ويستمر نظام السلطان في الكذب على الرعايا . هل حقاً انّ الجمهورية الصحراوية . هي جمهورية وهمية ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 7263 - 2022 / 5 / 29 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تأسست جبهة البوليساريو " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " ، في 10 مايو 1973 ، من طرف طلاب صحراويين كانوا مناضلين ضمن المنظمة الطلابية " الاتحاد الوطني لطبلة المغرب / ا و ط م / U N E M " ، وكانوا مناضلين ضمن الأحزاب السياسية المعارضة آنذاك ، وعلى رأسهم " الاتحاد الوطني للقوات الشعبية " ، " حزب التحرر والاشتراكية " ، " حزب الاستقلال " ، و" الحركة الماركسية " التي حظيت بتعاطف من قبل الطلبة الصحراويين .
بعد تأسيس الجبهة في 10 مايو 1973 ، ومع احتدام الصراع السياسي ، والنزاع العسكري ، ودخول الجزائر طرفا محوريا في الصراع .. ستعمل هذه ، وبتشجيع وتنسيق مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ، على تأسيس الجمهورية الصحراوية في 27 فبراير 1976 ، التي اختطت لها الكفاح المسلح كخيار كان شائعا ، طيلة السبعينات في افريقيا ، وبأمريكا اللاتينية ، وبآسيا التي تميزت بحرب الفتنام التي انهزمت فيها الامبريالية الامريكية شر هزيمة ، عند توقيعها على اتفاق 1975 المذل ، الذي حرر كل فيتنام الجنوبية ، التي أصبحت مع الفيتنام الشمالية ، تشكل دولة فتنام المستقلة .
فبين تأسيس جبهة البوليساريو في 10 مايو 1973 ، وتأسيس الجمهورية الصحراوية في 27 فبراير 1976 ، يكون قد مر على الحدثين حوالي ثلاث سنوات .. كانت سنوات صعاب ، وتركت وراءها ندوبا لن تندمل ابدا ، رغم اللقاءات بين اطراف النزاع التي حصلت بأماكن مختلفة ، من اوربية الى أمريكا .. وحتى زيارة القصر السلطاني في مراكش من قبل ثلة من القيادة الصحراوية ، من الرعيل الأول للبوليساريو .
منذ تأسيس الجبهة في 10 مايو 1973 ، ومنذ تأسيس الجمهورية الصحراوية في 27 فبراير 1976 ، والى الآن الذي نحرر فيه هذه الدراسة الموضوعية ، التي تعكس قراءة صحيحة غير كاذبة كذب النظام .. يكون قد مر على النزاع حوالي سبعة وأربعين سنة ، والنزاع لا يزال يبرح مكانه دون حل ديمقراطي يرأب الصدع ، ويشيع السلام والاستقرار بالمنطقة ..
فرغم ان تأسيس الجمهورية الصحراوية كان بتدخل الجزائر ، ولا يقف وراءه الصحراويون الذين تنص كل قرارات الأمم المتحدة ، من الجمعية العامة ، الى مجلس الامن على الاستفتاء وتقرير المصير . فقد حظيت القضية الصحراوية بتعاطف كبير ومساندة من قبل المجتمع الدولي .. ولو لا اتفاق وقف اطلاق النار في سنة 1991 ، الفخ الذي بُنِي للجبهة في غفلة عمّا كان يحاك من وراء الكواليس .. ولو استمرت الجبهة في الحرب كما كانت قبل اتفاق 1991 ، وعرقلت بناء الجدار الصخري ، لكان للجبهة اليوم شأن اخر ، اكيد سيغير من التاريخ ، ومن الجغرافية ، وخاصة وان جزءا من اليسار كان يعول على الجبهة ، وعلى الحرب الدائرة ، لتسهل عملية الانقضاض على السلطة .. فكان لوقف اطلاق النار ، وقع الصدمة على هذا اليسار ، الذي راهن على البؤرة الثورية في الصحراء ، لتحرير المغرب من النظام ، وليس النظام من سيحرر الصحراء .. سيما وان الجميع ادرك انّ من أسباب اثارة النظام لقضية الصحراء ، هو حجب عملية سقوطه او اسقاطه ، التي تعرض فيها الى انقلابين عسكريين متتاليين ، إضافة الى انقلاب الجنرال احمد الدليمي في سنة 1982 ، الذي فشل لا سباب لا داعي لإثارتها في هذه المعاجلة .
