أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الفيلم السياسي في مصر















المزيد.....


الفيلم السياسي في مصر


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7251 - 2022 / 5 / 17 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


ما المقصود بالفيلم السياسي أو السينما السياسية؟ وهل يمكن تحديد مفهوم ثابت لهما أم أنه مصطلح يتسم بالمرونة؟
ولماذا تخلو بعض معاجم الفن السينمائي ، التي صدرت في مصر من ذلك المصطلح؟ وهل ثمة فروق بينه وبين الفيلم التاريخي؟ وما مدي تنوع أسلوب عرض القضايا السياسية علي شاشة السينما بين الرمز والمكاشفة؟ وإلي أي مدي يختلف مفهوم الفيلم السينمائي في حقبة زمنية عنه في حقبة أخري؟ وكيف تتباين أساليب المعالجة للقضايا السينمائية في بلدٍ وقُطرٍ دون غيره؟.
تساؤلات وأطروحات جمة تعرضها دراسة الأستاذ محمود قاسم التي تحممل عنوان( الفيلم السياسي في مصر) ، وترصد الأفلام التي يمكن أن تندرج تحت مفهوم السينما السياسية، وتصور كثيرًا من المشكلات الاجتماعية والوقائع السياسية في مصر والوطن العربي..
يناقش الكاتب مفهوم الفيلم السياسي،ويري ان الفيلم السياسي يصور الواقع السياسي الحالي لزمن إنتاج الفيلم،كما أنه يمكن أن يعرض سيرة بطل من أبطال السياسة الحالية الذين يلعبون دورًا في السياسة إبان إنتاج الفيلم، وقد يكون موضوع الفيلم مأخوذًا عن واقع الحياة،او مؤلفًا من وحي الخيال ، وقد يتعرض الفيلم لصورة من حياة الحاضر المعيش في ظل النظام السياسي الذي تم في إطاره إنتاج الفيلم..
وخلال الدرسة يري الكاتب عند تقديمه للفيلم السياسي أنه تحدث مغالطة باعتبارأن فيلمًا من طراز"الله معنا" سياسي عند تناوله وغيره من الأفلام التي تتناول ثورة يوليو، ليست سياسية تمامًا،حيث إنها تتناول حدثً سياسيًا في الماضي صار تاريخًا.
وينتهي الكاتب إلي أن أي فيلم تناول موضوعًا سياسيًا قبل يناير 2011 ، هو بالفعل فيلم سياسي مثل "الديكتاتور"و"ظاظا"و"طباخ الريس"،أما أي فيلم تحدث عن العصر البائد تم إنتاجه بعد الثورة، فقد صار فيلمًا تاريخيًا، باعتبار أن النظام السياسي المقصود قد صار ابن الأمس.
ويتناول فيلم "لاشين" ،أول فيلم سياسي رغم صيغته التاريخية، ويمكن لأحداثه أن تتكرر في عصر طغيان ، سواء في الماضي أو الحاضر.
ويتعرض في الفصل الثالث إلي صورة الملك فاروق ، فكانت صورته قبل ثورة يوليو تبدو بارزة في الأماكن العامة ، وأيضًا في المحاكم، مما يعكس مكانته في قلوب الناس، مثلما حدث في فيلم"غزل البنات"و"الأسطي حسن"، هذه الصورة تم كشطها بعد قيام الثورة كمحاولة لطمس أثره تمامًا، ولا تزال هذه الظاهرة موجودة حتي الآن في الأفلام التي تنتمي إلي تلك الحقبة، وظهرت فيها صورة الملك فاروق.
وفي الفصل الرابع يناقش الكاتب تناول السينما لحرب فلسطين 1948 ،التي راحت تعزف علي الإعلام الموجه للثورة بأن الملك كان وراء صفقة الأسلحة الفاسدة، وأن هذه القضية كانت من الأسباب المباشرة لقيام ثورة يوليو، وبدت حرب فلسطين كحدث رئيسي في كافة الأفلام التي تناولت قيام الثورة، أو تلك الحقبة من التاريخ العربي، ومن هذه الأفلام- علي سبيل المثال_: "الإيمان" لبدرخان عام 1952 ،و"الله معنا" لبدرخان،و"نهر الحب" و"رد قلبي" لعز الدين ذو الفقار،و"الأقدار الدامية" لخيري بشارة وغيرها
وأغلب الأفلام عن حرب فلسطين تم إنتاجها بعد قيام الثورة، وأبرزت موضوع الأسلحة الفاسدة، إلا أن السينما المصرية قدمت قبل هذا التاريخ عددًا من الأفلام المهمة جدًا عن هذه الحرب ومنها:"فتاة من فلسطين" لمحمود ذو الفقار1948 و"نادية" لفطين عبد الوهاب 1949 ، و"الإيمان" لبدرخان 1952.
وفي الفصل الخامس( القضية الفلسطينية) كانت أغلب الأفلام التي تم إخراجها في مصر ، تدور حول المشاركة المصرية في حرب فلسطين ، والكثير منها ينحصر في قصص حب ذهب الرجل فيها للحرب في فلسطين ، ولم يعد أو عاد مُصابًا نفسيًا ، أو بدنيًا،ويتناول فيلم"أرض السلام" لكمال الشيخ 1957 ، ولا يمكن تجاهل فيلم" الدخيل لنور الدمرداش 1967 .
ونوقشت قضية فلسطين في التسعينات؛أي بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بعدة سنوات في أكثر من شكل، منها الشكل الفانتازي في"يامهلبية يا" لشريف عرفة 1991، ثم شكل تاريخي في فيلم" امرأة هزت عرش مصر" لنادر جلال 1995 ، وفي إطار خاص بمسألة التطبيع في فيلم" فتاة من إسرائيل لإيهاب راضي 1999، وهو ليس فيلمًا عن فلسطين بقدر ماهو فيلم عن الصلح مع إسرائيل، وهل يمكن تقبل السلام مع عدو اختطف الأرض بالقوة وأتي للسلام أيضًا بالقوة.
وقد ظهرت القضية الفلسطينية في شكل آخر من خلال مجموعة أفلام عن التجسس بين العرب وإسرائيل منها" الصعود إلي الهاوية"و"الجاسوس"و"إعدام ميت"و"الكافيير"و"فخ الجواسيس" و"ولاد العم" وغيرها.
وظلت القضية الفلسطينية هاجسًا للسينمائيين في القرن الجديد من خلال رؤي بالغة الجودة؛ فهناك فيلم"السفارة في العمارة" و" بركان الغضب" لمازن الجبلي .، وقدم يسري نصر الله أطول فيلم عن تاريخ القضية عام 2005 باسم"باب الشمس" .
أما ثورة يوليو فجاء الفصل السادس ليناقش الأفلام التي تناولتها، ولعل اول فيلم ناقش مسألة الثورة بصورة واضحة "عفريت عم عبده"
وفي عام 1953 ،ظهرت مجموعة من الأفلام الوطنية والأفلام التي تناقش القضايا السياسية والمواجهة بين الحاكم الظالم والثوار،مثل"أرض الأبطال" لنيازي مصطفي و"حكم قراقوش"لفطين عبد الوهاب، وفي مايو 1954 عرض أول فيلم عن الإصلاح الزراعي بعنوان" الأرض الطيبة" لمحمود ذو الفقار، وظهر فيلم"الله معنا" أول فيلم عن الضباط الاحرار، وفيلم "رد قلبي" 1957 ..
وتناولت السينما قضايا الثورة والتمرد علي الطغيان بدرجات مختلفة، وقد بدا ذلك بشكل واضح في أفلام تنتمي إلي التاريخ في أحداثها ومنها، "المماليك"لعاطف سالم 1965 ،و"تنابلة السلطان" لكمال الشناوي في العام نفسه، و"ثورة اليمن" لعاطف سالم 1966، و"أمير الدهاء" لبركات،و"ثمن الحرية" لنور الدمرداش.
وتعرض لنقد ثورة يوليو في الفصل السابع، من خلال تناول أفلام "ميرامار" لكمال الشيخ 1969 ،و"القضية 68" لصلاح أبو سيف، و" المتمردون" لتوفيق صالح ، و"ميرامار" 1969 .
