أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل رفضت الامم المتحدة اعتراف الدولة الاسبانية بمغربية الصحراء ؟















المزيد.....


هل رفضت الامم المتحدة اعتراف الدولة الاسبانية بمغربية الصحراء ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7227 - 2022 / 4 / 23 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الجواب نستشفه منْ ما صرح به الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة السيد Stephan Dujarric ، خلال مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك New York ، بخصوص الانباء التي روّجت لها مصادر عربية من قلب العاصمة مدريد ، تبشر بموافقة ، ورضى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Steffan de Mistura ، وتأييده لاعتراف الدولة الاسبانية بمغربية الصحراء ، من خلال اعترافها بحل الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي في 11 ابريل 2007 .. وطبعا فان الترويج لمثل هذه الاخبار ، تبقى شائعات واشاعات ، تهدف الى التأثير على قرار مجلس الامن المزمع اتخاذه قبل نهاية الشهر الجاري .. فهل دول الاستعمار في مجلس الامن تمص أصابع ايديها ، او تمارس المراهقة السياسية ..
السيد Stéphan Dujarric ، فنّد هذه الشائعات ، واعتبرها مجرد تشويش على العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة ، من خلال مجلس الامن الذي يتولى الملف شخصيا بيديه . وبعد ان ذكر السيد Dujarric بإحاطة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة Staffan de Mistura علما ، بالقرار الاسباني القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء . اوضح ان اية تصريحات لا تصدر مباشرة من قبل De Mistura ، او من قبل مكتب Dujarric ، تبقى كما قال " تشويها للحقائق " . واكد السيد الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة السيد Dujarric ، على المشروعية الدولية ، التي عكستها قرارات مجلس الامن ، التي سبق ان اتخذها لترتيب ملف النزاع . وركز بالضبط على القرار الأخير لمجلس الامن 2602 الصادر في 29 من شهر أكتوبر الفائت ، والذي ينص على " تحقيق حل سياسي ، واقعي ، وعملي ، ودائم ، ومقبول من الطرفين ( النظام المغربي وجبهة البوليساريو ) ، لمسألة الصحراء الغربية ، على أساس التوافق بينهما " . وقد سبق لمجلس الامن في قراره الأخير ان دعا النظام المغربي ، وجبهة البوليساريو ، والنظام الجزائري ، والنظام الموريتاني ، الى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنة 2019 ، " من دون شروط مسبقة ، وبحسن نية ، بهدف التوصل الى حل سياسي عادل ، ودائم ، ومقبول للطرفين .. " ..
فهل موقف الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Dujarric ، حين فند الشائعات العربية ، غداة عقد مجلس الامن لدورته الروتيتينة لبحث نزاع الصحراء ، وتأكيده فقط على المرجعة الأممية .. هو تعبير عن موقف صريح للأمم المتحدة ، من عدم التسرع في تحديد جنسية الإقليم المتنازع عليه ، الذي ينتظر ( تصفية الاستعمار ) ، بواسطة الاستفتاء وتقرير المصير ، المرفوض من قبل النظام المغربي ، الذي يؤكد فقط على حل الحكم الذاتي كآخر ما يمكن ، ويستطيع النظام المغربي ان يقدمه من تنازلات . خاصة وهو يعرف ان تنظيم الاستفتاء ، وبإشراف الأمم المتحدة ، ستكون نتيجته ضد مغربية الصحراء في حدود اكثر من 99 في المائة . فحتى المغاربة بالصحراء الذين تصفهم جبهة البوليساريو بالمستوطنين ، اذا ثبت لهم حتمية الانفصال ، فسيصوتون مع الصحراويين ضد مغربية الصحراء .. لانهم سيعيشون في كويت جديدة ، بقلة السكان ، وبالثروات ، بخلاف عودتهم الى الداخل ليعيشوا الفقر ، والفاقة ، والظلم ، وهضم الحقوق .. ويكون البوليس السياسي ، وقوات القمع ، والسجون في انتظارهم ..
ثم هل يمكن ان نعتبر الموقف السلبي للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Staffan de Mistura ، من اعتراف الدولة الاسبانية بمغربية الصحراء ، موقفا ضد الاعتراف ، خاصة وانه بصدد القيام في القريب العاجل بزيارات الى المنطقة ، واللقاء مع كل اطراف النزاع ، وبما فيهم النظام الجزائري ، والنظام الموريتاني .. وخاصة وان الاتصالات واللقاءات ، ستجري ضمن المشروعية الدولية ، التي تمثلها قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة . وهذا يعني ان مبادرة الدولة الاسبانية الصريحة لا تعنيهم في شيء ..
تعتبر اسبانية باعترافها بحل الحكم الذاتي ، اول دولة اوربية تعترف صراحة بمغربية الصحراء .. انّ هذا الاعتراف ، بقدر ما هو استراتيجي للنظام السلطاني المغربي ، لأنه تقليل من المخاطر التي تنتظر النظام اذا فقد الصحراء ، بقدر ما ان الاعتراف يكون قد خدم مصالح الدولة اسبانية اكثر، مما خدم مستقبل النظام المغربي . لان السؤال هنا هو. ما هي القيمة المضافة التي سيضيفها اعتراف الدولة الاسبانية الى مغربية الصحراء ، سواء داخل الاتحاد الأوربي الذي يرفض مطلقا الاعتراف بمغربية الصحراء ، خاصة عندما رفض اعتراف Trump بها ، وتجاهله لحل الحكم الذاتي حين يشدد فقط على الاستفتاء وتقرير المصير ، متضرعا بالتمسك بالشرعية الدولية ، وبالأمم المتحدة .. وهو نفس الموقف يسجل للاتحاد الافريقي الذي يعترف صراحة بالجمهورية الصحراوية ..
ثم ما هي القيمة المضافة لاعتراف اسبانية بمغربية الصحراء ، بالنسبة للقرارات التي يتخذها مجلس الامن ، وبالنسبة للقرارات التي تتخذها الجمعية العامة للأمم المتحدة .. بخصوص نزاع الصحراء ..
فهل تستطيع اسبانية بصوتها الفريد ، ان تؤثر في تغيير مجرى التعامل الاممي مع ملف ، يخضع لرغبات ونزوات سياسية دولية ، تخطط لتقسيم المقسم ، وتجزيئ المجزأ ، وتفتيت المفتت ..
واذا كانت اسبانية قد اعترفت صراحة بمغربية الصحراء ، فهي في قرارة نفسها ، وانسجاما مع مبادئها ، فهي ضد مغربية الصحراء ، وهي التي فشلت في الماضي في انشاء دُويْلة صحراوية ، بواسطة استفتاء مخدوم ، كان سينتهي ببقاء الصحراء / الدويلة الجديدة ، تحت السيطرة الاسبانية ..
فما دام ان مصالح اسبانية المضادة لمغربية الصحراء ، ستنوب عنها في تحقيقها دول الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، ومجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة .. فاعترافها بمغربية الصحراء ، بقدر ما سيخدم مصالح اسبانية الاقتصادية ، ويخدم الحدود ، ومحاربة الهجرة غير الشرعية .. بقدر ما ستضرب عصفورين بحجر واحد .. من جهة تامين مصالح اسبانية . ومن جهة التصفيق من بعيد ، لقرارات الهيئات ، والمنظمات ، والاتحادات المناهضة لمغربية الصحراء ..
اذا عدنا الى قرار الأخير لمجلس الامن الذي صدر في 29 أكتوبر الفائت ، وهو القرار 2602 . سنجد ما يلي " مفاوضات سياسية .. بدون شروط مسبقة .. وبحسن نية .. بهدف التوصل الى حل سياسي عادل .. يوافق عليه .. وتقبله اطراف النزاع " ..
يلاحظ ان مجلس الامن ، دأب يتدخل في نزاع الصحراء الغربية ، منذ سنة 1975 ، تاريخ نشوب الحرب التي دامت ستة عشر سنة . وتدخل مجلس الامن جاء كهيئة ، موكول لها حفظ السلم والامن الدوليين .. فهل نجح مجلس الامن في إيجاد حل عادل للنزاع ، يخرج المنطقة من دائرة الخطر التي تهددها الحرب ْان وقعت بين النظامين المغربي والجزائري ، وستكون حربا مدمرة على شاكلة الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات ..
