمك وقيم اغلب الشعب العراقي. الاحتلال شكل إهانة للشعوب العربية والإسلامية على حدا سواء, القبول بالتطبيع يعني قبول والموافقة على جميع الجرائم التي وقعت بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجاورة لها. التطبيع يعني الموافقة على استباحة أراضي الغير , ويصبح النضال من اجل التحرير مجرد عمل إرهابي كما يصفه الاعلام الغربي. بكلام اخر , اصبح كل من حمل السلاح من اجل تحرير ارضه من الاولين الى الاخرين مجرد إرهابيين , بما فيهم الرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطن الذي قاد حرب التحرير ضد بريطانيا العظمى. ولو سالت أي امريكي " هل كان واشنطن إرهابيا ؟" و بكل تأكيد سيكون جوابه "كلا" . اذن , في السياسة هناك " واوي حلال وواوي حرام", وعلى الراقصين للتطبيع فهم قضية "الواوي".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون يرفضون التطبيع
- لماذا لم تنجح العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا الاتحادية ...
- رسالة اقتصادية سعودية الى العراقيين
- العواصف الترابية في العراق من صنع الله , امريكا . ام االبشر ...
- بعض اسباب دعم الشعب الروسي لقيادته
- احصاء شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاخيرة
- اسئلة ما بعد كورونا
- ما هو مشروع - الديانة الابراهيمية- ومن هم معارضيه ؟
- التعامل مع مرض السكر -النوع الثاني
- الاعمال في خواتيمها
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الث ...
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الا ...
- العلاقة بين التضخم المالي والركود الاقتصادي في نظام السوق
- طيور السنونو لم تعد تزور بغداد
- بين عقوبات العراق وروسيا
- حرب اليمن المنسية
- انظار الغرب تتوجه نحو نفط وغاز الشرق الاوسط
- الجيش العراقي لا يستحق كل هذا التشويه
- ماذا توفر 50 مليار دولار اضافية للعراق؟
- العراق لا يريد مغادرة المرض الهولندي!


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - حديث مع دعاة التطبيع