أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - من له مصلحة في اشعال الحرب بالمنطقة ؟















المزيد.....



من له مصلحة في اشعال الحرب بالمنطقة ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7271 - 2022 / 6 / 6 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل المنطقة مقبلة على حرب ؟ ومن له مصلحة في اشعالها ؟ وهل اذا اندلعت الحرب ستکون محدودة في الزمان والمكان ، ام انها ستكون مفتوحة ، وتشمل كل تراب الأنظمة المتحاربة ؟ .
واذا حصل واندلعت الحرب . هل من اشعلها هو من سيتحكم في توقيفها ، ام ان نتيجة الحرب هي من ستتحكم في ذلك ؟
منذ ان ستقلت الجزائر وبنت دولتها في سنة 1962 ، وهي والنظام المغربي في شنآن . خصومات كثيرة ، وتفاهمات قليلة كان يلفها طابع الاحتياط ، واليقظة ، والحيطة . ، لان كل نظام لا يثق في النظام الاخر . فالعلاقات في اصلها لم تكن طبيعية رغم مساحق التجميل التي زينت بها كذبا . ووصل الخلاف بين الطرفين درجة خطيرة عندما نشبت حرب الرمال في سنة 1963 . ورغم رأب الصدع ، وتوقف الحرب ، وظهور النظامين بالتصالح والمصالحة ، وبطي صفحة الحرب ، الاّ ان ارهاصات ومخلفات حرب الرمال ، وبسبب البعد الأيديولوجي الذي فرق بين النظامين ، ستعري من جديد على السطح ، الاختلافات العميقة والاستراتيجية بين النظامين ، لتصل حذ المواجهة العسكرية المباشرة في واقعة أمغلا ، ولتتطور مباشرة بعد هذه الواقعة ، الى حرب مفتوحة بين النظامين ، من جهة النظام المغربي ، ومن جهة النظام الجزائري الذي كان يخوض الحرب ضد النظام المغربي ، عن طريق وبواسطة جبهة البوليساريو . وهي الحرب التي دامت ستة عشر سنة ، و لم يوضع لها حد الاّ بالمقلب الفخ الذي سقطت فيه الجبهة ، ومعها النظام الجزائري الذي كان يقف وراءها ، عندما تم التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار في سنة 1991 ، وتحت اشراف الأمم المتحدة التي ضمنت نتائجه ، لكنها تخلت عنه من خلال مواقف متناقضة ، تبدو انها تصب في صالح الطرفين المتنازعين ، في حين انها لم تكن تصب في مصلحة أي كان منهما . بل كانت تصب في المصالح الجيو/استراتيجية للدول الماسكة بحق الفيتو بمجلس الامن ، وحلفاءهم الأقوياء بالاتحاد الأوربي . وهي مواقف غير ثابتة ومتناقضة ، الامر الذي زاد في استفحال الازمة لتصل الى سبعة وأربعين سنة ، ولا تزال آخذة لها مسارا يضرب في الصميم أطروحة مغربية الصحراء ، ويجهض سبعة وأربعين سنة من الاحتفاظ بالصحراء التي تبدو اليوم مهددة بالانفصال .
ومنذ حوالي ثلاثين سنة التي خيمت فيها حالة لا حرب ولا سلم بالمنطقة ، تعود لغة المدفعية من جديد الى الساحة بعد واقعة الگرگرات في 13 نونبر 2020 ، والحرب لا تزال متواصلة . لكن ليس بنفس الحدة والقوة التي كانت قبل اتفاق 1991 .
العديد من المهتمين بشؤون المنطقة ، يعتقدون ان بوادر اندلاع حرب بين النظامين المغربي والجزائري متوفرة . ويجمعون على ان من يبحث عنها ، هو النظام الجزائري لمحو عقدة لا تزال تؤلمه ، هي نتائج حرب الرمال في سنة 1963 ، التي انْ نحن قيّمنا نتائجها لخلصنا ان الجزائر من ربحتها . لان الصحراء الشرقية التي كانت سبب اندلاعها ظلت جزائرية ، والاتفاقيات المبرمة بين النظامين المغربي والجزائري ، لاستغلال مشترك لثروات المنطقة المتنازع عليها ، رمت بها الجزائر في المزبلة . بل ان الانتصار الجزائري في تلك الحرب ، سيتبلور جليا عندما اعترف النظام المغربي بجزائرية الصحراء الشرقية ، ووقع شهادة الاعتراف بالحدود في سنة 1971 ، واكدها دستوريا عندما دفع ببرلمان مزور الى التصويت لصالح اتفاقية الحدود ، التي كرست بالمطلق الاعتراف المغربي بالحدود التي اعترف بها النظامان بعد التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود . بل ان انتصار النظام الجزائري في حرب الرمال في سنة 1963 ، سيؤكده صراحة اعتراف نظام محمد السادس بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، عندما وقع على القانون الأساسي للاتحاد الافريقي في 31 يناير 2017 ، ليصبح عضوا بالاتحاد .
