|
النظام الجزائري يهدد بالاعتراف بالجمهورية الريفية . النظام المغربي يهدد بالاعتراف بجمهورية القبايْل البربرية الجزائرية .
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7276 - 2022 / 6 / 11 - 18:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤخرا هدد " بلالي " مسؤول النظام الجزائري ، بالاعتراف بالجمهورية الريفية . وقبله دعا سفير النظام المغربي بالأمم المتحدة ، المجتمع الدولي الى تدعيم تقرير مصير شعب القبايل الخاضع (للاستعمار ) الجزائري العروبي . فهل حقا ان النظام الجزائري يدعو الى الجمهورية الريفية . وهل حقا ان النظام العلوي يدعو الى تقرير مصير بربر القبايل الجزائرية ؟ . ان المشكل في اثارة النعرة الطائفية ، والاثنية بين النظامين العلوي المغربي ، والعسكري الجزائري ، هو مشكل الصحراء المتنازع عليها منذ سبعة وأربعين سنة مضت . فهل من علاقة تربط ، وتجميع قضية الصحراء الغربية ، ومنها الجمهورية الصحراوية ، بقضية الريف ، ومنها الجمهورية الريفية التي عاشت من سنة 1921 الى 1926 ، وبقضية شعب القبايل ، ومنه الجمهورية القبايلية البربرية الجزائرية . ان دعوة النظام المغربي ، والنظام الجزائري .. وفي هذا الظرف بالذات ، ونظرا للوضع البئيس الذي توجد فيه المنطقة ، وحضنها العالم العربي الضعيف .. هو انتحار سياسي عن سبق إصرار .. هذا اذا افترضنا ان هذه الدعوات ، سيكون لها مجيب في البلدين ، اللذين يحكمهما نظامان استبداديان ، طاغيان ، متناقضان ، ومتصارعان ، يدفعان بالمنطقة الى الجحيم ، والاحتراق . فلتمت الشعوب . ولتدمر الأوطان . وليبقى النظامان معا ليواصلا السيطرة على الجاه ، والنفود ، ويغتنيا الغنى الفاحش ، وينهبا ثروة الشعوب المفقرة . وبعد الاشباع ، تهرّب تلك الثروة المنهوبة ، بطرق خبيثة الى المصاريف الاوربية ، والى بناما ، والجنان الملادات الضريبية . لكن وتفاعلا مع التاريخ ، والنوع البشري الذي يعيش في المغرب ، وفي الجزائر . وباستثناء بعض خونة الدار الذين اصطفوا يخدمون اجندات النظامين المغربي ، والجزائري معاً .. فالدعوة الى الجمهورية الريفية ، والدعوة الى الجمهورية القبايلية ، ليس فقط سيكون ضعيفا . بل سيتعرض لمعارضة شعبية قوية ، ترفض ادخال البلدين في متاهات الحروب التي جرت ، ولا تزال تجري بالقارة الاوربية . لكن رغم المعارضة الشعبية الواسعة للدعوة الى الجمهوريتين الريفية ، والقبايلية .. فان الدعوة اكيد ، سيكون تلقفها أعداء الوحدة الترابية للدولتين ، السلطانية العلوية ، والعسكريتارية الجزائرية ، من صهاينة ، وإمبرياليين غربيين . وسيجدونها مقدمة لابد منها ، وتفي بالمنشود الذي يهدفه مشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا .. لكن اكيد ستختلف حدة التعامل مع المشروعين . مشروع الجمهورية الريفية ، ومشروع جمهورية القبايل الجزائرية البربرية .. وهنا فالغربيين والصهاينة ، سيركزون على جمهورية القبايل التي تحتضنها الدولة ، وأكرر الدولة الفرنسية ، وترعاها ، وتمكنها من كل الدعم والمساعدة التي ينص عليها القانون الفرنسي ، او تلك التي تعطى من تحت الطاولة ، ما دام ان الهدف هو ضرب وحدة الجزائر التي استعصت على مخطط ( الربيع ) العربي الصهيوني . وما دام انّ اهم مشروع لضرب وحدة الجزائر، هو عملاء ( الماك ) الجمهورية القبايلية .. اكيد هنا ان القضية البربرية القبايلية ، ستحظى