ان مجلس الامن في كل مبادراته المختلفة ، لم يكن صادقا في البحث عن حل يرضي اطراف النزاع . فكان يتصرف مع المشكل من برج التعالي ، المتحكم الحقيقي في اصل الصراع . فدول مجلس الامن أصحاب الفيتو ، والدول العظمي كدول الاتحاد الأوربي ، وروسيا ، والصين .. ليس من مصلحتهم حسم نزاع الصحراء ، لا لصالح النظام السلطاني المغربي ، ولا لصالح النظام العسكري المخزني الجزائري ، ولا لصالح الشعب الصحراوي الذي اعترف به النظام السلطاني المغربي ، عندما اعترف بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، ونشر اعترافه الصريح ، بالجريدة الرسمية للدولة السلطانية العلوية عدد : 6539 .. ولنا التساؤل . هل توجد جمهورية تم الاعتراف بها ، من دون ان يكون لها شعبها .. والأمم المتحدة في القرار 34/37 اعترفت بالجبهة كممثل شعبي وحيد للشعب الصحراوي ..
فحسم الصراع لجهة ما ، يعني بوار العقود التجارية بين الدول العظمي ، التي تمسك بيد من حديد بالصراع ، وتوجهه بما يخدم مصالحها . ويستوي هنا فرنسا ، وامريكا المزودين للنظام المغربي بالأسلحة ، وروسيا والصين المزودين للنظام العسكري الجزائري بمختلف الأسلحة ، التي تحولت لذا الجانبين الى أسلحة صدأ .. هذا الى جانب الاستمرار في فرض الوصاية السياسية على الأنظمة التي تتصارع السيطرة والنفود في المنطقة ، والاستمرار في بسط اليد للتقرير في شؤون المنطقة ، التي يرشحونها ان تكرر الحالة السورية ، او الليبية ، او اليمنية ، او العراقية ، خاصة عند اندلاع حرب بين النظامين المغربي والجزائري ..
ناهيك عن القروض بفوائدها المرتفعة ، وإعادة جدولة القروض بفوائد ارفع .. ناهيك عن تعطيل التنمية المحلية ، والحيلولة دون الاندماج الاقتصادي ، والاجتماعي ، وبناء السوق المغاربي التي ستكون نموذجا للسوق العربي الموحد ، حيث يتم تحقيق الاستقلال الاقتصادي ، ويتم تحقيق التكامل الاجتماعي المنتظر ..
ولنا هنا ان نتساءل : كيف دأب مجلس الامن منذ سنة 1975 تاريخ نشوب الحرب ، يصدر نفس القرارات من حيث الجوهر والشكل ، وهي قرارات منسوخة عن بعضها ، حيث كل قرار ينسخ سابقه .. لماذا لم يصل مجلس الامن ، ولو لمرة واحدة انْ يصدر قرارا مغايرا للقرارات السابقة .. وهو نفس القرار من حيث الصياغة ، ومن حيث الشكل ، والمضمون ، يُنتظر اصدراه في غضون اخر هذا الشهر ..
عندما نتمعن في اصل القرارات من حيث الشكل والمضمون ، سنصل بسهولة الى استخلاص حقيقة ، ان مائة في المائة من حل نزاع الصحراء الغربية ، ليس بيد النظام السلطاني المغربي ، ولا بيد النظام العسكري المخزني الجزائري ، ولا بيد جبهة البوليساريو الانفصالية .. انّ مرجع الحل ، هو بيد دول الفيتو بمجلس الامن ، وبيد الدول العظمى بالاتحاد الأوربي ، وبيد روسيا ، والصين ...
فعندما نعي هذه الحقيقة التي يجهلها النظامان المغربي والجزائري ، وتجهلها الجبهة الانفصالية .. نكون قد وضعنا يدنا على مصدر الداء الذي نخر الجميع منذ اكثر من سبعة وأربعين سنة خلت .. ونكون انْ توفرت الإرادة الصادقة ، قد رسمنا خريطة طريق واقعية لقطع دابر الاستعمار ، واحفاد سايكس بيكو الذين يواصلون تدمير الوطن العربي ، وما بدلوا تبديلا ، لان الصراع في اصله ، هو صراع حضاري ، وصراع هوياتي .. أي تدمير شيء يسمى العالم العربي المنهك بالمؤامرات التي سلطوها عليه .. عالم غني وشعب يئن تحت وطأة الفقر ، والحاجة ، والتخلف .. فاين الخلل اذن ..
