أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - حامد ثامر المسفر / رابطة الشعر العربي 1995-2001















المزيد.....

حامد ثامر المسفر / رابطة الشعر العربي 1995-2001


عقيل الواجدي

الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 03:26
المحور: الادب والفن
    


حامد ثامر المسفر
تولد/ 1972
عضو رابطة الشعر العربي في ذي قار.

الفترة التي تسنَّمت بها رئاسة رابطة الشعر العربي، والتي امتدت الى ما يقرب من سبع سنوات، كانت سببا في ان التقي بأصحاب المواهب من الشباب، سواء في مجال الشعر او القصة، كان هم الكتابة كفيلا في ان يمد أواصر التواصل ما بيننا، وان يخلق جوّا من الأُلفة، ومنهم القاص ( حامد ثامر المسفر ) الذي كانت بداياته مع القصة بقصص امتلك فيها جمال الفكرة ومطاولة النفس مما هيّأه لكتابة الرواية، وبالرغم من ان الغربة قطعت مبكرا حبال التواصل ما بيننا لكنه عاد بعد سنيٍّ طوال ليتحفنا بروايته الأولى ( شرايين رمادية بالذاكرة المرّة ) والصادرة عن دار ( نوفا بلس للنشر والتوزيع )/ الكويت 2014، لكن يبدو هاجس المغامرة لم يغادرها فقد عاد يبحث عن وطن في عالم لا موطأ له فيه، حيث يحط رحاله من سنتين في أثينا يكابد المجهول والغد الذي شحُبت ملامحه، فرصة تواجده في العراق في سنيّه الأخيرة انجبت له رواية ( ليل المنافي )/ مخطوطة. وقد حظيت بالاطلاع على مُسَوّدَتها، وقد نسجها بأسلوبه الجميل وخياله الخصب.
شرايين رمادية بالذاكرة المرة رواية تستحق القراءة وأن تنال الدراسة التي تستحقها، وقد كتبت عنها انطباعا نشرته في موقع الحوار المتمدن بعنوان: شرايين ( حامد المسفر ) الرمادية:
( نحن في عزلة مغطاة بأعظم الانكسارات عند حافات المدى ننتظر النطق في صدى النزف بالشرايين ونحاول رسم خارطة الجسد المهمل بالطباشير على اقصى غيمة بالشعور، كل ذلك وارواحنا كالحمائم تنام في عش الغياب ) ص 5
من مراسم الاهداء وضع لنا القاص والروائي العراقي ( حامد ثامر المسفر ) اطاراً عاما لمحور روايته ( شرايين رمادية بالذاكرة المرة ) محوراً انسانيا متنقلاً عبر أزمنة وامكنة وشخوص كان فيها مراهناً واثقاً من قدراته الفنية في السرد الروائي لروايته البكر عبر ترجمة سلوكية لانفعالاته الانسانية المقترنة بانسجام المعاني مع الكلمات في مرونة تأخذ بك الى جماليات تكتشفها تباعا مع مرور الاحداث فقد كان رائياً في امتلاك اطراف القص بكيفية مبهرة، انها الرؤية الواعية ( كما وصفها تزفتان تودوروف: بالكيفية التي يتم بها ادراك القصة من طرف السارد ).
رغم امتلاكه للمباني الاساسية في الفن الروائي من ( حدث، شخصيات، الزمان، المكان، السرد، الحوار واللغة ) فانه كذلك لم يتخل عن ريشته كرسام فقد كان جلياً اثر الرسم في بنائه السردي مبتعداً عن الحشو حيث ينقلنا ضمن اطار اللوحة دون ان نحس بفوارق اللون وكأنه يدرج بنا على سلّم من الالوان بواقعية ظلّت ملازمة له عبر خطوط الرواية دون احداث ضجيج وهو يكسر الحلقات تباعاً متنقلاً بنا الى مشاهد تدفعك بشغف لمعرفة ما بعدها، كان جميلا رغم حروفه النازفة وجعاً وهو يرى دولة الصحراء تهش قطيعها ساعية لقتل الجمال في بلد حباه الله كل شيء الاّ وفاء الاخرين تجاهه، انور بطل الرواية هو كلنا كعراقيين، بأمانيه وطموحاته وخيباته وآلامه، تجسّد ليكون كلنا في صراع مع الازمنة والامكنة التي دائما نترنح امامها مهما اختلف عدد الجولات، جولة مميتة كانت لبطلنا وهو يعد ما تبقى من ايامه عبر رحلة لاهثة لم تمنحه فرصة التقاط الانفاس، وهكذا فعل كاتبنا ( المسفر ) حين جعلنا نتبعه لاهثين لتقصي النهاية،
شرايين رمادية بالذاكرة المرة الصادرة عن دار نوفابلس للنشر والتوزيع في الكويت 2014، رواية بكر لكنها اضاءت عن كثير من قدرات كاتبنا الذي لانشك ان القادم سيكون اكثر ابهاراً،