بالاهتمام والعناية المركزة ، قبل نظيرتها الجمهورية الريفية .. التي سياتي دورها لا حقا ، ومن تلقاء نفسه ، عندما سينتهون من مخطط فصل الصحراء عن المغرب ، ومن الاعتراف الرسمي القانوني بالجمهورية الصحراوية من قبل الأمم المتحدة ، اعتراف الاتحاد الافريقي بها .. في هذا الإطار، ونظر للتاريخ الأسود بين الشعب الجزائري ، خاصة حرب التحرير الشعبية الجزائرية ، وبين الدولة الامبريالية الفرنسية .. اكيد ان فرنسا ومن خلال سلطات القرار العميقة ، تشتغل على هذا المشروع ، وتساندها في ذلك العديد من دول الاتحاد الأوربي ، كسويسرة ، وألمانيا ، وبلجيكا ، وهولندا ... الخ . لكن ان درجة تعامل كل دولة كألمانيا مثلا ، تختلف حسب الروابط الاقتصادية التي تجمع النظام الجزائري بها ، وبغيرها من الدول كإيطاليا .. وهنا . فرغم الشنآن الحاصل مؤخرا بين النظام الجزائري ، وبين الدولة الاسبانية . فرغم ان اسبانيا الكاثوليكية ، تؤيد في عمقها ، الانفصال لبلد ( الإسلام ) ، الاّ انها سوف لن تقامر بذلك علانية ، لأنها هي بدورها تعاني من نفس الآفة . بالأمس في إقليم الباسك La région Basque ، واليوم La région Catalogne ، وبحدة مفرطة ، اخمدها مؤقتا الدور الدستوري الذي للملك في الحفاظ على تراب الاتحاد الاسباني . اذن العناية ، والاهتمام ، والتركيز الأوربي ، الامبريالي ، الصهيوني ، مُنْصب بالأساس على القضية القبايلية الجزائرية ، بسبب النظام الجزائري الذي لا يزال يردد شعارات السبعينات ، رغم بقاءه وحيدا يرددها في الساحة الدولية .. وبسبب امتلاك الجزائر للغاز وللبترول .. وبسبب الأراضي الزراعية الخصبة ، لان العالم اليوم اصبح مهدد بالجوع . اما قضية الجمهورية الريفية . فإلى الآن تعتبر في البرنامج الزمني ، الصهيوني ، الامبريالي ، اقل أهمية من قضية جمهورية القبايل الجزائرية .. لكن دورها سيأخذ حجمه الذي يستحقه ، عندما يحين وقتها ، وتنضج شروطها .. والمخطط برمته ، يدخل في رسم خرائط جدد ، التي رسمها مشروع الشرق الأوسط الكبير، وشمال افريقيا .. والعنوان بحد ذاته واضح ، ولا يحتاج الى تعمق في الشرح والتفسير والسؤال . لماذا لم يستعمل أصحاب المشروع الصهاينة ، الإمبرياليين ، عنوان الشرق الأوسط الكبير ، والمغرب العربي الكبير ، او المغرب الكبير .. لان الهدف من العنوان ، هو التركيز على الاثنية ، والعصبية العرقية ، لتفجير المنطقة عندما تنضج كل شروط التفجير ، كما حصل في دول اوربة الشرقية ، وفي دول البلقان ... -- ما هي القيمة المضافة التي سينتجها ،او يضيفها ، اعتراف النظام الجزائري بالجمهورية الريفية ؟ . -- وما هي القيمة المضافة التي سيضيفها ، اعتراف النظام المغربي بجمهورية القبايل البربرية الجزائرية ...؟ . ان كلا الدعوتين نقمة على وحدة الدول ، ووحدة الشعوب . وبقدر ما تلحقان الضرر البليغ بوحدة شعوب الدول ، وبوحدة أراضيها .. فهي تصب مباشرة في خدمة المشروع الامبريالية الصهيوني المسمى ، بمشروع الشرق الأوسط الكبير ، وشمال افريقيا .. فهدف المشروع وقبل إقرار التجزئة السرطان الذي ينخر الجميع ، هو التدمير التام للمنطقة ، بإيجاد مسببات وأسباب واهية ، كما حصل للعراق ، ولسورية ، وليبيا ، واليمن .. وبعدها يتم بتر التراب بإضعاف الدولة بعد ان كانت قوية ، وستصبح عبارة عن دويلات قزمية بعد ان كانت دولة واحدية ... لكن من حيث الواقع . رغم ان دعوة النظام