أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عطا درغام - كريكور زوهراب شهيد الإبادة ورائد القصة القصيرة الأرمنية















المزيد.....



كريكور زوهراب شهيد الإبادة ورائد القصة القصيرة الأرمنية


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7181 - 2022 / 3 / 5 - 11:39
المحور: سيرة ذاتية
    


لا جدال في أن آيات العظمة الإنسانية كثيرة ، وربما في التاريخ من آيات العظمة ما فيه من العظماء الذين نبغوا في الأمم المختلفة؛ إذ ليس من طبيعة العظيم أن يكون نسخة متكررة من عظيم آخر،إذ لم يكن منفردًا بآية يمتاز بها بين أقرانه ونظرائه فما هو بعظيم،وأولي به أن يُحسب في الغمار الذي تتشابه فيه الملامح وتتكرر فيه الرؤوس والجوارح، والآية التي تتجلي في حياة جميع العظماء هي امتداد الأثر البعيد بعد الحياة ؛ فلا تنتهي آثار العظيم بانتهاء السنين التي يقضيها في هذا العالم ، ولا تقف هذه الآثار عند حدود البلاد التي نشأ فيها ، فهي علي اختلاف الصفات والأعمال قوة تتخطي حدود الزمان والمكان.
واستحق كريكور زهراب أن يكون أحد هؤلاء العظماء الذين استطاعوا أن يتركوا تأثيرًا كبيرًا في التاريخ الأدبي الأرمني ، والذي قال عنه أحد نقاد الأدب: " إذا عاش زهراب في زمن المسيح ، سيكون بلا شك أحد رسله
ولد زهراب في 26 يونية عام 1861 ، في بيشكتاش ، وسُمي "چريچوريوس" لأن مولده وافق "يوم التنوير" الجريجوري ،وتنحدر عائلة زوهرابيان من أكن.
كان والده ، خاشق آغا ، رئيس الصرافين، وراعيًا لكلية مكروهيان ، وتوفي عام 1870،وتزوجت الأم من المحامي الشهير"أفيتيس يورتوميان،" وانتقلت إلى أورتاچيو مع ابنيها مهران وچريچور؛ليواصلوا تعليمهم في كلية المترجمين المحلية الشهيرة.وتلقى زهراب تعليمه الابتدائي في كلية مكروهيان في بيشكتاش.
و في عام 1876 ، تم قبوله في كلية كالاتاسارا ، التي افتتحت عام 1868 تحت رعاية الحكومة الفرنسية تحت الإشراف المباشر للسفير الفرنسي في القسطنطينية.
وفي عام 1880 بدأ العمل في مكتب محاماة زوج والدته ، ككاتب ، وفي نفس الوقت بدأ في الالتحاق بقسم القانون في كالاتاسارا ،ولكن سرعان ما أُغلقت المدرسة ، التي كان بها 45 من الأرمن ، واثنين من المسلمين ، واثنين من اليهود ، وثلاثة من الطلاب اليونانيين ، بسبب نقص الطلاب المسلمين.
في عام 1881 تم افتتاح مدرسة "هوجوجي"، وبعد عام انتقل إلى "هوج" حيث غادرها بعد الدراسة لمدة عامين دون الحصول على شهادة، وفي عام 1884 اجتاز امتحانًا في أدرنة وحصل على شهادة محام.
في عالم المحاماة
بزغ نجم زهراب في عالم المحاماة ، حتي غدا من أبرز محاميي تركيا ، وشهد المعاصرون أنه لم يخسر دعوى قضائية واحدة خلال حياته القانونية بأكملها، وتميز بدفاعه عن الأرمن واليونانيين والبلغاريين والأجانب المتهمين ظلمًا في بلاط السلطان ، الذين كانوا عادةً يتعرضون للاضطهاد بسبب تمردهم على الحكم العثماني من أجل حقوقهم الوطنية والإنسانية.
تعامل في الغالب مع القضايا القانونية والدعاوى القضائية المحتملة في القسطنطينية ،وأصبح محاميًا للأجانب لمعرفتة بالفرنسية ، دافع غالبًا عن محاكماتهم في المحكمة التجارية الأولى في تركيا، وكان أيضًا مترجمًا ومستشارًا قانونيًا للسفارة الروسية في القسطنطينية ،مستغلًا هذا الظرف ، وتولى محاكم الأجانب الروس وكان له الحق في السفر بحرية في أوروبا.
ومع ذلك ، في عام 1906 ، بأمر من وزير العدل آنذاك في الدولة العثمانية ، مُنع زهراب من الدفاع في المحاكم التركية ، وعندما تم إعلان الدستور في تركيا عام 1908 ، كان زهراب في باريس ، سارع من باريس إلى القسطنطينية بآمال كبيرة وتفاؤل.