عدم تقبل الواقع والإحساس بالحيف أحيانا تدفع الانسان الى تبنّي أفكارا وقناعات هي اشبه بحالة الضياع التي يعيشها الانسان، تلتبس الأمور عليه فيضحى كل شيء من حوله مثارا للشك، بل يصل أحيانا الى تبني التمرد لغاية التمرد فحسب، فالسواحل بعيدة والسفن طوت اشرعتها، واطالة النظر الى نحو الضفة الأخرى لا يزيدك الاّ حيرة خاصة وأنه لا قارب يصل بك ولا ذراع تنجيك.
لم يتوقف مجال الكتابة عند السرد وحسب فقد خاض ( المسفر ) مجال كتابة الشعر وان لن يولها الأهمية فقد كان للسرد الفضاء الاوسع من عالم اهتماماته، فهو فنان تشكيلي رائع يضاهي بإمكانياته الكبار من الفنانين في العراق لكن للأسف لم يُسلط الضوء على إمكانيات هذا الكاتب الفنان بما يستحق، ونخشى على امكانياته ان يصيبها الوهن بعد ان أضاع بوصلة وجهته، حيث لا وطن يأويه.







قصة قصيرة
عصير الفراولة

لم يصدق عينيه حين رآها تجلس على كرسي قبالته قرب النهر بعد رحلة طويلة من التواصل عن طريق الفيس بوك، أيقن لوهلة أن درب الاحلام ممكن أن يكون حقيقة وأن نبض الأماني سر للوحة قد رسمها القدر على أطار مزركش ترقد على حافاته حمائم لا تطير على مساحات المستحيل
تطلعت الأعين ببعضها وخرجت البسمات عن غير قصد.
ــ أخيرا، ألتقينا،
ــ أتذكر الفراولة،
ــ أحبك.
ــ وأنا أيضا.
ضحكا سويا، تكلموا عن المنشورات والإعجابات والصور والصداقات ومواقف لا تنسى ولم ينسوا شيئا فقد كانت لحظات أشبه باندفاع المعجزات نحو أرض الواقع أو بإطلالة أمنيات حبيسة بالشعور أو أحلام جاءها وقت الصحوة فتنفست بعد أن كانت في صخب من الأشواق والمودة عبر شاشة ملونة تحمل العديد من الصور والكلمات
أنتبه الى صوت النادل وهو يقول:
ـــ أتشرب شيئا يا سيدي؟
ــ نعم أريد عصير برتقال لي وعصير فراولة لحبيبتي
ــ هل هي قادمة بالطريق
تبسم بوجهه بروية وأعاد النظر للطرف الآخر حيث كانت تجلس، ولكنه تفاجأ، فلم يرَ غير الكرسي الفارغ أمامه، عكسته عينان صافيتان تحت ظلال من ظنون وشهقة الهام في الفراغ وسماء وحيدة تنتظر وداعها وقد انكسر صوت بفضاء الدهشة.
تطلع بماء النهر كثيرا وهبت النسمات على وجهه لتطلق على ملامحه دفء من شجون،
أعاد النظر الى النادل وقال:
ــ ممكن فقط عصير فراولة لو سمحت،