اذن منذ سبعة وأربعين سنة مضت ، ولا يزال النظام يتكلم على الجمهورية الصحراوية الوهمية . أي جمهورية هلامية لا توجد على ارض الواقع .. فقط تدور في مخ أصحابها الذين يرددونها كالببغاوات ، في كل مناسبة او من دون مناسبة ..
فهل حقا ان الجمهورية التي اسستها الجزائر ، ولم يؤسسها الصحراويون ، لانهم لم يستفتوا فيها ، ولا قرروا مصيرهم منها ، وهو المصير الذي نابت عنهم فيه الجزائر الحاضنة ، في اطار النزاع الدائر بين النظامين السلطاني العلوي ، وبين النظام المخزني العسكري الجزائري ، للسيطرة على المنطقة ، والسيطرة على الموارد ، والثروات ، والاقتصاد . هي وكما يعدي النظام السلطاني العلوي ، هي جمهورية وهمية ؟
اذا عدنا الى تاريخ بدأ النزاع في سنة 1975 ، وليس العودة الى الستينات ، خاصة سنة 1960 التي أصدرت فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها الشهير 1514 ، القاضي بالاستفتاء وتقرير المصير ، سنستخلص بسهولة انّ النظام السلطاني المغربي حين يستعمل مصطلح الجمهورية الوهمية ، فذلك فقط للمزايدة على الداخل الذي يجهل أي شيء عن نزاع الصحراء ، ويجهل القرارات التي صدرت بشأنها من قبل المنظمات الدولية ، كقرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة ، او المواقف المتخذة من قبل الاتحادات الدولية ، كالاتحاد الافريقي ، والاتحاد الأوربي ... لخ .
لكن النظام المغربي ، ومن خلال تصرفاته المسترسلة والمتعاقبة ، وعبر كل دورات ، ومحطات صراع قضية الصحراء ، فهو لا يعتبر الجمهورية الصحراوية بالجمهورية الوهمية . بل يعتبرها جمهورية كسائر الجمهوريات القائمة الذات ، سواء بموقعها القانوني داخل ، او مع الاتحادات القارية ، او من خلال اللقاءات الثنائية التي يعقدها مع الجبهة ، في مختلف المدن الاوربية ، والأمريكية ، او اللقاءات الثنائية التي تحصل مباشرة ، كزيارة الوفد الصحراوي للقاء الحسن الثاني في مراكش ، او اللقاءات بوساطات عربية غير معلن عنها . أي غير مباشرة ..
وهنا لنعري عن الواقع الذي يجعل النظام السلطاني المغربي ، يتعامل مع الجمهورية الصحراوية كدولة قائمة الذات ، وليس كما يردد أمام الرعايا الجاهلة ، بكل ما يخص صراع ، وحقيقة الجمهورية الوهمية ..
اذا كان النظام السلطاني يعتبر الجمهورية الصحراوية دولة وهمية ، وجبهة البوليساريو منظمة انفصالية مرة ، ومرات يعتبرها منظمة إرهابية ، وهو الاتهام الذي رد له . لان لا احد من الدول الوازنة ، ولا مجلس الامن ، ولا الجمعية العامة ، ولا الاتحادات القارية ، كالأفريقي ، والاوربي .. يعتبر الجبهة منظمة إرهابية . بل ويعتبرونها طرفا رئيسا في النزاع الدائر بالمنطقة ، ويفتحون لها مقراتها ، ومكاتبها في عواصمهم ومدنهم .. فكيف يفسر النظام المغربي الجلوس للتفاوض مع الصحراويين كجبهة ، او جمهورية في جنيف ، وبفيينا ، وبمنهاتن الامريكية ..
فاذا كان النظام السلطاني العلوي يعتبر الجبهة ، منظمة إرهابية ، والجمهورية الصحراوية وهمية .. فلماذا كان يتفاوض معها ، وبإشراف الأمم المتحدة . فحول ماذا كان يتفاوض ، وهو يعتبر الجمهورية غير موجودة ، ويعتبر الجبهة منظمة إرهابية ..
