الشعوب الحية ودورها في تطور المجتمع وتقدمه وليس تدميره

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7276 - 2022 / 6 / 11 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يعتبر العراق وطن وشعب من الشعوب الحية التي لها امتداد في التاريخ ويكتسب أصالته من خلال تجاربه خلال المخاضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعرض لها خلال مسيرته الطويلة عبر مراحل زمنية طويلة ومختلفة كما يستفاد من مسيرات الشعوب الأخرى في أخطائها ونجاحاتها لأن الشعوب خلال مسيرتها تتعرض للخطأ والصواب فتصبح تجارب تتعظ من خلالها في المستقبل كما نجد مسيرتها المطبات والحفر والصعاب فيؤثر على مسيرتها ويؤخر ويعرقل الوصول إلى الهدف الذي نسعى إليه أو بسبب ضبابية الخارطة المرسومة لها وعدم الرؤيا وتشويش الخطوط التي يجب أن نسلكها وتؤدي إلى ضياع جهودنا ورغباتنا وخسارتنا يجب إعادة النظر بالخريطة التي رسمت لنا بالرغم من أن ذلك كلفنا المشقة والتعب والوقت ولكننا يجب أن لا يصيبنا اليأس والإحباط ونشعر أن الحياة قد غلقت أبوابها أمامنا وطموحنا وإنما يجب أن نستفاد من الخطأ ويزيد من يقظتنا وحذرنا وتجاربنا في المستقبل حتى نصل إلى تحقيق أهدافنا لأن اليأس والقنوط عندما يصيبنا ويسيطر علينا وتتراءى أمامنا التلال والجبال والمطبات والحفر فيدفعنا إلى المغامرة وترك الطريق المجرب والصحيح ونسبح في طريق آخر لا نعرف مسالكه وإلى أين يؤدي بنا وقد يؤدي إلى الضياع والندم ونسير في طريق وخارطة لا نعرف مسالكها وطرقها وربما تؤدي بنا إلى الانحراف الكبير عن أهدافنا لأن هذا الطريق لم ندركه أو نعرفه يجعلنا نسير غير واثقين من أنفسنا عن الصواب والخطأ وهو سببه ناشئ من الاضطرابات النفسية والأفكار المتصارعة والمتشابكة والمتناقضة مع الواقع الموضوعي وأهدافنا الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد يؤدي إلى ضياع ماضينا الذي كلفنا آلاف الشهداء والسجون والمعتقلات والتشريد والمآسي والآلام وإلى فقدان ذلك الخزين الكبير من التراث والاحترام والتقدير والاعتزاز من قبل جماهير الشعب.
إن المرحلة الآتية التي تخيم على العراق وطن وشعب يقف فيها على قاعدة متذبذبة وقلقة وغير مستقرة تتسارع فيها الأحداث وتتجاوز سرعة الزمن ولذلك ليس هنالك فرصة ومجال لاختبار الرؤيا والاجتهاد وبين الصحيح والخطأ ونحن نمتلك موسوعة ضخمة وزاخرة من الوعي الفكري والتجارب لنتائجها وفشل الجميع تحرق الأخضر واليابس ولم يخرج منها إنسان منتصر وإنما تحرق العراق وطن وشعب وتؤدي به الانزواء في أحد رفوف التاريخ وتصبح في مساءلة مع الأحفاد القادمة عندما الأيام تترى وتستعرض الأجيال أمام منصة التاريخ وسوف يذكرنا أما بالذم أو المديح.
إن القاموس السياسي أصبح مصدره العلم وقد وضع أهل العلم والمعرفة أسس صحيحة ومعالجة ناضجة لخلافاتها وتناقضاتها كما وضعت حلول ومراجع لها في حالة الاختلاف في حلحلتها وتناقضاتها وهو الدستور والمحكمة الاتحادية العليا هما اللذان يحسمان الأمر بين الصح والخطأ ووجب على السياسيين حل خلافاتهم من خلالها وليس الغرض والعنف والتصرف الكيفي حسب قاعدة (تريد أرنب أخذ أرنب تريد غزال أخذ أرنب) مما يؤدي إلى الحقد والضغينة والكره والعداء وهنالك مقولة لنصير الحق والعدالة الإنسانية الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) حيث يقول (إن الدهر يومان يوم لك ويوم عليك فإن كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فاصبر فكلاهما سينحسران).

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات