أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الخريفية في همسات وتغاريد عدلة شداد خشيبون














المزيد.....

الخريفية في همسات وتغاريد عدلة شداد خشيبون


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


الخريفية في همسات وتغاريد
عدلة شداد خشيبون
النص الأدبي الجميل لا يقتصر على جنس أدبي بعينه، فأي جنس/نوع أدبي يقدم بلغة وبطريقة جيدة فهو مقبول من المتلقي، وعندما يأتي الأدب بلغة ناعمة وبأسلوب سلس بالتأكيد سيجذب القارئ، من هنا نجد أدباء يقدمون أنفسهم كما هم، فيكتبون كما يريدون، فهم يرون أنفسهم بالنوع الأدبي الذي يتقنونه، فيأتي النص ممزوجا بين العاطفة والقدرة الأدبية، وهذا ما يقنع المتلقي بأنه أمام مادة أدبية حية، نابعة من داخل الأديب/الكاتب، هذا ما نجده في كتاب "همسات وتغاريد" فهناك نصوص نثرية صيغة بلغة ناعمة، وتشعرنا بأنها لم تكتب بقلم الكاتبة بل من قلبها، لهذا نجد النصوص تلتقي مواضيعها مع بعضها وكذلك الألفاظ.
في سبيل المثل جاء في "دموع الأسرار": "...هب الحياة يا صديقي، دمعة صادقة على محطة الانتظار، أنا لا أكرهك يا خريف لكن عاصفتك هوجاء وصفير قاطرتك خطير خطير" ص13، نلاحظ أن هناك حالة من الخريفية تعانيها لكاتبة، فهي تستخدم ألفاظ شديدة: "دمعة، الانتظار، أكرهك، خريف، عاصفتك، هوجاء، وصفير، خطير (مكررة)" فبعض هذه الألفاظ نجدها في "أسرار دمعات عاتبة" التي تقول فيها: "أوراق الخريف لا تزعجني بتناثرها، بل تمهدني لفتر جميلة من عراء الباطل وبزوغ فجر الحرية" ص15، فهناك تلاقي في العنوان "الأسرار/أسرار" وكما نجد تأثر الكاتبة بحالة الخريف من خلال: " أوراق الخريف بتناثرها" وهذا استمرار للحالة الأولى التي جاءت في النص السابق.
وعندما نتقدم في الكتاب نجد النص التالي بهذا العنوان: "خريف في مشاعر" والذي جاء فيه: "ورقة الخريف بمطر موسمي، ورائحة تراب شهية وحفيف، وكان صفير بنكهة الريح ينبئ بقدوم عاصفة تتراجم عاطفة الازدحام وتهمس: الخريف أشد الفصول ازدحاما بصفير الأوراق، وعشق خلوة المكان، فتناثري وتناثري فتناثرك مبعث آخر للأمل" ص18، هذا التركيز على "الخريف" وما فيه يؤكد أن الكاتبة تكتب مشاعرها، تكتب ما تحس به، فتكرارها "تناثري" ثلاث مرات، يشير إلى حجم الضغط الواقع عليها، ومن ثم سيجد القارئ (مبررا) لهذا القاموس اللغوي (المحدود) والمتعلق بالخريف.
وتقول في "ريشة وخريف": "حجر وخريف ومشاعر تشدني إلى الوراء، ثم إلى الأمام، بعدها تتطاير وتصب في ريشتي لتلهو حيث كنت يجب أن ألهو" ص71، من هنا، يمكننا القول أن النصوص لم تكتب إلا بعد أن نضجت في رحم الكاتبة، لهذا نجدها محددة/متعلقة بحالة الألم، بحالة الخريف الذي نراه حاضرا وبقوة في النصوص، وهذا ما أكدته الكاتبة في أخر نص "شرود حرف" والذي جاء في آخر فقرة فيه: "كل الطيور المهاجرة يا أمي تبشر بخريف قادم، رغم ربيع في الروح جميل" ص73.
ولم يقتصر تناول الخريف الطرح المباشر، فهناك صيغ أخرى قدم بها، كما هو الحال في "همسة غائمة" التي جاء فيها: " استيقظت وفي جعبتي كلام، أودعته بحر أحلامي، فأخذني لأعوام هناك رغم البرد الشديد والريح العاتية الكافرة بشمس تشرين" ص35، فالخريف نجده في: "البرد الشديد والريح العاتية، تشرين" وهذا ما يجعل النصوص بغالبيتها تتحدث عن حالة غير مستقرة، عن حالة صراع.
الأديب/ة الجيد هو الذي يقدم مادة قاسية بلغة ناعمة، توصل الفكرة، لكن بأقل لأضرار النفسية عل المتلقي، وهذا ما فعلته "عدلة شداد خشيبون" في "همسات تغاريد" فهناك لغة وصور أدبية تزيل/تمحو القسوة الكامنة في الفكرة/المضمون، فعلى سبيل المثل تقول في: "حكاية دمعة" "صديقتي.. خذي من طحين محبتك حفنة، من عرق جبينك، خذي قليلا، من دموع اشتياقك دمعة، والملح خذيه من الدمعة ذاتها، اعجني شوق الغياب واجعليه يتخمر من حرارة محبتك واخبزيه، وإياك أن تأكليه حارا بل اجعليه يبرد وتناوليه بعد أن تغمسيه بزيت انتظارك" ص11، المزج بين المشاعر والخبز يشير إلى أن هناك زخم من المشاعر يراد تقديمها/التعبير عنها، فعندما تناولت الكاتبة عملية اعداد الخبز والتي تبدأ بأعداد الطحين والماء، ثم العجن، التخمر، ثم الخبيز والكل، وعندما مزمجته بالعرق، بالدمع، ب"شوق"، ب"المحبة" يأخذنا إلى أن هناك حالة/حاجة الملحة للتفريغ، وبما أن هناك حاجات مادية، الحاجة إلى الطعام، وحاجات روحية/عاطفية، المشاعر، فإن هذا يشير إلى تكامل حاجة الإنسان المادية والعاطفية، بمعنى أنه كائن بشري، له احتياجات لا بد أن تلبى، وهذا ما أكدته الكاتبة حينا قدمت عاطفتها/مشاعرها بصورة ظاهرة "عرق/ دمع" وصورة خفية/باطنية "اشتياقك، شوق، محبتك، انتظارك".
الكتاب من منشورات دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، فلسطين، الطبعة الأولى 2020