المغربي ، ودعوة النظام الجزائري ، بدعم استقلال الجمهورية الريفية ، وجمهورية القبايل البربرية الجزائرية .. هي دعوات خطيرة تلقفتها بجد الدول الامبريالية ، والصهيونية المعادية لوحدة الشعوب ، ولوحدة الدول .. فإنها وبسبب قوة النظامين الضعيفة بسبب الاستنزاف ، بسبب حرب الصحراء ، فإنها تعتبر فقط دعوات اثارة ، ودعوات مزايدة ، لان كل نظام يستعملها لدفع الخطر المحدق بمشروعه ، والمهدد لمصالحه . أي للخويف ... - فهل بمقدور النظام السلطاني العلوي المخزنلوجي ، ان ينشئ بالجزائر جمهورية الجزائر القبايلية ، رغم ان علاقاته متينة واستراتيجية مع ( الماك ) ، بمثل علاقة النظام الجزائري مع جبهة البوليساريو .. - وهل بمقدور النظام التوتاليتاري ، العسكرتاري الجزائري ، ان ينفخ الروح في إعادة احياء جمهورية الريف ، التي كانت جمهورية انفصالية ، من حيث عملتها ، ومن حيث رايتها وعلمها ، وشعارها ... واذا كانت جمهورية الريف التي تأسست في سنة 1921 ، واستمرت حتى سنة 1926 ، يتيمة المنشئ . لان لا دولة اعترفت بها ، رغم نداءات زعيمها محمد بن عبدالكريم الخطابي للأوربيين ، خاصة الفرنسيين ، والاسبان ، وللأمريكان ، بالاعتراف بها كدولة قائمة الذات ، وذات سيادة .. وهي الدعوة التي لقيت تجاهلا .. فان جمهورية الريف لم تنجح في نيل العضوية في عصبة الأمم ، التي ستتحول الى الأمم المتحدة .. وظلت دولة وحيدة بالمنطقة ، الى ان تم القضاء عليها بتحالف عسكري ضم جيوش الامبريالية الفرنسية ، الفاشية الفرانكوية الاسبانية ، وجيش السلطان العلوي بفاس ، الذي هرع مسرعا الى قصر Versailles ، لحضور الاستعراض العسكري الذي أقيم بمناسبة هزيمة الجمهورية الريفية ، وتقديم اخلص الشكر والامتنان ، لدور فرنسا في هذا الهزيمة التي كانت تهدد اصل النظام السلطاني ، وتهدد وحدة الدولة المغربية .. وهنا نشير . الى ان الانتفاضات البربرية المغربية ضد الدولة السلطانية بفاس .. كانت قبل دخول فرنسا للمغرب ، كدولة حماية تحمي السلطان ، وعائلته ، ونظامه من جهة ، وكدولة تستعمر وتحتل المغرب ، وتنهب ثروات شعبه من ناحية أخرى .... استمرت الى النصف الأول من الثلاثينات ، عندما تآمر عليها السلطان ، وطبقة آل الفاسي التي فرشت الأرضية لطبقتها ، غداة الحصول على الاستقلال الشكلي ، استقلال Aix-les-Bains .. ففي الوقت الذي كانت القبائل البربرية تحارب السلطان ، الذي ادخل فرنسا لحمايته كاستعمار عروبي قريشي ، وتحارب فرنسا التي تستعمر المغرب .. اصبح المحافظون خريجو القرويين آل الفاسي ، وما يسمى ب ( الحركة الوطنية ) ، يتفاوضون مع فرنسا التي حاربها البرابرة قبل 1912 ، ومن 1912 الى 1935 .. -- ان ما يجهله النظام المغربي حين يدعو الى تقرير مصير شعب القبايل الجزائري ، ان القاعدة العريضة لجيش التحرير الجزائري ، كان من البرابرة القبايليين .. -- وان ما يجهله النظام التوتاليتاري ، العسكرتاري الجزائري ، الذي يدعو الى احياء تاريخ الجمهورية الريفية الفاشلة ، ان القاعدة العريضة لجيش التحرير المغربي ، كانت بربرية من الاطلس المتوسط ، ومن الاطلس الكبير ، ومن الريف .. كما ان القاعدة العريضة في الجيش المغربي الذي خاض حرب الرمال في سنة 1963 ، كانت بربرية . ولم يعد يُفتح الباب لآل الفاسي لدخول الجيش كضباط ، الاّ بعد محاولة الضباط الوطنيين الاحرار ، قلب النظام السلطاني في الانقلاب العسكري في