أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشكل والمضمون في قصيدة --أردنُّ يشفي بالهوى الأسقاما- عصام الأشقر














المزيد.....

الشكل والمضمون في قصيدة --أردنُّ يشفي بالهوى الأسقاما- عصام الأشقر


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7003 - 2021 / 8 / 29 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


الشكل والمضمون في قصيدة
""أردنُّ يشفي بالهوى الأسقاما"
عصام الأشقر
يفتتح الشاعر القصيدة بهذا البيت:
" إنّي حَمَلتُ بخـــــافقي الإعظــــــــــــامـــــــا
للمجدِ في الأردنّ حيثُ أقـــــــــامـــا"
أن تبدأ القصيدة بأنا/"إني"، فهذه اشارة من الشاعر إلى أن القصيدة متعلقة به/خارجة من داخله، من هنا نجده يؤكد على حضور الأنا من خلال: "حملت، خافقي" إذن هناك حمل لشيء مهم/عظيم، متعلق بشيء عظيم ألا وهو الأردن، لكن الشاعر لا يقدم هذا "العظيم/الأردن" بصورة مجردة، بل يقرنه ب"للمجد" وهذا ما يجعل فكرة البيت متواصلة ومتكاملة، بحيث يؤخذ كاملا، كحال العظماء الذين لا يمكن أن نجزء عظمتهم أو نفصلها عنهم، بهذا يكون شكل تقديم البيت منسجم ومتوحد مع الفكرة المراد طرحها.
في البيت الثاني نجد حركة/صراع ما بين عجز البيت وصدره،:
" إنْ مسّ داءٌ لا شفـــــــــاءَ لهُ يُــــــرَجّى
أردنُّ يشفي بالـهـــوَى الأســقــــــــاما"
"مس داء/أردن يشفي"، وقد بدأ الشاعر الحديث عن القسوة: "داء/لا شفاء" ثم انتقل إلى "يشفي"، لكن العبرة ليست في فكرة الشفاء الكامنة في البيت فحسب، بل في الألفاظ المستخدمة، فنلاحظ أنه يستخدم في حالة المرض "مس" التي تتكون من حرفين، "داء" ثلاثة حروف، في المقابل نجده في حالة الشفاء/العافية يستخدم ألفاظ: "أردن، يشفي" المكونة من أربعة حروف، فعدد الحروف المستخدمة في الشفاء يتفوق/يغلب عدد الحروف في حالة المرض/داء، وهذا يوصل الفكرة الشفاء/الأنتصار للمتلقي من خلال مضمون البيت ومن خلال الالفاظ المجردة.
ونلاحظ قوة حضور ال"أردن" من خلال قدرته على شفاء لفظ كبير/"الأسقاما" المكون من سبعة حروف، وهذا الرقم/العدد الكبير يتم معالجته وشفاءه من خلال أردن"/أربعة حروف فقط، وهذا ما يجعل أثر/قوة "أردن" كبيرة وعظيمة.
"أو غِيضَ كلُّ الشَّرقِ في وَحْلِ الخَنَا
دَرَجُ الـمعـــــــــالي نحوَهُ يَتَســــــــــامى"
يستمر الشاعر في الحديث عن الصراع من خلال: "وحل، خنا/المعالي، يتسامى" ونلاحظ أن الانتصار للألفاظ الكبيرة: "المعالي/يتسامى" التي تتفوق على الصغيرة "وحل، الخنا"، وهذا يخدم الفكرة التي يحملها حجم الألفاظ الذي جاءت به، كما يخدم فكرة استمرار الصراع، من هنا كان لا بد من إيجاد محفز يرفع معنويات المقاتلين:
"بلدُ الرِّجالِ وقد تَنـــــــــــادى جُــــــــــــندُهُ
سيفٌ على الأعداءِ ليسَ كلامـــا"
بهذا يرفع الشاعر المعنويات، ويتحقق النصر، وهنا تاخذ القصيدة منحى آخر، منحى البياض والفرح المطلق، بحيث تتوحد الألفاظ البياض/الناعمة في خدمة فكرة النصر وما يعقبه من انجازات.
"عينٌ على التّــــــــــــاريخِ تَشهدُ نَصــــــــرَهُ
وتقــــــــيمُ أفـــــراحًا بِهِ تَتَـــــنَامى
يا كاتبَ التَّـــــــــــــــاريخِ جَــــــــلِّــــي دورَهُ
قصصٌ سمت تروي لنا الإقدامـــــا