وعندما وقع النظام السلطاني العلوي اتفاق وقف اطلاق النار في سنة 1991 ، وتحت الاشراف المباشر للأمم المتحدة مع الصحراويين كجبهة ، او جمهورية . هل كان لا يزال يعتبر الجبهة منظمة إرهابية ، والجمهورية الصحراوية بالوهمية .. وكيف يفسر ان اتفاق 1991 الذي جُرّ اليه الصحراويون كخذعة ومقلب ، نص وبالحرف ، على انشاء هيئة دولية تابعة للأمم المتحدة اسمها " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية " . أي " المينورسو " التي فشلت في انجاز الشق السياسي ، الذي ضمنته الأمم المتحدة الذي هو الاستفتاء وتقرير المصير .. فهل من وقع معهم النظام العلوي المغربي الاتفاق ، هم مجرد جمهورية وهمية ، ومنظمة إرهابية .. ام انه بتوقيعه على الاتفاق المذكور ، يكون النظام السلطاني العلوي بمن يعترف إمّا بوجود الصحراويين كجبهة ، او يعترف بهم كجمهورية .. وفي كلتا الحالتين النظام المغربي يعتبر الجمهورية الصحراوية بمثابة دولة ليست وهمية ، ويعتبر الجبهة منظمة تحرير تفاوض على التحرير ، ولا يعتبرها منظمة إرهابية . لان السؤال . هل النظام السلطاني العلوي يجلس للتفاوض مع الوهميين ، ويجلس للتفاوض مع الإرهابيين ..
ان توقيع اتفاق 1991 ، وتحت الاشراف المباشر للأمم المتحدة ، هو حجة على النظام الذي فقد البوصلة ، وفقد رأس الخيط لمعالجة قضية الصحراء ، التي أصبحت اكبر منه ، بسبب التيه ، وبسبب الخبط خبط عشواء . وبسبب التجريب ، واشده الانفعالات المتلاحقة والمسترسلة ، التي يريد ان يغطي بها عن ضعفه ، والهروب الى الامام ليعطل الحسم الذي سيكون مضرا به .. خاصة وانه ادرك منذ وقت بعيد ، انه اصبح معزولا دوليا ، والعزلة الدولية تشهد عليها مواقف المجتمع الدولي ، مجلس الامن ، الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحاد الافريقي الذي تعتبر الجمهورية الصحراوية جزءا أساسيا من دوله ، التي ساهمت في تحرير القانون الأساسي للاتحاد ، الذي اعترف به النظام السلطاني العلوي صاغرا ، خاصة وهو يؤدي قسم الانضمام الى الاتحاد ، امام رئيسة الجلسة التي تنتمي الى الجمهورية الصحراوية .. والاتحاد الأوربي الذي رفض اعتراف Trump المقلب بمغربية الصحراء ... فالاتحاد الأوربي ، وواشنطن ، رغم انهم على ادراك تام ، من ان ضياع الصحراء ، يعني السقوط الحتمي للنظام العلوي . فهم يشددون على حل الاستفتاء وتقرير المصير الذي نتيجته ستتجاوز 99 في المائة ضد أطروحة مغربية الصحراء . ومع ذلك لا يعنيهم مستقبل النظام المغربي الذي قدم خدمات أساسية وخطيرة للغرب ، اثناء الحرب الباردة .. فبقاء او نهاهة النظام المغربي لم تعد تعنيهم في شيء .. زائد ناقص ..
عندما قرر النظام العلوي السلطاني الانضمام الى الاتحاد الافريقي ، والدعوة تتعلق بطلب الانضمام ، ولا علاقة لها بالعودة التي روج لها النظام ، ليغطي عن هزيمته عندما عاد صاغرا ، وهو يؤدي قسم ويمين الانضمام ، امام رئيسة صحراوية .. فذلك لان منظمة الوحدة الافريقية OUA التي انسحب منها النظام المغربي في سنة 1984 ، كان قد تم حلها ، ولم تعد موجودة ، وتم انشاء محلها اتحاد جديد ، هو الاتحاد الافريقي . فالدعوة تتعلق بانضمام ، ولا تتعلق بعودة .