اِنعطافات النجوم/ قصة قصيرة
ـــ هل حقا قال ذلك
ـــ نعم
لقد أصبح الحنين متلبسا بحروف تتطاير في أعماق كون غاف وقد هيج بداخلي أحساسَ آخر محطات الضجيج، أطرد صورة متكسرة من عهد التوافق المستتر، حقا لا توافق، هل قال المنجم ذلك وفتح بوابات العذاب الذي يلازمنا؟
ــ ليته لم يقل ذلك.
لم يعد هنالك معنى لحسرات النوارس الراحلة، فلا أجد بعد اليوم سبيلا الى رشدي بعد أن كانت غفوة تحت ظلال غيمة تعطر سماء المنافي بذات النسمات البريئة عبر الأثير
ــــ أشششششش، أهدأ
لا تضعي أصبعك على فمي ودعيني أنطق كلمة الفصل:
لقد أنتحر الصمت في عيني ومارست صولة الدموع ببريق عيون آخر الفرسان وأمسى البعد ينساب بحبور بين طرقات الشتات وبأروقة الأمنيات.
أعشقك يا باب نجاة الدموع، يا مخبئي الصغير ويا حماقة زيف الأيام ومهبط وحي الحرمان يا انكسارات العصافير المرهقة فقد كان حبك استثنائيا ووجهتي الى بداية غموض الترحال، لقد تحول القرار إلى رجل قديم يبحث عن ماضي الحكايا التي لم تنجز بعد بداخل حلم زرع غصة بالصدور.
أنت لا تضمك أسئلة مؤقتة تؤرقنا، أجدك في نبضي وبأضواء المدينة وفي عزلة بعيدة عن الضياع، أنت مسلك للضياء ونفحات من رذاذ التجلي في صورة باتت تنازع اللقاء في روحي ومساء عند البحر يتلوى من الألم من أول العصور الى آخر تنهدات الموج، فلم أعد قادرا على تحمل ما يملؤني.
عيناك تبحث عن شيء لازال بعيدا في الأفق، تتأمل شهابا يزور الأرض ويعانق عشب اللحظات الساكنة بلحظة كومضة في الموانئ المنسية ليوقظ الحكايا الدفينة على مرفأ التمني، ابتسامتك المتعبة تتهاوى من بين شفاه موج يلثم ساحل النشوة ورذاذ اللقاء فقد وجدت الأوراق تهذي عند جذع يرفضنا.
لك أنا مرفأ لا يزوره الا مركب يتيم في زجاجة فتأكدي من وجودي باندفاع السواري لنسمة جزيرة منفيه بمجرة لا تقترب كثيرا من شمس التواصل، أعتق الكلمات في أدراج المودة وأسكبها بليل نقي ترعاه نجوم آذار وأشرب نفحات من فيض النبض ولا ينتابني الشرود.
أين أنت مني يا قبلة الروح فحروف أسمك تصرخ بالشريان وتعشقها الأبجديات؟ أين أنت مني ياسر وجودي وفنائي؟ أين أنت مني يا ترانيم تغنت عند فجر يقصدنا؟
فأنا من بعدك قربان على ضريح الموت والحياة يهدي أنفاسه الأخيرة لحروف أسمك، فبعدك طفقت الروح تبحث عن آخر مكمن لخلود صفاء الشعور.
ـــ أنا هنا بداخلك حبيبي
حبيبتي ان جاورك الشوق فافتحي للنبض كتابه، يا رفاة النور يا دفءً في سحابة.

• للكاتب رواية مطبوعة ( شرايين رمادية ) عن دار نوفا بلس للنشر والتوزيع/ الكويت 2014 إضافة الى رواية مخطوطة ( ليل المنافي ).
• يكتب قصيدة النثر بشكل جميل وله العديد من القصائد المنشورة.
• فنان تشكيلي رائع .
.



#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جعفر حاجم البدري / رابطة الشعر العربي 1995-2001
- الاستاذ جعفر حاجم البدري يترجم قصة ( لا ذاكرة للوطن )
- أثر ثقافة الشاعر في نمو النص ونضجه ، قراءة في قصيدة الشاعرة ...
- من شعراء رابطة الشعر العربي 1995-2001 / اسعد المطيري
- شعراء الحنظل المتمردون، رابطة الشعر العربي في ذي قار 1995-20 ...
- رابطة الشعر العربي ومنشورها العلني / للكاتب علي عبدالنبي الز ...
- الرابطة موقف وانجاز / الرابطة، هويّة التمرد / عبدالمحسن نهار ...
- الرابطة موقف وانجاز / الرابطة التي احببتها /القاص ابراهيم سب ...
- الرابطة موقف وانجاز / الجزء الخامس
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الرابع
- الرابطة موقف وانجاز / الجزء الثالث
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الثاني
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الاول
- مقدمة مجموعة ميارنا للشاعر عقيل الواجدي
- مقدمة مجموعة (في ذمة الموج ) للشاعر علي مكي راضي
- وللجمال بقية --- قراءة انطباعية في نص ( وللخيال بقية ) للشاع ...
- ميارات عقيل الواجدي - بقلم عبدالمحسن نهار البدري
- انسيابية الكتابة في قصص محمد رسن صكبان
- ( موت ُ الاسم ... موتُ الذات )
- ذمة الموج ، موج من الجمال


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - حامد ثامر المسفر / رابطة الشعر العربي 1995-2001