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللد والفلسطيني في رواية -ما دونه الغبار- دينا سليم حنحن
- رواية ليالي اللاذقية سليم النفار
- ديوان مفاتيح السماء وهيب نديم وهبة
- سلام سعيد والومضة
- رواية أرواح برية كاملة عبد السلام صالح
- الاغتراب في رواية أرواح برية
- رواية أرواح برية عبد السلام صالح
- الأدب والسياسة والدين في قصيدة -مناجاة- محمد لافي
- الأدب والمعرفة في -مسامرات الأموات واستفتاء ميت- لوقيانوس ال ...
- أم بنان البرغوثي في قصيدة -أمي
- السلطة والتاجر والحرب
- خريف المدن في قصيدة -على مقهى الصمت- علي المحمودي
- التمرد في قصيدة -من قبعة العدم- وجيه مسعود
- الارتباك في قصيدة -أمل حاف- القيس هشام
- مجموعة سر النشيج صبحي حمدان
- الرمز في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الأغاني الشعبية والأسطورة في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى مو ...
- السرد واللهجة المحكية في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الحزن والفرح في -قبر الماء- يونس عطاري
- المرأة في ديوان -نساء يرتبن فوضى النهار- نمر سعدي


المزيد.....




- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الخريفية في همسات وتغاريد عدلة شداد خشيبون