أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - اسعار النفط في طريقها الى التراجع.. ماذا على العراق فعله ؟














المزيد.....

اسعار النفط في طريقها الى التراجع.. ماذا على العراق فعله ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7279 - 2022 / 6 / 14 - 04:32
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


العراق يعيش في بحبوحة مالية لم يشهدها منذ النصف الثاني من عام 2014 , وهو العام الذي تراجعت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية واستمرت بالتدحرج حتى وصلت الى القعر في عام 2020 , وهو عام وصول جائحة كورونا القمة .
الشهر الماضي (أيار) استلمت الخزينة العراقية ما يقارب 11.5 مليار دولار عن مبيعات النفط لذلك الشهر , وبعملية حسابية بسيطة , فان مجموع ما سيجنيه العراق من بيع نفطه هذا العام سيكون على الأقل 140 مليار دولار , وهو مبلغ كبير يحول الميزانية العراقية من ميزانية عجز مالي الى ميزانية فائض مالي , فيما صعد احتياطي البنك المركزي الى 76 مليار دولار , وهو وحده يكفي تغطية استيراد العراق للسنوات الثلاث القادمة .
المشكلة , ان هذه التدفق المالي سوف لن يستمر طويلا , وبحسب تقارير العارفين لسوق النفط العالمية والمختصين بشؤون التنمية الاقتصادية , فان الطلب على النفط الخام سوف يتراجع في عام 2023 , ولسببين, الأول , هو ان الكثير من الدول النفطية قد وسعوا في زيادة طاقتهم الإنتاجية من اجل الحصول على اكبر المنافع من السوق الحالية , وثانيا, التراجع المتوقع في نمو الاقتصاد العالمي , حيث سينتهي النمو الاقتصادي العالمي في هذا العام 2.9% و 3% في العام القادم, وربما اقل حسب ما كشفه الصندوق الدولي .
ماذا يعني للعراق ؟
يعني ان الفائض المالي الذي شهده العراق هذا العام سوف يتبخر في العام القادم , وعلى العراق استخدام الفائض المالي الذي يملكه الان على احسن طريقة , تجنبه العجز المالي وتوفر له التنمية الاقتصادية لمستدامة للأجيال القادمة , وهذا يتطلب العمل على ثلاث خطوط , وهي :
الخط الأول: العمل على حلحلة ازمة السكن . أصبحت أسعار السكن في العراق اغلى من أسعار السكن في بعض المدن الامريكية والأوروبية . واذا كان الأمريكي او الأوربي قادرا على تمليك بيت له , فان السواد الأعظم من العراقيين لا يستطيعون من ذلك , ولسبب بسيط وهو ان دخولهم السنوية لا تتحمل ذلك . مشكلة السكن في العراق ام واب المشاكل فيه . القضاء على الازمة السكنية يعني توفير فرص عمل لمئات الالاف من العراقيين وبكافة اختصاصاتهم , تقلل المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها العائلة العراقية , ترفع من نسبة المتزوجين وتقلل من نسبة الطلاق , وتقلص الجريمة بكل أنواعها . من له دار وعمل وزوجة من العادة لا يخرق القانون , وهذا التقليد سيتوارثه الأطفال من ذويهم.
الخط الثاني: علماء البيئة ما زالوا يصرون على ان منطقة الشرق الأوسط وضمنها العراق سوف تعاني من الجفاف لفترة طويلة قد تطول 20 عاما . مياه دجلة والفرات لم تعد كافية لسد حاجات البلد سواء للزراعة او الصناعة او الاستعمال اليومي . بينما لا يستطع الانسان التلاعب بالظروف البيئية , لكنه يستطع التعايش معها ويخلق من التحديات فرص , ومن هذه الفرص هو تعاون دول المنطقة على إدارة المياه بالطرق الإنسانية . ايران وتركيا صابهما و بدرجات متفاوتة ما أصاب العراق من جفاف , ولكن كما يقول المثل العراقي" بيت الضيق يكفي لاف صديق" . التعاون المشترك بين ايران وتركيا بدون شك سيجنب العراق كارثة طبيعية تؤثر على الشجر والبشر.
ومع التعاون المشترك , يجب على العراق العودة الى نصائح رجب طيب اردوغان السابقة وهي ضرورة انشاء سدود مائية لحماية المياه الداخلة الى العراق من التسرب الى الخليج بدون فائدة , وهذه مهمة ثانية على الحكومة العراقية تحقيقا معا مع حملة السكن . لا احد يعلم ماذا سيجلب المستقبل من امطار , لأنه لا يعلم الغيب الا الله , ولكن الله جلت قدرته ليس من عادته ان ينزل مائدة من السماء حسب الطلب , الله يريد سعي من البشر , وان وجود سدود لحفظ المياه احسن بكثير من عدم وجودها ,والحذر يغلب القدر , وفي هذه الحالة غياب السدود المائية يعني خسائر ثروة هائلة من المياه .
