أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحزن والفرح في -قبر الماء- يونس عطاري














المزيد.....

الحزن والفرح في -قبر الماء- يونس عطاري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7187 - 2022 / 3 / 11 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


قبرُ الماء"
نمتُ بعيداً عنكَ؛
فهؤلاء الفهود يركضون إلى العشب والجبال
لا يأكلون من الأزهار، تعزف فيهم موسيقا الذئاب
يكون الليل بلا فئران،
الليل القديم لا نجمةً له يعلقها الهارب فوق منزل من غرفتين يعتمد الريح في فوهة كهف القهوة والهال
لا يحدث الآن هناك ما ترغب به الطير
عندما يمر قطار يحمل صور الضِياع
تترك التماسيح جيرانها في النهر
على ضفة أدغال فيها
أو احتمال لسقوط الثلج
تهرع الغزالات إلى القرى
يطبخ الجيران ما ترميه الأرض للماشية
يشربون اليانسون بكل سلام وهم جالسون عند الغسق
يعترضون على فصل الشتاء في كل فجر
الجيران تجمعهم العناصر الأربعة
بالونات رملية
قناديل العتمة تجلب لهم صور الغائبين
يظن الناس الهلالَ خنجراً
تركته عشتار يلاحق حبيبها
أرسلت خلفه القطط والكلاب والأمطار
ترك آلات الصوت،
أغلق الأبواب على البهائم وصغارها
اشترى بجلد الماعز والثيران
غيمتين
كظلين تتدحرجان في سماء البلد
يبللهما بالحبر نهارا
بالدم ليلا
وجد أهل بيت قصي
تمثالين من أزرق
من تراب طري
مهملين كما إلهين قديمين قتيلين
لا سراجَ يحمل أحدهما
لا شجرة لوز
النحل يطن
يحرسان الكائنات القصيرة
وعلى الأرض جرحا
لا يدخل الناس القلعة للنزهة
تورنتو اذار ٢٠٢٢

غالبا ما يأتي ذكر الحيوان في النص الأدبي ليشير إلى القسوة والألم، لكنه هنا يأتي بأكثر من صورة، منها صورة الفرح والمتعلق بالحيوانات الجميلة: "الغزالات" ومنها جاء ليحمل صورة القسوة والتي أقرنا الشاعر بالحيوانات: "الذئاب، الفئران، التماسيح، القطط، الكلاب" ومنها من أتي بصورة الحياة السوية/العادية: "الماسية، البهائم، الماعز، الثيران" فالأولى تشير إلى الحلم الذي تركته الطبيعية/الوطن في الشاعر، والثانية تشير إلى القسوة وما تعرض له من أذى على يد الأشقاء والأعداء، والثالثة تعيده إلى الماضي وكيف كانت تسير حياته بانسيابية وهدوء.
وهذا يأخذنا إلى التشكيل والتنوع في مضمون القصيدة، فهناك حالة الفرح/الحلم بالجمال والفضاء الفسيح، وهناك النقيض القسوة/الشر، وهناك الطبيعة، العادية ، ولكن، رغم أهمية الموضوع/الفكرة، إلا أن الأهم هو الشكل الذي قدم فيه النص، واللغة التي حملته لنا، وهذا يستدعي التوقف عنده لتبيان أهمية " قبر الماء".
إذن هناك صراع بين الخير والشر، وهذا نجده في الألفاظ التي استخدمها الشاعر خاصة تلك المتعلقة بالحيوان، وقد أشار إلى أن هذا الصراع يجري على الأرض، من خلال: هذا "الجبال، منزل، غرفتين، كهف، النهر، ضفة، أدغال، القرى، الأرض (مكررة)، البلد، القلعة" وإذا ما توقفنا عند هذه الألفاظ سنجدها تعطي أكثر من حالة، الفرح نجده في ألفاظ: "الجبال، النهر، ضفة، المنزل" ومنها ما يحمل القسوة: "أدغال، كهف" ومنها ما حو محايد/طبيعي: "الأرض، القرى، غرفتين" وهذا يشير إلى أن الشاعر لا يكتب من خلال حالة واعي، بل مما يشعر به، مما يحمله من مشاعر/ماضي، لهذا جاءت مضامين الأرض متماثل مع الحيوان.
وإذا ما توقفنا عند الزمن/الوقت سنجده أيضا فيه الصور الثلاث، الفرح في: "نجمة، الغسق، فجر" والقسوة في: "الليل، سقوط الثلج، فصل الشتاء، العتمة" والعادية في "الهلال، الأمطار، نهار" وهذا ما يؤكد على انسجام الألفاظ والمضمون في خدمة الفكرة التي يطرحها الشاعر، وعلى أن القصيدة هي من تُكتب الشاعر وليس الشاعر من يكتب القصيدة.
وما يؤكد على أن القصيدة تحمل فكرة الصراع في الطبيعة، وعلى أن الشاعر ما زال يحمل الفكرة الفينيقية/الفلسطينية للصراع بين الخير والشر، استخدامه لعشتار والهلال: "يظن الناس الهلالَ خنجراً تركته عشتار يلاحق حبيبها"، وبهذا الاستحضار للفكرة الفينيقية يؤكد الشاعر على ارتباطه بالمكان، بالمجتمع الذي هو منه، وأن وجوده في "تورنتو، كندا" يؤجج الصراع فيه.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في ديوان -نساء يرتبن فوضى النهار- نمر سعدي
- تنوع القص في مجموعة -الجرس- ناردين أبو نبعة
- قراءة في كتاب تأملات في الصوفية الجمالية للكاتب جواد العقاد
- ديوان تمسك بجناح فراشة حمدان طاهر
- الأفعال في قصيدة -صورة بالية- عمر أبو الهيجا
- الصورة الممتدة في ديوان - قيامة الأسوار- عبد الله عيسى
- الكتابة والطبيعة والمرأة في ديوان -حين أولد في المرة القادمة ...
- تقديم الأم عند -حمدان طاهر-
- ديوان -أنثى البنفسج- ندى محمد أبو شاويش
- ديوان -زفرات في الحب والحرب- 3- للشاعر هيثم جابر
- المرأة في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار
- المكان في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار
- البراءة والمجتمع في رواية -جمعة لقفاري- مؤنس الرزاز
- الشكل والمضمون في رواية متاهة الأعراب في ناطحات السراب مؤنس ...
- الحلول في المكان/حوارة عند وجيه مسعود
- أمي مريم الفلسطينية رائد محمد السعدي
- ديوان هدنة لمراقصة الملكة سلطان القيسي
- الحلول والوحدة في رواية - الصامت- شفيق التلولي
- العزيمة تربي الأمل أماني خالد حشيم
- التاريخ القديم في رواية -أوراق معبد الكتبا- هاشم بديوي غرايب ...


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحزن والفرح في -قبر الماء- يونس عطاري