أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - استمرارية حضور المكان في رواية - القبو- فاطمة عبدالله سلامة














المزيد.....

استمرارية حضور المكان في رواية - القبو- فاطمة عبدالله سلامة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7116 - 2021 / 12 / 24 - 20:54
المحور: الادب والفن
    


استمرارية حضور المكان في رواية
" القبو"
فاطمة عبدالله سلامة
أدب الخيال العلمي قليل في المنطقة العربية، ويكاد أن يكون مفقودا، لكن "فاطمة عبدالله سلامة" تحاول أن تغطي هذا الشح من خلال أعمالها الرواية، فهذه الرواية الثانية لها بعد "شرائط ملونة"، وما يحسب لأعمالها أنه موجهة للفيتان، وهذا يعطيها ميزة اضافية، بمعنى أنها تستخدم نوع أدبي (شحيح)،الخيال العلمي، لفئة (مهمشة)، الفتيان، وهذا التوجه يحسب لها ولأعمالها.
وإذا ما استمرت الكاتبة في هذا النوع من الأدب سيجعل منها متخصصة في هذا أدب، لخيال العلمي وأدب الفتيان، وبهذا تكون قد اسهمت في تغطية جانب (مهمل) من الأدب، ولفئة (مهمشة) أدبيا.
اللافت في الرواية أنها رحلة في الزمن، إلى الزمن الماضي، لكن المكان/القدس ثابت، كما أن الأشخاص في الحضر وفي السابق يشكلون أسرة/عائلة متناسلة، وهذه اشارة إلى وحدة المكان ووحدة المجتمع الفلسطيني.
وبما أن الرواية تتحدث عنه القدس فقد استخدمت السارة شيئا من الرمز في لرواية، وكأنه تقول أن القدس تستحق أن (نتمرد/نتجاوز) الالتزام بالشكل الأدبي والمتمثل في الخيال العلمي، لنستخدم الرمز الذي جاء من خلال هذا المشهد: "طرق أحمد الباب بقوة عدة طرقات بواسطة يد حديدية تحمل كرة براحتها لا تفرط بها منذ عشرات السنين" ص30، وهذا اشارة إلى ثبات اليد (الفلسطينية) التي ما زالت محافظة على البيت باب البيت، رغم ما يتعرض له من ضغوطات ومضايقات وترهيب من المحتل، وهذا يعطي الرواية قيمة أدبية تضف إلى القيمة الفكرية التي تحملها.
زمن ومكان الحدث
دائما الفتية بحاجة إلى أسلوب خاص لمخاطبتهم، فكان الواقع هو الأنسب، لكن لم يقدم هذا الواقع لم يكن بصورة مباشرة، لكن من خلال أحداث الرواية، تخاطب "حبيبة" ولديها قبل مغادرتهما البيت للمدرسة: "ـ لا تنسيا ارتداء كمامتكما" ص15، وهنا تم تحديد لزمن من خلال جائحة الكورونا، وكأن الساردة تؤكد على (واقعية) الزمن والحدث من خلا ل هذه الاشارة.
لكن السارة لا تكفي بهذا، بل تحدد الزمن أكثر من خلال رحلة عبر الزمن التي قام بها "أحمد وندى، ومجد": "نحن الآن في القدس الشريف والساعة هي الرابعة عصرا على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقا، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالا، نسافر بالزمن رجوعا إلى ما قبل مائة عام" ص59، وبعد أن يصلوا إلى الماضي يتحاورون مع الشيخ حسين ورفاقه:
"ـ أنتم قادمون مكن عام 2021؟
ـ نعم، أجاب مجد"
ـ أنتم من القدس بعد مئة عام.؟
ـ نعم، أجاب أحمد" ص70، فهذا اشارة إلى استمرارية وجود الفلسطيني على الأرض/القدس، وعلى أنهم أصحاب المكان.
مقدمة الحدث الروائي
كلما كانت الفكرة غير مباشرة، تكون أعمق وأرسخ في الذهن، لهذا على الأديب/ة الجيد أن يعرف كيف يقدم الفكرة، في رواية القبو نجد دعوة للأخلاق الحميدة بطريقة غير مباشرة، فالسبب الرئيس وراء هذه الرحلة/المغامرة عبر الزمن كانت بسبب عمل حميد، يتمثل في زيارة أم سليمان لجارتها "حبيبة" التي انزلقت وكسرت رجلها، تنسى أم سليمان هاتفها المحول في بيت "حبيبة" التي ما أن تجده حتى ترسل ولديها "ندى وأحمد" لأعادته لها.
فالسردة هنا قدمت فكرتين حميدتين، الأولى زيارة لجار المريض، والثانية الأمنة، المتمثلة بإعادة المفقودات لأصاحبها، وبما أنها جعلت نتيجة إعادة الهاتف سبب لوجود الرواية وأحداثها، فكأن هناك (ثواب/جائز/ثمرة/نتيجة) جميلة لعمل الخير، وهنا تكون الساردة قد غرست في ذهن المتلقي خيرية العمل الاخلاقي، وهذا يضيف قيمة أخلاقية للراوية.