ان هذا الاعتراف الذي تم نشره بالجريدة الرسمية للدولة السلطانية العلوية في يناير 2017 : عدد 6539 ، هو تأكيد اخر من النظام المغربي بالاعتراف بجزائرية الصحراء الشرقية ، وبأسبنة سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية التي اكدها مؤخرا وزير الخارجية الاسباني José Manuel Albares ، عندما قال . ان المغرب ، وهو يقصد النظام السلطاني ، اعترف باسبنة مدينة سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية ، رغم ان هذا الاعتراف غير مكتوب . لكن الشيء الذي يجب إدراكه بعد ثبوت جريمة التجسس على هاتف Pedro Sanchez ، ان ما دار من محادثات مع مسؤولي النظام المغربي ، سيكون مسجلا بآلة تسجيل صُغيّرة minutieuses ، لاستعمال الاعترافات عندما يجد الجد ، وعند الحاجة .. كما اكدتها الزيارة الخاطفة ل Pedro Sanchez للثغور المحتلة قبل وطئ قدمه المغرب ، وتصريحه الذي اكد فيه ، ومن المغرب أسبنة مليلية ، وسبتة ، والجزر الجعفرية .. هو نتيجة منطقية لاعتراف النظام المغربي بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في 31 يناير 2017 ..
كل هذا حصل من دون مراجعة ( الشعب ) الرعايا المغاربة ، باستفتاء شعبي يحدد فيه ( الشعب ) الرعايا ، موقفه الصريح من خرجات النظام بحق التراب المغربي ، وبحق الأرض المغربية . بل حتى عندما طرح النظام المغربي حل الحكم الذاتي ، لطي النزاع حفاظا على وجوده الذي تهدده الصحراء ، فهو لم يستشر ( الشعب ) الرعايا لتحديد المسؤولية على ضوء نتائج الاستفتاء في ما لو تم تنظيمه . وبما ان النظام يتصرف بمفرده ، ومن دون الرجوع الى الشعب في الاستشارات . اكيد هكذا ستكون النتائج التي تبرر الوضع الخطير دوليا التي أصبحت عليه الصحراء ..
رغم الضم النهائي للجزائر للصحراء الشرقية ، باعتراف النظام المغربي بهذا الضم / التنازل عن الأرض المغربية ، فان مشكل الصحراء لا يزال مطروحا امميا ، كما كان قبل سنة 1975 . وبالرجوع الى كل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، منذ القرار 1514 الصادر في سنة 1960 ، وقرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 ، ودون اغفال قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 16 أكتوبر 1975 ، والى الان ، سنجد ان مشكل الصحراء يتم التعامل معه كأراضي مستعمرة ليست مستقلة ، وان حل النزاع لا يكون الا باعتماد القرارات والمشروعية الدولية ، والتي تعني صراحة الاستفتاء وتقرير المصير . وزاد تأكيدا لهذا الوضع المضر بأطروحة مغربية الصحراء ، موقف الاتحاد الأوربي ، وموقف محكمته ، محكمة العدل الاوربية ، وموقف الاتحاد الافريقي . والتعامل مع الجمهورية الصحراوية كدولة كاملة الذات والسيادة . وهذا يفسره حضورها لقاء Bruxelles بين الاتحاد الأوربي والاتحاد الافريقي ، ويفسره نفس اللقاء بين الاتحادين ، وبحضرة الرئيس Emanuel Macron الذي كان يقف جنبا الى جنب مع السلطان محمد السادس ، ورئيس الجمهورية الصحراوية إبراهيم غالي .. وما يثير التساؤلات الخطيرة . هل حقا ان واشنطن ، والاتحاد الأوربي ، هم مع حل الاستفتاء وتقرير المصير ، كما يدفعون بذلك من خلال الدول التي تمتلك حق الفيتو بمجلس الامن ، ام ان الدعوة الى الاستفتاء هي شكلية للتمويه ، ولجرجرة النزاع بعض الوقت الضائع . لان الحقيقة الساطعة للعيان ان الاتحاد الأوربي ، وواشنطن ، وروسيا ، والصين ... شأن الاتحاد الافريقي يعترفون ماديا بالجمهورية الصحراوية ، وهو الاعتراف الذي تؤكده قرارات ، وتصرفات ، وممارسات ليس لها من تفسير اخر ، غير الاعتراف المادي المؤجل لساعة النضج التي اقتربت كثيرا . وهنا . كيف لهؤلاء الاّ يتصرفوا مع الكيان الصحراوي كدولة ذات سيادة وقائمة الذات ، والنظام المغربي الطرف الرئيسي في الصراع ، اعترف بها صراحة في 31 يناير 2017 ، ونشر اعترافه بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 . بل ان النظام المغربي الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية والمرتبك ، يعرف ويعلم ان الاوربيين والامريكيين ، من خلال خرجاتهم ، وتصرفاتهم ، ومواقفهم ، يعترفون صراحة بالجمهورية الصحراوية ، التي ستطرق ابوب العضوية بالأمم المتحدة ، وستنالها خلال السنتين القادمتين ، اللتين ستعرفان نهاية حاسمة للصراع الذي دام سبعة وأربعين سنة خلت .