وبالرجوع الى قرارات مجلس المنسوخة ، سنجد نفس الإشارات ، ونفس التعابير ، والجمل ، والمفردات .. فماذا تعني الفقرة من القرار التي تقول " .. مفاوضات مباشرة .. من دون شروط .. لتحقيق حل سياسي .. واقعي .. عملي .. ودائم .. وموافق عليه ومقبول من طرفي الصراع .. لخ " ..
ان أي محلل لهذا النص المقصود في الديباجة ، وفي الشكل ، والمضمون .. يستخلص فكرة وحقيقة ، انّ هذا القرار 2602 كغيره من جميع القرارات المنسوخة ، يحمل في طياته استحالة تطبيق القرار ..
فكيف نفهم تأكيد القرار مثلا على " موافقة وقبول اطراف النزاع بالحل المقترح " ؟ ..
وهل من العقل والمنطق ان نتصور، ان النظام المغربي سيوافق ، وسيقبل بأطروحة النظام الجزائري ، ومعه الجبهة ، لحل النزاع بواسطة الاستفتاء وتقرير المصير .. وهو يعلم ان نتيجة الاستفتاء ستكون 99 في المائة ضد مغربية الصحراء ؟ ..
وهل من العقل والمنطق ان نتصور ، ان النظام الجزائري ، ومعه الجبهة ، سيوافقان ، وسيقبلان على حل النظام المغربي الذي يحشره فقط في الحكم الذاتي الذي تتجاهله قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة ، وتتجاهله كل دول الاتحاد الأوربي ، باستثناء اسبانية التي اعترفت بمغربية الصحراء ، مرغم اخاك لا بطل ..
فعند رفض النظام المغربي القبول والموافقة ، على صيغة أطروحة النظام الجزائري ، ومعه الجبهة .. وعند رفض النظام الجزائري ، وجبهة البوليساريو الانفصالية ، الموافقة والقبول بأطروحة النظام المغربي ، التي هي الحكم الذاتي .. وبسبب الاختلاف الكبير في مواقف اطراف الصراع .. فان أي حل لن يطبق بالمنطقة ، وان الصراع سيتواصل ليس لان النظام المغربي ، والنظام الجزائري يريدانه . بل لأنه قرار وخيار دول الفيتو بمجلس الامن ، والدول العظمي بالاتحاد الأوربي .. وهذا يعني ان القرار المنتظر من قبل مجلس الامن لن يـأتي بجديد ، وسيكون قرارا منسوخا لقرارات سابقة .. أي ديمومة الستاتيكو بالمنطقة . فلا احد يعترف بمغربية الصحراء . كما ان لا احد يعتبر الصحراء تابعة لجبة البوليساريو .. وسيستمر النظام السلطاني يسيطر على 80 في المائة من الأراضي النافعة استراتيجيا ، وستستمر الجبهة المدفوعة من قبل النظام الجزائري تتحرك وبصعوبة بالغة في ثلثي الأراضي الغير النافعة استراتيجيا ، والمتحكم فيها بواسطة طائرات " الدرون " المسيرة ..
ولو لم يكن مشكل الصحراء مشكل جزائري ، هل كان للنظام الجزائري ان يشن حملاته الفاشلة ضد مغربية الصحراء منذ سنة 1975 .. وهل كان للنظام الجزائري ان يسحب سفيره من مدريد ، احتجاج على الاعتراف الاسباني بمغربية الصحراء ..
اعتقد ان على المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بملف الصحراء Sttafan de Mistura ، الغاء الزيارة المرتقبة الى المنطقة في الأيام القليلة القادمة ، لان نتائجها معروفة مسبقا ، ولن تخرج عن سابقاتها من الزيارات التي فشل فيها جميع المبعوثين الشخصيين للأمين العام ، الذين تناوبوا على هذا الملف ، وفضلوا الانسحاب بتبريرات مختلفة ، لاستحالة الوصول الى حل بسبب التعارض الكبير بين النظامين المغربي ، والجزائري ، ومعه الجبهة الانفصالية ..
