أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عطا درغام - مصر كما تريدها أمريكا من صعود ناصر إلي سقوط مبارك















المزيد.....

مصر كما تريدها أمريكا من صعود ناصر إلي سقوط مبارك


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7271 - 2022 / 6 / 6 - 08:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كانت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا أول مسئول عالمي المستوي بإدارة أوباما يذهب إلي القاهرة بعد اندلاع الثورة الشعبية التي أطاحت بحسني مبارك أكثر حلفاء الولايات المتحدة الموثوقين في الشرق الأوسط لعقود عديدة، صاحت مبتهجة أثناء"تمشيتها" بالميدان: " إنها لتجربة استثنائية بالنسبة لي أن أري البقعة التي حدثت فيها هذه الثورة بكا ماتعنيه بالنسبة للعالم" .
بيد أن النيوويورك تايمز عنونت مقال" تمشيتها " بما يُضمر أكثر من مجرد محاولة اللحاق بسلسلة متلاحقة من الأحداث كانت قد تركت الولايات المتحدة غير متأكدة من موقعها بعد اختفاء عامود سياستها في الشرق الأوسط.
عكس التردد الذي أظهرته إدارة أوباما لدي بدء الاحتجاجات في 25 يناير 2011 شعورها بعدم اليقيم والخوف من المستقبل.كانت الوزيرة كلينتون قد صرّحت قائلة في اليوم الأول للثورة "تقديرنا هو أن الحكومة المصرية مستقرَّة وأنها تسعي إلي سبيل تستجيب بها لاحتياجات الشعب المصري ومطالبه المشروعة". أحد تضمينات هذا التصريح هو أن الولايات المتحدة شعرت وأنها في وضع يمكِّنها أن تقرر ما هو مشروع وماهو غير مشروع بعد ذلك.
هاتف أوباما مبارك وحثَّه علي ألا يلجأ إلي القوة، فيما شجع نائب الرئيس جو بايدن في ظهور تلفزيوني له الحل السلمي ، ورفض أن يدعو مبارك طاغية، تلي ذلك وعلي مدي الأسابيع التالية مهاتفات من جانب روبرت جيتس وزير الدفاع، والأميرال مايك مولن رئيس الأركان العامة لنظيريهما بالقاهرة، في محاولة لمعرفة رأي القوات المسلحة المصرية في المحتجين.
ثم وعندما أصبح من الواضح رفض مبارك التخي عن منصبه ،حاولت الولايات المتحدة منع الجيش من الانضمام إلي أي من الجانبين.
وفيم انصب اهتمام البنتاجون الأساسي علي عدم فقدان الصلة مع الجيش المصري الذي استثمر فيه 50 مليار دولار منذ أن أمسك مبارك بالسلطة،أظهرت حليفتا الولايات المتحدة إسرائيل والسعوودية بالغ قلقهما وغضبهما،وذلك لأن الولايات المتحدة تخلت عن الديكتاتور الذي تقدم به العمر ، والذي ظل متحكمًا في الحياة السياسية المصرية مع دعم الجيش الكامل له.
ومن الناحية الأخري ، فلم يكن الأمريكيون قد اهتموا كثيرًا بالتدقيق في السياسات التي اتبعها بلدهم أثناء زمن مبارك،ناهيك عن الخلفية التي طورت بها واشنطون مثل تلك العلاقة الوثيقة معه بعد سلسلة من الخطوات الخاطئة منذ ثورة يوليو 1952.
والآن وبأكثر من أي وقت مضي، ومع استلهام المحتجين في بلد بعد الآخر يقتضي النقاش حول السياسات المستقبلية الإلمام بالماضي.وهذا الكتاب يفتح الماضي.
في البداية كان جمال عبد الناصر الذي أجبرإصراره علي قيادة العالم العربي بعيدًا عن الاعتماد علي الولايات المتحدة والغرب أثناء الحرب الباردة، أجبرإدارة أيزنهاور البائسة علي اتخاذ قرار صعب بمعارضة حلقائها الأوربيين أثناء أزمة السويس، ثم كانت مبادرات السادات الجسورة والمتهورة بدءًا بحرب أكتوبر عام 1973 والتي فاجأت نيكسون وكسينجر وجيمي كارتر.
واخيرًا وبعد اغتيال السادات ظهر مبارك الذي توافق طموحه الهائل مع الحكم مع رغبة واشنطون جعل مصر ما ظلت دائمة تريده لها:حليفًا تابعًا ومواليًا لها يتصدي للمشاعر والتوجهات القومية الراديكالية في العالم العربي ويثبطها.
حافظ مبارك علي اتفاقية السلام التي وقعها السادات مع إسرائيل، وحاول الحصول علي دعم جماهيري لسياسات الولايات المتحدة بالشرق الأوسط (وبخاصة في مواجهة إيران وضد العراق).
كما كان دعمه لنهج إدارة جورج دبليو بوش في "الحرب علي الإرهاب"محوريًا حيث تعاون مبارك مع برنامج السي آي إيه لتسليم المشتبه فيهم إلي بلدنهم الأصلية كي يُعتقلوا ويُخضعوا لمختلف أنواع التعيب لانتزاع الاعترافات أثناء استجوابهم ،وهذا ما حدث لعدد منهم بمصر.
