رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7054 - 2021 / 10 / 22 - 00:06
المحور:
الادب والفن
منذر يحيى عيسى
الدهشة في الومضة:
"البرتقالةُ التي تركتها على الشجرةِ وحيدةً
أصابها حزنٌ شديدٌ"
فهوتْ لتنعمَ بدفءِ الترابْ"
الفكرة مدهشة بالتاكيد، فأنسة "البرتقال" وأعطائه صفات/"حزن" الإنسانية أمر مثير، لكن جمالية الومضة لا تكمن بهذه الصفة فقط، بل في إعادتنا إلى رمزية البرتقال، رمزية فلسطين الأولى قبل أن تتحول إلى الزيتون واللوز، وبهذا يكون القاص قد أحدث فعلين، دهشة أدبية، وتقديم فكرة أرض فلسطين التاريخية.
القاص يؤكد على أهمية الارض من خلال: "فهوت لتنعم بدفء التراب" فهو لا يذكر الوطن،/الأرض وإنما التراب، وهذا "الترب" متماثل مع الصورة/الحالة الأدبية التي جاءت ضمن سياق الومضة/القصة، فهو لا يريد أن (يخدش) جمالية القصة، لهذا أبقاها محتفظة بصيغتها كنص أدبي، وليس سياسي.
وإذا ما توقفنا عند فعل القاص "تركتها"، الذي (يختفي) بعدها، إن كان على مستوى فكرة القصة، أو ضمن (الواقع)، بحيث لم يعد له وجود، فهو بإبتعاده عن الأحداث، ترك المجال "للبرتقالة" لتقوم بفعلين، "أصابها، فهوت" والجمل في الفعلين، أن الأول"أصابها" جاء قاسي "حزن شديد" والثاني كان فيه الراحة: "لتنعم بدفء" بمعنى أنها وجدت (الراحة/السكينة) بينما القاص غاب ولم نعرف عنه شيء، بمعنى أنه أصبح مجهول الحال/المكان/الظرف، وبهذا تكون "شجرة البرتقال والتراب" هما مركز الأحداث، وهما من ثبت في القصة والمكان، وهما أبقى من القاص الذي رحل/غاب/اختفى.
الومضة منشورة على صفحة القاص
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