رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7074 - 2021 / 11 / 11 - 10:54
المحور:
الادب والفن
محطات التيه
السعيد عبدالغني
هناك هدف/غاية من اي كتب يقدم للجمهور، فالكتاب لا يطبع أو ينشر لمجرد طباعته أو نشره، إلا إذا كان كاتبه عبثيا لا يهتم بشيء أو لشيء، فيجد في الكتابة والنشر تسلية يتلهى بها.
عنوان الكتاب "محطات التيه" يعطي مدلول عن الضياع/التيه/العبث، كما أن طريقة عرض الأحداث وعرض الشخصيات وطريقة السرد تختلط وتتشابك فيما بينها، وهذا يشير إلى حالة الاضطراب والارتباك، ويؤكد على فكرة (التيه) التي يحملها الكتاب.
فالتيه لم يقتصر على فكرة العبث من وجود السارد في الحياة ـ والتي كان يمكن أن يبني عليها عملا أدبيا متميزا، كما جاء في بداية الكتاب ـ فنجده تائها في سلوكه، من خلال معاقرة الخمر وتعاطي الحشيش، وملازمة بيوت الدعارة والعاهرات والمثليين من رجال ونساء، فالكتاب، فكرة وأحداث وشخصيات ومكان وسرد وطريقة عرض يجتمع فيه (التيه) التيه الفكري، الوجودي، السلوك، التيه في كل شيء.
واللافت في الكتاب أن السارد عندما تحدث عن بيت الدعارة ودخوله، نجده يغرق فيه، يغرق من خلال تركيزه على ما يجري في هذا البيت، وتركيزة على الشخصيات التي قابلها، وشاهدها، وضاجعها وشاهدها وهي تمارس الجنس بطرق غير سوية وشاذة، كما أن حجم السرد الذي أخذ حيزا كبيرا من حجم والكتاب، يؤكد على غرق السارد في بيت الدعارة، فبقى باقرب من "ماريانا" التي وجدت فيه غايتها، كما وجود السارد ما يبحث عنه في جسد وسلوك "ماريانا"، فالحديث عن ممارسة الجنس بأشكاله السوية والشاذة أخذ حيزا كبيرا في الكتاب، فبدا السارد (منسجما/غارقا) في عالم الشهوات والملذات، من هنا نجده يصور مشاهد بصورة متعددة ومتنوعة، ولشخصيات كثيرة أمت هذا المكان، فكان المشاهد تأتي/تقدم بصورة بشعة ومتوحشة عن سلوك البشر من خلال ممارسة الجنس.
وإذا اخذنا مجموعة الأقول التي تمس الخالق وتجمعه/تصوره بحالات وبمشاهد لا تليق بمقام الله، نتأكد السارد غارق في التيه، وبهذا يكون التيه كاملا، تيه في السلوك والفعل، وتيه في الفكر وصل إلى الكفر بالحياة وبمن وجدها، حتى أن السارد تناول فكرة الانتحار بأكثر من موضع في الكتاب.
الكتاب من منشورات معجم للنشر والتوزيع، الهدف للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2021
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