|
صراع طوائف ام صراع طبقات ؟؟
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 7267 - 2022 / 6 / 2 - 23:52
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تعيش البلاد منذ شهور في دوامات تراشق و اتهامات، مبادرات و رفض . . و وعود بأن مشاكل الكتل الحاكمة في البلاد ستُحل، دون طرح واضح لماهية المشاكل الجارية في البيوتات الحاكمة و فيما بينها، و دون بيان واضح لماهية المشاريع التي تحملها و التي تتصادم بسببها و لا بيان واضح عن كيف ستضمن تنفيذها . . و تتسبب بذلك بقلق و توترات و مزيد من الآلام الشعبية الفقيرة، بسبب تزايد العوز و الجوع من جهة، و بسبب الكوارث الطبيعية من الجفاف و التصحّر و الارتفاع غير المسبوق للحرارة و للعواصف الرملية و الغبارية الخانقة . . في مجتمع تشوّه و فقد مئات الآلاف من شبابه و رجاله المؤهلين موتاً و تعويقاً و فقداناً . . بعد ان عاش نصف قرن في حروب مجنونة خاسرة لحاكم دكتاتوري ارعن تسببت بالخراب و بالحصار المدمّر، و عاش حروباً مدمّرة بقيادة الماكنة العسكرية الأميركية العملاقة و قيامها بالاحتلال العسكري للبلاد، و حروب القاعدة و داعش الإرهابيّتين و غيرها . . و بالتالي بتسليم الاميركان الحكم للقوى الاسلاموية بطوائفها على اساس (التوافق و المحاصصة) و وفقاً لدستور كُتب على يد غير متخصصين و على عجل، بالإتفاق مع نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي توغّلت عميقاً في دوائر الدولة بطرق متنوعة، اخطرها في الاحزاب ذات الميليشيات المسلحة برأي متخصصين، و بشتى المسميات المقدّسة و بشتى الوسائل الثوروية و (الدستورية) . . و يشير مراقبون مستقلون و محايدون الى انه بعد تراجع تأثير النهج الطائفي المتنوع الذي تحكّم ـ و لايزال ـ بالعملية السياسية، بتأثير ثورة تشرين 2019 و النشاطات التحضيرية لها . . صارت البطالة و الجوع و السلاح و المخدرات و الفساد الإداري، و ملاحقة و اغتيال و اختطاف المعارضين ابرز مايواجه شباب و شابات العراق اليوم . . و يشيرون الى سطحية و لامسؤولية ممثلي الكتل الحاكمة (مدّعين تمثيل المكوّن) في نقاشاتهم و ماهية خلافاتهم المنقولة على الفضائيات و على الهواء، بكونها لاتخرج عن اطار مصالح حزبية و فئوية ضيّقة، و بكونها محدودة الأفق لاتعرف او تتجاهل بغباء سياسي بأن البلاد لاتزال تحت طائلة قرارات مجلس الامن ـ البند السادس . . تشهد على ذلك قراراته الأخيرة بتمديدها، و قرارات مجلس الشيوخ الاميركي بتمديد مسؤولية الاخير تجاه البلاد مجدداً . ففيما يُستنزف الوقت بانواع التصريحات و المناورات و مواجهة الاتهامات بالاتهامات، دون خطوات عملية ملموسة على طريق انقاذ البلاد . . تبقى البلاد بلا حكومة كاملة الصلاحية و بلا ميزانية سنوية و لا سماح معقول للصرف على انواع الطوارئ التي تتجمع و تتفاقم في البلاد، في وقت حصلت فيه البلاد و ستحصل على عائدات مالية فلكية بسبب تصاعد اسعار النفط، من جهة . . و دون الانتباه الى ان استمرار تزايد الفقر و الجوع دون حلول . . سيفجّر النقمة الشعبية، التي سيفاقمها الحر و العطش و الغبار . . النقمة التي ستشعل ثورة و انفجار الفقراء و الجياع بوجه الكتل الحاكمة، من جهة اخرى . . في وقت يجمع فيه الباحثون و المنظّرون على ان صراع الفقراء مع الأغنياء لعب منذ القدم، الدور الحاسم في التغييرات التأريخية لبلدان و مكوّنات العالم . . و دون انتباه الكتل الحاكمة الى ان الحكومة القائمة الحالية و مجلس النواب، لم تأتِ الاّ بتأثير ثورة الفقراء 2019 التي ادّت الى استقالة حكومة عبد المهدي و الى تصدّع المؤسسات الحاكمة، و القيام بانتخابات مبكرة . . بارواح و دماء و تشوّه مئات و عشرات آلاف الشباب و الشابات من الطبقات و الفئات الفقيرة من كل المكوّنات، اثر قيامهم بوجه سارقي قوت الشعب بإسم الدين و المذهب، بعد ان حرّفوا الدين و حرّفوا و شوّهوا المواقف الخالدة لقادة و نماذج المذاهب و مادعوا اليه و ضحوّا من اجله . . من (لو كان الفقر رجلاً لقتلته) للامام علي، و الى (متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احراراً) للخليفة عمر، و الى (هيهات منّا الذلة) لسيد الشهداء الامام الحسين . . و فيما تحذّر اوساط معارضة من انفجار ثورة جياع قد تفوق ثورة تشرين عُدّة و عدداً . . تتسائل اوساط كثيرة في ظروف تزايد الوعي الجماهيري و ظروف عدم الثقة بتصريحات الكتل الحاكمة و ظروف فروق كلام الليل عن كلام النهار، تتسائل عن، هل هو صراع اشخاص ؟؟ ام تريد الكتل الحاكمة المتصارعة على حصصها اشعال حرب داخلية او اقليمية لإدامة و لتصعيد تغطية ماتدعيه من تمثيلها للمكونات و للطوائف ؟؟ كحل دموي عنيف جديد، لمشكلة تجويع الشعب الذي وصلت ملايينه 40% دون خط الفقر، تجويعاً يجعله قابلاً لما هو قائم وفق خيالها المريض . . بوجود محيط مكفهر يسهل التهابه بالنيران تدفع به قوى اقليمية و دولية و الشركات و الدوائر المستفيدة و وكلائها القطط السمان من الكتل الحاكمة، و ممن يدّعون بتمثيل المكونات . .
2 /6 / 2022 ، مهند البراك
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصين، و آزوفستال يكشف !
-
ذكريات الصبا..مجرمون و سياسيون .14.
-
ذكريات الصبا..عباس شكاره .13.
-
ذكريات الصبا ..الساطور! .12.
-
الحرب في اوكرانيا . . و منطقتنا ! .4.
-
الحرب في اوكرانيا . . و منطقتنا .3.
-
الحرب في اوكرانيا و منطقتنا . . .2.
-
الحرب في اوكرانيا . . و منطقتنا .1.
-
ذكريات الصبا.. و حرقوا البيت! .11.
-
ذكريات الصبا .. الإغتيال .10.
-
ذكريات الصبا.عفا الله عما سلف.9.
-
ذكريات الصبا..اعتداءات و آراء .8.
-
ذكريات الصبا..زمن الاغتيالات .7.
-
ذكريات الصبا..اعتداءات و تشريد .6.
-
ذكريات الصبا..اول ايار 1959 .5.
-
ذكريات الصبا.. ابو الهوب .4.
-
ذكريات الصبا..الملا مصطفى .3.
-
ذكريات الصبا الخال مزهر.2.
-
ذكريات الصبا..14 تموز .1.
-
ذكريات طفولة..مظاهرات قلبت موازين .16.
المزيد.....
-
منها مدينة عربية.. أي المدن يقصدها المزيد من أصحاب الملايين؟
...
-
طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي.. شا
...
-
حصريًا لـCNN.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. وموا
...
-
إسرائيل تعلن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدات الإ
...
-
ملف المعارين يؤرق برشلونة.. فكيف سيديره؟
-
الخارجية الروسية تحذر: القوات الفرنسية في حال تواجدها في أوك
...
-
عبداللهيان: يمكن التوصل لاتفاق هدنة لكن نتنياهو يسعى لإطالة
...
-
الأسد يهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا
-
وفاة -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية
-
سفير الاتحاد الأوروبي في مولدوفا: شعرت وكأنني -سارق العيد-
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|