هنا ولتحقيق انضمام النظام للاتحاد ، كان ملزما باحترام القانون الأساسي للاتحاد الافريقي . ورغم محاولة النظام التملص من هذا الاحترام ، الذي من أساسه ، الاعتراف الصريح بالقانون الأساسي للاتحاد . فقد فشل ، واضطر صاغرا الى الاعتراف بقانون الاتحاد ، الذي ينص وبصريح العبارة ، على ان اية دولة تريد الانضمام الى الاتحاد ، وتصبح عضوا فيه ، عليها ان تعترف بالقانون الأساسي للاتحاد ، الذي ينص على الزامية اعتراف العضو الجديد ، بالدول التي تكون الاتحاد ، والاعتراف بالحدود الموروثة عن الاستعمار .. وقد دفع النظام برلمانا مزورا ، ومن دون حكومة ، للتصويت على قانون الاتحاد ، لتحميل المسؤولية عن هذا الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، الى ( الشعب ) ، ليتملص النظام من شر افعاله .. لكنه للأسف تناسى ، انّ الانتخابات التشريعية هي انتخابات السلطان ، والبرلمان هو برلمانه ، الذي يوجهه من خلال الامر اليومي الذي يلقيه عليه ، في خطاب افتتاح دورة الخريف التشريعية .. أي ان المسؤولية عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، يتحملها السلطان محمد السادس شخصيا ، لا غيره .. لان ما قام به هو ضرب لخطاب محمد الخامس من طنجة في سنة 1957 ، وخطاب محاميد الغزلان في سنة 1958 ، وضرب لمواقف الحسن الثاني الذي رفض حل الحكم الذاتي ، الذي سيجعل منه كما قال ، ملكا على جمهورية صحراوية ، وضربا للمسيرة ولقسمها ، وضربا لجيش التحرير الذي تعرض لغدر وخيانة " المكنسة / الشطابة / إيكوفيون " ، وضرب لشهداء الجيش الذين سقطوا في الصحراء ، وتم دفنهم في مقابر جماعية ، وتركوا عائلاتهم ، وابناءهم يتدورن الفقر ، والحاجة ، واليوم سيتدورن الجوع كغيرهم من المغاربة ..
فماذا حقق النظام السلطاني العلوي من هذه الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، من خلال الاعتراف بالقانون الأساسي للاتحاد ، والاعتراف بالحدود الموروثة عن الاستعمار .. لا شيء .. بل ان هذا الاعتراف السلطاني العلوي ، هو اعتراف زائد بجزائرية الصحراء الشرقية . واعتراف بعدم مغربية الصحراء .لأنه لا يمكن الجمع بين عدم بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية كما يردد النظام في خطاباته ، وبين الاعتراف بها صراحة عندما نشر اعترافه بالجريدة الرسمية للدول العلوية في يناير 2017 عدد : 6539 .
بل ان الاعتراف بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، هو اعتراف من النظام السلطاني العلوي بأسبنة سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية .. وهو ما اشارت له الزيارة الخاطفة لهما من قبل Pedro Sanchez ، وتصريحه على جواب صحفي عندما قال ومن داخل المغرب . ان سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية هي اسبانية ..
اذن كيف للنظام ان يستمر يكذب على الرعايا ، حين يصف الجمهورية الصحراوية بالوهمية ، ويصف الجبهة بالمنظمة الإرهابية ، وهو ومن دون استشارة الشعب ، اعترف صراحة بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، ونشر اعترافه في جريدته الرسمية عدد 6539 ..
اذا كان النظام يصف الجمهورية الصحراوية بالوهمية ، وهو هنا يكذب على الرعايا . فكيف يفسر الجلوس معها بالاتحاد الافريقي ، وجلوسه معها كما حصل مؤخرا بالعاصمة " الغنية ملابو " ، حيث كان يقف رئيس الجمهورية الوهمية كما يسميها النظام ، ومن وراءه وزير خارجية النظام ناصر بوريطة الخجول والحَنْقوزْ .. وهو الذي جلس كالتلميذ المهذب امام وزير خارجية فرنسا ، الذي كان يبدو من طريقة جلسته ، كأنه يستنطقه ..