الخط الثالث: الحرب الأوكرانية كشفت شيء جديد لم تكن بحسبان العالم , وهي نقص الغذاء . روسيا واوكرانيا لهما الفضل الكبير في سد حاجة دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا من الطعام , ولولاهم لبقية المنطقة في خطر المجاعة . الحرب في أوكرانيا ربما ستنتهي هذا العام وربما وقت أطول , ولكن الحاجة الى طعام سوف لن تنتهي , ومع اشتداد الجفاف في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا يصبح على حكومات المنطقة البحث عن مشروع زراعي مشترك وظيفته سد عجز الطعام في بلدانهم . دول الشرق الأوسط عندهم المال وان هناك دول زراعية مهمة تفتقر الى راس المال , وان التزاوج بين الاثنين سيخلف فوائد عظيمة . الدول المستثمرة ستتمتع بالأمن الغذائي و بأسعار تنافسية بعيدا عن شروط الدول المصدرة للغذاء , والدول المضيفة للاستثمار ستتمتع بتدفق رؤوس أموال لها , زيادة في الاستثمارات الداخلية , زيادة في فرص العمل , وزياد الدخل الوطني.
اقتراح وزير الخارجية اللبنانية السيد عبد الله أبو حبيب بالاستثمار الزراعي خارج البلدان المتأثرة بالجفاف يستحق الثناء والتقدير ويستحق اخذه بنظر الاعتبار من قبل دول الشرق الاوسط , حيث اقترح على دول الشرق الأوسط بحث إمكانية زراعة الحنطة في سوريا وفي سهل البقاع , موضحا ان ذلك يمكن ان يسهم باكتفاء في بعض الدول العربية . بدورنا نقترح على العرب استغلال منطقة شهرزور في محافظة السليمانية , جزيرة الموصل , و الانبار للزراعة بعد ضمان توفير ابار السقي . كما وان دولة السودان تمتلك مساحة شاسعة من الأراضي الزراعية اذا استثمر العرب فيها , فان السودان وحده سيكفي منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا , وربما يحل السودان محل أوكرانيا في الأهمية الزراعية , وينهي الصرعات السياسية والاثنية فيه.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغض النظر عن من هو الفاعل , قصف اربيل يجب ان لا يغلق ملفه
- هل ينتقل مرض القتل العشوائي في الولايات المتحدة الى العراق؟
- الغرب يخسر معركته مع روسيا الاتحادية
- حديث مع دعاة التطبيع
- العراقيون يرفضون التطبيع
- لماذا لم تنجح العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا الاتحادية ...
- رسالة اقتصادية سعودية الى العراقيين
- العواصف الترابية في العراق من صنع الله , امريكا . ام االبشر ...
- بعض اسباب دعم الشعب الروسي لقيادته
- احصاء شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاخيرة
- اسئلة ما بعد كورونا
- ما هو مشروع - الديانة الابراهيمية- ومن هم معارضيه ؟
- التعامل مع مرض السكر -النوع الثاني
- الاعمال في خواتيمها
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الث ...
- الخلاف الشيعي الكردي حول قرار مجلس الامن رقم 1546 -الجزء الا ...
- العلاقة بين التضخم المالي والركود الاقتصادي في نظام السوق
- طيور السنونو لم تعد تزور بغداد
- بين عقوبات العراق وروسيا
- حرب اليمن المنسية


المزيد.....




- مياه المحيطات يتغير لونها والعلماء قلقون من تداعيات اقتصادية ...
- ترامب يعود لانتقاد باول ويعلن سعيه لرئيس للفدرالي يخفض الفائ ...
- وول ستريت تتحدى المخاوف الاقتصادية وتسجل أفضل أداء شهري
- ضريبة الدخل في عُمان خطوة نحو الاستدامة المالية أم تحد جديد؟ ...
- تحديات تواجه سوريا للانخراط في نظام سويفت وتداول الدولار
- “فرصة ذهبية”.. سعر جرام الذهب عيار 21 سعر الذهب اليوم السبت ...
- 3 مليارات دولار خسائر إسرائيل المباشرة في حربها مع إيران
- ” وحش الهواتف الاقتصادية” هاتف Poco M6 Pro بمواصفات فريدة و ...
- النقد الدولي يدعم تنزانيا بأكثر من 400 مليون دولار
- ميزانية السنغال المعدلة تقرّ ارتفاعا في العجز المالي


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - اسعار النفط في طريقها الى التراجع.. ماذا على العراق فعله ؟