سنة 1971 ، و في انقلاب 1972 .. فكان لأول مرة سيعرف المغرب جمهورية بربرية خالصة ، بخلاف طرق سقوط الدولة المغربية عبر التاريخ ، التي كانت تعني سقوط حكم قبلية وعائلة .. ولتاتي على انقاضها قبيلة وعائلة جديدة .. حتى استقر الوضع بيد العلويين .. فعندما يصبح الفاسي الذي كان يبيع الذهب والمجوهرات في ( القساريات ) مجمع دكاكين ، ضابطا ساميا في الجيش ، تصبح هزائم حرب ما قبل سنة 1991 مبررة ، تبرر نفسها بنفسها من دون شرح ، او زيادة في التأويل .. فدعوة النظام الجزائري لإحياء مشروع جمهورية الريف ، ودعوة النظام المغربي بالنفخ في مشروع جمهورية القبايل .. تبقى دعوة للمزايدة ، والمتاجرة فقط . لان اصل الدعوة يشكل خطرا . من جهة على النظامين معا ، الجزائري والمغربي . ومن جهة تعتبر الدعوة ، كزرع لبذرة التشتيت الاثنية النائمة تحت الرماد ، والتي عند حصول شروط معينة كحرب أهلية ، كما حصل في الجزائر بعد انقلاب النظام العسكريتاري التوتاليتاري على الديمقراطية ، التي ربحت فيها ( FIS ) الانتخابات .. او يحصل إعادة ربيع ( عربي ) صهيوني ، يسمح ويشجع الاثنيات ، والاعراق بالتظاهر وبالظهور .. واذا كان مشروع جمهورية القبايل البربرية الجزائرية ، لا يزال يتطور بالنفخ فيه من قبل القوى الامبريالية ، والصهيونية ، خاصة من قبل الحاضنة فرنسا .. وهو مهدد بالتنزيل عندما تنضج شروطه الذاتية والموضوعية .. فان مشروع الجمهورية الريفية لم يخْبَ ولم يمت . بل هو كذلك وكمشرع ( الماك ) ، الجمهورية القبايلية ، لا يزال يطل من اكثر من جهة وصعيد .. فالحراك الريفي مؤخرا . رغم ان بدايته كانت خبزية . فهي بداية كانت تغلف وتغطي ، على المشروع الذي كان متبلورا ، وتعرى عندما أصبحت شروط داخلية وخارجية ، تلعب دور التوجيه .. وعند الانتقال من مرحلة الى أخرى ، خاصة عندما نزلت " حركة 18 شتنبر الجمهورية " بقوة في المظاهرات ، وبذأت توجه الحراك الذي اصطف يناصرها ، نحو الجمهورية الريفية .. والسؤال . ماذا يعني رفع شعار " عاش الريف " .. وماذا عن رفع ، والتلويح براية الجمهورية الريفية ، وحرق ، والدوس بالأرجل ، على الراية المغربية التي يسمونها براية Le General Lyautey .. وللأسف كانوا الى جانب راية الريف الانفصالية ، يرفعون راية الصهيوني Jacques Benêt التي يسمونها زورا بالراية ( الامازيغية ) . ورغم نجاح الجيش والدرك في التعامل مع الحراك باحترافية عالية ، حيث لم تطلق رصاصة واحدة .. فخطر انفصال الريف ، مثل خطر انفصال جمهورية القبايل الجزائرية ، لا يزال يطل من ثقب الباب ، ولم يتم القضاء عليه بتاتا . فاذا نجح التحالف الدولي باسم المشروعية الدولية المفتري عليها ، في الحاق الجمهورية الصحراوية كدولة عضو بالأمم المتحدة ، خلال السنتين القادمتين .. فان انفصال الريف وتأسيس الجمهورية الريفية ، سيحصل من تلقاء نفسه . لان بتر الصحراء عن المغرب ، يعني أوتوماتيكيا سقوط النظام من تلقاء نفسهم كفاكهة متعفنة ، كما قالت سابقا نادية ياسين ابنت الشيخ عبدالسلام ياسين ..وسقوط النظام يعني ، انقلاب الأوضاع التي ستؤجج الانفصال ، الذي سيضرب الريف ، وسيضرب كل المغرب ،عند تحول الدولة الواحدية القوية في محيطها ، والضعيفة خارج محطيها ، الى كانتونات صغيرة ، ستصبح بيد الاستعمار ، وبيد الصهيونية .. يتصرفون فيهم كيف شاءوا ، وكيف ارادوا . ان مشروع الجمهورية الصحراوية ، ومشروع الجمهورية الريفية ، خطر على النظام السلطاني العلوي المخزنولوجي . مثلما ان مشروع جمهورية القبايل البربرية الجزائرية ، الذي تحتضنه الآن الدولة الفرنسية ، والعديد من دول الاتحاد الاوربي ، خطر على النظام التوتاليتاري ، والعسكريتاري الجزائري ، وخطر على دولة الشعب الجزائري ، مثل دولة الشعب المغربي .. اذن . ما هي الأسباب التي جعلت النظامين يهرعان ، كل من جانبه ، يؤيد ويدعو ، سواء النظام المغربي الذي يدعو ، ويناصر تقرير ( شعب ) القبايل البربري . او النظام العسكري الجزائري ، الذي يدعو ويناصر الجمهورية الصحراوية ، التي اعترف بها النظام العلوي المغربي ، ويدعو ويناصر الجمهورية الريفية ، التي فشل حراك الريف بسبب انعزاله العنصري عن الشعب المغربي ، في إعادة احياءها . ان السبب الذي يتدرع به النظامان ، لتبرير خرجتهما / المزايدة / الانتحار ، هو الموقف . خاصة موقف النظام العسكريتاري الجزائري ، من نزاع الصحراء الغربية ، بعد ان ابتلع الصحراء الشرقية المهداة له من قبل النظام السلطاني العلوي . فالنظام التوتاليتاري ، العسكريتاري الجزائري . وبعد ان ضمن سيطرته التامة على الصحراء الشرقية .. واعتقادا منه بان من سلمه الصحراء الشرقية على طبق من ذهب ، سيسلمه مرة أخرى الصحراء الغربية على طبق من الماس .. فانه سيكون واهما ، ويضرب اخماسا في اسداس . فقضية الصحراء الغربية التي تورط فيها النظام العلوي كمستنقع . لأنه لم يحسن تدبيرها ، ولم يحسم امورها كما يجب ، وفي الزمان والمكان اللازمين ، والضروريان .. وراهن على عامل الوقت الذي اصبح يلعب دوليا ضده . اصبح وجوده من عدمه ، مرهون ببقاء الصحراء تحت سيادته ، او ضياعها ، وخروجها عن سيطرته .. ان صراع الحدود ، هو ما ينفخ في صراع الوجود ، المتسبب في صراع الحدود . " إذا التقى ساكنان فاكسر ما سبق " . وما دام ان هناك ربط جدلي بين صراع الحدود ، وصراع الوجود .. فالنظام المغربي سوف لن يخرج من الصحراء ، ولو صدرت في الامر قرارات اممية من مجلس الامن . ففي هذا الحال . يفضل النظام المغربي كالنظام الجزائري الحرب ، لحدوث الدمار الشامل الذي يخلط الأوراق ، ويبعثر السياسات ، ومن الممكن ان يتسبب في حلول قد تعيد عقرب الساعة الى الوراء ، لتجنب سقوط النظام .. فمن كان يظن ان ينهزم الجيش الروسي على ابوب العاصمة Kiev ، ويتراجع الى الوراء ، والكل كان يعتقد ان الجيش الروسي سيحتل كل اكرانيا L’Ukraine في اقل من أربعة وعشرين ساعة .. اذن . هل من علاقة بين قضية الصحراء الغربية ، ومنها الجمهورية الصحراوية التي تنتظر طرق أبواب الأمم المتحدة لنيل العضوية .. وبين القضية الريفية ، ومنها الجمهورية الريفية .. وبين قضية القبايل البربرية ، ومنها جمهورية القبايل البربرية الجزائرية .. حتى تكون قضية الصحراء العامل الدافع لدعوة تشجيع الانفصال في الريف ، وفي القبايل الجزائرية .. أولا . لا علاقة ولا رابط تجمع بين قضية الصحراء الغربية ، والجمهورية الصحراوية .. وبين قضية الريف ، والجمهورية الريفية .. وبين قضية القبايل ، والجمهورية القبايلية البربرية الجزائرية .. فبالنسبة للقضية الريفية ، وقضية القبايل البربرية ، هي قضايا داخلية ، واحدة تخص المغرب ، والأخرى تخص الجزائر .