أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - شعر الأطفال في قصيدة -دمية- سمير التميمي














المزيد.....

شعر الأطفال في قصيدة -دمية- سمير التميمي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7116 - 2021 / 12 / 24 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


شعر الأطفال في قصيدة
"دمية"
سمير التميمي
" دميةْ

...........
دميةْ ترقصُ على وقعِ
حباتِ البرَدِ المتساقطِ
في حِجرِ البيتْ
والبَرْدُ شديدْ
وقواويرُ (زَريعةُ)
جدتنا تتمايلُ على وقعِ حركاتِ الدميةِ ونَقَراتِ عصافيرِ الوقتِ العالقةِ في (سكَنِ) الموقدِ الساكنِ في زاويةِ
الدارِ
تبحثُ عن حباتِ شعيرٍ أو قمحٍ قد انفلتتْ من كفَيِّ الجدِّ من قبل أن يبذرِ حاكورةَ
جدهْ بقليلْ.
دميةْ معلقةٌ بحبلِ الريحْ
تلبسُ شالاً
من صوفٍ حاكتهُ غزالةْ
وهي تمرُّ من بابِ الدارِ
شاردةً خائفةً من غدرِ الذئبِ الغدارْ
القتْ شالَ الصوفِ على كتفِ الدميةْ
توقفتْ الريحُ وسكنَ إيقاعُ البردِ المتساقطْ ونقَراتُ عصافيرِ الوقتْ وامتلأَ الموقدُ بالنارْ
وماتَ الذئبُ
وفاضتُ غُرَفُ البيتِ وساحاتُ البيتِ بالسكانِ وبالسُّمّارْ ."
هناك شح في الإنتاج الأدبي المتعلق بالأطفال والفتية، وهذا له مجموعة أسباب، اعتقد أن أبرزها الواقع البائس الذي يعيشه الأديب/الشاعر في المنطقة العربية، مما يجعله مهتما في الواقع السياسي/الاقتصادي/الاجتماعي، وهذا أمر طبيعي، فالكاتب يتأثر بواقعه.
من هنا ما أن يظهر عمل/نص أدبي للأطفال حتى نشعر وكأن هناك شيء(خارق)/متمرد حصل، فقد أنسانا الهم السياسي والاقتصادي أطفالنا، وتجاهلنا أن لهم (حصة) من إنتاجنا الأدبي، وهنا تكمن أهمية قصيدة "دمية" للشاعر سمير التميمي، فالعنوان بحد ذاته جاذب لجمهور الأطفال، كما أن اللغة البسيطة والسهلة التي تناسبهم، لها دور في امتاعهم، وهذا ما يجعل القصيدة تناسب الجمهور الذي كتبت له.
سنحاول إضاءة بعض جوانب الجمال في القصيدة، ونبدأ من فاتحتها: "دمية ترقص" فهذه البداية تعد موفقة جدا، حيث أن الفرح الكامن في "دمية/ترقص" تكفي لجعل المتلقي يتقدم من القصيدة.
بعدها يأخذنا إلى تفاصيل متعلقة بالطقس "البرد، المتساقط" وهنا يأخذنا الشاعر وقت/زمن (الشتاء) قص الحكايات، وهو الزمن المتعارف عليه عند الطفال.
وبما أن العنوان "دمية" غالبا ما يحمل فكرة اللعب في البيت، فكان لا بد من ذكره "حجر البيت" وبهذا يكون الشاعر قد ربط فكرة القصيدة ب"دمية، وطقس/برد/ ومكان/بيت".
هذه هي فاتحة القصيدة، لكن نلاحظ أن الشاعر بعدها يأخذ في استخدام لغة تتناسب وطبيعة الأطفال الذين ينفعلون/يتأثرون بحروف المد الألف والياء والواو، فعند استخدم لفظ "والبرد" مرة ثانية، يتبعه لفظ "شديد" وهذا ما يجعل طريقة (نطق) "شديد" توصل فكرة حجم البرد واستمراره وأثره القاسي على الدمية.
الحكايات/القصة مرتبطة بذهن الطفل في المنطقة العربية بالجدات، فهن من يحكين الحكايات والقصص، والشاعر انتبه إلى مكانتهن ودورهن في جذب الأطفال، لهذه قبل ذكرهن استخدم لفظ (طويل جدا) "وقوارير" وكأنه ينبه المتلقي إلى أن هناك عنصر جديد دخل على القصيدة "جدتنا".