زهراب السياسي البارز
تعرّف في أوربا أثناء دراسته في فرنسا وألمانيا على المعارضين لحكم عبد الحميد من الأتراك الشباب ومن حزبي الائتلاف والاتحاد،ومنهم أحمد رضا والأمير صباح الدين والدكتور ناظم وبهاء الدين شاكروغيرهم، وتعاون معهم سريعًا بهدف إسقاط عبد الحميد وإقامة نظام حكم لا مركزي، قوامه المساواة والإخاء والعدالة بين مختلف شعوب الدولة العثمانية، واتفق الجميع على إجراء إصلاحات سياسية ضمن إطار دولة متعددة الأعراق والإثنيات توحّد الكل.
وشارك مع الاتحاديين الأتراك في انقلاب 23 يولية 1908، وتم الإعلان عن إعادة العمل بدستور1876،وانتخب عضوًا في مجلس“المبعوثان” العثماني عن إسطنبول، وكانت له علاقات طيبة مع الاتحاديين، ومع طلعت بشكل خاص الذي وصفه بـ “الجنتلمان”. وفي 13 أبريل 1909، استطاع السلطان عبد الحميد ب القيام بحركة مضادة من أجل استعادة السلطة من حزب الاتحاد والترقي ،في البداية حقّقت الحركة النجاح، ولوحق الاتحاديون في إسطنبول ،وعندما توجّه أعوان عبد الحميد إلى المجلس لاعتقال الاتحاديين قام زهراب بتهريب صديقه طلعت من المجلس ،وألبسه قبعته الأوروبية الخاصة ولبس عوضًا عنها الطربوش التركي لطلعت، واستطاع طلعت التسلل إلى خارج المجلس، وبتوصية من زهراب التجأ طلعت إلى أحد الأندية الثقافية الأرمنية، واختبأ خليل أفندي في بيت زهراب هربا من بطش رجال عبد الحميد، لكن حزب الاتحاد استطاع أن يسترجع زمام الحكم في اسطنبول، وكان كلّ من طلعت وخليل أفندي يناديان زهراب بأخي وتوطّدت العلاقات العائلية فيما بينهم.
في عام 1912، وبعد انتخابه في "المبعوثان" تعرف على السياسيين العرب أعضاء الجمعيات الأدبية والثقافية والسياسية المقيمين في إسطانبول وتعاون معهم، ومنهم فارس الخوري، وشكري القوتلي عضو الجمعية القحطانية.
برلماني في " المبعوثان"
كان زهراب بليغًا بالمعنى الواسع للكلمة ، كان يتكلم تمامًا كما يكتب وأينما كان هناك برلمان ، مجلس وطني بديل ، اجتماع ودي ، أمسية أدبية ،عندما يتحدث كان الجميع صامتين ،ويستمعون بفم مفتوح.،كان يرسم وينحت كما لو كان ما قاله.
تم انتخابه ثلاث مرات في البرلمان ،وكان من أنشط النواب في" المبعوثان"،وقام بدور نشط في جميع المناقشات البرلمانية تقريبًا ،وبذل قصارى جهده لتمرير قوانين عادلة من قبل البرلمان؛ ليظل كما يقول عن نفسه: " أنا محامي الدستور".
تمكن بعد مذبحة أضنة من الحصول على 10 آلاف مساعدة ذهبية للضحايا الأرمن من الحكومة المركزية رغم رفض البرلمان العثماني مساعدة الأيتام ، لكنها مُنحت من خلال "تدخل مؤثر" لزهراب .
وفي عام 1914، أثار قضية الإصلاحات الأرمينية في تركيا ،مُستعينًا بتدخل القوى الأوروبية ،لدرجة أنه تم توقيع اتفاقية حول الإصلاحات الأرمينية بين روسيا وتركيا،والتي تضمن حياة آمنة للأرمن الغربيين في تركيا ،ومع ذلك اندلعت الحرب العالمية الأولى،وبقيت المعاهدة على الورق.
شارك في العديد من المبادرات التشريعية خلال نشاطه البرلماني،واهتم بتعزيز الفنون ، وتجنيد الطلاب، ومنع احتكارات الهاتف، وتقنين العلاقات الزوجية ، واضطهاد ضحايا النظام القديم، وتقديم القروض للفلاحين ،والتعليم العام ، والرعاية الصحية،وانتخابات الكنائس،وفصائل الجمعية الوطنية،والإصلاح القضائي، ومشاريع قوانين ومشاكل الضرائب ، وميزانية وزارتي التعليم والقضاء ، وقضايا الأراضي للأرمن،وأبرشيات المقاطعات،وإيجارات العشور،وزيادة مخصصات مستشفى أرمينيا الوطني ،وكان دائمًا يتعمق في المشكلات التي تختص بالشعب الأرمني.
كان برلمانيًا شجاعًا يحتج علي أخطاء الباب العالي ، ويننتقد أخطاء الحكومة في البرلمان ، ولقد فهم الحياة ككاتب ،وتوصل إلى استنتاج مفاده أن الإنسانية يجب أن تغّير مسارها ، ويجب أن تصّحح مسارها. لقد رأى الوجه الشرير للرأسمالية ، وكان يبكي على جثث ضحايا المجتمع الرأسمالي من خلال أدبه ونشاطه البرلماني ،ويقف دائمًا إلى جانب الفقراء ، وأول مدافع عن المحرومين والمشردين ،ويداوى الجرحى، ويعزّي الضحايا.
مصادر ثقافته
عاصر زوهراب كاتبين من رواد القصة القصيرة في العالم، الفرنسي جي دي موباسان( 1850-1893)، والروسي أنطوان تشيكوف( 1860- 1904 ) فقد قرأ لهما وبخاصة لموباسان، كما قرأ للأمريكي إدجار آلان بو ( 1809-1849)، فتثقف علي يدي هؤلاء الرواد العظام
البداية الأدبية
كانت مواهبه وإمكانياته الذهنية أكبر من أن تستأثر الدراسة والعمل لذلك، دأب علي كتابة المقالات السياسية منذ عام 1878، وله من العمر سبعة عشر عامًا في جريدة (لوراكير" الجريدة")،وعندما أُغلقت بعد عامين بسبب مواقفها المتصلبة من السلطة، كتب في جريدة أرمينية أخري أكثراعتدالًا هي ( أريولك" الشرق")، وألّف أول قصة له وعنوانها "مايدا" وطبعها في كتاب ، كما ألّف ما سماه " الرسائل الصينية " تضم محاورات متخيلة بين أرمني في الصين وصينيين- ربما تأثر في ذلك- وهو المولع بالثقافة والأدب الفرنسيين ب" الرسائل الفارسية" لمونتسكيو. أما الخواطر واليوميات (يوميات مسافر) فتعبر عن فلسفة الحياة لدى زهراب وقد اعتمد فيها على حياته التي عاشها في أوروبا 1895-1908. وأصدر كذلك في باريس تحت اسم مستعار (مارسيل ليار Marcel Lear) كتاباً بعنوان (القضية الأرمنية في ضوء الوثائق) 1913.

البداية الشعرية
ومنذ فجر شبابه ، نظّم الشعر، ومن نماذج شعره نظمه في إستانبول عام 1901 بعنوان" استسلام"
لتمضي أنتِ في طريقكِ الفسيحِ ، يا حبيبتي
ولأتوارَ، أنا في دربي المُظلمِ
ولكني سعيدٌ، ليقيني
من أن قلبَكِ ما يزالُ يخفقُ بحُبي !
إني لأقف هَهنا، دون ما قلق
أرنو إليكِ، وأنتِ تمضين في طريقكِ
يا نور قمري الفضي...
لسوف أظلُ أنتظُرك ما دام في عرقٌ ينبضُ
بالحياةَ !
لي عندك مطلبٌ واحدٌ:
إذا ما حانت ساعتي الأخيرةُ ، أريدك أن
تكوني بقُربي
تطليينَ علي بوجهِكِ الجميلِ
ساعة يتولي الجميع عني !
زاهدًا بكل مجدٍ
سآخذ معي صورتك النقية الوضّاءة
وأنا راحلٌ عن هَذا العالم
غير ذاكرٍ أيّما شيءٍ آخر
زهراب في الصحافة
لزهراب مكانة خاصة في تاريخ الصحافة الأرمنية، فكان أول ظهور علني له في الصحافة في سن السابعة عشرة ، ونُشر له أول مقال عام 1878، وآخرها عام 1914 ، قبل وفاته بعام بدأ مسار بطولي حقيقي لإثراء تاريخ الصحافة الأرمنية بصفحات خالدة.
وفي عام 1883 بدأ في نشر مجلة "Yerkragunt" ، ثم في عام 1898 أصبح رئيس تحرير "Masis" ، وحلمه الأخير - صحيفة "Nor Or" ، التي حاول نشرها في عام 1908.
وبدأ رحلته في البحر الهائج للصحافة الأرمنية مبحرًا كالمعتاد عكس التيار،فقد كتب ونشر بهدف تحقيق مستقبل مزهرللشعب الأرمني، تجذبه الأفكار العظيمة التي يضيء بها الطريق للشعب الأرمني؛فكان مثل الطبيب المهتم الذي يفحص بعناية جِراح أمته المريضة كان يكتب، لا ليؤذي، بل ليشفى.
كان مهتمًا بالحياة الأرمنية والآلام الوطنية؛ فكتب مقالات: ("ما كسبناه من جمعية برلين" ، "الحياة الأرمنية اليوم: الآلام ، العلاجات" ، "الآلام ، العلاجات: أضنة") ، للتحدث كثيرًا ، للعمل بشكل أقل مرضنا القومي ("المفكرون ، الفاعلون") ، وعن أخطاء الحكومة ("الحكومة التي فقدت عقلها") ، وعن التعليم ونهضة الأرمن والمدرسة ("نقص التعليم الجامعي فينا" ، "قانون التعليم" ، " زيارة إلى مدرسة خاسغيوغ الوطنية "،" المعلمين "،" جمعية المعلمين "،" نرسيس "،" اللغة الألمانية في مدارسنا "،" تربية نهاية العام ") ، وفي الأدب الروائي (" الأدب اللاأخلاقي "، شخصيات بارزة في الأدب الأجنبي (" صورتنا "، Emil Z." صورتنا: François Gobbe ") ، الأنواع الأدبية (حول" Noravep ") ، ومقالات عن مستقبل المسرح الأرمني :("الوقائع المسرحية: الحداد"،"الوقائع المسرحية:السيدة مونكوت" ، "المسرح" ، "حطام السفينة في المسرح الأرمني") ، وتناول في مقالاته قضية المرأة : ("لماذا لا يتزوج رجال إريك من فتيات متعلمات جدًا ، "مدارس بناتنا") ، وعن احوال الكنيسة كتب :("حول استقالة البطريرك").
أمير القصة القصيرة
ازدهر نشاط زهراب الأدبي في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر وأوائل تسعينيات القرن التاسع عشر؛ فكتب القصائد والقصص والمقالات، وما إلى ذلك. و استطاع أن يحتفظ في قصصه بلون خاص،؛فقد كان مراقباً حساسًا وراويًا بارعًا، واشتهربأعماله القصصية التي نُشرت في ثلاث مجموعات : " أصوات الضمير" (1908) ، " الحياة كما هي" (1911) ، "الآلام الصامتة" (1911).
وتمحورت مواضيع القصص عنده حول المجتمع الأرمني في إستانبول بكل شرائحه، وبعائلاته الغنية وآلامهم العميقة ، وتعمّق في قصصه في النفس الإنسانية، فدافع عن حقوق المرأة كما في قصة (الأرملة) ، وهو صوت المرأة وروحها ،وانحاز إلي الفقراء والمسحوقين ، وسار معذبوه علي درب الشقاء من قراهم في ريف تركيا، باتجاه إستانبول -مطمح الباحثين عن لقمة الخبز-، مثلما هي مطمع غيرهم من الناس علي اختلاف مشاربهم ومستوياتهم.وفقراؤه أناس تُعساء مقهورون قل حظهم من معرفة الحياة ، مثلما تضاءل نصيبهم من السعي فيها والنضال من أجلها؛ فاندحروا،أو تاهوا، أوماتوا مستدّرين بذلك دموعنا حزنًا عليهم وإشفاقًا.
استطاع زهراب أن يستكشف بلطف الأصول الاجتماعية للمأساة الإنسانية.؛فالتاجر هوسب أغا بطل قصة " ديون الطائر" أفلس، ولم يستطع الاعتناء بالمنزل بعد وفاة زوجته واحتياجات الفتيات البالغات والشخص البائس ينتحر دون جدوى ، وبطلات قصص "ماجتاجين"و "إيرين" و"بريدي" نساء بائسات ومهجورات يتعرضن لضربات الحياة.
تناول الحب بحنان خاص في قصص "أينكا" ، "ريحان" ، "حب إلى الأمام ، إلى الأمام الخير"،"زابولون" ، "جيران" درس دراما الحب في ضوء السعادة والأخلاق والجمال وغيرها من القيم السامية ،وقصة (دليلة) يعاني الراوي وهو طبيب جراح أرمني من حب في دمشق، وتنتهي القصة بموت الفتاة بين يدي الجراح.
وآمن بالحب، بمعناه الواسع الذي يشمل أنماطًا من المحبة المختلفة الأشكال والألوان ؛فالحب المتبادل بين الجنسين عنده تخالطه روح رومانسية حالمة، وهي وليدة عصره ؛ لأن مجتمعه كان يحد من اختلاط الجنسين ،وأبطاله من المحبين ، هم ذووعواطف مشبوبة ، إذا حبوا هاموا وإذا عشقوا جثنوا هيامًا، والحب عنده يتعدي حب الإنسان للإنسان ؛ ليشمل حب الإنسان لله تعالي خالق الإنسان والكون وتعلقه به، واستسلامه له وتفانيه في مرضاته.
ولكي يعيش حياة الناس ، يكتب للناس؛ فابتكر بهذا الاعتقاد ،وبهذا الشعار أسلوبه الفريد وميزته في أدبنا اليوم ، من مسافة تزيد عن مائة عام ، تُبرز صورتها السامية أمام أعيننا ، دائمًا مع الناس ، دائمًا من أجل الناس. كان يبحث عن الكلمة التي ستُصبح منارةً لخلاص أمته ، كتب بطريقة مفهومة ومحبوبة من قبل شعبه. كل سؤالٍ يطرحه أدبه الرائع لا يزال ذا صلةٍ اليوم ، مكتوبًا لعصرنا وأيامنا.
شغلت الهجرة حيزًا كبيرا في قصص زهراب؛ فالهجرة رفيق أبدي للتاريخ الأرمني ، وهو ليس مجرد موضوع ينعكس في أدب زهراب ، بل مأساة الروح الأرمنية ،وكتب زهراب الكثير عنها ، بلهجة مأساوية دائمًا ، والهجرة ليست مجرد تنّقل الأشخاص من مكان إقامة إلى آخر، فهي ليست إحصائية للأرمن ، لكنها منزل محطم، وأم وحيدة ، وأيتام.
وشكّلت كتاباته الأخرى قسمًا هامًا من إرثه الادبي الكبير؛فقد ألّف(الرسائل الصينية) 1884 كنايةً عن محاورات تخيلها زهراب، ينتقد فيها التأثيرات الغربية على المجتمع الأرمني، وهناك أعماله النقدية (الصحافة الحديثة)1892و(شخصيات مألوفة) 1909 ،أما الخواطر واليوميات (يوميات مسافر) ؛فتعبر عن فلسفة الحياة لدى زهراب ،وقد اعتمد فيها على حياته التي عاشها في أوروبا 1895-1908 ،وأصدر في باريس تحت اسم مستعار (مارسيل ليار) كتابًا بعنوان (القضية الأرمنية في ضوء الوثائق) 1913.
لم يؤمن أرمن أرمينيا ،ولم يحبوا أحدًا كما أحبوا زهراب ؛فكان الأكثر شهرة ، والأعظم ،وأثارت ومضات موهبته الرائعة شعوراً بالفخر، إذا قورن بأشهر المثقفين والكتاب في ذلك الوقت ، كانوا مقتنعين بأن زهراب ليس أدنى مرتبة ، وفي كثير من الحالات يتفوق على الكتّاب الأوروبيين العظام.
سيحلّل المؤرخ الأدبي بعناية كل مشكلة يمكن رؤيتها في قصص زهراب - هذا هو تاريخ الأمة الأرمنية ، الذي يتم التعبير عنه من خلال الشخصيات الفنية ؛أي أنسنة. وربما تكون قصة الإنسان والروح هي الأكثر إثارة للاهتمام من بين كل ما يمكننا قراءته في الكتب المختلفة.
موقفه من مذبحة أضنة 1909
نسي زهراب قلمه ،ودخل في معركة غير متكافئة ،وهو يناشد مع أرمين جارو الحكومة التركية لوقف المذبحة في القرى المجاورة لأضنة ، ويقدم قرارًا في مجلس النواب يُعلن حالة الحصار في المحافظة ،ويقترح إرسال برقية إلى أضنة ، محذرًا من معاقبة مرتكبيها بشدة إذا تكررت المجازر وأعمال الشغب.
كان في طريقه لإجراء تحقيق جديد في البرلمان حول مجازر أضنة ، منتقدًا بشدة حاكم أضنة جاد بك ،ووزير الداخلية ، الذي حمل بوقاحة مسؤولية المجازرعلى الأرمن ،وصرح المسؤولون الأتراك بأن سبب المجزرة لا يمكن تحديده: هل الأرمن هم سبب المجزرة أم الأتراك
وقال زهراب إن هذه الحكومة تأسف لعدم حصولها على معلومات عن عدد الضحايا منذ 15 يومًا. واعتبر أن محاولات إظهار الأرمن كمتمردين هي محض افتراء، وقال إن مجزرة أضنة كانت من صنع الحكومة.في البرلمان التركي ، وكان موجهًا سؤاله في البرلمان التركي ليس فقط نيابة عن الأرمن ولكن أيضًا عن دول مسيحية أخرى ، وكان خطابه ناريًا ومؤثرًا ونزيهًا.

المفكر الثوري
أطلق زهراب على نفسه لقب "المثقف الثوري" ،وقال عن نفسه في كتابه الشهير "الوصف الذاتي" عام 1908 ، عندما رُشح لعضوية البرلمان العثماني : "لقد كنت دائمًا ليبراليًا ، وشعبيًا دائمًا ، وأقاتل دائمًا ضد التزوير". وبما أنه يكره كل اختلاف في القول والفعل ، أضاف: "أنا مثل هذا ككاتب ، نفس الروح الليبرالية ، نفس الجهد ، نفس الاتجاه" ."
كان زهراب مصدر فخر للأرمن ، وقد تم الإشادة به على "سلوكه الشجاع" واستقامته وشجاعته ، وكان "شخصية وطنية محترمة" ، وأشهر نائب ومحامي لا يُقهر في القسطنطينية.