لذا فالشحن هو بين النظامين ، المتقابلين ، والمتعارضين ، والعدوين ، اللذين يدفعان المنطقة الى الاحتراق ، للحفاظ على كراسي وعروش الحكم .. أي للحفاظ على الثروة ، والمال ، والحكم ، والنفود بالمنطقة .. لذا وامام عدم تدويل القضيتين حتى الآن ، باستثناء الاحتضان الفرنسي ، تبقى دعوة النظام المغربي ، ودعوة النظام الجزائري .. فقط دعوة مزايدة ، وشحن ، وتسويق ، ومتاجرة .. للتخويف ومن اجل التخويف فقط .. فغذاً اذا عادت العلاقات الى طبيعتها بين النظام المغربي ، والنظام الجزائري ، وأصبحت سمنا على عسل .. فان النظام المغربي سيتغدى ب ( الماك ) ، والنظام الجزائري سيفطر بالريفيين وبالصحراويين .. ولن تقوم لهم قائمة ، وكأنه لم يسبق وجود شيء في الماضي يسمى بالصحراويين ، ولا بالريفيين ، ولا بالقبايْليين الجزائريين .. ثانيا . لم يسبق للأمم المتحدة ، سواء الجمعية العامة ، او مجلس الامن ، ان صدر عنهما قرار بشأن المسألة القبايلية الجزائرية ، وبشأن المسألة الريفية .. فإلامم المتحدة تعتبر هذه القضايا لا تخصها في شيء ، طالما انه لم يحصل عنها ما ( يهدد ) السلم العالمي .. لذلك وحسب الأمم المتحدة . فان القضية الريفية ، وقضية القبايل الجزائرية ، هي قضايا داخلية تهم الدولة السلطانية العلوية ، والدولة العسكريتارية التوتاليتارية الجزائرية ... ثالثا . باستثناء احتضان الدولة الفرنسية لجمهورية ( الماك ) الانفصالية .. لم يسبق للاتحاد الأوربي كدول ، ان تطرق ، او حدد موقفا من القضية الريفية ، ومن قضية القبايل الجزائرية .. فدول الاتحاد الأوربي تراقب النعرة الاثنية التي تهمها عن بعد . أي بطريق غير مباشر ، حتى لا تثير غضب الدول التي تنتمي اليهما القضية الريفية ، والقضية القبايلية ، البربرية ، الجزائرية .. رابعا . لم يسبق لمحكمة العدل الاوربية ، ولا لمحكمة العدل الدولية ، ولا للمحكمة الجنائية الدولية ، ان بتت في قضية معروضة على احداها ، تخص نزاعا مرفوعا من قبل ( الماك ) ، او من قبل ( حركة 18 شتنبر الجمهورية ) . بل حتى في ميدان حقوق الانسان .. خامسا . رغم تواجد الجزائر والمغرب بالقارة الافريقية ، فلا وجود لممثل عن الجمهورية الريفية ، لا عن جمهورية القبايل البربرية الجزائرية بالاتحاد الافريقي .. سادسا . ومثل حالة التواجد المنتفية بالاتحاد الافريقي . فليس لل ( ماك ) ، ولا ( لحركة 18 شتنبر الجمهورية ) مكاتب ، او مقرات بالأمم المتحدة ، او مقرات معترف بها قانونا بدول الاتحاد الأوربي ، رغم الاحتضان الفرنسي ، ورغم الدعم السويسري ، والهولندي ، والألماني ... لخ لل ( ماك ) ، و ( لحركة 18 شتنبر الجمهورية ) .. فأية علاقة تجمع بين جمهورية القبايل البربرية الجزائرية ، وبين الجمهورية الريفية ممثلة ب ( حركة 18 شتنبر ) ، وبين الجمهورية الصحراوية التي تمتلك جيشا وشعبا ، اعترف بهما النظام المغربي في 31 يناير 2017 . ونشر اعترافه بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 ، يعترف فيه بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار .. ويجلس معها جنبا لجنب بالاتحادات الدولية ، كالاتحاد الافريقي التي هي عضو به ، والاتحاد الأوربي ، ويجلس معها تحت غطاء الأمم المتحدة .. ان دعوة النظام السلطاني العلوي المخزنولوجي ، بتأييد حق تقرير مصير ( شعب ) القبايل ، وتأييد جمهورية القبايل البربرية الجزائرية ، وتقديم الدعم لانفصال ( الماك ) ... وان دعوة النظام التوتاليتاري العسكريتاري الجزائري ، الى تدعيم وتأييد الجمهورية الريفية ، واكيد دعم حركة 18 شتنبر الجمهورية .. تبقى دعوة نشاز ، ودعوة مزايدة ، وتسويق وتجارة .. والاهم منها التخويف للردع .. ومن ثم فلا دعوة النظام المغربي ستنشأ جمهورية القبايل البربرية . ولا دعوة النظام العسكري التوتاليتاري الجزائري ستنشئ الجمهورية الريفية ... لكن الخطر المهدد هو ، الاعتراف الأممي بعضوية الجمهورية الصحراوية بالمنظمة الدولية .. فالاعتراف بها يعني سقوط النظام السياسي السلطاني في المغرب .. وهو سقوط لا تهتم به دول الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية .. لان عند بتر الصحراء ، وسقوط النظام الأكيد ، سيقع الانفجار الكبير الذي هو انفصال الريف ، وبناء الجمهورية الريفية التي ستحظى بنفس مكانة الجمهورية الصحراوية دوليا .. باسم المشروعية الدولية ، وحق تقرير مصير الشعوب .. اما جمهورية القبايل البربرية الجزائرية ، فطالما ان البندقية موجهة اليها ، فان أي خطأ ينجم عنه ثورة شعبية عارمة ، او حرب أهلية ، او السقوط في فخ الحرب المفتوحة مع النظام المغربي .. سيكون المدخل للاعتراف بالجمهورية القبايلية .. على غرار الجمهورية الصحراوية ، والجمهورية الريفية ... الجميع يلعب بالنار . والشعوب هي من سيحترق .. لكن هذه المرة . اين سترحل الأنظمة ، والدولة الواحدية القوية ، التي ستصبح كانتونات صغيرة بيد الامبريالية ، والصهاينة ، والاستعمار ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا ينتظر نزاع الصحراء الغربية المغربية خلال السنتين القادم
...
-
من له مصلحة في اشعال الحرب بالمنطقة ؟
-
موت ثقافة التغيير .. لا مثقف جماهري ولا مثقف نخبوي
-
ويستمر نظام السلطان في الكذب على الرعايا . هل حقاً انّ الجمه
...
-
مجلس النواب الاسباني
-
هل يُحضّر النظام السلطاني المغربي ، لتنزيل الحكم الذاتي من ج
...
-
الصراع داخل القصر السلطاني المغربي .
-
قصيدة بعنوان : اضطهاد
-
تصريحات كاذبة . تصريحات مفندة . وتصريحات مضادة . هل تخطت الص
...
-
معارضة الخارج بين المعارضة البوليسية ، والمعارضة الارهابية .
-
بيدرو سنشيز رئيس الحكومة الاسبانية وبرنامج بگاسوس الاسرائيلي
...
-
شذرات في رسم خواطر في الثقافة السياسية ، كتبناها على ورق دفت
...
-
هل ستستعمل روسيا السلاح النووي للتغطية على الهزيمة في اكراني
...
-
هل رفضت الامم المتحدة اعتراف الدولة الاسبانية بمغربية الصحرا
...
-
حرية ، عدالة ، مساواة .
-
تفكيك مراحل تطور الدولة السلطانية البتريركية .
-
البرلمان الاسباني .
-
الى الضابط السابق في الجيش الملكي ، المعارض لمغربية الصحراء
...
-
11 ابريل 2007 - الحكم الذاتي - .
-
المعارضة في الاسلام
المزيد.....
-
بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز
...
-
الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى
...
-
لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
-
علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون
...
-
نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
-
حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة
...
-
-لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
-
بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة:
...
-
مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد
...
-
كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|