أحداث وأفكار الرواية.
تخبرنا الساردة عن واقع فلسطين/القدس في بداية القرن العشرين، من خلال لمجاهد "الشيخ حسين" الذي يؤكد على قومية فلسطيني وعلى أنها جزء عضوي من بلاد الشام: " تسمح بريطانيا بالهجرة اليهودية إلى بلادنا بكميات كبيرة من كل مكان، قبل عامين عقد المؤتمر الفلسطيني لأول في مبنى متصرفية القدس، وقد تضمن بنودا منها فلسطين عربية وهي جزء من سوريا الجنوبية، رفضنا قرار التقسيم ووعد بلفور والهجرة اليهودية، والمؤتمر الثاني والثالث في دمشق وحيفا، ولكن يا أبنائي فصل فلسطين عن سوريا واحتلال فرنسا لسوريا وكل الاضطرابات في المنطقة بعرض حركتنا لصدامات قوية، وها هم يدعون لمؤتمر رابع في القدس هذا العام" ص74، اللافت في هذا المقطع أنه يؤكد على أن فلسطين جزء من محيطها، وأن الاستعمار الانجليزي والفرنسي هما سبب ويلات المنطقة وتمزيقها إلى أشلاء، ونلاحظ أن "الشيخ يذكر المؤتمر الأول في القدس، والثاني قي دمشق، والثالث في حيفا، والرابع في القدس، وهذا يؤكد على وحدة لجغرافيا ووحدة المجتمع السوري.
أما عن واقعلا القدس الآن، وبعد احتلالها وما يتعرض له أهلها من مضايقات، فكان من خلال حديث "مجد": "..زكما تعلمان لا يمكن الترميم دون موافقة من بلدية الاحتلال، وهي بالتأكيد لن توافق، فهي تمنع المقدسيين من جميع أعمال الترميم والصيانة داخ البلدة القديمة، وتمنع أيضا إدخال مواد البناء والترميم، وستعيق أي عمل سيقوم به أبي وقد تعتقله وأخوتي وتغرمهم مبالغ طائلة" ص37، هذا واقع القدس وأهلها في زمن الاحتلال.
الخيال العلمي
بعد أن تحدثنا عن مضمون الرواية، سنتحدث عن الشكل الذي قدمت به، الخيال العلمي، فكان لا بد من الحديث عن أفكار علمية، يحدثنا "مجد" عن الزمن وكيف تناوله العلماء: "...إذا تحرك الجسم بشكل أسرع، فسوف يتباطأ الوقت وتزداد سرعة الجسم، وإن الوقت يتباطأ أثناء السفر في قطار أو طائرة سريعة الحركة" ص50، وهذه كانت مقدمة عن المركبة التي قلتهم إلى مائة عام ماضية: "..هذه الآلة تسافر عبر الزمن وهي في ذات المكان" ص85، ضمن هذه الأفكار العلمية والخيلية، تكون الرواية قد قدمت مضمون وطني، قومي عن القدس/فلسطين، كاشفة تاريخ القدس ومقومتها، وما أحدث الاستعمار الانجليزي والفرنسي من تشويه للمنطقة العربية بعد أن قسموها إلى فتات، وبعد أن وضعوا سيفا في خاصراها.
الرواية من منشورات دار الفاروق لثقافة والنشر، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2022.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر الأطفال في قصيدة -دمية- سمير التميمي
- القسوة عند ميسر عليوة وحسن محم حسن
- الرؤية المتقدمة في كتاب -دراسات من الأسر- للكاتب الأسير أمجد ...
- مسرحية الحياة والموت للأديب جمال بنورة
- الاسلوب والشكل في ديوان رقاع إلى صلاح الدين نظير أحمد شمالي
- الوفاء في -تحيا حين تفنى- للكاتب الأسير ثائر حنيني
- الأنثى والكتابة والتمرد في قصيدة -أم اللغات- رنا صالح
- مناقشة كتاب -من قتل مدرس التاريخ
- الشخصيات والحدث في رواية - وما زال الحلم- للأديب جمال بنورة
- الحرف بين إيهاب الشلبي ومنذر يحيى عيسى
- قراءة في ديوان -تلك السيدة وذلك البيت-* للشاعر عبد الباسط إغ ...
- السرد والمضمون في رواية -المعمعة- عمار محمود عابد
- ابداع سميح الشريف
- قصي الفضلي والرثاء في -كيف ارثيك-
- رواية لست حيوانا وليد عبد الرحيم
- جماليّة المعنى الأيروسي في ديوان -وشيء من سرد قليل-
- الموظف والوزير
- الفلسطيني وفلسطين في مجموعة -مفاتيح على شباك القلوب- محمد عا ...
- كميل أبو حنيش قصيدة -في الظل نسوني-
- بؤس الواقع في رواية -ما تساقط- عفاف خلف


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - استمرارية حضور المكان في رواية - القبو- فاطمة عبدالله سلامة