أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - الرابطة موقف وانجاز / الرابطة، هويّة التمرد / عبدالمحسن نهار البدري














المزيد.....

الرابطة موقف وانجاز / الرابطة، هويّة التمرد / عبدالمحسن نهار البدري


عقيل الواجدي

الحوار المتمدن-العدد: 7245 - 2022 / 5 / 11 - 09:30
المحور: الادب والفن
    


الرابطة، هويّة التمرد،
عبدالمحسن نهار البدري
رغم مرور اكثر من ربع قرن من الزمن الا اني لن انسى ذاك العام الذي وطأت قدماي ذلك السلَّم الذي قادني الى رواق طويل تقع الى يمينه ويساره العديد من الغرف وخصصت غرفه لكل رابطه أدبيه منها وفنيه وقبيل آخر غرفه من جهة اليمين كانت لوحة صغيره كتب عليها " رابطة الشعر العربي "، ما الذي جيء بي الى هنا وانا الذي طويت اوراقي وما تبقى منها، اوراقي التي لا تحمل سوى بعض الخواطر الوجدانية وسليط اللسان " حنظله( 1) " الذي ألصقه بي الشهيد ناجي العلي من خلال متابعتي اليومية لجريدة القبس والتي كان صفحتها الاخيرة تتوهج بـ لافتات احمد مطر وكاريكاتير ناجي العلي واللذان كانا يمارسان رفع الملابس الداخلية عمّن تلمعهم الصفحة الأولى، وحدهما كانا يؤازران هضيمتي اَنْ لا هوية لي أصفع بها مراهقاً يسألني عنها ليسمح لي بالمرور من التفتيش المفاجئ، هذا ( الحنظلة ) الذي لا يريد مغادرتي حتى وجدتني في احيان كثيره اشبك كفيّ خلف ظهري عندما اسير دونما شعور مني.
هذا الحنظله الذي يترقب إعلاني بعثوري على " وطن " اتطلع إليه بعد تَوَهانٍ استنزفني،
ولا أنسى ترددي حين اقترح عليّ الاستاذ عقيل الواجدي ان أزوره في مقر رابطة الشعر العربي وهي رابطة شبابيه تُعنى بالشعر والأدب بل حاولت لو بودي ان أثنيه عن التردد لذاك المكان لأني كنت ارى المبنى من البعيد على انه ليس الا وكر لإبن الطاغية وكنت أستشعر ان هناك أرواحا تضيق عليهم الزنازين ومنهم من سيق الى المقابر الجماعية ومنهم من ينتظر فقط لأنهم حلموا بوطن يتنسمون به عبير الحرية،كانت تتراءى لي تلك الزنانين وقد اكتظت بعد عامين من انتفاضه قمعت بالرصاص والإذابة بالتيزاب والإرهاب الفكري الا انه قاطعني " تعال وسترى بنفسك من هم وستعشقهم "
وانا اسير في الرواق المؤدي للغرفة كان حنظلة الذي يسكنني يشد " دشداشتي " باستفزاز من الخلف ويطلب مني العودة لأكون جزءا من متحف الشمع الذي كنت أعيشه،
واستمر بقراءة ما مكتوب على باب الغرفة " رابطة الشعر العربي "، الشعر ذلك البوح الذي يملأ أرواحهم يطلقونه في الأجواء " أنه ورغم القمع ستصدح الحناجر مطالبةً بوطن وان كان عبر التورية والرمزيات. يصر حنظلتي ان اعود ادراجي لكنني أخبره أنني هنا فقط لأستطلع وبعدها سأدير ظهري " طرقت الباب الذي كان نصف مفتوح، ينهض صديقي وجاري بنفس الوقت الأستاذ عقيل الواجدي مهللا و مرحبا بي " ها هو عبدالمحسن الذي حدثتكم عنه " كانوا اربعة شباب أيقنت ان الحصار وربما غيره قد نال منهم بل وشعرت وكأنهم آتون من سراديب الشعبة الخامسة وانهم مصرين على التحدي ولا يملكون سلاحا سوى قلم ووطن صغير يسكن أفئدتهم تعتصره قبضة شرسة لعصابة تتصرف به ببداوة، تصفحت وجوههم ولا أخفي فخامة الاطمئنان التي شعرت به، رغم ان حنظلتي لا يتوقف عن تذكيري انني أجلس في " وكر عدي ابن الطاغية " ألطمه كي لا يشعروا به بتحريضه وإنذاراتهِ، كان ترحيبهم يسر القلب، كانوا كمن كنت أعرفهم منذ زمن بعيد، كان الشعر همهم الأول استشعرت اطمئنانا غير مسبوق _ أطاحوا بترددي ومخاوفي _ وهي من الامور النادرة في تلك السنة التي لا تبتعد زمنيا عن انتفاضة بعض الثائرين الذين وجدوا انفسهم وجها لوجه امام جنازير دبابات الحرس الجمهوري بعد ان أسدلت البيوت أبوابها وانزوى الناصر، ومن أهم رسائل الاطمئنان التي وصلتني رغم الحذر هي ان هذه الوجوه من خذلها وأسكن في قلوبهم كربلاء أخرى، بحق كانوا قريبين من القلب حتى اننا لم نكتف ان نجتمع في غرفة الرابطة بل كانت ليالي شط الفرات أشبه بأماس شعرية وتبادل الآراء حول هموم الشعر، كان هناك إصرار عجيب على ان تكون للناصرية بصمتها المميزة في ميدان الشعر هذه المدينة الولود أبدا حتى ان العيون في اقصى المغرب العربي تتطلع لها وكأنها شمس للأبداع بل هي مصنع الشعر وكان هناك تناغم مبهر بين جيل الشباب والجيل الذي سبقه الذين لم يبخلوا في مد هؤلاء الشباب بالطاقة الايجابية وتوجيههم التوجيه الذي يستحقونه حتى صقلت مواهبهم بشكل احترافي ويشار لهم الآن بالبنان بل اصبحت المراكز الاولى في المسابقات العربية هي من حصة هؤلاء المبدعين
لقد أينعت ثمار رابطة الشعر العربي ولو هُيّأ لها ما تهيأ لمثيلاتها في الوطن العربي من العناية وتخصيص الأموال لكانت ديوان الشعر الأول في الوطن العربي ,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) حنظلة : شخصية ابتدعها ناجي العلي ( 1937 – 1987 ) تمثل صبياً في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969م في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد1973م وعقد يديه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وبخاصة الفلسطينية، لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه فهو شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أحداً.ولد حنظلة في 5 حزيران 1967م، ويقول ناجي العلي إن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية.