وفي الثمانينيات ظهرت أفلام عديدة تهاجم الثورة، وما فعلته ضد أنباء الباشاوات وكشفت عن الجانب السلبي للثورة، وكشف عن الجانب السلبي للثورة، ومن هؤلاء الشخصيات نبيل حافظ في فيلم"إنقاذ ما يمكن إنقاذه"لسعيد مرزوق.
وفي عام 1990، بدأ أشرف فهمي كأنه ينحو منحي مختلفًا تمامًا في فيلميه"قانون إيكا"و"إعدام قاضي" والهجوم علي الثورة، وكذا حاولت السينما من خلال بعض المخرجين كشف الكثير من سلبيات الثورة، وكان المخرج الثاني نادر جلال أحد الذين هاجموها من خلال مجموعة أفلامه التي قدمها من بطولة نادية الجندي مثل : فيلمي"ملف سامية شعراوي"1988 و"الشطار" 1993 .
وفي الفصل الثامن يتناول الكاتب صورة الزعيم جمال عبد الناصر،، وقد برزت صورته كزعيم واحد في فيلم"بورسعيد" لعز الدين ذو الفقار 1957 ، وفيما ارتفعت صورة عبد الناصر في الأفلام من خلال الصورة الرسمية الموجودة في المصالح الحكومية والمؤسسات الرسمية، وفي كثير من الأحيان كان يتم مزج خطب عبد الناصر السياسية بمشاهد مؤثرة بخاصة في المشهد الختامي لفيلم"عمالقة البحار" 1961 .
ومن الأفلام التي ظهر فيها عبد الناصر بشكل مباشر مثل الصورة التي حدثت في فيلم"العصفور" ليوسف شاهين1974 ، لكن ظهر بشكل مباشر في فيلم "ناصر 56" لمحمد فاضل ، و"جمال عبد الناصر" للمخرج السوري أنور قوادري.
وعن العدوان الثلاثي فقد تناولها الكاتب في الفصل التاسع ، ويُعد فيلم"بورسعيد " 1957 ليؤكد النصر السياسي الذي حققته مصر كان مدعما بالنصر العسكري،وكان العدوان الثلاثي موضوعًا سينمائيًا محببًا في الفترة التي مرت كانت في السنوات الثلاث الأولي مثل : لاتطفئ الشمس لصلاح أبو سيف 1960 ، ومن أحب إخراج ماجدة 1966، و حب من نار لحسن الإمام 1958وظهرت في خلفية الأحداث.
وظهرت صورة حكام مصر والزعماء الوطنيين علي الشاشة في الفصل العاشر، وتناول الزعيم سعد زغلول من خلال إشارات في أفلام "الجزاء" و" بين القصرين" و" سيد درويش"و"الشوارع الخلفية"، ومصطفي كامل في فيلم يحمل اسم"مصطفي كامل ، وظهر الخديو إسماعيل في فيلم"ألمظ وعبده الحامولي" بصورة سلبية.
والرئيس السادات ظهر في ثلاثة أفلام مختلفة،" الجاسوسة حكمت فهمي" لحسام الدين مصطفي 1994 ، و"جمال عبد الناصر" لانور القوادري 1998، و"أيام السادات" لمحمد خان 2000
وعلي الرغم من خصوبة الحياة السياسية في مصر ،فإن رجالها وأحداثها الكبار لم تظهر كما يليق بتاريخ كل منهمن وقد ظهر رجال السياسة بشكل هامشي في فيلم عن حياة الدكتور طه حسين بعنوان"قاهر الظلام"1978 ، وأيضًا فيلم عن أم كلثوم بعنوان"كوكب الشرق" 1999
وتناول نكسة يونية 1967 وآثارها في الفصل الحادي عشر ، من خلال أفلام:" ثرثرة فوق النيل "لحسين كمال 1971،و"حمام الملاطيلي" لصلاح أبو سيف،و "الخوف" لسعيد مرزوق، ، و"أغنية علي الممر"لعلي عبد الخالق 1972 ، و"العصفور" ليوسف شاهين ، و"ضاع حبي هناك" لعلي عبد الخالق1982 ، و" أحلام صغيرة لخالد الحجر1993 ،و"بحب السيما" 2004 .