بالطبع، توقع مبارك الحصول علي مقابل مادي مُجز لتلك الخدمات،ودفعت واشنطون ما مجموعه 1.5 مليار دولار سنويًا نظير ما أسمته مساعدات عسكرية، وتوقعت مقابل ذلك خدمات داخلية لصالحها فيما أغمضت عينيها عن الانتهاكات التي كانت تحدث بالداخل المصري.
بعد هجمات 11/9 وحينما لم يُعثر لأثر لأسلحة الدمار الشامل بحوزة صدام حسين،تحولت إدارة بوش إلي خطاب نشر الديموقراطية كدافع للحرب علي نظام صدام، وكالمعتاد اسُتخدم هذا الخطاب لإضمار حماية المصالح المادية مثل آبار النفط والتغطية علي الفجوات المحرجة ( مثل عدم وجود أسلحة دمار شامل). لكن لهذه اللعبة مخاطرها،إذ إن من المحتمل للشعوب أن تفهم رسالة هذا الخطاب بحرفيتها وتبدأ في تقييم أداء الولايات المتحدة علي أساسه.
بيد أن من المرجح أن أحداث ميدان التحرير كانت ستقع بدون خطاب الولايات المتحدة بعد 11/9 بالطبع .
لكن السؤال الأهم كثيرًا هو ما إن كانت تلك الأحداث ستقع من دون دعم الولايات المتحدة السخي لمبارك لسنوات طويلة، وما إن كان مبارك سيشعر أن بإمكانه المضي في سياساته القامعة لولا تمتعه بمساندة الولايات المتحدة التامة له طوال ما يقرب من ثلاثين عامًا
وأيًا كان ما نعتقده بخصوص تلك الأسئلة؛ فإن تاريخ العلاقات الأمريكية/ المصرية يمدنا بالعامل الضروري المفقود لفهم الأسباب التي جعلت الحكومة الجديدة بالقاهرة ، بالرغم من وضعها الانتقالي تحيد عن أجندة مبارك التي كانت تتمحور حول إرضاء واشنطن في كل شيء،وفهم النقاط التي حادت عنها.
أشارت الحكومة الجديدة إلي نيتها لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران،وإنهاء تعاونها مع إسرائيل بإغلاق معبر رفح،بل وتوسطت في عقد مصالحة بين فتح وحماس التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة تنظيمًا إرهابيًا.وفيما صرح ممثل للحكومة أن مصر تنوي الالتزام بمعاهدة السلام مع إسرائيل.
أضاف في إشارة موجهة ضد تعاون مبارك مع أمريكا بشأن تسليم المعتقلين لتعذيبهم بالسجون المصرية بين أسرار أخري،أن مصر تأمل في أن يكون التزامها أفضل ببروتوكولات حقوق الإنساننوأيضًا صرحت السفيرة منحة باخومنالمتحدثة باسم وزارة الخارجية المصرية بالقول إن مصر ستستعيد دورها الذي تخلت عنه.
سيكون من الصعب من دون الإلمام بالخلفية التاريخية، فهم ما كانت تعنيه السفيرة باخوم- التخلي لمن؟ ولماذا؟
أثناء تمشيتها في ميدان التحرير ترتدي البليزر الأحمر المتوهج.
وازنت كلينتون نفسها علي "الخط الديبلوماسي الرفيع" ثم أعلنت ان الولايات المتحدة ستمنح مصر مئات ملايين الدولارات كمساعدة اقتصادية، فيما حرصت علي عدم إقحام نفسها في أسئلة حول ما إن كانت خُطي الحكومة الجديدة مفرطة السرعة ،أم علي درجة غير كافية من السرعة.
وبدت وأن اللحظة تمتعها ،ومضت تحيي من يقتربون منها لالتقاط الصور بموبايلاتهم- تذكرة بكيفية انتشار الثورة علي تويتر داخل مصر وخارجها بدرجة سريعة ، لم تترك لصناع السياسة الامريكية وقتًا لتخطيط مواقفهم متابة.
ويصحبنا الكتاب(مصر كما تريدها أمريكا ) من تأليف لويد سي .جاردنر في رحلته عبر ستة فصول بداية من عهد عبد الناصر مرورًا بعصر السادات حتي الربيع العربي وسقوط نظام مبارك.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السامر الشعبي في مصر
- التصميم الافتراضي للمنظر السينمائي
- طوائف الحرف في مدينة القاهرة في النصف الثاني من القرن التاسع ...
- موسيقي أفلام يوسف شاهين
- ازدهار وسقوط المسرح المصري
- اتجاهات الإنتاج السينمائي من ثورة يوليو حتي ثورة يناير
- فن الفرجة علي الأفلام
- أزياء الاستعراض في السينما المصرية للدكتورة مها فاروق عبد ال ...
- التاريخ الثقافي لمصر الحديثة الدكتور وائل إبراهيم الدسوقي
- ظاهرة الدعاة الجدد
- اختلاق الحرب الباردة- دور الولايات المتحدة في تقسيم العالم
- فن الموسيقي السينمائية
- أنغام فلكلورية مصرية
- صورة المرأة في الرواية العربية
- الفن القصصي بين جيلي طه حسين ونجيب محفوظ
- المسرح الهندي : التراث والتواصل والتغير
- حكايات مصرية من القنال
- تراث الغناء العربي بين الموصلي وزرياب..وأم كلثوم وعبد الوهاب
- الفيلم السياسي في مصر
- الضمة البورسعيدية


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عطا درغام - مصر كما تريدها أمريكا من صعود ناصر إلي سقوط مبارك