أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - العدد والتعداد في قصيدة -ستة هم- صلاح أبو لاوي














المزيد.....

العدد والتعداد في قصيدة -ستة هم- صلاح أبو لاوي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 03:24
المحور: الادب والفن
    


العدد والتعداد في قصيدة
"ستة هم"
صلاح أبو لاوي
عندما يكون الموضوع/الحدث ساخنا، يندفع الأدباء نحوه، كحال الجماهير، فهم طليعة المجتمع، من هنا كُتب الكثير عن الأسرى الستة والنفق، سأتناول في هذه القصيدة العدد لأن هناك تنوع وتعدد في تناول الارقام كانت حاضرة بصورة متميزة في القصيدة، والتي يفتتحها الشاعر بتناص مع القرآن الكريم "ستة هم وسابعهم":
"ستةٌ هم
وسابعهمْ
نَفَقٌ لا يبوحُ بأسرارهمْ
ستةٌ عدداً"
وهذا يأخذ القارئ إلى قدسية هؤلاء وكرامتهم التي خصم بها الله، بمعنى أن المتلقي يدخل إلى الموضوع/الحدث بحالة رهبة واهتمام، فالعدد/عددهم مهم، لهذا تم التركيز عليه، فقد اعطاه الشاعر صفة القدسية، ونلاحظ أن الأفعال في المقطع الأول معدومة إذا ما استثنيناء "يبوح" وهذا اشارة أخرى من الشاعر إلى ضرورة تركيزه على العدد، على هم/الستة.
كما أن هناك ألفاظ متعلقة بالعدد: "ستة (مكررة)، سابعهم، نفق، عددا" من هناك سيجد القارئ نفسه أمام (عدد) وعليه أن يتوقف عنده، لتناوله بأكثر من صورة وطريقة وشكل.
واللافت أن هناك صيغة ومعنى الجمع "ستة، هم، سابعهم، بأـسرارهم، عددا" بينما صيغة المفرد اقتصرت على "نفق، يبوح" الذي جاء ليتوحد معهم/مع الستة، ليكون جزءا منهم، من عددهم، وهذا يشكل دعوة للقارئ على التركيز عليهم وعلى عددهم. في المقطع الثاني يكرر الشاعر لفظ "كثيرون/أكثر (ثلاث مرات)
وكثيرون أكثر من حلمنا بالرجولة"
أكثر من قدرة الجبناء – كنحنُ – على العدِّ
أكثر من أن تحيط بهم جُدُرٌ أو سياجٌ
وحارسهم ربّهمْ"
في المقطع الثاني يكرر الشاعر لفظ "كثيرون/أكثر (ثلاث مرات)"ونجد أيضا صيغة ومعنى الجمع بأكثر من لفظ: "كثيرون، أكثر، حلمنا، الجبناء، كنحن، بهم، جدر، ربهم" بينما صيغة ومعنى المفرد نجده في: "العد، سياج، حارسهم" ونلاحظ أن المفرد جاء أيضا ليدعمهم (حارسهم ربهم) ويساندهم.
وإذا ما توقفنا عند المفرد في المقطع الأول "نفق" والمقطع الثاني "ربهم" نجد أنه مذكر، بمعنى أنه يحمل معنى الشدة والصلابة، بعكس المؤنث التي تعطي معنى الرقة والنعومة، وهذا يأخذنا إلى مضمون الفعل/الحدث، فهو فعل صعد/شديد يحتاج جهد وقوة وصلابة استثنائية، من هنا نجد الشاعر يستخدم "بالرجولة".
ستةٌ كسروا ظلّهمْ"
لينيروا السماء لنا
فالشموسُ مدارجهمْ
ستةٌ سيعيدون خلق فلسطين
من أول الحلمِ حتى إذا اكتملتْ فالجليل لهمْ
عرشهمْ"