وحرب اكتوبر 1973 في الفصل الثاني عشر، وكان لهذا النصر سرعة إخراج أفلام عن هذا النصر، وتكثف ظهور حرب أكتوبر في السينما في العامين الأوليين بعد نهاية الحرب، عامي 1974 ،و1975 ،وهذه الأفلام علي وجه الترتيب: " الرصاصة لا تزال في جيبي" لحسام الدين مصطفي،و" الوفاء العظيم" لحلمي رفلة في 6 أكتوبر 1974، ثم "بدور "لنادر جلال في 14 أكتوبر 1974،و"أبناء الصمت"لمحمد راضي في 16نوفمبر 1974، ثم "حتي آخر العمر "في 5 أكتوبر لأشرف فهمي، ثم " العمر لحظة" بعد عامين.
وإذا كانت الأفلام السينمائية التي صورت حرب 1948 قد اهتمت بدوائر تجار الأسلحة الفاسدة، وأن أفلام 1956 نقلت الواقع الشعبي،وأفلام 1967 نقلت المرارة الاجتماعية؛فإن أغلب الأفلام التي تم تصويرها عن حرب أكتوبر 1973 كانت أغلبها مصبوغًا بالصبغة العسكرية، ولم يمنع هذا أن السينما لم تتخل عن مزج قصص الحب بوقائع الحرب.
وجاءت صورة البوليس السياسي في السينما المصرية في الفصل الثالث عشر ، وذلك من خلال تناول الكاتب لأفلام : "في بيتنا رجل لهنري بركات 1961،و" وداعًا أيها الليل لحسن رضا 1966،و"زائر الفجر" لممدوح شكري ،و"الكرنك "و" أسياد وعبيد"و"إحنا بتوع الأتوبيس"و"امرأة من زجاج".وقد ظهرت مباحث أمن الدولة بشكل مشرف لما تقوم به في فيلم"اللعب مع الكبار.
وعن تناول السنما المصرية للمعتقلات السياسية فقد ناقشها الكاتب في الفصل الرابع عشر،وفي فترة عبد الناصر كان المعتقل هو حدث من الماضي، وكأنه غير موجود لدي النظام السياسي الذي تم إبانه إنتاج الفيلم، وكان البوليس السياسي في عهد الملكية هو الذي مارس الطغيان الشديد ضد الوطنيين الذين يقفون ضد الاحتلال البريطاني، وأيضًا ضد الملكية وفساد الملك، ومن أفلام هذا المضمار:" في بيتنا رجل" لبركات،"و"غروب وشروق" لكمال الشيخ"و" ثمن الحرية" لنور الدمرداش"و" أنا حرة " لصلاح أبو سيف.
وفي عهد السادات ظهرت مجموعة من الأفلام كشفت عن بشاعة الاعتقال السياسي في زمن عبد الناصر ، وشكلت ظاهرة سميت بأفلام"الكرنكة"، تصدرتها فيلم"الكرنك" لعلي بدرخان 1975 "وراء الشمس" لمحمد راضي 1977،و" احنا بتوع الأتوبيس" لحسين كمال 1979 ،و" أسياد وعبيد" لعلي رضا 1977 ،و"شاهد إثبات" لعلاء محجوب 1986
وفي فترة حسني مبارك، جاءت الأفلام قليلة بخاصة التي تتناول الماضي، وبدا فيلم"البريء لعاطف الطيب 1986 كأنه يتحدث عن فترة حالية، وفيلم"التحويلة" لأمالي بهنسي 1996 .
وعن صورة الوزراء في السينما المصرية، فتناولها الكاتب في الفصل الخامس عشر، وقد عبرت عن الوزير في حالة دفاعه من أجل البقاء في المنصب كما في أفلام:" الله معنا" لبدرخان،و"نهر الحب"لعز الدين ذو الفقار،,"بقايا عذراء"لحسام الدين مصطفي"،و"غروب وشروق" لكمال الشيخ.
ورأينا الوزراء بصورة هامشية وغير هامشية في أفلام عديدة حاولت إلقاء الضوء علي مرحلة ما قبل الثورة ومنها:"الرجل الذي فقد ظله"لكمال الشيخ،و"في بيتنا رجل" لبركات، وفي أفلام عديدة مثل "السمان والخريف"لحسام الدين مصطفي.
