أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحرف بين إيهاب الشلبي ومنذر يحيى عيسى














المزيد.....

الحرف بين إيهاب الشلبي ومنذر يحيى عيسى


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7100 - 2021 / 12 / 8 - 20:57
المحور: الادب والفن
    


الشاعر الجيد هو من يكتب القصيدة ويتماهي معها، فيشعر القارئ أنها هي من تُكتبه، وليس هو من يكتبها، وهذا الأمر لا يأتي من خلال المضمون/الفكرة التي تحمله القصيدة/المقطع الشعري فحسب، بل من خلال الألفاظ التي يستخدمها، ومن خلال الحروف التي تتكون منها تلك الألفاظ، فوجود ألفاظ بعينها في القصيد/المقطع الشعري، تستوقف المتلقي ليتأمل في الطريقة التي جاءت بها تلك الألفاظ.
يقول إيهاب الشلبي:
" وأعشقُ كلَّ حرفٍ ..
مرَّ من شفتيكِ
منساباً..
إلى قلبي
توضّأَ في رضابكِ ..
ثمَّ صلّى..
فوق صدري..
ركعةَ الحبِّ "
هناك أربعة ألفاظ لها علاقة بالكلمة/بالحرف: "حرف، شفتيك، منسابا، رضابك" وهذا يشير إلى عذوبة الحرف الذي يخرج من فمها، وقد عبر الشاعر عن هذه العذوبة من خلال "وأعشق/شفتيك" التي يشكل حرف الشين جزءا أساسيا في تكوينها، ثم من خلال استخدامه "مر/منسابا" فالسلاسة في لفظ حرف الميم، وترابط المعنى يعطي المقطع سهولة إيصال الفكرة، من خلال اللفظ والمعنى معا.
ونجد هذه الإنسيابية في "توضأ، رضابك" التي أتى فيهما حرف الضاد (كمحطة) توجب التوقف عندها، فطبيعة لفظ حرف الضاض توجب الحرص والدقة، وكأن هناك شيء مهم، ذات قيمة يوجب التوقف عنده.
وهذا ما كان، لأن "توضأ/صلى/ركعة" أعمال تحتاج إلى تركيز وخشوع، والدخول في حالة روحية، وتأكيد على أن هذه الألفاظ تحتاج إلى حالة (تعب) تناسبها استخدم الشاعر: "فوق صدري" بمعنى أن فيها شيئا من الشدة/التعب.
ونلاحظ التكامل في المقطع من خلال:"وأعشق/قلبي/الحب" فرغم تباعد هذه الألفاظ، إلا أنها متكاملة وتخدم فكر/مضمون المقطع، كما وهناك تكامل آخر نجده في: "وأعشق/منسابا/قلبي/توضأ/صلى/ركعة/حب" فهذه الألفاظ بمعناها المجرد تخدم فكرة الحلول/التماهي بين العابد والمعبود، وهذا يأخذنا إلى حاول الشاعر في القصيدة، وحلول القصيدة في الشاعر، فكان هذا التمامي بينهما.
أما "منذر يحيى عيسى" فيقدم الحرف بطريق أخرى، فبدا وكأنه (أسير) لألفاظ بعينها، لا يقدر على مغادرتها، وهذا يشير إلى أن القصيدة/المقطع الشعري مهيمن عليه، يقول في "الحاء":
"الحاء
في ملكوتها بين الحروفِ
نبعُ الحزنِ والحسراتِ
وفيض الحنين.
والصوتُ الخفيفُ الذي بحَ
بعدَ عرسٍ من نواحٍ
فتسلل الحفيف إلى مسام الروح ليستريح"
نلاحظ أن هناك مجموعة ألفاظ تحمل حرف الحاء متعلقة بالعنوان: "الحروف، الحزن، الحسرات، الحنين، بح، نواح، الحفيف، الروح، ليستريح"، فرغم (التناقض) بينها إلا أن هناك جامع لها، نجده في لفظ حرف الحاء، الذي يُشعر المتلقي بإنسيابية اللفظ، كما أن التكامل بين: "الحاء، الحروف، الصوت، الخفيف، بح" كلها تجعل المقطع متواصل ومتكامل.
وتستوقفنا ألفاظ: "الخفيف/فتسلل/الحفيف" التي جاءت بحروف مكررة ومتواصلة، وكأنها تدعو القارئ إلى التأمل فيها وفي مضمون وشكل المقطع الشعري، ونلاحظ العلاقة بين "فتسلل/مسام" فالتسلل صعب وشاقد، لأنه يكون في مكان ضيق، لكن بعد أن يتم "التسلل" يحصل الإنجاز ويكتمل العمل، فيشعر المتسلل بالراحة/"ليستريح"، وكأن "الحزن، الحسرات، نواح" انتهى وحل محله "ليستريح".



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في ديوان -تلك السيدة وذلك البيت-* للشاعر عبد الباسط إغ ...
- السرد والمضمون في رواية -المعمعة- عمار محمود عابد
- ابداع سميح الشريف
- قصي الفضلي والرثاء في -كيف ارثيك-
- رواية لست حيوانا وليد عبد الرحيم
- جماليّة المعنى الأيروسي في ديوان -وشيء من سرد قليل-
- الموظف والوزير
- الفلسطيني وفلسطين في مجموعة -مفاتيح على شباك القلوب- محمد عا ...
- كميل أبو حنيش قصيدة -في الظل نسوني-
- بؤس الواقع في رواية -ما تساقط- عفاف خلف
- القصيدة الكاملة -لم أشأ- عبد السلام العطاري
- الأنسجام بين اللفظ والفكرة في قصة -انصياع- -فوزية الكوراني-
- محطات التيه السعيد عبدالغني
- حكاية سر الزيت وليد دقة
- أثر السجن في رواية -الجهة السابعة- كميل ابو حنيش
- البوح بالعشق في -نَبيّ العشق في أديرة العشّاق- زينة جرادي
- تماثل الفكرة مع الأدوات في الأبواق -مأمون السعد
- رواية غدي الازرق ريما بالي
- مأمون السعد قصيدة -كيف لا أسمو إليك-
- تألق فراس حج محمد في الدفاع عن النبي (ص) في كتاب -من قتل مدر ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الحرف بين إيهاب الشلبي ومنذر يحيى عيسى