أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المرأة في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار














المزيد.....

المرأة في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


المرأة في رواية "فوانيس المخيم"
سليم النفار
ا

المرأة
ما يحسب للأدب الفلسطيني أنه غالبا ما يقدم المرأة بصورة فاعلة وإيجابية، فهناك أكثر من شخصية في الرواية: "أم محمود، أم صابر، سوسن، فاطمة" كلهن أخذن دورهن في الأحداث، فهناك صورة الأم الفلسطينية التي نجدها في شخصية "أم محمود، وأم صابر" فهي ليست أم عادية، بل أم تهتم بكل شباب المخيم، فعندما يتحدثون بصوت عال تخشى عليهم من العيون التي يمكن أن تعرضهم الاعتقال، لهذا نجدها تخاطب المتحاورين بهذا الشكل: "بينما أم محمود لا تكف عن تقديم الشاي والقهوة لهم، وتطالبهم بخفض صوتهم عندما يعلو في نقاشات صاخبة ومتوترة جراء خبر ما.
ـ وطو صوتكم يما، الله يرضى عليكم، مش ناقصينهم، الغربان فايعين في الشارع" ص65، نلاحظ حرص أم محمود على الشباب وكأنهم أولادها، كما نجد تمتلك حس أمني، لهذا تحذرهم من العيون المنتشرة،
أما بخصوص الفتيات وفاعليتهن، فهناك "سوسن" الفتاة المتألقة والتي تقوم بأعمال يصعب على الرجال لقيام بها: "كانت تغامر بحياتها، كي توصل بيانا أو صحيفة أو كتابا ممنوعا للرفاق" ص87، وهذا ما يجعل المرأة فاعلة ومؤثرة، وليست (ديكور)، وإذا علمنا أن "سوسن" ذهبت إلى بيروت لمساندة المقاتلين في لبنان، نتأكد أننا أمام نساء يتماثلن مع الرجال في العطاء والفعل.
الحب والشباب
بالتأكيد لم تكن حياة الفلسطيني في المخيم سهلة أو سلسة، ففيها من المضايقات والمنغصات الكثير، خاصة تلك التي تأتي من السلطة، التي تريد أن يكون كل شيء حسب ما تراه وتريده، فهي لا تقبل بأي معارضة، من هنا، وضمن هذا الواقع القاسي، كان لا بد من إيجاد أحداث/شخصيات تضفي لمسة ناعمة على الرواية، وتفرح القارئ، فكان الحب هو الوسيلة التي ستخدمها السارد.
فهناك "خالد وسوسن وفاطمة وفضل" ومشاهد اللقاء التي قدمها السارد بين الأحبة كانت بمثابة الفاكهة اللذيذة في الرواية، ولكي نضع القارئ أمام جمالية هذه المشاهد سنأخذ شيء مما جاء في الرواية: "حديث الجسد يختصر كثيرا يا محمود، وفيه ما تعجز بلاغة الكلام عن تجسيده، فلمسة اليد وانشداد النظر باتجاه واحد لا يفتح أفق الكلام، وأن يفتح أفق المعاني الدفينة في القلب، فكيف عندما تلتحم الشفاه وتتحسس بيديك رأس القط الصغير الذي ينتفض مما مسه، وكأن تيارا كهربائيا يلامسه، فتراه يوشك على تمزيق الرداء الذي يمنعه عنك، كيف لو انزلقت يدك قليلا نحو الدلتا تلك" ص19و20، نلاحظ أن السارد يستخدم الإيحاء، فهو يقدم اللقاء بصورة حميمية/نارية لكن دون أن يتغول في المباشرة، ففكرة الرغبة الجامحة وصلت للمتلقي، لكن لا يوجد ما يخدش الحياء في المشهد، فالألفاظ واللغة بقية نقية وصافية، وهذا ما يحسب للغة السرد في الرواية.
وعندما يعلم "خالد" أن "سوسن" أصيبت في بيروت، يأتيها من اللاذقية ليطمئن عليها، يقدم لنا السارد اللقاء بهذا المشهد: لم تكمل كلماتها التي تسمح للطارق بالدخول، حينما كان وجهه شاخصا أمامها، وكأنهما في حلم عابر، لم تتمالك نفسها حينما رأته وصرخت بفرح طفولي، خلود حبيبي.. ما الذي جاء بك يا مجنون؟ وقامت تمشي نحوه، غير أنه لاحظ وبسرعة بطأ في حركتها، فطار إليها قبل أن تقوم من على كرسيها، انحنى على رأسها يقبله، وجلس على ركبتيه ممسكا بيديها يقبلهما متحسسا تلك الطافة والأناقة، التي ما تزال تفوح من الغندورة" ص168، المتلقي العربي يميل إلى الأحداث والمشاهد المفرحة، كما يميل إلى روح الشباب التي تندفع بسرعة وحمية، متخطية الصعاب والمعيقات لتصل إلى هدفها، هذا ما نجده في المشهد السابق، وإذا علمنا أن هناك هدف سامي يتمثل بلقاء الحبيبة، نكون أمام مشاهد يلبي كل رغبات القارئ.
عندما تأتي الحداث قاسية وموجعة، ويستشهد خالد وهو في بيروت، تفجع به "سوسن" وعائلته، كما يفجع به القارئ، الذي يصاب بغصة وألم على فقدان هذا المحب، ويحزن لما ستكون عليه سوسن، لهذا نجد السارد بعد استشهاد "خالد" يرجع في الرواية إلى أحداث قديمة، إلى أيام الطفولة والشباب، وكأنه علم أنه قدم مشهد مؤلم وقاس، فأراد التخفيف على القارئ من خلال تقديم مشاهد ناعمة، فكانت "فوانيس الطفولة، فوانيس العيد، فوانيس مشتعلة" هي ما محا/أزال/خفف مشهد استشهاد "خالد".
الرواية من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى 2018



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكان في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار
- البراءة والمجتمع في رواية -جمعة لقفاري- مؤنس الرزاز
- الشكل والمضمون في رواية متاهة الأعراب في ناطحات السراب مؤنس ...
- الحلول في المكان/حوارة عند وجيه مسعود
- أمي مريم الفلسطينية رائد محمد السعدي
- ديوان هدنة لمراقصة الملكة سلطان القيسي
- الحلول والوحدة في رواية - الصامت- شفيق التلولي
- العزيمة تربي الأمل أماني خالد حشيم
- التاريخ القديم في رواية -أوراق معبد الكتبا- هاشم بديوي غرايب ...
- أنا والمحقق والزنزانة سعيد أبو غزة
- المرأة والمكان في قصيدة -أسميتها وطني- صلاح أبو لاوي
- القصة القصيرة جدا في -ظلال الوهم- حسين شاكر
- مجموعة محاولات للنجاة غسان نداف
- العهد التركي في رواية الوجع والجرأة إياد شماسنة
- وجيه مسعود وتقديم الفرح في ما اجمل ان ترسم قلبك مدينة مدينه-
- الديني والسياسي في رواية -الحانوتي- يوحنا مصلح
- مواجهة الواقع في قصيدة -سأظل أسأل- سامي البيتجالي
- سامر كحيل -أبد
- اليهودي في رواية ناغوغي الصغير حسن حميد
- استمرارية حضور المكان في رواية - القبو- فاطمة عبدالله سلامة


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المرأة في رواية -فوانيس المخيم- سليم النفار