وكيف يفسر النظام العلوي السلطاني ، حضور السلطان محمد السادس شخصيا ، الى جانب الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، ورئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي التي يصفها امام الرعايا بالوهمية ، وبحضور رؤساء دول ، وبحضور الوزير الأول الجزائري أويحيى الذي كان ينتشي بهذا الحضور لإبراهيم غالي ، ولمحمد السادس في حضرة Emanuel Macron ..
وكيف يفسر النظام السلطاني العلوي ، حضوره الى جانب حضور الجمهورية الصحراوية الوهمية ، في اللقاء الذي جمع الاتحاد الافريقي ، والاتحاد الأوربي ، بعاصمة هذا الاتحاد Bruxelles ، حيث كانت راية وعلم الجمهورية الصحراوية يرفرف عاليا ، الى جانب راية الدول السلطانية العلوية في سماء Bruxelles ... فهل حضور الدولة السلطانية العلوية لقاء Bruxelles ، كان حضورا مع جمهورية وهمية كما يريد ان يقنع الرعايا ، ام كان حضورا مع دولة ذات سيادة ، اعترف بها النظام السلطان العلوي قبل دخوله ، ومن اجل اكتسابه العضوية بالاتحاد الافريقي في يناير 2017 ...
ثم اذا كانت الجمهورية الصحراوية جمهورية وهمية ، فكيف يفسر اعتراف موريتانية بها ، واعتراف العديد من الدول التي تتبادل معها دبلوماسيين ...
لقد أضاع النظام السلطاني العلوي الصحراء ، التي حلها سيكون خلال السنتين القادمتين ، وربما اقل بكثير اذا حصل فراغ في الحكم ، وتطورت الأوضاع في الداخل مع حصول الفراغ ، ومع تطور الحرب التي تدور اليوم في الصحراء ..
وأضاع سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية . لان اعتراف الحكومة الاسبانية العميقة بحل الحكم الذاتي ، لا يعني ان الصحراء أصبحت مغربية ، وان النظام اضحى في منجى من الاخطار التي تهدده من الصحراء . لان السؤال . هل من شأن الاعتراف الاسباني ان يغير من موقف الاتحاد الأوربي المعادي لمغربية الصحراء ، ورفض اعتراف Trump بها .. وهل من شأن الاعتراف الاسباني ان يؤثر على قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ..
لقد اعترفت الحكومة الاسبانية العميقة بحل الحكم الذاتي .. لكن يجب ان يقبل به الطرف الذي يعنيه الذي هو جبهة البوليساريو ، والنظام الجزائري .. وعند رفض هؤلاء لهذا الحل المرفوض دوليا ، يستحيل تنزيل الحكم الذاتي ولو بإرادة الأمم المتحدة ..
الدولة السلطانية العلوية تعترف بالجمهورية الصحراوية كدولة ، وهي التي اعترفت بها في يناير 2017 .. وتعترف بجبهة البوليساريو كحركة تحرير ، وهي التي تفاوضها كحركة تنازعها الصراء ..
ولو لم تكن الدولة السلطانية العلوية تعتبر جبهة البوليساريو حركة تحرير .هل كان لها ان تجالسها لتتفاوض معها مشكلة الصحراء ..
ولو كانت الدولة السلطانية العلوية ، تعتبر الجمهورية الصحراوية وهمية .. هل كان لها تجلس معها ورايتها الى جانب راية الجمهورية الصحراوية ترفرف في سماء عاصمة الاتحاد الأوربي Bruxelles ، ويخضع رئيسها لنفس البروتوكول التي خضعت الوفود الاوربية والافريقية ومن ضمنها وفد الدولة السلطانية العلوية ..
النظام في ورطة . ليس فقط خطر الصحراء من يتهدد وجوده . بل لقد انضاف الى خطر الصحراء ، خطر سبتة ومليلية ، والجزر الجعفرية ... وانضاف الى هذين الخطرين ، خطر الازمة البنيوية الاقتصادية والاجتماعية ، والجوع الذي يهدد الرعايا ...
المغرب الى اين ؟
الدولة البوليسية تحطم وتدمر . ولا تبني وتعمر .. فلابد من الحساب والمحاسبة .. ولا بد من المحاكمات . وقد قرب وقتها . لان أي شيء لا ولن يمر من دون إقرار الحساب ..

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات