رحمة عناب
الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 22:56
المحور:
الادب والفن
تركوا لنا وجهَ الغياب
مُطِلّاً على هطولِ الحسرات
ورحلوا
في صمتِ الجراح
صوبَ رحماتٍ ثاقبات
تعمّدهم بهيبةَ الجنان
كمْ تعزّ على اللحظِ دمعة
غادرتْ
جفنَ حقيبتكَ المدرسية
و ضاع المُنى
ذابَ الوردُ في الحلم
وتذرّى الطّلع
فوقَ نعشٍ ثائرٍ ينزفُ
على بُعدِ نبضةٍ و رعشٍ
واحلامكَ محمّلات بأجنحةِ
غيبتكَ صوبَ سماء لا تحاجج الشهيد بالسقوط
أووواه يااااا ولدي
كيف تتبع الموت خطاوي ضحكتك
و أسكن فيكَ رصاصة شذرى .! .
ما استحسنتَ فيهِ يا كبدي
لتبتسمَ لهُ و تسلّم .! .
تصافحهُ ولا تلوي
تسرجُ خيولَ روحكَ
و تغرقُ في رضابِ نومٍ طوييييييل
وانا أزِنُ دبيبَ الحضور بلحظةِ الرجوع
و يأتوا بكَ ساكناً
مجفف الحركات
على سريرِ عمركَ
لا اطيقُ هيبةَ وداع
يتحشرجُ
بهاجسِ الانكار
وأتهالكُ على شفاهِ نعشكَ
بارتدادِ صوتي المتكسر
على صخرةِ وجعي
و اقول :
“مع السلامة يا إمي”
:
:
:
قُبيلَ رصاصة الغياب
سماء فارعة الأسى
وتنهيدة حجر
في الافق المراقِ
بلونِ القيامة
تتضور
بُعيد رصاصة الخلود
إلــهٌ عانقَ صدري
بجوازِ الصعود
كيف أردَ وجههُ
مِنْ ثاقبات نبضي .! .
انا لمْ أمتْ غريباً
يا امي
انا ثري بيقيني
اضعتُ شكّي
تعتريني المنايا
كلّ الذين غادروا
الى الهناك
اطلقوا جنح انتظاراتهم
لمعاريج ضوئي
بلهفة الصهوات
أُصابح نوافذ صدرك
سلاماً يصافحُ عروشكِ
اجمعُ ملحكِ
دمعةً دمعةً
أنشيء لك ملكوت
بحيرات و جزر
فتصابحي على ذاكري
صلاة تعيذيك
وساوساً عابستها المآتم
فــأسلميني للصمت
و لملمي دمي
وردةً وردةً
وارسمي منهُ نهاراً
ووزّعي ما تيسر
مِنْ اقداحِ رضاكِ
على المواسيات
تلاوةً
بجرارِ صبرٍ ناتئات
فلي منك تحنان فلذة
ولكِ مني في الاخرة
مِنحةُ الانبياء.
#رحمة_عناب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