أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأسطورة والحاجة إلى المرأة في -تمرين بي- أكرم فارس عريج














المزيد.....

الأسطورة والحاجة إلى المرأة في -تمرين بي- أكرم فارس عريج


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 20 - 22:05
المحور: الادب والفن
    


الأسطورة والحاجة إلى المرأة في
"تمرين بي"
أكرم فارس عريج
"تمرين بي
كما يمرُّ على البيت العتيق دوريٌّ
طاردته السنونْ
فأعاد ترتيب عشِّه قشةً قشَّةْ
تمرِّينَ فيهرع القلب
يُلملم حجارةَ عمرٍ مضى مسرعاً
تَناثُرَ عطر زروعهِ
أشلاءَ موسيقا الصبا ..
تمرِّين
فيَقطِرُ عنبُ الصدرِ نبيذَ انتظارهِ جمراً
تشعلينَ المشيبَ بصخبِ الندى
فتنبعثُ الحياةُ من رمادها المستكين
تمرِّين بي كما الغجريات
حين يجدنَ قريةً نائية
يُخيِّمنَ بين منازلها الهادئة
فتوقظ خلاخيلهن قمراً شارداً
هديلَ شبابيكها النائمة
يراقصنَ أزقَّتها
فيغتسل الترابُ من حزنهِ ويستفيقْ ..
تمرِّينَ بي .. تعبرينني
فأبعثُ من جديد .."
عندما يتكرر لفظ/فعل فهذا يشير إلى الحاجة/الرغبة التي يمثلها هذا اللفظ، وبما أن العنوان "تمرين بي" تكرر أربع مرات، من هنا يمكننا تأكيد حاجة الشاعر إلى المرأة.
قبل التوقف عند مسار القصيدة، نتوقف عند "تمرين بي" والذي جاء العنوان كجزء من المتن، لهذا نجد الفاتحة: " كما يمر على البيت العتيق دوري" وكأنه من خلال جعل العنوان جزء من النص أراد أن يؤكد على وحدة البناء القصيدة/النص، وأيضا يؤكد على ما يريده/يرغبه من مرورها.
المرور الأول جاء متبوعا "فيهرع القلب"، فتقديم فعل "فيهرع" على الفاعل "القلب" كناية عن الإندفاع نحوها/إليها، من هنا تم تأخير التابع/القلب.
المرور الثاني، "فيقطر عنب الصدر" يمثل حالة التجلي والتأمل التي أصابت الشاعر بعد (القاء)، وكأنه بعد الفعل الشديد "فيهرع" أخذ استراحة، وتأملها فكانت هذه الصورة الناعمة ناتجة عنها/عن تأملها.
في المرور الثالث ـ وبعد أن اكتفى بالتأمل والتغني بها، وأشبع رغبته منها ـ اعادها إلى (العادية/الطبيعية) فوصفها كالغجريات، كالنساء العاديات.
المرور الرابع، "تعبروني" يتماهي معها، ليحصل الخلود/الحياة الجديدة، وهنا يكون قد اعطاءها صفة (ربة)/مقدسة.
سنحاول الوصول إلى رغبات الشاعر من خلال الألفاظ التي استخدمها، فعندما تحدث عن "الدوري" كرر لفظ "قشة قشة" وكأنه يذكرها بالتعب الذي هو فيه، ومن ثم إلى ضرورة من يساعده/يعينه على أنجاز "عشه" واتمامه، كما أن التكرار، يشير ـ بطريقة غير مباشرة ـ إلى رغبة الشاعر بها، فبدا وكأنه من خلال "قشة قشة" يدعوها لتكون متماثلة معه/شريكة معه.
الشاعر يجمع بين التخيل/الإيحاء "عشه" وبين الواقع "البيت العتيق" ورغم هذه (الواقعية)، إلا أن استخدمه للفظ "يلملم" التي يتكرر فيه حرفي اللأم والميم، ويتلاصقان، يشير أيضا إلى رغبته وحاجة إليها.
وإذا ما توقفنا عن ما يتبع فعل "يلملم" نجد "تناثر، أشلاء" وكلاهما يحملان معنى (التفتيت/الكثرة) بمعنى أن الفعل (مُتعب/صعب) وبحاجة إلى (معونة) منها، بهذا يكون قد أشار إلى (تعبه/جهده) الكبير في "قشة قشة"، لوجود (الجهد/التعب) في "تناثر/أشلاء".
من جمالية النص الجيد استحضار الأسطورة بطريقة مغايرة عن الآخرين، وأن تاتي ضمن مسار (طبيعي/عادي) ولا تقحم في النص أقحاما، "أكرم فارس عريج" يقرن المرأة بعشتار بطريقة متميزة، فهو يمر عليها مرورا خاطفا/سريعا، لكنه يبقى أثره حاضرا.
فبعد أن تحدث عن الخصب: "فيقطر عنب الصدر نبيذ انتظارة جمرا" ثم عن الغياب/الموت: "تشعلين المشيب" يعود إلى الحياة من جديد: "فتنبت الحياة من رمادها المستكين" فرغم أنه لم يذكر "عشتار" ولا "البعل" رمز الخصب والنماء والخير والجمال، ورغم أنه لم يذكر طائر الفينيق" المنبعث من الموت/الرماد، إلا أن المتلقي تصله فكرة الموت والحياة الفينيقية.
والمقصود هنا أن حضورها/المرأة يتماثل مع حضور "عشتار" وفعلها/دورها في تخليص "البعل" من الموت.
مسألة "قمرا شاردا" تشير إلى المخزون الأسطوري عند الشاعر، وما استخدمه "فيغتسل التراب من حزنه ويستفيق" إلا تأكيد على عودة الحياة على الأرض بعد أن يعود "البعل" إلى الوجود بفضل "عشتار" وفعلها.
وما جاء في خاتمة القصيدة: "فأبعث من جديد" إلا تأكيدا إلى حاجة "البعل/أكرم فارس عريج" إلى المرأة/عشتار.
كما أن الأفعل المضارعة والمتبوعة بفاء (السرعة) التي استخدمها الشاعر في القصيدة، تخدم أيضا فكرة الحاجة الملحة إليها، من هنا خلت القصيدة من الفعل ماضي، وركزت على الفعل الحاضر والمستقبل.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة وأثر حضورها في قصيدة - ترخي اشتداد سلاسك- كميل أبو حن ...
- التماهي في قصيدة -مدراج النور- بكر زواهرة
- ديوان حجر الوحش يوسف المحمود
- همية النقد في كتاب صالح حمدوني -على قيد الضحكة الأبدية - محم ...
- الفانتازيا في مجموعة خمسون ليلة وليلى يسري الغول
- الأدبي والسياسي في كتاب -لا تعجب.... زعترنا أخضر-
- رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد أسامة العيسة
- أسلوب التقديم في كتاب -قلق العبور- أبو علاء منصور
- سمير الشريف وفينية قصة الومضة
- الحلول والتماهي في -ثلاثة نقوش محجوبة- فايز محمود
- الطين في ديوان -يدور الكلام تعالى- صلاح أبو لاوي
- تقديم الألم في -رواية بيضة العقرب، رواية السيرة السرطانية- ل ...
- التجربة الإعتقالية في -سنة واحدة تكفي- هاشم غرايبة
- رواية قصة الخلق ماهية الخالق والغاية من الخلق! محمود شاهين
- كتاب راشد حسين ويسكنه المكان دراسات وقصائد مختارة نبيل طنوس
- رواية سيدة الخبز للكاتبة نور السبوع
- التقنية الروائية في -جسر بنات يعقوب- حسن حميد
- رواية مرآة واحدة لا تكفي حسن أبو دية
- الواقع والخيال في قصيدة -الصعود إلى الشمس- جمال طرايرة
- الظاهر والباطن في -خذ قلبي ورحل- روز سليمان


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأسطورة والحاجة إلى المرأة في -تمرين بي- أكرم فارس عريج