أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان رؤوس تحت الرمال حبيب شريد















المزيد.....

ديوان رؤوس تحت الرمال حبيب شريد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7231 - 2022 / 4 / 27 - 22:25
المحور: الادب والفن
    


ديوان رؤوس تحت الرمال
حبيب شريد
في الأدب يفضل أن يكون موضوع الكتاب متعلق بموضوع واحد، لكن بعض الأدباء/الشعراء يفضلون أن يتناولوا أكثر من موضوع، في ديوان "رؤوس تحت الرمال، نجد مواضع وطنية فلسطينية، وأخرى قومية عربية، ومواضيع تعليمة/تثقيفية مخصص لطلاب وهناك قصائد متعلقة بالهموم والمعاناة الشخصية الاقتصادية والاجتماعية، بمعنى أننا أمام ديوان شامل لكل ما هو فلسطيني وعربي، بحيث يجد فيه المتلقي مبتغاه، خاصة إذا علمنا أن مشاكل المواطن العربي متقاربة.
وإذا ما توقفنا عند حجم الديوان نجده كبير نسبيا، فهو يتكون 220 صفحة حجم كبير، وإذا ما قارناه مع ما ينشر دواوين، يمكننا القول أننا أمام شاعر يتميز بغزارة الانتاج، وهذا ما نجده في تاريخ القصائد التي كتبت في 2018و2019، سنحاول التوقف قليلا عند ما جاء في الديوان، ونبدأ بالقدس التي خصها الشاعر بأكثر من قصيدة، يقول في قصيدة "القدس بوصلتي":
"...
هذه عروس الشرق لؤلؤة الدنيا أم المدائن تحفة الأكوان
هذي التي خلق السلام لأجلها شريانها يمتد في شرياني
في الأرض عاصمة السماء ودربها بفضي لسدرة المنتهى الرحمن" ص21، نلاحظ أن الشاعر يتعامل مع القدس كمكان متسع، وكمان يتجاوز الأرض إلى السماء، فهناك "الشرق، الدنيا، أم المدائن، تحفة الأكوان، الأرض، عاصمة، السماء دربها، لسدرة المنتهى" ونلاحظ أن هناك قدسية بشرية جاءت في: "خلق السلام لأجلها" وقدسية سماوية: "يفض لسدرة المنتهى" وكأن الشاعر يريد التأكيد على أهمية ومكانة القدس وعلى العلاقة الجامعة بين الأرض والسماء، فالقدسية لا تكمن في السماء فحسب، بل في الأرض أيضا وفيما هو إنساني، من هنا نجد تأكيد الشاعر على اجتماعية/إنسانية القدس من خلال: "شريانها يمتد في شرياني" وبهذا تكون القدسية مكونة من ثلاثة عناصر: السماء/الله، الأرض/القدس، الإنسان/المجتمع" وهذه المقدسات يفترض أن تُؤخذ مجتمعة ولا يتم تجزئتها/تقسيمها، وبهذا يكون الشاعر قد قدم رؤيته جديدة للمقدس، بحيث نراه لا يقتصر على ناحية/مكان معين، ويجب التعامل معه على أنه غير محصور/محدد، فإذا ما تم المس بالإنسان المقدسي، أو بالله السماوي، أو بالمكان الأرضي فهذا يعد تعدي على المقدس، على القدس، والتي لا تعني فقط المكان بل أيضا الناس وما خصاها الله من مميزات واعطاها من خصائص.
الشاعر يقدم واقع المواطن العربي في قصيدة "باب الخليفة" ورغم انها تتحدث عن الماضي (أيام الخليفة)، إلا أنها تحاكي واقع المواطن العربي الآن:
"وفقيرا يعيش كفاف ليس مستجديا عفافا رغيفه
أصبح القصر يستحيل على المرء دخولا مهما أطال وقوفه
وغدا الباب بالحراسة موصودا أمام الحناجر الملهوفة" ص59، نلاحظ أن هناك انسجاما بين الشاعر وموضوع القصيدة، فعندما تحدث عن "فقيرا" نراه بقى متعلقا بلفظ "فقير" من خلال استخدامه ألفاظا مكونة من حرف الفاء: "كفاف، عفافا، رغيفه" فكان لفظ ومضمون "وفقيرا يعيش" مستمر وفاعلا على مستوى المضمون واللفظ معا في البيت.
في البيت الثاني نجد الهوة التي تفصل المكان/الحاكم عن المواطن/الشعب، فالمكان/القصر يستحل دخولا، وهنا تكمن معضلة المكان، وكما أن الوقت/الزمن لا يخدم عملية الدخول: "أطال وقوفه"، وهنا يكون المكان والزمان يعمل عكس ما يريده/يرغبه/يحتاجه المواطن، وهذا ما يعني أن لا الزمان الحاكم ولا المكان الحاكم يعمل لخدمة المواطن.
في البيت الثالث نرى تفاصيل أكثر عن هذه الحواجز/المتناقضات: "الباب، بالحراسة، موصودا" فالألفاظ هنا تخدم ما هو مادي، وليس ما هو بشري/إنساني، بينهما في "الحناجر الملهوفة" نجد ما هو حسي/إنساني، لهذا لا يمكن التلاقي/الجمع بين ما هو مادي لا يحس ولا يشعر مع هو إنساني يشعر ويحس، وبهذا يكون الشاعر قد قدم صورة التناقض بين القصر/الحاكم وبين المواطن/المجتمع.
أم عن القصائد برؤية للشاعر للحياة والموت، فنجدها في قصيدة "تدور بنا الأيام" والتي يمكن أن يكون هذه الأبيات ملخصا لما يريد تقديمه بها:
"يكون شباب المرء ريان ناضرا فيذوي كما يذوي من الغصن أخضر
ويأتي خريف العمر إثر ربيعه فيأتي على نسغ النضارة أصفره
كذا هي أحوال الحياة فكل من عليها سيفنى حيثما الموت يقهر
ويبقى بديع الكون مالك أمره فيشرق أنوارا من الله تغمره" ص198، نلاحظ أن البيت الأول يمثل حكمة، فهو حقيقة بشرية/أرضية، تصيب كل من هو على الأرض، بشر، نبات، والجميل أن تكرار "يذوي" خدم ما هو متعلق بالشباب/البشر ومتعلق بالنبات/الطبيعة، وجاء بصورة متحركة "فيذوي" وهذا ا يجعل الفعل مستديم ومتواصل، فالحركة أساس التغيير، من هنا جاء البيت الثاني يؤكد على حركة التقهقر "ويأتي/فيأتي" وعلى تتابعها وتواصها من خلال حرفي الواو والفاء، فحركة التغيير والتراجع لا تتوقف ما دامت الحياة مستمرة، وهذا أمر محبط للمتلقي، لهذا نجد الشاعر يستعين بحكمة البيت الثالث:
"كذا هي أحوال الحياة فكل من عليها سيفنى حيثما الموت يقهر" مستخدما الجمال المعرفي كتعويض/كبديل عن التسليم بالنهاية/بالموت، وما جاء في البيت الرابع، المتعلق بجمال الله الخالق، إلا محاولة من الشاعر للتخفيف على القارئ، وجعله يتقبل الواقع بصدر رحب، فهو يقرن المعنى/المضمون الجميل بألفاظ: "بديع، مالك، فيشرق، أنواره، تغمره" التي ينسبها للخالق، وكأنه من خلال المعنى والألفاظ يريد أن يمحو حقيقة "الموت" التي تحدث عنها وقدمها بأكثر من بيت في القصيدة.
ومن القصائد التعليمية قصيدة: "المخيم الصيفي":
مخيمنا يجمع الأصدقاء ويبني النفوس رضى واباء
يعلمنا كل شيء جميل ويزرع فينا بذور البناء
فتثمر خيرا فتعم النماء
...
مخيمنا بالتعاون يبقى نظيفا جميلا فيسمو ويرقى
وليس إلى صونه من سبيل سوى أن نكون له العون حقا
وبوحدتنا فيه عهد وصدقا " ص216، الشاعر يستخدم لغة سلسة وبسيطة تناسب طبيعة الفئة المستهدفة، ففي المقطع الأول نراه يركز على حروف المد: "مخيمنا الأصدقاء، ويبني، واباء" وكأنه بها يريد أن يتغنى القارئ/المستمع، فيندمج مع الألفاظ والمعنى، بحيث ترسخ الفكرة أكثر.
أما المقطع الثاني فنجد تناسق الفكرة (النظافة، صونه) مع طريقة تقديمها، فطريقة التقديم لا نجدها بعين الانسيابية والسلاسة التي جاءت في المقطع الأول، وهذا يعود إلى أن الفكرة الأولى (التغني) غير فكرة العمل "النظافة، صونه" التي تحتاج إلى مجهود تعب، فطريقة تقديم المقطع الثاني تتناسب وفكرة (التعب/المشقة) التي تلازم فعل النظافة، الصون.
الديوان من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، الطبعة الأولى 2022.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرد المدهش في رواية حدائق شائكة، لصبحي فحماوي.
- المكان في قصة -سر حكاية القدس- للأسير الكاتب زكريا مروان الب ...
- الخطاب في -الرسالة الأخيرة لأب ذر الغفاري- هادي زاهر
- مجموعة -التمتمات المتجمدة للغجري الأخير- أشرف مسعي-
- الهجرة واللجوء في -عناقيد لهفة نازفة- ناصر عمر دياب
- عناصر الفرح في ديوان أسميك التصاقا بالنجوم باسل عبد العال
- القاموس اللغوي في ديوان -ما يشبه الحنين- ماجد أبو غوش
- عناصر الفرح في رواية -زنزانة- قتيبة مسلم
- الخريفية في همسات وتغاريد عدلة شداد خشيبون
- اللد والفلسطيني في رواية -ما دونه الغبار- دينا سليم حنحن
- رواية ليالي اللاذقية سليم النفار
- ديوان مفاتيح السماء وهيب نديم وهبة
- سلام سعيد والومضة
- رواية أرواح برية كاملة عبد السلام صالح
- الاغتراب في رواية أرواح برية
- رواية أرواح برية عبد السلام صالح
- الأدب والسياسة والدين في قصيدة -مناجاة- محمد لافي
- الأدب والمعرفة في -مسامرات الأموات واستفتاء ميت- لوقيانوس ال ...
- أم بنان البرغوثي في قصيدة -أمي
- السلطة والتاجر والحرب


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان رؤوس تحت الرمال حبيب شريد