أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية أرواح برية عبد السلام صالح














المزيد.....

رواية أرواح برية عبد السلام صالح


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7201 - 2022 / 3 / 25 - 22:45
المحور: الادب والفن
    


رواية أرواح برية
عبد السلام صالح
أحد المعاير التي نحكم بها على جودة/نجاح العمل الأدبي أحداث المتعة للمتلقي، فما أن تكون المتعة حاضرة حتى يكون العمل قد حقق أحد أهم أهدافه، فالعمل عندما يقرأ في جلسة واحدة فهذا مؤشر على أنه سهل/سلس/ممتع، هذا ما نجده في رواية "أرواح برية".
لغة السارد التي تناوب عليها "خالد، روزا، مريم" كانت قريبة من بعضها، ورغم أن هذا شكلا ـ يحسب على الرواية ـ إلا أنه خدم فكرة التوحد بين "خالد وروزالينا، وخالد ومريم" فالعلاقة الروحية والجسدية انعكست على لغة الشخصيات، التي تحدثت عن الألم بصورة متماثلة، وهذا ما جعل يشعر بأن هناك علاقة حميمية بين الشخصيات.
وبما أن عدد الشخصيات محدود في الرواية "خالد، روزا، مريم ، أحمد" ـ وهذا شكلا يحسب عليها ـ إلا أنه سهل على القارئ التعرف على نفسيات كل الشخصيات ومعرفة ما في داخلها، فالرواية طرح هموم نفسية وحاجات جسدية للشخصيات، لهذا يجدها المتلقي جديدة في موضوعها.
المرأة
دائما صوت المرأة أو الحديث عنها يجذب القارئ للنص، وهذا ما وجدناه في رواية "أرواح برية" فهناك صوت قوي للمرأة، ودورها كان حيوي ومثير، فهي تبين حاجتها للرجل/لخالد بصورة واضحة: "...ملت روحي من مطاردة غيابك أو حضورك، لم تعد الخميسات تكفي، لا أريد أن أذهب، أريد أن أبقى معك، لا تتركني،... في آخر مرة رميت جسدي على قدميك.. احتضنتهما، أمسكت بهما بكل قوتي، لن أدعك ترحل، لا تتركني" ص45، هذا ما قالته مريم بعد أن قرر "خالد" هجرها والذهاب إلى "روزالينا" التي بدورها تركته وحيدا.
لكن، لماذا تتمسك "مريم بخالد"؟ وما الذي منحها إياه لتكون بهذا الخنوع والاستكانة؟، نجد الإجابة من خلال بوحها بما أحدثه لها من متعة ولذة: " ...صرت أنتشي بين يديه وصار فرحي يقفز وشبقي يعلو فأستمتع به، أصرخ ملء الرغبة والعطش، أطلب منه أن يفترسني، يمزق جسدي، أغتبط بدخوله فيّ، كان يفرحني هجومه الشرس أو الناعم، احتضانه لي وبأي طريقة، كنت سعيدة جدا في حرائق الحلم والنعم وسرر اللذة" ص58، نلاحظ أن هناك شيء من المازوشية تعانيها "مريم، فهي تتلذذ بقسوته وشراسته، كما أننا نجدها بحاجة إلى الحنان من خلال حديثها عن الاحتضان، وهذا ما يجعل القارئ يكتشف طبيعة نفستها ويتعرف على ما تفكر به وتحاجه.
"مريم" ليست امرأة عادية، بل امرأة متمردة على واقعها، وعلى مجتمعها، لهذا نجدها تبوح بهذا التصرف الفاضح: "...حين أكون في أحد باصات الكوستر وبجانبي رجل، أي رجل بغض النظر عن عمره أو شكله، أبدأ بالكركرة في سري وأنا أقترب بجسدي من جسده، أحك روح رغبته، يربك ويحلو لروحي المجنونة أن تعبث، ألامسه فينظر حوله...يريد ولا يريد، أفتح زر قميصي وأميل قليلا للأمام، فتصير عيون رغبته مروحة، ينظر حوله ليعود لصدري لينظر حوله ليعود لصدري، أينك ترى الوجه البسيط يتقلب بألف لون، يتعرق فيمسح وجهه ليتعرق ثانية" ص97، اللافت في هذا المشهد أننا نجد فيه شيء من الانتقام، وكأن "مريم" التي هجرها "خالد" تريد بهذا التصرف تفرغ غضبها على الرجال، فعندما قالت "بغض النظر عن عمره أو شكله" أكد على أنها تتحامل على الرجل وتريد أن تؤلمهم/توجعهم بجسدها الذي أهملوه، فخالد بالنسبة لها يمثل كل الرجال/الذكور.
عناصر التخفيف، الكتابة، المرأة/الرجل
الكتابة/الفن/الغناء، المرأة/الرجل، الطبيعة، التمرد هذا العناصر يُلجأ إليها وقت الشدة، كما أنه تمنح فاعلها/مُشاهدها الفرح/المتعة، وهذا يمكن ان نجده بوضوح في القصائد تحديدا، "مريم" تؤكد على أهمية الكتابة ودورها في إحداث التوازن النفسي: "ـ ومن قال أن ما تكتبه لك؟ أنا أشعر أنك تكتبني أنا، وأنا أريد أن أحتفظ بما تكتب" ص26.
"روزالينا" أيضا تتحدث عن دور الكتاب/الكتابة في التخفيف، تخاطب "خالد" بتهكم: "ـ هل تريدني أن أولف قصصا حزينة وأرويها لك، أن تريد أن أبكي على صدرك من الحياة والهموم/ ألم تعرفني لغاية الآن؟" ص96، فهي تجمع الكتابة/الرجل معا، كتأكيد على الأثر الإيجابي الذي تحدث بعد الكتابة ولقاء الرجل للمرأة.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب والسياسة والدين في قصيدة -مناجاة- محمد لافي
- الأدب والمعرفة في -مسامرات الأموات واستفتاء ميت- لوقيانوس ال ...
- أم بنان البرغوثي في قصيدة -أمي
- السلطة والتاجر والحرب
- خريف المدن في قصيدة -على مقهى الصمت- علي المحمودي
- التمرد في قصيدة -من قبعة العدم- وجيه مسعود
- الارتباك في قصيدة -أمل حاف- القيس هشام
- مجموعة سر النشيج صبحي حمدان
- الرمز في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الأغاني الشعبية والأسطورة في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى مو ...
- السرد واللهجة المحكية في رواية -حنتش بنتش- محمود عيسى موسى
- الحزن والفرح في -قبر الماء- يونس عطاري
- المرأة في ديوان -نساء يرتبن فوضى النهار- نمر سعدي
- تنوع القص في مجموعة -الجرس- ناردين أبو نبعة
- قراءة في كتاب تأملات في الصوفية الجمالية للكاتب جواد العقاد
- ديوان تمسك بجناح فراشة حمدان طاهر
- الأفعال في قصيدة -صورة بالية- عمر أبو الهيجا
- الصورة الممتدة في ديوان - قيامة الأسوار- عبد الله عيسى
- الكتابة والطبيعة والمرأة في ديوان -حين أولد في المرة القادمة ...
- تقديم الأم عند -حمدان طاهر-


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية أرواح برية عبد السلام صالح