يستمر الشاعر في التركيز على العدد الذي نجده في: "ستة (مكرر)، فالشموس، أول" وهذا يخدم وحدة القصيدة وتكامل موضوعها/حدثها/فكرتها، كما يركز على الأفعال والتي نجدها في: "كسروا، لينيروا، سيعيدون، خلق، اكتملت" وهذا جاء كمكل للتمهيد الذي تحدث عن فعل "الرجولة"/الشدة والصلابة.
واللافت في هذا المقطع اقتصار الأفعال والألفاظ القاسية والشديدة على البداية فقط: "كسروان ظلمهم" بينما بقية ألفاظ المقطع جاءت ناصع البياض: "لينيروا، السماء، مدرجهم، فالشموس، خلق، فلسطين، أول، الحلم، اكتملت، فالجليل، عرشهم" وهذا يتماثل تماما مع صعوبة وشدة وقسوة فعلهم: (حفر النفق)، ويتماثل مع حالة الفرح التي أصابتنا نحن المتلقين لفعلهم.
وإذا ما توقفنا عند المعنى الذي يحمله المقطع سنجد أن هناك ألفاظ متعلقة بالسماء/بالنور/بالعلو: "لينيروا، السماء، فالشموس" وألفاظ أرضية لكنها متعلقة بالعلو والرفعة: "فالجليل، عرشهم"، وهذه اشارة ـ غير مباشرة ـ إلى رفعة وعظمة وسمو فعلهم، من هنا جاء لفظ "خلق" ليؤكد على أن هناك فعل استثناء، لكنه موجود على الأرض/فلسطين/الجليل، بمعنى أن قدسية السماء ونورها مرتبط بالأرض ومتعلق بها، فالسماء والأرض يكملان/يتوحدان معا.
فاحرسوهم كما تحرس العين بؤبؤها"
واحرسوا حلمهمْ
إنهم ستةٌ حفروا نفقاً
فاحفروا نفقاً مثلهمْ"
بعد أن وصلنا على حالة الحلول والتوحد بين السماء والأرض، بمعنى أننا وصلنا إلى الإيمان المطلق، وقدسية الفعل/النفق، ومن قام به/الستة، وما نتج عنه/لينيروا، خلق، تأتي دعوة الشاعر لنقوم بما يلزم لنحاظ على إيماننا: فأحرسوهم، وأحرسوا، فاحفروا"، ووهذا الأمر، يشير إلى أن الشاعر يعلم (صعوبة) فعل الأمر على المتلقي، لهذا أخره حتى النهاية، ومهد له بطريقة جعلته (سهل) التناولن فبعد أن أخذ القارئ جرعة قوية من الإيمان، وأصبح مؤمنا، جاء فعل الأمر كمثبت ومؤكد على هذا الإيمان، الذي لا بد أن يقرن بالعمل/بالفعل، فكان "فاحرسوهم، واحرسوا، فاحفروا" واللافت في هذه الأفعال أنها جاءت بصيغة السرعة والاستعجال، من خلال حرفي الفاء والواو، كما أن التكرار في "فاحرسوهم/وحرسوهم، حفروا/فاحفروا، نفقا" يخدم العدد/ستة، لأن التكرار هنا جاء ست مرات، ويؤكد على أهمية وضرورة الفعل/العمل، وعلى ضرورة الاستعجال به.

القصيدة منشورة على صفحة الروائي "أحمد أبو سليم".



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الراعي وفاكهة النساء ميسون أسدي
- محمود شاهين وحزنه على فراق ميلينا في -رسائل حب إلى ميلينا -
- الألم وعبث الإنتظار في قصة -جسدي بين صبرا وبسمة- مجموعة رسائ ...
- الشكل والمضمون في قصيدة --أردنُّ يشفي بالهوى الأسقاما- عصام ...
- التنوع الأدبي في -الكراز- قصص قصيرة. حكايات ونصوص سعيد نفاع
- رواية الشمبر محمود عيسى موسى
- صوت الأنثى في -ذات صباح- آمال القاسم التميمي
- التعبئة الفكرية في رواية -الطريق إلى شارع يافا- عمار الزبن
- حضور المرأة في قصيدة -أيام كان الحب- كميل أبو حنيش
- محمد العمري -مرت فراشة-
- اللغة الخريفية في رواية -حنظلة- بديعة النعيمي
- الطريق إلى المرأة في قصيدة -حافي القدمين- عبد الله المساعيد
- البساطة في مجموعة -إيسولينا وعجة بالفلفل الأسود- منجد صالح
- الفانتازيا في رواية ثلاثة في الليل المتوكل طه
- الرواية الكاملة -خوف- خالد خضر
- السواد في رواية -رائحة النوم- مازن سعادة
- جمالية التقديم في رواية -حجر الفسيفساء، سيرة روائية- مي الغص ...
- -أسرى وحكايات- في فضاء عمان تقرير: حسن عبّادي/ حيفا
- فنية إيصال الفكرة في قصة -عزاء خلف القضبان- أيمن الشرباتي
- العناب المر على مائدة النقاش في مكتبة بلدية نابلس


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - العدد والتعداد في قصيدة -ستة هم- صلاح أبو لاوي