إنّي رجــوتُ الله يحــــــــفظَ مجـــــــــــــــــــــدَهُ
يا ربِّ فاجـــعل عِـــــــزَّهُ مادامــا
واجعله هديا يستضاء بنوره
وأدم عليه السلم والإسلاما"
بحث نجد الألفاظ بمجملها بيضاء وهادئة: "عينٌ، التّــــــــــــاريخِ (مكرر)، تَشهدُ، نَصــــــــرَهُ، وتقـــــــــــــيمُ، أفــــــــــــراحًا، تَتَـــــــــــــــــــــنَامى، كاتبَ، جَــــــــلِّــــي، قصصٌ، سمت، تروي، الإقدامـــــا، الله، يحــــــــفظَ، مجـــــــــــــــــــــدَهُ، ربِّ، عِــــــــــزَّهُ، مادامــــــــــــــا، هديا، يستضاء، بنوره، وأدم، السلم، والإسلاما".
وإذا ما توقفنا عند هذه الألفاظ نجدها متعلقة بالمعرفة/العلم: "كاتب، قصص، تروى، تاريخ" وأخرى متعلقة بالتقدم والرفعة والكرامة: "نصره، مجده، عزه، وتقيم، تتنامى، الإقداما"، وأخرى تشير إلى حالة الإيمان: "الله، رب، يحفظ"، وختمها بحالة الاستدامة "السلم، السلاما"، وبهذا تكون الألفاظ المجردة قد أوصلت فكرة النصر/الفرح/البياض للمتلقي، إضافة إلى المضمون الذي تمليه القصيدة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوع الأدبي في -الكراز- قصص قصيرة. حكايات ونصوص سعيد نفاع
- رواية الشمبر محمود عيسى موسى
- صوت الأنثى في -ذات صباح- آمال القاسم التميمي
- التعبئة الفكرية في رواية -الطريق إلى شارع يافا- عمار الزبن
- حضور المرأة في قصيدة -أيام كان الحب- كميل أبو حنيش
- محمد العمري -مرت فراشة-
- اللغة الخريفية في رواية -حنظلة- بديعة النعيمي
- الطريق إلى المرأة في قصيدة -حافي القدمين- عبد الله المساعيد
- البساطة في مجموعة -إيسولينا وعجة بالفلفل الأسود- منجد صالح
- الفانتازيا في رواية ثلاثة في الليل المتوكل طه
- الرواية الكاملة -خوف- خالد خضر
- السواد في رواية -رائحة النوم- مازن سعادة
- جمالية التقديم في رواية -حجر الفسيفساء، سيرة روائية- مي الغص ...
- -أسرى وحكايات- في فضاء عمان تقرير: حسن عبّادي/ حيفا
- فنية إيصال الفكرة في قصة -عزاء خلف القضبان- أيمن الشرباتي
- العناب المر على مائدة النقاش في مكتبة بلدية نابلس
- الهم الشخصي والجمعي في -آن وقت الرحيل- وجيه مسعود
- كامل ياسين القصيدة الكاملة -رؤيا-
- المجتمع الذكوي في رواية -اليتيمة- جميل السلحوت
- التجديد في نوع الأدب غواية الزنزلخت عبد الله رضوان


المزيد.....




- صفحة قائد الثورة باللغة العبرية: الكيان الصهيوني هو الكيان ا ...
- أول ظهور للفنانة أنغام بعد رحلة العلاج
- في احتفال بقاعة صاحب حداد الإعلان عن نتائج منافسة الأفلام ال ...
- صناع أفلام عالميين-أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- محمد رمضان في بيروت وهيفاء وهبي تشعل أجواء الحفل بالرقص والغ ...
- -بيت العبيد- بالسنغال ذاكرة حيّة لتجارة الرقيق عبر الأطلسي
- وزير الثقافة يفتتح معرضا للفن التشكيلي وجدارية أيقونة القدس ...
- -شومان- تعلن الفائزين بجائزة أدب الأطفال لعام 2025
- موغلا التركية.. انتشال -كنوز- أثرية من حطام سفينة عثمانية
- مريم أبو دقة.. مناضلة المخيمات التي جعلت من المسرح سلاحا للم ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشكل والمضمون في قصيدة --أردنُّ يشفي بالهوى الأسقاما- عصام الأشقر