أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان حجر الوحش يوسف المحمود














المزيد.....

ديوان حجر الوحش يوسف المحمود


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7050 - 2021 / 10 / 17 - 23:05
المحور: الادب والفن
    


ديوان حجر الوحش
يوسف المحمود
البساطة في أي نص/موضوع/موقف مطلوبة، وتحسب لصاحبها مهما كان موقعه، وهذا يعود لما فيها من سلاسة وعدم تكلف، وأنت تقرأ تشعر انك أمام شخص/كتاب/مكان، قريب منك، ولا تتكلف أو تحتاج إلى أن حمل أشياء/مواقف/ أعباء نفسية وأنت تتعامل مع البسطاء/البسيط.
في ديوان "حجر الوحش" نجد البساطة والسلاسة والفكرة تجتمع في الديوان، فالشاعر يستخدم لغة بسيطة وسهلة وممتعة، وهذا يمثل أحد أهم أهداف لأدب/الشعر، تقديم المتعة للمتلقي.
فرغم أن هناك فكرة السواد/اليأس/القهر/الظلم، وهذا نجده من خلال ذكره لمجموعة الحيوانات، الذئب، القرد، النمر، إلا ان اللغة والاسلوب الذي استخدمه الشاعر خفف من حدة القسوة، باللغة والأسلوب حجب فكرة القسوة/السواد، وجعل القارئ يهتم/يتجه إلى العناصر الجميلة، ولتوضح هذه البساطة سنأخذ نماذج من الديوان، يقول في قصيدة "دمعة الذئب":
...كثيرون اسمعتهم نوح قلبي
واعطيتهم بعض نبلي
وبعض حناني
فدلوا الرعاة علي لكي يقتلوني.
....
كثيرون منذ اتهامي بيوسف جاءوا وراحوا
كثيروان .. اعرفهم
مرة علقوا صورتي
فنزلت لهم حينما جلسوا واستراحوا
ضحكت لهم
ثم عدت إلى صورتي حين صاحوا." ص4و5،
في المقطع الأول نجد ذئب إنساني، ذئب يحمل صفات النبلاء: "اعطيتهم" ونلاحظ أن يكي عن معاناته/"أسمعتهم" بمعنى أنه فتح قلبه لهم، لكن نجد هؤلاء أشرس من الصورة التي نحملها عن الذئب، لما فيهم من لؤم وغدر: "فدلوا الرعاة".
في المقطع الثاني نجد "الذئب" اجتماعي/"فنزلت لهم"، ويتعامل بإنسانية، وينسحب بهدوء عندما يتعرض لمضايقات/"صاحوا"، فالبساطة تكمن في أنسنة الذئب، وفي سلوكه البسيط/العادي.
وإذا أخذنا القصيدة إلى الثقافية الأجتماعية التي تميل وتنحاز للتراث، خاصة المتعلق بقصص الحيوان يكون، الشاعر قد (عرف) كيف يجذب القارئ للقصيدة، ويقدم له ما يريد، وحسب ذوقه وميوله ورغباته، وهذا ما يجعل القصيدة بسيطة، يتقبلها القارئ/العادي/البسيط ويصل إلى الفكر التي يُراد تقديمها.
كما أن الفانتازيا التي جاءت بها القصيدة: "فنزلت لهم/ثم عدت" تلبي طموح القارئ النهم، وأيضا ترفع القارئ العادي ليتذوق/يتأمل جمالية حركة نزول "الذئب" وعودته، وبهذا يكون الشاعر قام بدوره الأدبي، رفع تذوق الأدب/الشعر عند القراء، ودون أن (يهبط) بمستوى القصيدة.
عندما ينتقد أصحاب الشر/"صاحب لشر" يستخدم هذا الأسلوب:
"يده ناشفة
ويدس سيوف النميمة في لحم أخوته كل يوم
ويربي أفاعي الأكاذيب في صدره
حاقد غالبا
صمته مرعب مثل لغم" ص77، اللافت في هذه القصيدة أن الألفاظ تتآلف مع المضمون/الفكرة، بحيث يمكن للمتلقي ان يصل إلى "صاحب الشر" من خلال الألفاظ المجردة: "ناشفة،
ويدس، سيوف، النميمة، أفاعي، الأكاذيب، حاقد، صمته، مرعب، لغم" وعندما ختم القصيدة بصورة شعرية:
"صمته مرعب مثل لغم" فاللغم ليس دخيل/شاذ كفكرة فحسب، بل كلفظ أيضا، فالقصيدة لا تستخدم/تذكر أي سلاح حديث، من هنا عندما جاء لفظ "لغم" أحدث هزة/دهشة في القارئ، لوجوده فجأة، دون مقدمات، وهذا يأخذنا إلى مفهوم اللغم الذي يتسم بالغدر القاتل، فما أن يقترب منه حتى ينفجر، وبعد انفجارة تنتهي الحياة وينتهي مفعول اللغم، من هناك وجوده في آخر المقطع، يتماثل مع دوره الذي يكمن في النهاية/الموت.
هناك أكثر من قصيدة فيها تناص مع القرآن الكريم، وهذا أيضا ياتي من باب البساطة، حيث يتحدث/يستخدم الشاعر اللغة الشعبية/البسيطة التي يتداولها الناس، من هذا التناص ما جاء في قصيدة "الكتاب":
" لا ريب فيه
وأشهد أن لا ريب فيه
كم تكسرت سيوف الغزاة عند الرخام المؤدي إليه
وتفحم أصحاب المشئمة
عند أقواس الأسوار، وعلى أطراف البراري" ص85، أهمية الكتاب حاضرة من خلال تكرار "لا ريب فيه" والتي تأخذنا إلى القرآن الكريم، وإلى سورة سورة البقرة "ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدا للمتقين" وأيضا يمكننا أسقاط ما جاء في القصيدة على أي كتاب آخر.
والشاعر لا يكتفي ب" لا ريب فيه" بل يأخذنا إلى سورة البلد: وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة" فهو هنا قدم اكثر من مسألة، قرب القارئ من القرآن الكريم، ودعاه ليتقدم منه ليتأمل جمالية الآيات وما فها، وكما أنه أضاف جمالا على القصيدة، حينما قال: "تفحم أصحاب "المشأمة"، فهناك "تفحم" متطابقة مع أصحاب المشأمة، وأيضا تخدم فكرة كل من يبتعد عن الكتاب، وهنا يكون الشاعر قد أقرن القدسية بالكتاب، وخاطب القارئ حسب ثقافته/لغته.
وفي قصيدة "الحصان" يقول:
"منذ نعومة حوافره
وهو يطوي الطرق
بضبحه الناشف
وقوائمه ذات العروق النافرة
منذ نعومة حوافره
وهو يتطلع ذات اليمن
وذات الشمال
بغرته المدلاة على الجبين
وصهيله المنطلق من حنجرة صافية
كي يثير انتباه الفرس
منذ نعومة حوافره
لأنه سلسل العاديات
والموريات قدحا" ص98، الجميل في هذه القصيدة، انها تتناول "الحصان" ذلك الحيوان الذي يرمز للعزة والقوة، كما أن الشكل الذي قدمت فيه يبدو وكأنه (تفسير) لما جاء في سوة "العاديات"، وإذا أضفنا إلى ما سبق (الأثارة) التي تتحدث عن الفرس، يمكننا القول أن الشاعر عرف كيف يلفت نظر القارئ إلى أهمية الخيل/الحصان، ويمتعه بالشكل الأدبي الذي قدمه فيه، والذي يتماثل/يتوافق مع جمال الحصان.
الديوان من منشورات بيت الشعر، رام الله، فلسطين، الطبعة الاولى 1999،



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همية النقد في كتاب صالح حمدوني -على قيد الضحكة الأبدية - محم ...
- الفانتازيا في مجموعة خمسون ليلة وليلى يسري الغول
- الأدبي والسياسي في كتاب -لا تعجب.... زعترنا أخضر-
- رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد أسامة العيسة
- أسلوب التقديم في كتاب -قلق العبور- أبو علاء منصور
- سمير الشريف وفينية قصة الومضة
- الحلول والتماهي في -ثلاثة نقوش محجوبة- فايز محمود
- الطين في ديوان -يدور الكلام تعالى- صلاح أبو لاوي
- تقديم الألم في -رواية بيضة العقرب، رواية السيرة السرطانية- ل ...
- التجربة الإعتقالية في -سنة واحدة تكفي- هاشم غرايبة
- رواية قصة الخلق ماهية الخالق والغاية من الخلق! محمود شاهين
- كتاب راشد حسين ويسكنه المكان دراسات وقصائد مختارة نبيل طنوس
- رواية سيدة الخبز للكاتبة نور السبوع
- التقنية الروائية في -جسر بنات يعقوب- حسن حميد
- رواية مرآة واحدة لا تكفي حسن أبو دية
- الواقع والخيال في قصيدة -الصعود إلى الشمس- جمال طرايرة
- الظاهر والباطن في -خذ قلبي ورحل- روز سليمان
- قدسية الحدث في إلى ظريف الطول ..حيثما كان- عبد السلام عطاري
- العدد والتعداد في قصيدة -ستة هم- صلاح أبو لاوي
- رواية الراعي وفاكهة النساء ميسون أسدي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان حجر الوحش يوسف المحمود