عندما اعترف النظام السلطاني العلوي بجزائرية الصحراء الشرقية في سنة 1971 ، لم يكن يتوقع طرح قضية الصحراء بتلك الحدة ، التي كادت ان تسبب في سقوط النظام . لكن ان ينتظر أربعة عشر سنة ، ليدفع برلمانا مزورا للتصديق على اتفاقية الحدود ، التي كان النظام الجزائري ينتظرها لإضفاء طابع المشروعية على اتفاق 1971 . أي حتى 1994 ، والصحراء الغربية دخلت عنق الزجاجة ، لان النظام الجزائري كان ينتظر ان يعترف له النظام المغربي بجزائرية الصحراء الشرقية اعتراف دولة ، لا فقط اعتراف السلطة التنفيذية التي وقعت اتفاق 1971 ، مقابل ان تعترف له بمغربية الصحراء الغربية .. وهو الاعتراف الذي جاء جد متأخر ، لان النظام الجزائري كان يرى في عدم تصديق البرلمان المغربي على الاتفاق ، هو مناورة محبوكة من قبل النظام المغربي بالنسبة للصحراء الشرقية ، التي ما نسي ، ولا فرط في مغربيتها .. وبما ان الصحراء دخلت عنق الزجاجة امميا ، والحرب على اشدها لمدة ستة عشر سنة .. يكون النظام الجزائري قد احكم الطوق على النظام المغربي منافسه الاول بالمنطقة ، وتكون الجزائر قد وجدت الفرصة مواتية للتهرب من التزاماتها عند التوقيع على اتفاق الحدود .. وباسم المشروعية الدولية التي وجدت فيها الجزائر ضالتها و متنفسها الأول ، لتصفية حساباتها الضيقة مع النظام المغربي ، تعمدت وتظاهرت بالحياد في نزاع الصحراء ، واصبح الوضع امميا الخارج عن قبضة النظام المغربي ، في متناول النظام الجزائري الذي وجد في نزاع الصحراء الذي يقف وراءه ، ضالته المنشودة في الاستفراد بالمنطقة ..
الآن السؤال الرئيسي الذي يجب ان نطرحه . اين تسير المنطقة بعد ان نجح النظام الجزائري في تأمين اعتراف النظام المغربي بجزائرية الشرقية ، الذي زاد من تأكيده عندما اعترف النظام المغربي بالقانون الأساسي للاتحاد الافريقي ، الذي هو اعتراف صريح بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار . وبكل وقاحة معهودة ، نشر اعترافه هذا بالجريدة الرسمية للدولة العلوية السلطانية في 31 يناير 2017 عدد : 6539 ؟ ...
وبعد ان نجح النظام الجزائري الذي يقف وراء نزاع الصحراء المفتعل ، في تدويل النزاع ، وحصره بيد الأمم المتحدة ، من قرارات مجلس الامن ، الى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة .. بل واستعانته بالمواقف التي يتخذها الاتحاد الأوربي ، ومؤسساته كمحكمة العدل الاوربية من الوضع القانوني لنزاع الصحراء الغربية . دون ان ننسى الاتحاد الافريقي الذي نال النظام المغربي عضويته ، بعد الموافقة على قانونه الأساسي الذي ساهمت في تحريره الجمهورية الصحراوية ، التي عجز النظام المغربي من طرها من الاتحاد الذي تلتصق دوله بها ، رغم الرشاوى التي تم دفعها في شكل استثمارات بالعديد من الدول الافريقية كإثيوبيا ..
الان النزاع الى اين والصحراء الى اين ؟
الصراع بين النظام العلوي السلطاني المغربي ، وبين النظام العسكري الجزائري ، لم يعد صراع حدود تقليدية . أي ان الصراع في حد ذاته لم يعد تقليديا ، لان النظام المغربي وضع حدا لنهايته ، عندما وقع اتفاق الحدود في سنة 1971 ، وعندما صادق برلمان السلطان على الاتفاق في سنة 1994 . أي بعد مرور ثلاثة عشر سنة ، لتصبح المعاهدة معاهدة دولة ترسل نسخة منها الى الأمم المتحدة .
لكن الصراع اليوم اخذ له واجهات واشكال ، قد تبدو متجاوبة مع المشروعية الدولية ، لكنها مشروعية مغشوشة تمسك بقشور النزاع ، وتتغاضى الحقيقة التي يعكسها التاريخ ، وتعكسها الجغرافية ، ويعكسها الشعب . لان السؤال هنا . قبل احتلال اسبانية للصحراء ، في خضم تجزئة الدولة واستعمارها من قبل الدول الكبرى . كيف كان الوضع القانوني للصحراء . ما هو النظام السياسي الذي كان يحكمها . هل كان النظام نظاما جمهوريا ، ام ان الصحراء كانت تابعة وخاضعة بواسطة عقد البيعة للسلاطين العلويين . هل كان للصحراويين رايتهم الخاصة بهم ، ام انهم كانوا يرفعون الراية المغربية في المناسبات الوطنية . هل كان للصحراويين عملة .. وأين كانت الجزائري حتى سنة 1960 ، التي اتخذت فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 1514 . وأين كانت في تلك الحقبة جبهة البوليساريو التي تأسست في سنة 1973 .. وأين كانت الجمهورية الصحراوية التي تأسست في سنة 1976 .
الصراع بالمنطقة بين النظامين المغربي العلوي السلطاني ، ونظام العسكر الجزائري ، لم يعد صراع حدود كما يسوق كذبا لذلك . ولو كان الصراع صراع حدود ، لما تنازل السلطان العلوي الحسن الثاني عن مغربية الصحراء الشرقية للجزائر ، لتصبح الصحراء الشرقية الجزائرية ، رغم انه خاض من اجلها حرب الرمال في سنة 1963 . ولو كان الصراع صراع حدود . هل كان النظام العلوي السلطاني ان يتنازل على استقلال موريتانية بعد ان رفضه لسنوات . ولو كان الصراع صراع حدود . هل كان للسلطان محمد السادس ان يوقع شخصيا ظهير الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في 31 يناير 2017 ؟
وكيف نفسر تصريح وزير الخارجية الاسباني José Manuel Albares مصرحا مؤخرا عندما قال . ان المغرب ، وهو يقصد النظام المغربي ، وليس الرعايا ( الشعب ) الغائبة والمغيبة قهرا ، يعترف بأسبنة سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية ، وهو نفس الشيء أكده Pedro Sanchez ومن داخل القصر السلطاني ، وبحضرة السلطان المعظم ظل الله في ارضه محمد السادس ؟ .
الصراع بالمنطقة هو صراع وجود . وجود نظامين يتنافسان القوة للسيطرة على المنطقة ، ومنها السيطرة على الثروة ، والجاه ، والنفود .. وعندما نجزم بصراع الوجود ، فمعنى هذا ان اصل الصراع ، هو في إزاحة واسقاط النظام المقابل . لان بسقوط نظام ، سيترتب عنه سقوط دولة ، وتفتيت تراب الدولة .
فما دام ان الصراع هو صراع وجود ، اكثر منه صراع حدود ، الذي تتخذه الأنظمة كمطية لإدارة الصراع ، للسيطرة على المنطقة . فالسؤال . هل يقبل نظام من الأنظمة بالهزيمة ، التي تعني اسقاطه ، واسقاط دولته ، ومن ثم تفتيت ترابه ليتقاسم كتركة رجل مريض .
اعتقد ان السؤال الذي يحمل همّا خطيرا ، سوف يدفع بالنظام الذي قد يتأكد انه سينهزم ، الى الاقدام على مغامرة خطيرة تتجاوز الحدود ، لتبعثر الأوراق ، وتخلط الأوضاع بمسميات شتى ، أهمها اصباغ الصراع بطابع الوطنية الشوفينية ، التي سيذوب فيها النظام اللاّوطني ، ليصبح وطنيا . ومن ثم عوض تقديم الحساب ، وتنظيم المحاكمات عن الفشل والهزيمة ، سيتحول النظام بقدرة قادر ليصبح المدافع الأول عن الأرض التي فرط فيها .. والمدافع عن الشعب الذي يجوعه ويقمعه . ويستوي هنا النظام المغربي ، ونظام العسكر الجزائري الذي لا يهمه من الجمهورية الصحراوية ، غير وصول جزمات جيشه مياه المحيط الأطلسي ، بعد ان يكون نجح في اسقاط النظام المغربي ، ونجح في بتر الصحراء عن المغرب ، ونجح في تفتيت المغرب الى دويلات صغيرة ، كالجمهورية الريفية التي تنتظر الإعلان ، بتشجيع عسكر الجزائر ..
وحتى نكون في مستوى الخطر الذي ينتظر المنطقة ، بسبب صراع الوجود بين النظامين العدوين السلطاني العلوي ، والعسكر الجزائري .. فان النظام الذي سيكون مقتنعا بحتمية سقوطه . النظام العلوي اذا أضاع الصحراء . او نظام عسكر الجزائري اذا فشل في اسقاط النظام العلوي السلطاني ، سيقامر بورقة الحرب التي سيشنها ، لإفشال مخطط النظام العدو ، ومن ثم بعثرة الأوراق ، بدفع المنتظم الدولي الى نسيان موضوع الصحراء ، ربما لسنوات . والانكباب على الحرب التي قد تدوم سنوات . فأي نظام اذا اقتنع انه ساقط لا محالة ، فلن يبقى له من فرصة لتجنب الخطر الذي هو اسقاطه ، واسقاط دولته ، وتفتيت ترابه ، سوى الحرب من اجل الحرب ، حتى يبقى النظام الذي اشعل الحرب في مكانه ، ينهب ، ويسرق ، ويجوع الشعب ، ويفقره ، ويعذبه .. فالدخول في حرب ستكون طويلة ومكلفة ، اهون لنظام من الأنظمة اذا تأكد جازما من حتمية سقوطه .
وبما ان النظام الجزائري يخوض حربه منذ استقلال الجزائر في سنة 1962 ، ضد النظام العلوي الذي كان يعتبره مهددا ل ( ثورته ) ، وهي الحرب التي كانت حرب الرمال مسرحا لها . واعيدت المواجهة العسكرية في واقعة أمغلا ، واستمرت لمدة ستة عشر سنة حتى سنة 1991 ، التي تم فيها توقيع اتفاق وقف اطلاق النار . ومنذ 13 نونبر 2020 عادت لغة المدافع لتكسر صمت القبور الذي ساد المنطقة ، لا حرب ولا سلم ، التي دامت ثلاثين سنة من النوم العميق ... دون ان ننسى الحرب الالكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، والحرب السياسية والدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة ، والمنتديات الدولية . وهي معركة قوية لا تزال متواصلة ..
وبما ان النظام المغربي من جانبه يواجه النظام الجزائري بنفس أسلحته ، وربما ادق منها ، حين بدأ يطرح إشكالية جمهورية القبائل البربرية ، ويدعو الى نصرتها بدعوى الحق في تقرير مصير شعب القبايل ، واستوعب المعارضة الجزائرية التي فتح لها كل الإمكانيات ، في مواجهتها النظام الجزائري ، مثل ما فعل النظام الجزائري مع الخونة المغاربة الذي يطبلون له بمناسبة او غير مناسبة ، ويعارضون مغربية الصحراء نكاية في النظام العلوي ..
يبقى لنا ان نطرح سؤال الساعة . هل يستحق نظام من الأنظمة للبقاء يفترس ، وينهب ، ويسرق ، ويراكم الثروات بشكل خسيس وخبيث .. تدمير الشعب المدمر ، وتدمير البلد المدمر أصلا .. فهل من المنطقي اشعال حرب ، سيكون ضحيتها الشعبين المغربي والجزائري ، وسيكون ضحيتها المغرب والجزائر ، في سبيل بقاء النظامين السلطاني العلوي المغربي ، ونظام العسكر الجزائري . وهما معا الد أعداء الشعبين المغربي والجزائري . فهل يستحق ان تموت الشعوب ، وتدمر الأوطان ، في سبيل بقاء نظامين دكتاتورين ، مستبدين ، وطاغيين ، وناهبين ، واعداء مخلصين للديمقراطية ، وللأنظمة الديمقراطية .
اذا عدنا الى ارجاع اصل الصراع بين النظامين العلوي السلطاني ، ونظام العسكر الجزائري ، الى ما قبل حرب الرمال . وكيف اصبح مشكل الصحراء سببا في تغدية الاختلافات ، وتعميق الصراع الذي لا يزال متواصلا ، وبأشكال ، وأدوات شتى ومتنوعة .. سيصبح المشكل في النّهاية لحرب الصحراء ، وفي نوع النهاية التي سيصلها نزاع الصحراء ، الذي طغى عليه المدّ الاممي ، الذي يوجهه ويسيره كما يريد خصوم وحدة الدول ، ووحدة الشعوب ، بقايا تركة " سايس بيكو " . لا كما تريد الشعوب ضحية هذه المؤامرة المحبوكة .. كما تلعب بطرق خبيثة للتمويه بأدوات الديمقراطية ، وحق تقرير المصير ، والاستفتاءات التي لا علاقة لها من حقيقة نصوص الأمم المتحدة ، من كل هذا الحقوق التي يتلاعب بها لعبة الأطفال الصغار ..
ان ما تجهله بعض الأنظمة ، وعلى راسها النظام العلوي المغربي ، ونظام العسكر الجزائري . انهما لا يزالان يعتقدان بالتضامن الأيديولوجي .. والحال ان عصر الأيديولوجيات قد ولى ، وحل محله عصر المصالح الاقتصادية .. فالنظام المغربي اليوم ، وبالمعايير المصلحية المستعملة ، لم يعد حليفا للغرب الرأسمالي . لأنه يوظف من قبل الغرب كقن ، وخادم ، وعبد ينفد التعليمات ، ويحافظ على المصالح الغربية ، وليست مصالح الشعب المغربي المقبورة في هذا الوضع اللاّمتكافئ . بل ان وضعه الذي شغله طيلة الحرب الباردة قد ولى ، وأصبحت قوانين جديدة ، ومعطيات جديدة تحكم العلاقات الدولية . وهو ما لم يفهمه النظام المغربي ، الذي ظل يردد شعارات لم يعد احد من الغربيين يؤمن بها . بل يستهزئ بها ، كاعتراف العلويين بأمريكا . او مواجهة المنظومة ( الاشتراكية ) التي تلاشت ولم تعد ..
كذلك فالنظام الجزائري حين يتعامل مع روسيا ، فهو يتفاعل أيديولوجيا ، في حين ان روسيا قطعت مع الأيديولوجيا ، واصبحت دولة نفعية ومصلحية ، كغيرها من الدول التي تسمى بالغربية . ان الصراع الدائر اليوم بالمنطقة ، ومنه حرب اكرانيا ، هي حرب مصالح ، وحرب دينية للكنسية الأرثدوكسية ، ضد الكنسية المسيحية ، خاصة في صورتها البروتستانية . ولم تعد المواجهة سببها أيديولوجيا كما كان الحال ابان الاتحاد السوفياتي . فحتى الصين اليوم تخوض حرب الاقتصاد ، والتجارة ، والمصالح ، ولا تخوض الحرب الأيديولوجية التي انتهت . ومن لا يزال يظن ، ويعتقد بشيوعية واشتراكية الصين ، اكيد سيكون يعتقد بشيوعية ، واشتراكية حزب التقدم والاشتراكية .. فالنظام الجزائري حين يقتني الأسلحة الروسية ، فهو لا يزال يتعامل بمفهوم الحرب الباردة . ومن ثم فانه يستفيض فرحا حين يقدم تلك الأسلحة ، انها منافسة للأسلحة الغربية ، المزود بها جيش السلطان المغربي .. وكم تبلغ الشبهة درجة الاحتقار والاهانة ، حين رفض الرئيس الروسي فلادمير بوتين في احد اللقاءات الدولية ، مصافحة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، الذي هرول نحوه ذليلا خنوعا .. وهي نفس الإهانة عندما كان Trump يتهرب من لقاء محمد السادس ب La Floride ، واعتذار Obama ، و Ban Ki Moon ، و François Holland من استقبال محمد السادس ، بدعوى ان الاجندة لا تسمح بذلك . في حين ان الحقيقة كانت هي رفض الاستقبال .
من هنا نخلص الى ان الموقف الغربي من نزاع الصحراء ، الذي يغلفه بالقرارات الأممية ، وبالشرعية الدولية ، لم يعد يندرج ضمن التحالف ، او التضامن الأيديولوجي . لكن يستعمله كوسيلة لإعادة ما فشل في تحقيقه ، عندما انزلت فرنسا ظهيرها الفرنسي الذي سمته بالظهير البربري ، وهؤلاء الذين صدر الظهير المشؤوم باسمهم ، كانوا اول من حاربه ، وهم بريئين منه ..
فعندما تؤكد الحكومة الألمانية بناء على سؤال من الفريق اليساري بالبنودستاگ ( البرلمان الألماني ) ، انها مع المشروعية الدولة ، ومع القرارات الأممية في حل نزاع الصحراء .. وحين يؤكد الرئيس Emanuel Macron على دعمه لمغربية الصحراء ، عندما فتح ذكانا لحزبه بمدينة الداخلية ، ولم يفتح ، ولا فعلت أمريكا ، قنصلية بمدينة العيون ، او بالداخلة .. وهو هنا يتهكم على النظام المغربي الغبي .. وعندما يردد الوزير الأول الاسباني Pedro Sanchez ما أراده النظام المغربي ، بترديد جملة حل الحكم الذاتي . وكذلك فعل وهو يعلم ان هذا الاعتراف لن يغير شيئا من موقف الاتحاد الأوربي ، الذي تعبر اسبانية جزءا منه ، والمعادي لمغربية الصحراء .. وحين يؤكد Pedro Sanchez على أسبنة سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية ، ويؤكد هذا التحدي من قلب قصر السلطان العلوي .. وعندما اكد مؤخرا وزير الخارجية الاسباني السيد José Manuel Albares على ان النظام العلوي السلطاني اعترف بأسبنة سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية .. تكون ملامح ومعالم الموقف الأوربي والغربي من النظام المغربي ، جلية وواضحة . أي ان النظام المغربي لم يعد يحظى بمكانة ، ولا باهتمام او عناية ، من قبل من يعتبرهم حلفاءه الغربيين .. والنظام المغربي الذي استشعر العزلة الاوربية ، والأمريكية ، والدولية ، في ملف الصحراء ، وفي ملف الديمقراطية وحقوق الانسان .. ادرك حجم مكانته الصغيرة في المعادلة الغربية . فحين يقتنع الاوربيون بان فصل الصحراء عن المغرب ، يعني حتمية سقوط النظام . ومع ذلك يستمر الاتحاد الأوربي ، ومعه واشنطن ، والدول الكبرى ، كروسيا ، والصين ، وكندا .. يؤيدون الاستفتاء وتقرير المصير ، ويرفضون حل الحكم الذاتي ، كما رفضوا اعتراف Trump المقلب بمغربية الصحراء .. فهذا ليس لم من تفسير غير ان الغربيين لم يعودوا يطيقون نظام محمد السادس ، وانه لا يعنيهم في شيء اسقاط النظام الملكي السلطاني ، اذا كان السقوط ستنجم عنه دويلات قزمية ، تفتت المفتت ، وتزيد في اضعاف الضعيف ..
ان نسبة الخطر المهددة للنظام المغربي ، هي ارجح واقوى من تلك التي تهدد النظام الجزائري . لان التكالب على ملف الصحراء هو اممي ، وليس فقط إقليمي جغرافي ...
من هنا فان النظام المغربي الذي يلعب أوراقه الأخيرة ، سوف لن يتعطل او يتأخر، عن السبق في الرد قبل ان يجرفه السيل ، ويستمر النظام الجزائري عدوه الأول والرئيسي .. ليتربع على عرش المنطقة .. فعند شعور النظام المغربي بحتمية السقوط ، او بهول وحجم الضربة التي تنتظره . والواقف وراء كل هذا المشاكل التي ارقته ، وارقت مضجعه ، هو النظام الجزائري .. اكيد هنا . انتظار ان يتحول النظام المغربي ، الى حيوان مجروح ، سيضرب في جميع الجهات التي تتواجد بها قوات العدو .
النظام المغربي الذي يعرف ان وجوده مرتبط ببقاء الصحراء تحت سيادته . هل سينتظر النظام الجزائري المتخفي وراء الأمم المتحدة ، ووراء مواقف الاتحادات القارية ، كالأوربية والافريقية ، انْ يحكم الطوق على عنقه ليخنقه .. وينهي وجوده ..
كذلك اذا تأكد النظام الجزائري ، باستحالة فصل الصحراء عن المغرب غايته الأساسية ، وتأكد من حسم الصراع لصالح النظام المغربي ، حيث ستصبح المحاسبة والمسائلة للنظام ، شعبية جزائرية عن ضياع سبعة وأربعين سنة في التيه ، وفي تبذير ثروة الشعب ، وهذا يعني ان رأس النظام سيصبح مطلوبا.. سينتظر حتى يجرفه السيل لينعم عدوه الأساسي النظام المغربي بالمنطقة كما يعتقد ذلك ..
ومرة أخرى والى الان ، تبدو الحرب مستبعدة . لكن هذا لا يعني انها غير محتملة . الحرب تطل من الشقوق ، ومن ثقب البيوت . وكلا النظامين يمكن ان يلجأ لها لخلط الأوراق ، اذا تيقن بحتمية ضياع مشروعه ، ومنه بحتمية سقوطه . والحرب لن تكون حرب تحرير ، رغم لبوسها لباس الوطنية الشوفينية . لكنها ستكون حرب أنظمة سياسية عدوة لبعضها البعض بالمنطقة ، للسيطرة عليها .
فأيُّ من النظامين سيجد ان شن الحرب ، ومهما كلفت من الخسائر، أهون له من فقدان عرشه ، او كرسي حكمه . فالهزيمة تعني سقوط النظام الذي انهزم . فهل النظام المغربي ، ولا النظام الجزائري سيقبلان سقوط انظمتهما ، دون اللجوء الى ما يجنب هذا السقوط .
ان ظهور بوادر الهزيمة ، خاصة انحياز المجتمع الدولي ، مجلس الامن ، الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الاتحادات القارية من الاتحاد الأوربي ، الى الاتحاد الافريقي ، الى المؤسسات كمحكمة العدل الاوربية .. سيحكم على مستقبل الصحراء بالانفصال خلال السنتين القادمتين . فهل عند تأكيد النظام المغربي بهذا الأسوء المنتظر ، سيجلس القرفصاء ، والنظام الجزائري عدوه الرئيسي ، ينتشي بهذا النصر الذي سيكون من صنع الأمم المتحدة ، حيث سيتظاهر ان لا دخل له فيه .. وهو الطرف الرئيسي الذي لم يكن ابدا محايدا .
واذا كان النظام الجزائري يعتقد بالحرب الخاطفة ، لاعتقاده بامتلاكه لأسلحة روسية متطورة ، وهي الأسلحة التي فضحتها الأسطورة الاكرانية . وانه ومن خلال قرارات الأمم المتحدة ، وقرارات الاتحاد الأوربي ، وواشنطن المعادية لمغربية الصحراء ، والتي قد تبدو في العديد من لغات تعبيرها ، انها تعترف صراحة بالجمهورية الصحراوية . وان هذا الوضع سيمكن النظام الجزائري من الحسم في ظرف جد وجيز .. سيكون مخطئا ، لان الحرب ان نشبت ، وستكون بتشجيع من الدوائر الصهيونية ، والامبريالية ، ستكون حرب تدمير ، ولن تكون بحرب تحرير. وان زمنها سيكون بيد الدول الكبرى التي لن تتدخل في حينه ، الاّ بعد ان تكون الحرب قد حققت مبتغاها ، الذي هو التدمير الكامل للبلدين ، والشعبين ، وليس للدولتين اللتين ستكونان بمنأى عن الحرب التي اشعلها احداهن . أي خلق شبيه التدمير والتخريب الإيراني العراقي ، في الحرب العبثية التي استمرت ثماني سنوات جحيم .
اما اذا كان النظام المغربي هو من سيقف وراء اشعال الحرب ، لتفادي وتجنب سقوطه اذا فرط في الصحراء ، ولو باسم المشروعية الدولية المغشوشة . فهو لن يدخلها بالضربة السريعة في الحسم . لان الوضع بالنسبة للنظام المغربي يختلف بالنسبة للنظام الجزائري .. فالنظام المغربي ستهدده قرارات مجلس الامن ، والجمعية العامة القادمة . كما يهدده موقف الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية الذي وصل حد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، التي اعترف بها النظام المغربي نفسه . لكنها ستكون حربا انْ اشعلها النظام المغربي ، حرب داعس والغبراء . ستعرف بمدة طولها الغير محدد ، نظرا لان طول الحرب التي سيكون منفوخا فيها صهيونيا ، وامبرياليا ، لان الغاية منها تدمير البلدين ، وتدمير الشعبين . ستخلط الأوراق ، وستحور ، وتغير نقاش واجتماعات الأمم المتحدة ، من بحث موضوع الصحراء المهدد بالانفصال المهدد لوجود النظام ، الى بحث الحرب المشتعلة ، وسبل معالجتها ، وليس توقيفها .. ومن غير المستبعد في هذه الحالة ان تدوم الحرب ، حتى اربع او خمس سنوات قادمة ..
اذن السؤال . هل يستحق تدمير المغرب والجزائر ، وتدمير الشعب المغربي والشعب الجزائري ، ليستمر النظامان الدكتاتوريان ، ينهبان ، ويفترسان ، ويفقران ، ويجوعان ، ويراكمان الثروة بالطرق غير المشروعة ، وتهريبها بطرق خبيثة احتيالية ، لتكديسها في الابناك الاوربية ، والملاذات الامنة ..
هل من المعقول ان يتم تدمير المغرب والجزائر ، وتدمير الشعبين المقهورين المُجوّعين ، المغربي والجزائري ، لكي يستمر النظامان العدوان الرئيسيان للمغرب والجزائر ، والكارهان والعدوان للشعبين المغربي والجزائري . لكي يستمر النظامان كما كانا من قبل يغتنيان الغنى غير المشروع ، ويفقران ، ويجوعان الشعبين المحرومين من ابسط الحقوق الدونية التي تتمتع بها شعوب الدول الديمقراطية ..
ان على أي نظام من النظامين المتصارعين ، اخذ الحيطة والحذر ، لكي لا يسقط في المقلب والفخ المعد لتغيير الوضع وخلط الأوراق .. وعلى كلا النظامين تجنب المواجهة ، بالتراجع عن مخاطر مواقع الاحتكاك ، الذي قد تمكن من تسهيل اشعال اية حرب .. وعليه الالتصاق واللجوء الى الأمم المتحدة ، والى المحكمة الجنائية الدولية ، للنظر في الاعتداء المسلط عليه . أي تفويت فرصة اقراع الحرب للالتفاف على الأوضاع ..
وعلى الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري رفض الحرب ، تحت اية ذريعة كانت ، او مسمى او تبرير . لا نها حرب أنظمة ، وليست حرب شعوب لا تعنيها في شيء .. وعلى الشعبين الشقيقين النزول الى الشارع ، لتتحول المعركة الحقيقية ، الى معركة ضد النظامين الدافعين بالمنطقة الى الجحيم . ومعركة من اجل وحدة الشعبين المغربي ، والجزائري ، والشعب الصحراوي الذي اعترف به النظام السلطاني العلوي ، عندما اعترف بالجمهورية الصحراوية في 31 يناير 2017 ، ونشر اعترافه بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 . ولو لم يكن هناك شعب صحراوي اعترف به النظام المغربي . هل كان له ان يعترف صراحة بالجمهورية الصحراوية .. وهل من اعتراف بجمهورية لا يوجد لها شعب ..
ومرة أخرى ان نزاع الصحراء الغربية دخل عده العكسي الذي لن يتعدى السنتين القادمتين ، وفي أي اتجاه .. وبوادر تحولات وتغيير قد يصل الى الجذري تلوح في الأفق .. والسؤال . المغرب الى اين ؟ لا بد من الحساب . لا بد من المحاكمات ضد كل من اغتنى الغنى الفاحش بسرقة أموال الشعب المفقر .. ومحاكمة كل مجرم اجرم في الاعتداء على الناس ، بتزوير المحاضر البوليسية لرميهم في سجون السلطان .. ظلما .. والله لن تمروا ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت ثقافة التغيير .. لا مثقف جماهري ولا مثقف نخبوي
- ويستمر نظام السلطان في الكذب على الرعايا . هل حقاً انّ الجمه ...
- مجلس النواب الاسباني
- هل يُحضّر النظام السلطاني المغربي ، لتنزيل الحكم الذاتي من ج ...
- الصراع داخل القصر السلطاني المغربي .
- قصيدة بعنوان : اضطهاد
- تصريحات كاذبة . تصريحات مفندة . وتصريحات مضادة . هل تخطت الص ...
- معارضة الخارج بين المعارضة البوليسية ، والمعارضة الارهابية .
- بيدرو سنشيز رئيس الحكومة الاسبانية وبرنامج بگاسوس الاسرائيلي ...
- شذرات في رسم خواطر في الثقافة السياسية ، كتبناها على ورق دفت ...
- هل ستستعمل روسيا السلاح النووي للتغطية على الهزيمة في اكراني ...
- هل رفضت الامم المتحدة اعتراف الدولة الاسبانية بمغربية الصحرا ...
- حرية ، عدالة ، مساواة .
- تفكيك مراحل تطور الدولة السلطانية البتريركية .
- البرلمان الاسباني .
- الى الضابط السابق في الجيش الملكي ، المعارض لمغربية الصحراء ...
- 11 ابريل 2007 - الحكم الذاتي - .
- المعارضة في الاسلام
- هل سيكون للرسالة الشخصية - لبيدرو سانشيز - رئيس الحكومة الاس ...
- اهم مصطلح ساد في السبعينات اسمه - الانفتاح والاجماع -


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - من له مصلحة في اشعال الحرب بالمنطقة ؟