نلاحظ أن الشاعر لم يستخدم "الجدة" بل جدتنا" كتأكيد على أن المتحدث/الشاعر، والمستمع/الطفل أقرباء/أهل يتشاركون في الجدة، وعندما أضاف "زريعة" أراد بها تقديم معلومة (جديدة) للمتلقين، وأن يرفع معرفتهم اللغوية، والجميل في إدخال "الجدة" إلى القصيدة أنه استخدم لفظ جاذب "تتمايل"، فتتابع حرف "التاء تجعل طريقة لفظه من الشفتين وكأن هناك (رقص) لهما، وبما أن هنا حرف الألف في "تتمايل" فهذا يخدم استمرار رقص "القوارير".
يضيف الشاعر عنصر جذب آخر "العصافير"، والتي جاءت بصيغة الجمع، كإشارة إلى كثرتها، مضيفا تفاصيل جديدة عن صورة المكان، من خلال الحديث عن " الحاكورة"، وهنا يكون الشاعر قد (قدم) فكرة أهمية الزراعة للمتلقين ـ بطريقة غير مباشرة ـ العصافير التي: "تبحثُ عن حباتِ شعيرٍ أو قمح".
إلى هنا القصيدة تحاكي منطق الأطفال، وتناسب ذوقهم، وتقدم لهم أفكار بناءة، بعدها يأتي القسم الثاني من القصيدة والذي جاء قاسيا: "دمية معلقة بحبل" وهذا صادم للمتلقي/الطفل، وهذا يشير إلى أن الشاعر في القسم الثاني أراد أن رفع من تذوق الأطفال للأدب، فأخذنا إلى شكل جديد في التقديم: "ونقَراتُ عصافيرِ الوقتْ"، وكأنه يدفع بالمتلقي/الطفل ليسأل من هو أعلم منه عن هذه الصورة.
يضيف الشاعر عناصر جديدة إلى القصيدة "شالا، الغزالة، والذئب" مع الحفاظ على وجود العناصر الأخرى: "الدمية، الطقس/البرد، الموقد، البيت، العصافير" فكل عناصر القصيدة منسجمة باستثناء "الذئب" الذي جاء كدخيل/شاذ على مكونات القصيدة، وهذا ما جعل الشاعر ينهي وجوده، من خلال "مات الذئب"، ورغم قسوة فعل "مات" إلا أن ما تبعه من بياض: "وفاضتُ غُرَفُ البيتِ وساحاتُ البيتِ بالسكانِ وبالسُّمّارْ" خفف من القسوة، وجعل خاتمة القصيدة منسجمة مع فاتحتها البيضاء والناعمة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسوة عند ميسر عليوة وحسن محم حسن
- الرؤية المتقدمة في كتاب -دراسات من الأسر- للكاتب الأسير أمجد ...
- مسرحية الحياة والموت للأديب جمال بنورة
- الاسلوب والشكل في ديوان رقاع إلى صلاح الدين نظير أحمد شمالي
- الوفاء في -تحيا حين تفنى- للكاتب الأسير ثائر حنيني
- الأنثى والكتابة والتمرد في قصيدة -أم اللغات- رنا صالح
- مناقشة كتاب -من قتل مدرس التاريخ
- الشخصيات والحدث في رواية - وما زال الحلم- للأديب جمال بنورة
- الحرف بين إيهاب الشلبي ومنذر يحيى عيسى
- قراءة في ديوان -تلك السيدة وذلك البيت-* للشاعر عبد الباسط إغ ...
- السرد والمضمون في رواية -المعمعة- عمار محمود عابد
- ابداع سميح الشريف
- قصي الفضلي والرثاء في -كيف ارثيك-
- رواية لست حيوانا وليد عبد الرحيم
- جماليّة المعنى الأيروسي في ديوان -وشيء من سرد قليل-
- الموظف والوزير
- الفلسطيني وفلسطين في مجموعة -مفاتيح على شباك القلوب- محمد عا ...
- كميل أبو حنيش قصيدة -في الظل نسوني-
- بؤس الواقع في رواية -ما تساقط- عفاف خلف
- القصيدة الكاملة -لم أشأ- عبد السلام العطاري


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - شعر الأطفال في قصيدة -دمية- سمير التميمي