ان بوادر الفشل تلوح من الموقف الجزائري ، الرافض لأيّ اتصال في هذا الملف مع المبعوث الشخصي للأمين العام ، بدعوى ان النظام الجزائري غير معنى بصراع الصحراء الغربية ، وهو الذي سحب سفيره من مدريد احتجاجا على اعتراف الدولة الاسبانية بمغربية الصحراء .. لكنه المسكين لم يستطع ان يقوم بنفس الانسحاب لسفيره ، عندما اعترف Trump بمغربية الصحراء وهو جبن وخوف من واشنطن ..
كما ان بوادر الفشل تلوح من رفض النظام المغربي اجراء أي اتصال مع المبعوث الشخصي للأمين العام ، اذا رفض النظام الجزائري الطرف الرئيسي في الصراع ، حضور دورات اللقاء ، او الاتصال ..
وعند غياب النظام الجزائري ، وغياب النظام المغربي ، تكون مبادرة Sttafan قد فشلت حتى قبل بدئها .. لان حضور النظام المغربي اللقاء للتحاور ، وليس للمفاوضات مع الجبهة الانفصالية ، معناه تأكيد ثنائية الصراع بين النظام المغربي ، وبين الانفصاليين . ويكون النظام المغربي بهذا التصرف الخطأ الاستراتيجي ، قد برأ النظام الجزائري من اية علاقة او مسؤولية ، في نزاع يقف وراءه ، واكده ، وبالحجة ، والدليل سحب سفيره من مدريد ، احتجاجا على اعتراف الدولة الاسبانية بمغربية الصحراء ..
لا يجب الآن انتظار الجديد في الملف من القرار القادم لمجلس الامن ، الذي سيكون ناسخا لسابقه من القرارات . وعند صدور القرار ، ستتسابق اطراف النزاع لتفسيره كل حسب مصالحه ، في حين انه في جوهره ، وشأن القرارات السابقة لمجلس الامن ، مضرة بمصالح كل الأطراف النزاع ..
ولو كان مجلس الامن يملك الإرادة القوية الصادقة ، لحل نزاع عمّر لأزيد من سبعة وأربعين سنة مضت ، لعاجله بالرجوع الى الفصل السابع من الميثاق ، الذي يتسم بالضبط ، والزجر ، والقوة ، وليس دائما اصدار القرار ضمن الفصل السادس الذي يبقى قرارا استشاريا فقط .. أي غير ملزم ..
ممكن تغيير مجرى الوضع بالنسبة للسنتين القادمتين ، إذا نجحت الجبهة المدفوعة من قبل النظام الجزائري ، في تغيير كفة الحرب ، كأن تعود بها على الأقل الى الحرب التي سادت من 1975 الى سنة 1991 .. اما استمرار المناوشات كما يجري اليوم ، فلن يغير شيئا من تحكم النظام المغربي في الوضع ، وفي زمام جميع المبادرات التي تفرمل الاخطار ..
هناك مشروعيتان تتصارعان . مشروعية الأرض التي يتمتع بها النظام المغربي ، الذي يتحكم اليوم في كل منافد وابواب الصحراء .. وزاده فعلا في ذلك ، استعمال طائرات الدرون Les Drones المسيرة . وزاده ذلك الحائط الحجري الذي يوفر وقاية من الهجمات التي كانت تحصل قبل سنة 1991 ، إضافة الى ملايين الألغام المزروعة خارج الجدار .. وهذا جعل الجبهة تعاني الامرين ..
وهناك الشرعية القانونية التي يشترك فيها بالتقاسم ، النظام المغربي ، والنظام الجزائري ، وجبهة البوليساريو .. لان صيغة ، وشكل ، ومضمون القرارات التي يصدرها مجلس الامن ، تحتمل تفسيرات ، ولا تحتمل تفسيرا واحدا .. وكما راينا فان كل طرف يمكنه ان يفسر القرار بما يستجيب ويخدم مصلحته .. فعند تنصيص القرار على الاستفتاء ، يكون قد خدم النظام الجزائري ، والجبهة . لكن عندما نجد ان القرار يعلق أي حل للنزاع بضرورة تحقيق شرطين عالقين ، هما شرط القبول وشرط الموافقة .. هنا يكون القرار قد خدم مصالح النظام المغربي ، الذي يجب ان بقبل ويوافق على أي حل قد يطرح .. واذا رفض القبول والموافقة ، فان أي حل لن يطبق ابدا ، وسيستمر الوضع كما هو عليه الآن .. كما ان دعوة مجلس الامن في كل قراراته ، بِحَثّ الأطراف على ضرورة " حل سياسي .. واقعي .. عملي .. دائم .. " .. يعني بطريقة غير مباشرة ، دعوة الى خيار حل الحكم الذاتي ، لأنه هو الحل السياسي ، ، الواقعي العملي ، يراعي مصلحة الأطراف ... " لخ .