وفي منتصف الثمانينيات ظهر بعض الوزراء بشكل سافر مثل الوزير في فيلم"أربعة في مهمة رسمية" لعلي عبد الخالق، وكذا تصوير ماضي بعض الوزراء كما في "الراقصة والسياسي" لسمير سيف،و"هدي ومعالي الوزير"لسعيد مرزوق،و"طيور الظلام لشريف عرفة،و"الواد محروس بتاع الوزيرط لنادر جلال، و" معالي الوزير" لسمير سيف، وجاء الوزير في فيلم (الإرهاب والكباب) بصورة مغايرة أداها كمال الشناوي..
والجاسوسية والسياسة في الفصل ( السادس عشر) وعالجتها السينما المصرية ، ففي السينما القديمة كان الخائن هو الجاسوس الذي يشي برفاقه إلي جهات أمنية عليا، وفي الأفلام التي صورت عن حرب 1956 ، كان هناك عملاء اجانب يعيشون في بورسعيد يعملون لحساب القوات المغيرة كما في شيكو في فيلم"بورسعيد" و، الأجنبي في فيلم"سجين أبو زعبل".
وظهرت أفلام"وطني وحبي"لحسين صدقي"1960،" الجاسوس" والعميل 77" لنيازي مصطفي لتعبر عن حرب الاستخبارات بين مصر وإسرائيل، ولم تكن قوية من حيث أهميتها الفنية، ولم تتعد أن تكون مغامرات بين فريقين لا أكثر، ومن هذا القبيل فيلم"حب وجاسوسية وحب"1971
ويُعد فيلم "الصعود إلي الهاوية"لكمال الشيخ أول فيلم حقيقي في هذا المجال ، ثم تبعه" أريد حبًا وحنانًا"و"بئر الخيانة"،و"لإعدام ميت"لعلي عبد الخالق، و" فخ الجواسيس"لأشرف فهمي،1992 و" الكافير" لعلي عبد الخالق 1999.وفي عام 1992 ، دخلت نادية الجندي مجال أفلام التجسس كما في"مهمة في تل أبيب" و"48 ساعة في إسرائيل"
وجاء الفصل السابع عشر ليتناول الصحافة السياسية وعمل الصحفي بالسياسة ومقاومة الفساد والتملق الصحفي، والغريب أن صورة الصحفي المناضل سياسيًا لم تظهر بشكل واضح في أفلام ما قبل ثورة يوليو، ويُعد فيلم"الله معنا" أول فيلم رأينا فيه صحفيًا يلعب دورًا سياسيًا بشكل مباشر، وفيلم"أنا حرة"و" بقايا عذراء"و"الرجل الذي فقد ظله"،و"الكداب"،و"الغول"و"امراة واحدة لا تكفي"،و" دموع صاحبة الجلالة"لعاطف سالم1992 .
وفي الفصل الثامن عشر( الأغنية السياسية)ويتناول ما ورد في الأفلام من الأغنيات الوطنية وأغنيات الحاكم.
ويؤكد الكاتب علي ضياع العديد من الأغنيات بسبب الظروف السياسية المتعاقبة في مصر، ولعل من الأغاني التي تغنت للملك فاروق والتي لا نعرف عنها شيئًا، تلك التي غنتها المجموعة في فيلم"ليلي بن الفقراء"1945 لأنور وجدي.
وكانت السينما تحاول الاستفادة من نجاح بعض الأغنيات وتقوم بوضعها في الأفلام كأغنية عبد الوهاب (الفن) في فيلم"الماضي المجهول"لأحمد سالم
وبعد الثورة تصدرت أغنية هدي سلطان عن عبد الناصر (أمم جمال) في فيلم"بورسعيد"
وقد تضاءلت هذه الظاهرة فيما بعد لدرجة أن يوسف شاهين غيَّر منطوق الهتاف الذي ردده الشعب عقب تنحي عبد الناصر ؛ حيث خرج الناس في شوارعنا علي الأقل يهتفون باسم الرئيس المتنحي ناصر..ناصر مطالبين إياه بالعودة إلي الحكم،أما يوسف شاهين في نهاية فيلم"العصفور" فقد جعل بهية وأبناء الحي وأبناء الشعب يرددون"حنحارب حنحارب".
ومن المعروف أن الثورة لم تلغ فقط هذه الأغنيات من الأفلام، لكنها كانت تكشط صور الملك فاروق من المشاهد البارزة في الأفلام.مثل مشهد أغنية عبد الوهاب"عاشق الروح" في نهاية فيلم"غزل البنات"حيث كان يغني وفي الخلفية صورة الملك ، وكذلك نهاية فيلم"الأسطي حسن"لصلاح أبو سيف 1952، في مشهد المحاكمة .وبعد وفاة عبد الناصر بدات النسخ الجديدة تطبع من هذه الأفلام ويري الناس صورة الملك دون أية حساسية.
وعن مجلس الشعب في السينما ، فعبَّر عنه الكاتب في الفصل التاسع عشر، ولعل أول فيلم ظهر فيه مجلس النواب كان بشكل أقرب إلي التسجيلي والتمثيلي معا وهو فيلم"أنشودة الفؤاد"لماريو فولبي1933 .
وجدير بالذكر أنه لم يتم تسييس الباشوات إلا بعد ان صاروا جزءا من الماضي؛أي بعد قيام الثورة وصار من سياستها أن تعلن أن هؤلاء الإقطاعيين الذين صودرت أراضيهم بقانون الإصلاح الزراعي كانوا من الأشرار اجتماعيًا وسياسيًا وقد بدت هذه الظاهرة في أفلام " حب إلي الأبد" لعز الدين ذو الفقار،و"نهر الحب" لعز الدين ذو الفقار،و"صراع في الوادي" ليوسف شاهين ،و"القاهرة30" لصلاح أبو سيف، فكان الباششا في هذه الأفلام يعمل في منصب سياسي ، وعليه أن يكون عضوًا في البرلمان، وأن ينجخ في دائرته من أجل أن يظل في منصبه.
وفي المقابل؛فإن أعضاء الاتحاد القومي ومجلس الأمة وأيضًا الاتحاد الاشتراكي كانت لهم حصانة إبان فترة الثورة،إلي أن تحطمت هذه الهالة بفيلم" ميرامار".
وفي عصر السادات ظلت لعضو مجلس الشعب حصانة مميزة مثل حصانة القاضي كما في فيلم"قاع المدينة"لحسام الدين مصطفي 1972 ، وصعود نجم رجل مجتمع كما في"حتي لا يطير الدخان" لأحمد يحيي 1983 .
وقدم عادل إمام صورة عضو مجلس الشعب أكثر من مرة في صورة هزلية كما في"الجردل والكنكة"و" الواد محروس بتاع الوزير"1999
وعبر عن النائبات في مجلس الشعب كما في فيلمي" حكاية وراء كل باب" لسعيد مرزوق 1979 و" موعد مع الرئيس" لمحمد راضي.
وتناول الكاتب ظاهرة الانفتاح الاقتصادي في السينما في الفصل العشرين،واستهله بفيلم"الغول" لسمير سيف1983 ، باعتباره من العلامات المميزة التي توقفت عند الانفتاحيين، والثاني"زمن حاتم زهران"لمحمد النجار 1987 ، والذي تدور أحداثه بين عامي 1974 و1975 ؛أي عقب نهاية خرب أكتوبر ونع بداية تجربة الانفتاح بكل سلبياتها ،وفيلم"الصعاليك" لداود عبد السيد 1985،وأهمية هذا الفيلم أن الصعود الاجتماعي والسياسي الذي عاشه بطلا الفيلم ارتبط بمرحلة الانفتاح الاقتصادي،كما أن الرجلين ارتقيا ماليًا واجتماعيًا لكنهما لم يقتربا من السياسة.
وفي الفصل الحادي والعشرين تناول (تجارة الأسلحة)،ففي الأفلام التي تدور حول حرب فلسطين 1948 ،فإن تجار الأسلحة هم الذين أتوا بالفاسد في صفقات مشبوهة، مما أدي إلي مقتل خيرة الشباب الذاهب إلي الخرب، وهؤلاء التجار يمثلون قطاعًا خاصصا يستوردونه ويبيعونه للجيش.
وتجار الأسلحة الذين رأيناهم في أفلام من طراز"أرض الأبطال" لنيازي مصطفيو"الله معنا" لبدرخان و"الأقدار الدامية" لخيري بشارة مقربون من السلطة ، ويحققون المزيد من المكاسب المالية، والمكانة الاجتماعية، وهناك فيلم يحمل اسم"سوق السلاح".
ومع فترة الثمانينيات، وحتي الآن باعتبار أنه مع عصر الانفتاح قام الكثير من رجال الأعمال بتغطية صفقاتهم المشبوهة في مجال السلاح من خلال الإتجار في سلع وبضائع عادية، وتمثله أفلام،"عصر الذئاب"لسمير سيف 1986،و"عصر القوة"لنادر جلال1992،و"عي شالغراب" لسمير سيف 1996، و"علاقات مشبوهة" لعادل الأعصر1996 .
وناقش أفلام ( الاغتيال السياسي) في الفصل الثاني والعشرين، وذلك من خلال أفلام:" جريمة في الحي الهادي" لحسام الدين مصطفي 1967و"في بيتنا رجل" لبركات 1961 ،و"الإرهابي" لنادر جلال 1994 ، و"سنة أولي حب 1977 .
وهناك أفلام كان الاغتيال فيها ضد شخصيات لها مكانتها الإدارية في مؤسسات حكومية أو في القطاع الخاص، وكانهم يرمزون إلي الطغيان بشكل عام الذي يجب اغتيال أفراده كما في:"علي من نطلق الرصاص" لكمال الشيخ 1975 ، و"الغول" لسمير سيف 1983 .
وفي الفصل الثالث والعشرين ( الإرهاب..والسياسة) يناقش ظاهرة الإرهاب في السينما المصرية كما في:" الإرهاب"لنادر جلال 1989 ، و"انفجار"لسمير سيف1990 ، و"الإرهاب والكباب" لشريف عرفة1992 ،و"الإرهابي" لنادر جلال 1994 ، "طيور الظلام" لشريف عرفة1995 ، و"الناجون من النار" لعلي عبد الخالق و"الخطر"لعبد اللطيف زكي، و"المصير"1997 و" الآخر" 1999 ليوسف شاهين، و"امن دولة" لنادر جلال 1999
وفي الفصل الرابع والعشرين ( الكوميديا السياسية) ، ويتخذ من "بخيت وعديلة" بأجزائه الثلاثة: ( بخيت وعديلة- الجردل والكنكة-هالو أمريكا) مثالًا: وفيما يتعلق بالسياسة، فناقش الجزء الاول عندما هبطت الثروة علي بخيت وعديلة أنهما حاولا اقتحام عالم كبار الخارجين علي القانون اقتصاديًا، والثاني"الجردل والكنكة" الموضوع الأساس هو انتخابات مجلس الشعب ومناقشة ظاهرة الئتلاف مع تيارات متعددة، ، وتقديم رؤية بانورامية للعملية الانتخابية بأشكالها المشبوهة.
وفي الفصل الخامس والعشرين يناقش التطبيع مع إسرائيل في السينما المصرية ، ومن هذه الأفلام التي جاءت فيها إشارات إلي الخطر القادم من إسرائيل دون الإشارة بوضوح إلي ذلك كما في"الحب في طابا" لاحمد فؤاد ويثير الفيلم فكرة التطبيع الجنسي مع نساء جئن إلي سيناء قد أتي إلي الشباب بمرض الإيدز الفتاك، مما أثار التحذير علي المستوي الوطني، كذا خطر المخدرات من الجهة الشرقية وهناك أفلام تحذيرية من توغل العبرانيين في مصر بعد الصلح، مثل فيلم"العصابة"و،" الغيبوبة" لهشام أبو النصر.