#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرابطة موقف وانجاز / الرابطة التي احببتها /القاص ابراهيم سب ...
- الرابطة موقف وانجاز / الجزء الخامس
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الرابع
- الرابطة موقف وانجاز / الجزء الثالث
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الثاني
- الرابطة موقف واِنجاز / الجزء الاول
- مقدمة مجموعة ميارنا للشاعر عقيل الواجدي
- مقدمة مجموعة (في ذمة الموج ) للشاعر علي مكي راضي
- وللجمال بقية --- قراءة انطباعية في نص ( وللخيال بقية ) للشاع ...
- ميارات عقيل الواجدي - بقلم عبدالمحسن نهار البدري
- انسيابية الكتابة في قصص محمد رسن صكبان
- ( موت ُ الاسم ... موتُ الذات )
- ذمة الموج ، موج من الجمال
- البابُ المُوصد ، باب يُشرع لكاتب شاب ( حسين عماد الواجدي )
- جمالية الأسلوب في نصوص الشاعرة اللبنانية ( كاميليا )
- ( اقمار فلسطينية ) قراءة في قصائد الهايكو للشاعرة الفلسطينية ...
- (براعة التوظيف للمفردة) قراءة في هايكو( تجاعيد مدينة خربة ) ...
- (نقش الجمال بحنّاء الابداع ) قراءة في المجموعة الشعرية ( نقش ...
- دراسة اسلوبية ( الجزء الأول ) في قصة ( لا ذاكرة للوطن ) للأد ...
- لوحة متوالية الاوجاع والكاتب عقيل الواجدي.. للناقد الاستاذ و ...


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - الرابطة موقف وانجاز / الرابطة، هويّة التمرد / عبدالمحسن نهار البدري