فهل الحل الواقعي يعني الانفصال ، والتشرذم ، والبلقنة ..
ان صراع الصحراء هو من جهة صراع نفود للسيطرة على المنطقة بين النظامين الجزائري والمغربي .. والدافع اليه يرجع الى اصل حضاري بين النظامين المتصارعين .. لان عقدة النظام الجزائري ان الجزائر ستعرف لأول مرة الدولة في حياتها ، حتى سنة 1962 ، سنة استقلالها . لان تاريخها كان تركيا لعشرات القرون ، وكان فرنسيا لما يزيد عن 140 سنة ..
فلحسم هذا الصراع الدائر ، وهو في الحقيقة حرب تدور غير معلنة ، فمخطط خارطة الطريق الجزائرية ، أنْ تنجح دولة الجمهورية الصحراوية ، ويعترف بها عالميا ، ومن قبل الأمم المتحدة . آنذاك ستدخل الجزائر في اتحاد كنفدرالي ، او فدرالي ، او اندماج محلي ، تصبح معه الدولة الجزائرية ، والدول الصحراوية دولة واحدة .. ستجعل جزمات العسكر الجزائري تصل الى مياه المحيط الأطلسي ، ومنه تطويق ، وخنق المغرب ، والشعب المغربي ، وليس خنق النظام السلطاني العلوي المغربي ..
فالصراع هو صراع وجود أولا ، وبدرجة أولى ، قبل ان يكون صراع حدود الذي هو تحصيل حاصل لهذا التناقض لعدة ازمنة بين تاريخ الدولة في المغرب ، الذي هو تاريخ امبراطوريات ، وتاريخ سلاطين ، وتاريخ الجزائر الدولتي الذي بدأ حتى سنة 1962 ..
فعندما يصبح الصراع صراع وجود ، فهذا يعني ان الطرف الذي سيخسره سيسقط نظامه ، وستتشتت ارضع ، وسيتوزع شعبه .. فهل ادركتم الان سبب استمرار الصراع ، وسيستمر طالما انه يتعلق أولا وقبل شيء بالوجود .. أي إمّا ان نكون او لا نكون .. ونحن نريد ان نكون ، ولا نريد ان لا نكون .. وكينونتنا في وحدة ترابنا ، ووحدة شعبنا ، والصحراء كانت مغربية ، وستبقى مغربية الى ان يرث الله الدنيا وما عليها ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية ، عدالة ، مساواة .
- تفكيك مراحل تطور الدولة السلطانية البتريركية .
- البرلمان الاسباني .
- الى الضابط السابق في الجيش الملكي ، المعارض لمغربية الصحراء ...
- 11 ابريل 2007 - الحكم الذاتي - .
- المعارضة في الاسلام
- هل سيكون للرسالة الشخصية - لبيدرو سانشيز - رئيس الحكومة الاس ...
- اهم مصطلح ساد في السبعينات اسمه - الانفتاح والاجماع -
- زيارة وزير الخارجية الأمريكي الى الرباط ، والى الجزائر العاص ...
- هل يجري اعداد حلف ضد ايران ؟
- الحكم الذاتي
- رسالة رئيس الوزراء الاسباني ، الى السلطان العلوي محمد بن الح ...
- رعايا السلطان المعظم ، يتدورون الفقر ، والفاقة ، والجوع ، بس ...
- لماذا العرب المسلمون ضعاف متخلفون ، ولماذا المسيحيون واليهود ...
- ذكرى ثورة فشلت حتى قبل اطلاق الرصاصة الاولى مع برنامج الحركة ...
- التحالف الطبقي السلطاني
- الاحكام البولسية للدولة السلطانية .
- رئيس الحكومة الاسبانية السيد - بيدرو سانشيز - يستقبل ابراهيم ...
- الاتحاد الأوربي يعترف بالجمهورية الصحراوية كدولة
- ثمانية وثلاثون سنة مرت على مجزرة 1984


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل رفضت الامم المتحدة اعتراف الدولة الاسبانية بمغربية الصحراء ؟