وظهرت الأفلام التي ترفض التطبيع"السفارة في العمارة"لشريف عرفة2005 وحرق علم إسرائيل علي الشاشة كما في "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، ورفض التطبيع في"فتاة من إسرائيل " لإيهاب راضي 1999
والحديث عن الرئيس الراحل حسني مبارك في الفصل السادس والعشرين،ويُشير الكاتب أنه الرئيس الوحيد الذي ظهر علي الشاة وقام بالتمثيل أمام الكاميرا، وحتي وإن كان الدور الذي جسده هو دوره في الحياة الوظيفية، كما في فيلم"وداع في الفجر" لحسن الإمام 1966 ، وقد ظهر مبارك كقائد فصيلة في مشهد عابر من فيلم"حظك هذا الأسبوع" لحلمي رفلة 1953 في استعراض عسكري بعنوان" عاش جيش الوطن،وفي فيلم" العمر لحظة"1978 كقائد للقوات الجوية يقدم خطته العسكرية.
وبدات السينما تتحدث إلي الرئيس بشكل مباشر باعتباره الملجأ الأخير لحل مشكلات المواطنين كما في أفلام"كراكزن في الشارع"،و"موعد مع الرئيس"لمحمد راضي.
وقد أعطت السينما للرئيس مكانة اجتماعية في أفلام عديدة وحاولت الاقتراب من الجانب الإنساني بالإضافة إلي المكانة السياسية كما في"جواز بقرار جمهوري"لخالد يوسف 2001 ، و"طباخ الرئيس".
وحاول خالد يوسف أن يؤرخ لعصر حسني مبارك في فيلمه"دكان شحاتة"، وهناك فيلم "الديكتاتور"لإيهاب لمعيالذي فيه صورة قريبة من الواقع تشير إلي مبارك وأولاده
ويختم الكاتب دراسته بالفصل السابع والعشرين، الذي يناقش فيه تناول السينما المصرية للقضايا العربية، ومنها ما يعبر عن حركات التحرر الوطنية العربية والتي ساندتها ثورة يوليو، وكشفت هذه الأفلام عن وقوف مصر إلي جوارالحركات التحررية العربية.
وهناك إشارات فب بعض الأفلام التي تبين أن السودان قطعة من مصر كما في" زينب" و"مصطفي كامل.
ويُعد فيلم "جميلة "ليوسف شاهين 1958 من أهم الأفلام التي ساندت الثورة الجزائرية
وقدمت السينما المصرية فيلمين عن اليمن"منتهي الفرح" لمحمد سالم حول عودة أول فوج من الجنود المصريين من اليمن والاستقبال الشعبي لهم ، ثم فيلم" ثورة اليمن "وهناك أفلام حاولت مساندة الوحدة بين مصر وسورية:" عمالقة البحار" ، و"وطني وحبي"
وعن الحرب الأهلية اللبنانية كما في:" من يطفيء النار" لمحمد سلمان1982، و" بطل من الجنوب" لمحمد أبو سيف 2001



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضمة البورسعيدية
- الشرطة في عيون السينما المصرية
- الفودفيل في تاريخ المسرح المصري
- الدراما التلفزيونية: تحضير التاريخ..تأريخ الحاضر
- الأراجوز مسرح خيال الظل التركي
- اتجاهات الرواية المصرية منذ الحرب العالمية الثانية إلي سنة 1 ...
- المايسترو باركييڤ تسلاكيان أحد رواد الموسيقي في لبنان
- روبين زارتاريان درة تاج الأدب الأرمني الحديث
- كريكور زوهراب شهيد الإبادة ورائد القصة القصيرة الأرمنية
- مع الأستاذة فيرا يعقوبيان رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية في ال ...
- تانييل فاروجان: ذاكرة الشعر الأرمني الحديث
- مع الباحثة الأردنية الأرمنية الأستاذة مارال نرسيسيان
- حرب أكتوبر في الأدب العربي الحديث
- سيامنتو شهيد الإبادة الذي أسري الخوف في قلوب أعدائه
- ذكري مرور مائة عام علي وفاة الشاعر الأرمني ڤاهان ديريان ...
- الأرمن في عصر سلاطين المماليك ( 1250-1517 م)
- آرتور آداموڤ أحد رواد مسرح العبث
- مع الكاتب الأرمني العراقي المهندس هامبرسوم أغباشيان
- مع الدكتورة نورا أريسيان..عضو مجلس الشعب السوري حول الاعتراف ...
- كيراز العبقري الذي أبهر مدينة النور


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - الفيلم السياسي في مصر