استطاع أن يجمع بروحه الثورية والناريّة من حوله العناصر المطّلعة والفعّالة من الشباب الأرمني في إسطنبول،وأسس معهم جمعيات تربوية ،وكذلك محبي المدارس الشرقية والأرمن الذين لعبوا دورًا كبيرًا في تنوير كل من القسطنطينية وأرمن المقاطعات .
لقد كان شعاره دائمًا "كن جريئا وشجاعا ، لا تتراجع أمام صخرة ، التي تعرف الديكتاتورية كيف تدفع خطوتها تحسبا لسقوطك المضطرب ، أن تتحدث بجرأة ، دون قيد أو شرط ، مسترشدة بالوعي العميق لحقك ، بصوت من ضميرك"
زهراب الإنسان
كان زهراب إنسانًا بمعني الكلمة يشعر بآلام البؤساء ويعطف علي الفقراء، رجلا شعبيا ،نائبا يعيش مع هموم الشعب ، وكان من أصحاب المبادرات الإنسانية والخيرية وتقديم يد العون والخير للمعوزين؛ فكان يُعطى المال للأطفال المتسولين ، ويفرغ محتويات جيبه ،وإذا لم يكن لديه شيء ، فُيعطي منديلًا.
شارك في جميع الأنشطة الخيرية في القسطنطينية ،وكان الأول دائمًا في قائمة المتبرعين أو رئيس اللجنة،وغالبًا ما كان يحرج أثرياء القسطنطينية بكرمه.
أثارت عائلته حبًا خاصًا للفقراء ،ووقفت إلي جانبهم ،وغالبًا ما تجد المقالات في الصحافة حول كرم عائلة زهراب، وذكرت صحيفة "ماسيس" أن أسرة زهراب تعهدت بتوفير الطعام لـ30 تلميذاً فقيرًا لمدة شهر، وكان كريمًا جدا مع أقاربه ، و يساعد الطلاب الفقراء في كلية "أشعيا" كثيرًا ،وأنشأ لهذا الغرض صناديق من خلال دعوة أثرياء المنطقة لمساعدة المدرسة ،ووفقًا لمعاصريه قام زهراب شخصيًا بتغطية تكلفة التعليم المهني للعديد من الطلاب.
ساعد ماليًا المسرح الأرمني في القسطنطينية ، وأسس "صندوق مساعدة المعلم" وقام مع أصدقائه بتوفير الميزانية لمرحلة ما قبل المدرسة وروضة الأطفال في قرية "حصار" ،وتمكن من إجبار الحكومة على المشاركة في برامجه الخيرية.
وناشد أثرياء الأرمن ذات مرة بهذه الدعوة : "ألا تريد أن تترك اسمًا في أمتنا؟ وبدلاً من حصر الذهب المتراكم وإنفاقه وإهداره والتباهي بثروته ،عليك أن نفعل شيئًا مفيدًا للمجتمع، مات الأثرياء الأرمن ، ولم يتركوا وراءهم شيئًا أو لم يتركوا سوى شاهد قبر رائع ، محفورًا باسمهم بالذهب" ويستشهد بالمثال المفيد للجيران المسلمين الأثرياء الذين يبذلون قصارى جهدهم لمواطنيهم المسلمين ، ويبنون مؤسسات رائعة ، ويرعون المؤسسات التعليمية.
وكان يقول دائمًا :" ليس عليك أن تكون ثريًا جدًا للقيام بالأعمال الخيرية. ليس الكثير من الثروة ، بل القلب الكبير لمساعدة الأمة،حتى ولو بمبلغ متواضع ، يمكن للإنسان أن يسدد ديونه لأمته".
وناشد رجال الكنيسة بتوجيه الناس نحو الأعمال الإنسانية والخيرية،وأنهم ،ملزمون بالتأثير على الناس وتذكيرهم بواجبهم الإنساني تجاه الأرمن. وتذكير هؤلاء الناس أنه عندما يأتي الموت ، سيتعين عليهم التخلي عن الثروة. وعندما تحين تلك الساعة ، فأنت مدين للفقراء، والمحتاجين ، بتقاسم "المال الذي تكسبونه".
موقفه من الإبادة الكبري
عزمت السلطة التركية علي إجلاء الأرمن عن الأناضول عندما اشتد الخلاف بينهم وبين السلطة التركية إبان الحرب العالمية الأولي،بدأت الاعتقالات في إسطنبول،واعتقلت الشرطة التركية 235 مفكرًا أرمنيا من بينهم: كوميتاس وسيامانتو وفاروزان وروبن زاك وروبين زردريان وغيرهم،ولم يكن بينهم زهراب .
وفي 23 أبريل ، ألقى زهراب خطابًا في اجتماع تشاوري لمجلس الشيوخ الأرميني ، عرض فيه تمثيل شيخ الإسلام ، ورئيس الوزراء ، ووزراء الداخلية الآخرين ، وتقديم طلب إلى لجنة الاتحاد للحصول على ضمانات لأمن الشعب الأرمني.
ذهب زهراب إلى منزل طلعت، وكان يكافح ويبذل قصارى جهده لينقذ شعبه ويستفسر منه عن هذه الاعتقالات معاتبًا:
لسوف تطالبون يومًا بحساب علي ما تفعلون، ولا أظنكم مستطيعيين تبرير صنيعكم.
فيسأله طلعت باشا ، ومن ذا الذي يطالبنا بالحساب؟
يجيب زهراب ، عضو المبعوثان: أنا ..بصفتي ممثلًا للشعب الأرمني.
دار هذا الحوار بين زهراب ووزير الداخلية طلعت باشا،
ولقد حاول زهراب باستخدام كل اتصالاته ومعارفه الرسمية ، حاول إنقاذ المعتقلين ، وكتب طلبات ، وتوسط ، وفعل كل ما في وسعه ، ولم يفقد الأمل حتى الساعة الأخيرة ، والتي كانت الأسوأ في حياته.
ومرة أخري زار زهراب طلعت باشا مساء يوم في حي" بك أوغلي" قدم إليه بعربته؛ فاستقبله الحراس علي الباب بالاحترام المعهود، وأمر زهراب حوذيه بالانصراف علي أن يعود في منتصف الليل ، وبعد أن أمضي زهراب السهرة مع طلعت باشا، ثم انصرف في موعده، فلم يجد عربته في انتظاره، ولما كان يقطن حي( إسكيدلر) البعيد، فقد رأي أن يذهب علي القدمين إلي "جسر بك أوغلي" القريب حيث تكثر العربات ؛ليستقل واحدة واستوقفه في الطريق شرطيان وسأله أحدهما: هل يتفضل البك بمرافقتنا إلي مركز الشرطة، وساء هذا الطلب زهراب عضو المبعوثان الذي يتمتع بالحصانة البرلمانية مثلما يتمتع بصداقة وزير الداخلية طلعت باشا، وخُيل إليه أن الأمرالتبس علي الشرطيين.
فقال له: أنت مخطيء يا أفندي ، أنا كريكور زهراب.
اجاب الشرطي: أعرف هذا يا سيدي
زهراب: مادمت تعرف ، فكيف تجرؤ علي دعوتي إلي مركز الشرطة،وأنا منصرف لتوي من لدن طلعت باشا.
الشرطي: أجل، وقد ترقبتك هنا،وإذا رفضت الذهاب وإياك،إن الأوامر لدي صريحة
نهاية مأساوية مرسومة علي خط الإبادة
اعتقل زهراب في 2 يونيو عام 1915 ، حيث لم يكن على قائمة المعتقلين في 24 أبريل ، ومن الواضح أنهم كانوا خائفين منه، خافت إمبراطورية عثمانية بأكملها من الكاتب الأرميني ومكانته الدولية؛ فقد أظهر أبريل ومايو الماضيان أن العالم أصم ، ويمكن بالفعل اعتقال زهراب ؛ وتم اعتقاله في 2 يونيو 1915 ، ومنذ ذلك اليوم وحتى وفاته المأساوية ،أُتيحت لزهراب فرصًا كثيرة للهروب.؛ لكنه قد قابل كل هذه المحاولات بالرفض.
فقد وضع الثري مارتين هاكوبيان الكثير من المال على الطاولة، وعرض علىه الهروب فأجابه زهراب: "إلى أين أهرب؟ كيف أترك هذا الشعب الذي لا مأوى له ولا رأس له؟ ورد زهراب: "لا ، لا أستطيع الهروب ، يجب أن أكون مدينًا لنفسي بالبقاء في السد حتى النهاية".
وعرض عليه الأخوان (أونيك وأرمين مظلوم) وهما من أرمن حلب المستعربين صاحبا فندق ( بارون ) بحلب أثناء إقامته وهو في طريقه إلي المنفي، الحماية إذا رأي الالتجاء إليهما ؛ فإن لهما أصدقاء من الوجهاء العرب ما يكفل لهما الحماية، ولكن زهراب يعتذر لهما بلطف من قبول العرض قائلًا:
"لا عيبَ، سيظن صديقي طلعت باشا أني لا أثق به، لقد قال لي وأنا أتعشي معه قبل مغادرة إستانبول :" إن هذه إجراءات شكلية"
وبعد اعتقال زهراب توجهت قافلة تضم زهراب وفارتكيس باتجاه ديار بكر عبر أورفة، ووصلوا إليها يوم 4 يوليو. وفي صباح 6 يوليو، خرجوا منها عبر أورفة بالعربة، وبعد ساعة قُتل الاثنان بالقرب من قرية "قره كوي"، ونُكّل بهما من قبل مجرمي عصابات التشكيلات الخاصة برئاسة أحمد الجركسي.
و في هذا الإطار، لا بد من الإشارة إلى أنه عندما عقد مجلس “المبعوثان” العثماني اجتماعه بعد جريمة الإبادة هذه بأيام قلائل، جيء بشخصيتين إلى المجلس؛ لتحلا مكان النائبين زوهراب وفارتكيس، ففوجئ بهما فارس الخوري (أحد النواب ورئيس مجلس النواب والوزراء في سورية فيما بعد)، حيث لم يكن قد شاهدهما من قبل.؛فنظر إلى طلعت باشا وسأله: من يكون هذان الشخصان؟ تغيّر لون وجه طلعت باشا وحدق في زميله أنور باشا، ولم يستطيعا قول الحقيقة وبديا محرجين. وبعد دقائق، مال طلعت باشا نحو فارس الخوري قائلا: أمهلنا حتى الأسبوع القادم لنعطيك الجواب.. وفي الأسبوع التالي، أجبر فارس الخوري على عدم حضور الجلسة بعد أن علم أن هذين الشخصين جيء بهما بديلا عن النائبين زهراب وفارتكيس اللذين قُتلا في جريمة الإبادة ضد الشعب الأرمني. وكانت هذه الحادثة إحدى وقائع اليوميات التي سجّلها فارس الخوري في مذكراته، كما ذكرها كاتب ذكرياته أيضا محمد الفرحاتي باعتبارها شهادة حق يجب ألا تخفى، وجاءت تحت عنوان “فارس الخوري يحرج النواب العثمانيين”.
ويؤكد شاهد العيان المحامي السوري فائز الغصن أن زهراب وفارتكيس قُتلا وكانا ضحيتين لجرأتهما وإقدامهما ، قُتلا حسدا لعلمها وحبهما للأرمن، قُتلا لثباتهما على مسلكهما.
هذه اللحظات الأخيرة من حياة زهراب قدّمها شهود مختلفون بطرق مختلفة. لكن شيئًا واحدًا يتكرر في كل شهادة: دموع زهراب. كان زهراب لا يزال على قيد الحياة بعد طلقات الدرك. يقول آرام أنطونيان إنهم حاولوا إخراج زهراب من العربة وصرخوا من جميع الجهات "انزلوا". وجلس بلا حراك والدموع في عينيه وكأن هذه الكلمات لا تعنيه.
هوجم زهراب بالخناجر ثم أطلقت على عبقري ميت. وطبقاً لزاره أوربيريان ، فإن شركيز أحمد ضرب زهراب بحجر على رأسه. ثم انتزعت الملابس من جثث القتلى وألقيت الجثث في الأدغال، ثم جاء قرويون من قرية مجاورة إلى مكان الجريمة ، لكنهم لم يجدوا شيئًا ينهبونه ، رجموا الجثث العارية الملقاة في وادي الشيطان.
في وقت لاحق من اليوم في سوق أورفة ، تم بيع ساعة وخاتم ذهب زهراب ، وتمكن رجل إنجليزي من شراء حقيبة زهراب بالأحرف الأولى من الاسم وبقع الدم.
منعت السلطات زوجة زهراب وأقاربها من الحداد أو الراحة. حتى أن كلارا زهراب أُبلغت بوفاة زوجها عبر الهاتف



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الأستاذة فيرا يعقوبيان رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية في ال ...
- تانييل فاروجان: ذاكرة الشعر الأرمني الحديث
- مع الباحثة الأردنية الأرمنية الأستاذة مارال نرسيسيان
- حرب أكتوبر في الأدب العربي الحديث
- سيامنتو شهيد الإبادة الذي أسري الخوف في قلوب أعدائه
- ذكري مرور مائة عام علي وفاة الشاعر الأرمني ڤاهان ديريان ...
- الأرمن في عصر سلاطين المماليك ( 1250-1517 م)
- آرتور آداموڤ أحد رواد مسرح العبث
- مع الكاتب الأرمني العراقي المهندس هامبرسوم أغباشيان
- مع الدكتورة نورا أريسيان..عضو مجلس الشعب السوري حول الاعتراف ...
- كيراز العبقري الذي أبهر مدينة النور
- الكوليرا في جديدة المنزلة عام 1947 وفصل من تاريخ مآسي القرية ...
- ويسألونك عن النفاق...!!!
- ما أشبه الليلة بالبارحة مابين الكوليرا والكورونا..!!!!
- كورونا في زمن الجاهلية
- المشروع البحثي وسبوبة منتظرة
- مصر في طريقها للاعتراف بإبادة الأرمن عام 1915
- الشهيد الذي كرمته السماء والأرض.....في ذكراه الأولي
- مفردات البيئة في الريف المصري
- مقاومة دودة القطن في القرية زمان


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عطا درغام - كريكور زوهراب شهيد الإبادة ورائد القصة القصيرة الأرمنية